( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) [الأعراف: 180]
له تعالى تسعةٌ وتسعون اسماً من أحصاها وحفظها دخل الجنة، يقول صلى الله عليه وسلم(: إن لله تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة)).
وليس معنى ذلك حفظ هذه الأسماء حفظاً باهتاً جامداً لا روح فيه، ولا معرفة لحقوقه، ولكنه حفظها ومعرفتها والقيام بعبوديتها، وكما أن حفظ القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به فكذلك الأسماء لا تنفع من لا يقوم بفحواها، ويعيش مبناها ومعناها، وهذا الحديث لا يعني أن هذه هي أسماؤه- جل وعلا-فقط، فله أسماء غيرها لا تدخل تحت حصر، ولا تحد بعدد، علمها من علمها ،وجهلها من جهلها، ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم(: "أسألك بكل أسم هو لك، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك.."
ولكن أردت بهذه المقدمة بتعريف أسم من أسماء الله الحسنى ، وهو الكريم الذي لا يضيع من توسل إليه... ولا يترك من التجأ إليه... وإذا أضيف الكرم إلى الله تعالى فهو اسم لكمال إحسانه وإنعامه... يبتدئ بالنعمة من غير استيجاب... ويتبرع بالإحسان من غير سؤال... ويعفو عن السيئات ...ويغفر الذنوب ...ويخفي العيوب... ويكافئ بالثواب الجزيل على العمل القليل...
وقد جعل كل ما في الأرض لمنفعة عباده..فقال(: (خلق لكم ما في الأرض جميعاً))[ البقرة:29] ..
وأعد للمتقين في الآخرة جنة عرضها كعرض السماوات والأرض.. وسخر للإنسان كل ما في السموات والأرضين..فقال(: (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه))[الجاثية:13]،
وهو تعالى أكرم الأكرمين.. قال تعالى (: (أقرأ وربك الأكرم )[العلق:3]،
وهو الكريم المنعم المتفضل.. قال تعالى(: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك))[ الانفطار:6-8]
( فإن ربي غنيٌ كريم)) [النمل 40]
أما الثمرة الناتجة من العلم بأسماء الله الحسنى
يقول الشيخ عمر الأشقر(: "إن العلم بأسماء الله وصفاته هو العاصم من الزلل، والمقيل من العثرة والفاتح لباب الأمل ، والمعين على الصبر، والواقي من الخمول والكسل.")
والإنسان إذا أغلقت الأبواب في وجهه،، وسدت أمامه الطرق،، وتعثرت به القدم،، وسودت الدنيا في عينه،، ،، للوصول إلى تحقيق مراده، ، فليلتجأ إلى باب الله ،، فأبوابه مفتوحة دائماً،، لم تغلق في ساعة نهار أو ليل،،
(أمن يُجيبُ المُضطر إذا دعاهُ)
إن من كرمه أنه يجيب دعوات أناس غير مسلمين في حالة اضطرارهم إليه وانطراحهم بين يديه وثقتهم في لطفه وطمعهم في كرمه، فهو يجيب نداءهم، ويكشف ضرهم كرماً منه فهو الكريم..
تأليف الدكتور ناصر الزهراني. (بتصرف)