التنجيم
وهذه الطريقة تسمى أيضاً بـ ( الرصد ) لأن الساحر يترصد طلوع نجم معين ثم يقوم بمخاطبته بتلاوات سحرية ثم يتلو طلسماً يحمل في طياته من الشرك والكفر ما الله به عليم ثم يفعل حركات – يزعم أنها تعمل على استنزال روحانية هذا النجم– ولكنها في الحقيقة عبادة لهذا النجم من دون الله ،وإن كان النجم لا يدري فتلك عبادة وتعظيم لغير الله فعند ذلك تقوم الشياطين بتلبية أمر الساحر اللعين فيظن الساحر أن النجم هو الذي ساعده ولكن النجم المفترى عليه ما يدري بشيء من هذا ، ويزعم السحرة أن هذا السحر لا يحل إلا إذا ظهر النجم مرة أخرى وهناك نجوم لا تظهر في العام إلا مرة واحدة فينتظرون ظهوره ثم يقومون بتلاوة فيها استغاثة بهذا النجم ليحل لهم سحرهم.
ولا يخفى ما في هذه الطريقة من تعظيم لغير الله واستغاثة بغير الله وكل هذا شرك ناهيك عن الطلاسم الكفرية .
طريقة الكف
وفي هذه الطريقة يحضر الساحر صبياً لم يبلغ الحلم بشرط أن يكون غير متوضئ ثم يأخذ كف الصبي الأيسر ثم يرسم عليه مربعاً
ويكتب حول هذا المربع طلاسم سحرية – وطبعاً تحتوي على شرك – يكتب هذه الطلاسم حول المربع من جهاته الأربع ثم يضع في كف الصـبي في وسط هـذا المربع ( زيت وزهرة زرقاء) أو ( زيت وحبر أزرق ) ثم يكتب طلاسم أخرى بحروف مفردة على ورقة مستطيلة ثم توضع هذه الورقة كالمظلة على وجه الصـبي ويرتدي فوقها قلنسوة حتى تثبت ثم يغطي الطفل كـله بثوب ثقيل والطفل في هذه الحالة يكون ناظراً في كـفه فطبعاً لا يراه لأن الجو مظلم ثم يبدأ الساحر الملـعون بقراءة عزيمة كفرية شديدة ، فإذا بالطفل يشعر كأن الجو قد أصبح نوراً ويرى صوراً تتحرك في كفه فيقول الساحر للصبي ماذا ترى ؟
فيقول الصبي : أرى أمامي صورة رجل .
فيقول الساحر : قل له يقول لك المعزم كذا وكذا فتتحرك الصورة حسب الأوامر.
وغالباً ما يستخدمون هذه الطريقة في البحث عن الأشياء المفقودة ولا يخفى كذلك ما في هذه الطريقة من شرك وكفر وطلاسم غير مفهومة .
طريقة الأثر
وفي هذه الطريقة يطلب الساحر من المريض بعض آثاره من منديل أو عمامة أو قميص أو أي شيء يحمل رائحة عرق المريض ثم يعقد هذا المنديل من طرفه ثم يقيس مقدار أربعة أصابع ثم يمسك المنديل مسكاً محكماً ثم يقرأ سورة التكاثر أو أي سورة قصيرة يرفع بها صوته ثم يقول طلسماً شركياً يسر به ثم ينادي الجن ويقول إن كان ما به من المرض سببه الجن فقصروه وإن كان ما به من العين فطولوه وإن كان من الطب فدعوه كما هو ثم يقيسه مرة أخرى بعد ذلك فإن وجده قد طال عن أربعـة أصابع قال أنت مصاب بعين (الحسد ) وإن كان قد قصر قال أنت مصاب بالجن وإن وجدوه كما هو أربعة أصابع قال ما عندك شيء اذهب إلى طبيب
علامات يعرف بها الساحر
إذا وجدت علامة واحدة من هذه العلامات في أحد
المعالجين فهو ساحر بلا أدنى ريب ، وهذه العلامات هي :
1- يسأل المريض عن اسمه واسم أمه
2- يأخذ أثراً من آثار المريض ( ثوب – قلنسوة – منديل – فانيلة ….) .
3- أحياناً يطلب حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه وربما لطخ بدمه أماكن الألم مــن المريض ، أو يرمي به في مكان خرب
4- كتابة الطلاسم .
5- تلاوة العزائم والطلاسم الغير مفهومة .
6- إعطاء المريض ( حجاباً ) يحتوى على مربعات بداخلها حروف أو أرقام .
7- يأمر المريض بأن يعتزل الناس فترة معينة في غرفة لا تدخلها الشمس ويسميها العامة ( الحجبة ) .
8- أحياناً يطلب من المريض ألا يمس ماء لمدة معينة غالباً تكون أربعين يوماً ، وهذه العلامة تدل على أن الجني الذي يخدم هذا الساحر نصراني .
9- يعطي للمريض أشياءً يدفنها في الأرض .
10-يعطي للمريض أوراقاً يحرقها ويتبخر بها .
11- يتمتم بكلام غير مفهوم .
12-أحياناً يخبر الساحر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته التي جاء من أجلها .
13-يكتب للمريض حروفاً مقطعة في ورقة ( حجاب ) أو في طبق من الخزف الأبيض ويأمر المريض بإذابته وشربه
فإن علمت أن الرجل ساحر فإياك والذهاب إليه وإلا ينطبق عليك قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ).
حكم الساحر في الشريعة الإسلامية
1- قال الإمام مالك رحمه الله تعالى:
الساحر الذي يعمل السحر ولم يعمل ذلك غيره هو مثل الذي قال الله تبارك وتعالى في كتابه:وَلَقَدْ عَلِمُوا لـَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (102) البقرة
فأرى أن يقتل إذا عمل ذلك هو نفسه.
2- قال ابن قدامة رحمه الله تعالى :
وحد الساحر القتل روي ذلك عن عمر وعثمان بن عفان وابن عمر وحفصة وجندب بن عبد الله وجندب بن كعب وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز وهو قول لأبي حنيفة ومالك .
3- قال القرطبي رحمه الله تعالى :
اختلف الفقهاء في حكم الساحر المسلم والذمـي فذهـب
مالك إلى أن المسلم إذا سحر بنفسه بكلام يكون كفراً يقتل ولا يستتاب ، ولا تقبل توبته لأنه أمر يستسر به كالزنديق والزاني ، ولأن الله تعالى سمى السحر كفراً بقوله :
وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ (102) سورة البقرة
وهو قول أحمد بن حنبل وأبي ثور وإسحاق والشافعي وأبي حنيفة.
4- وقال ابن المنذر رحمه الله تعالى :
إذا أقر الرجل بأنه سحر بكلام يكون كفراً وجب قتله إن لم
يتب وكذلك لوثبت به عليه بينة ووصفت البينة كلاماً يكون كفراً.
وإن كان الكلام الذي ذكر أنه سحر به ليس بكفر لم يجز قتله ، فإن كان أحدث في المسحور جناية توجب القصاص اقتص منه إن كان عمد ذلك ، وإن كان مما لا قصاص فيه ففيه دية ذلك.
5- قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى :
من ذهب إلى تكفير الساحر كما هو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل وطائفة من السلف وقيل بل لا يكفر ولكن حده ضرب عنقه لما رواه الشافعي وأحمد قالا : أخبرنا سفيان – هو ابن عيينة – عن عمرو بن دينار أنه سمع بجلة بن عبدة يقول : ( كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ، قال فقتلنا ثلاث سواحر ) .
قال : وقد أخرجه البخاري في صحيحه.
قال : وهكذا صح أن حفصة أم المؤمنين سحرتها جارية لها فأمرت بها فقتلت .
6- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
وعند مالك أن حكم الساحر حكم الزنديق فلا تقبل توبته ، ويقتل حداً إذا ثبت عليه ذلك وبه قال أحمد .
وقال الشافعي : لا يقتل إلا إن اعترف أنه قتل بسحره فيقتل
به.