السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمن يغار على بيته
لمن يريد النصيحة لأهله
لمن يريد الفوز بالجنان

هذا هو الحل


لماذا الحجاب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد :
ما هو الحجاب – لماذا الحجاب – ما المقصد من وراء الحجاب – ما حكم التهاون في أمر الحجاب – لماذا لا نغير هذه الأحكام بتبديل الزمان (تيسير أمر الحجاب) – هل نصرة السلمين متعلقة بالحجاب .
كثيراً ما نسمع هذه الأسئلة في حياتنا اليومية ونواجهها باستمرار,أسئلة قد نسمعها من أُناس متعلمين ولكنهم قد جهلوا في حقيقة هذا الأمر أو اشتبه عليهم ذلك الأمر , وقد نسمعها من أُناس جهله يُريدون أن يهدموا صورة الإسلام ليخرجوا من نور الإسلام إلي ظلمات الهوى والشيطان والحضارة الغربية الجاهلة .
الحجاب : ليس الحجاب الذي نعنيه مجرد ستر لبدن المرأة فقط , إن الحجاب عنوان تلك المجموعة من الأحكام الاجتماعية المتعلقة بوضع المرأة في النظام الإسلامي , وعلى راس تلك المجموعة حجاب البيت وهو الحجاب الأكبر والاشمل والأجمل لكلمة الحجاب لقوله تعالى ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) أي الزمن بيوتكنًّ ولا تخرجن لغير حاجة ,وهذا هو الحجاب الذي يحجب النظر بالكلية وهو الحصن الحصين من كل رذيلة ومن كل سوء ومن كل نظرةٍ مسمومة ومن كل شيطانٍ مارد ينتظر خروج المرأة من بيتها .
ليستشرفها وليزين لها ويغويها , كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المرأة عورة , فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من ربها وهي في قعر بيتها ) (رواه الترمذي) أقرب ما تكون من ربها في قعر بيتها هذا هو أصل الفطرة الإنسانية التي أقرها الله في نفوس البشر لأن البيت هو المكان الملائم بحد ذاته للمرأة لعملها وتدبير أُمور هذا البيت وتربية الأولاد والتفرد والتخلص م كل ما يشغلها عن أمر زوجها وبيتها ودينها والله أعلم بما يصلح أمر العباد ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) ومن تلك المجموعة الحجاب الشخصي المراد به خارج البيت في ضرورة وحاجةٍ ماسه وهو الأمر بالحجاب الساتر لجميع البدن دون استثناء لقولة تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ).
كما يتبين لنا في هذه الآية انه لكل النساء عامة ويتضمن هذا الحجاب شروط معينه منها
أن يكون ساتراً لجميع البدن لأن المرأة عورة , دون استثناء الوجه واليدين كما في الايه لكي لا تكون هناك أُذية لهن ولا تكون هناك فتن وما يتبعها من خطوات الشيطان لأن الوجه هو المراد في ذلك , وكذلك يجب أن يكون ذا لون واحد ولا يكون ذي ألوان جذابة للنظر , أي الأ يكون الحجاب بذاته جذاب , وكذلك يجب أن يكون فضفاضاً وسعاً غير لاسق بالجسم , وكذلك يجب أن يكون سميكاً لا يكشف شيء .وأبرز ما يجب أن يتوفر في الحجاب من شروط وهو عدم التشبه بالرجال والأ يكون معطراً لخطورة ذلك الأمر .
وثالث تلك المجموعة وهو الداعي إلى البيئة الإجتماعية الصالحة وإلى الفطرة السليمة وإلى محاربة الشيطان بذاته , لأن هذا النوع هو سهم من سهام إبليس يصطاد به قلوب البشر وهو النظر أي حجب النظر لقوله تعالى (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون)َ ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ).
وهذا هو الحجاب المانع لوقوع الفتن والرذائل في المجتمع لأن النظرة تولد الخطرة , والخطرة تولد الفكرة , والفكرة تولد الشهوة , والشهوة تولد الإرادة , والإرادة تولد العزيمة , فإذا قويت العزيمة وقع المحظور وسقطت في المعصية , أي القلب يشتهي والفرج يصدق , وكذلك الحياء في القول والمشي لكي لا يطمع الذي في قلبه مرض . والخروج من هذه الرذائل وسيء الأخلاق والفتن والشبهات والمحرمات يجب علينا أن ننساق إلى ما أمر الله والعمل بمقتضاه والإنتهاء عما نهى ومن تلك الأشياء التي تسبب هذه المحرمات والشبهات هي عدم إطاعة الله في ما شرع والوقوف عما نهى ومن هذه الأشياء عدم ارتداء الحجاب وعدم ارتداء حجاب الحياء وكثرة الاختلاط بين الرجال والنساء في أماكن العمل والأماكن العامة وكثرة الخروج من البيت وهو الحجاب الأكبر من غير حاجة , والخروج لإسباب تافهة في حد ذاتها هذه الأسباب تؤدي إلى الاختلاط مثل حضور المهرجانات والحفلات وأماكن اللهو كما قال عليه السلام (الحياء والإيمان مقرونان في قرن فإذا ذهب احدهما تبعه صاحبه)
ولماذا فإن الحجاب بكل أنواعه هو أساس تلك الطهارة في المجتمع والعفة وأساس كل فطرة سليمة تدعوا إلى إظهار الحق وإخفاء الباطل وهو في حد ذاته نظام إذا نُزع هذا النظام من المجتمع فسد المجتمع وساءت الأخلاق وانُتهكت الأعراض وانتشرت الرذائل بين الناس وأصبح المعروف منكراً والمنكر معروف كما هو اليوم , فلذلك يجب على كل مسلم ومسلمة ذا قلب حي أن يعف هذه المسئله ويتجه نحو التغير (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ).
ومن هذا المنطلق يجب أن يفهم الناس جميعاً أنهم مأمورون بشريعه ودين من عند الله لا من عند أنفسهم ويجب على كل مسلم اتباع ذلك الدين بكل نواحيه والإنتهاء عما نها لقوله تعالى (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) .
ولهذا فإن الله أمر بوجوب الحجاب بكل أنواعه , ولذا يجب علينا الإتباع لكي نفوز بالفوز الكبير وهو رضى الله ودخول جنته لقوله تعالى ( يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (68)
الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (72)لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ).
وأما من أراد الضلال المبين وحاد عن طريق الصواب ونهج الأنبياء واتبع سُبل الشيطان والطاغوت وأراد الجاهلية لقوله تعالى (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ).
وقد توعد الله سبحانه لمن خالف أمره بالعذاب الأليم وأشد أنوع العذاب لقوله تعالى (وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7)يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8)وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (9)مِن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10)هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ).
وقد نبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم وحذرنا من الإبتداع في الدين وإحداث شيء جديد فيه لأنه دين كامل من عند الله ولأنه مُبرأ من نتائج الجهل الإنساني والقصور الإنساني لقوله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) (متفق عليه ) وأرشدنا إلى الصواب والنهج الإلهي الكامل السليم وبين لنا أن كل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار وهذا دينٌ كامل جاء من عند الله لنتحاكم به في ما بيننا في ما أراد الله لنا , وصدق الله العظيم إذ قال (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) . ولهذا فإن تنصروا الله ينصركم , وبشر الله عباده إذ قال (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ).
لأنهم مع هذه المجاهدة النفسيه والشيطانية التي جاهدوها في سبيل الله هداهم الله لقوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ). أي هداهم السبيل الموصل للنصر والفوز الكبير (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ). والله مع الصابرين.