الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أم ريوف

    أم ريوف تقول:

    افتراضي مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة



    إخوتي الأفاضل
    أخواتي العزيزات
    من هذه الصفحة
    ومن بين طياتها
    نتطلع منكم أن تجودوا
    بما عندكم من مشاركات
    تهم هذا الملتقى
    ********مـــلــــــــتـــــــــقـــــــــى الـــــقـــــــرآن للـــــــشــــــــقــــــــائق********
    ************************************************** ****************
    لأنه سوف يتم إغلاق الملتقى
    ولن يكون فيه طرح مواضيع أخرى
    غير الدورات المقامة فيه
    دورات { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } للشقائق


    فلكم كل الحرية هنا في وضع المفيد والجديد
    جعله الله في موازين أعمالكم

    التعديل الأخير تم بواسطة أم ريوف ; 16 Mar 2007 الساعة 12:59 AM
    [glow="9999CC"]
    أم ريوف



    [/glow]
    ___________



  2. الصورة الرمزية ياقوت

    ياقوت تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    السلام عليكم ..
    أقدم بين يدي أخواتي موقف وكلمة ينبغي أن يكون لكل منا معه وقفة تأمل
    ثم .. قرار !!
    أكتبه من ذاكرتي مع الاعتذار عن بيان مصدره الموثق لأنه وقر في قلبي من محاضرة قديمة سمعتها لكني لم أنسه أبدا..
    ولعل العبرة منه تغني عن أي اعتذار !

    يقول ابن القيم عن شيخه ابن تيمة رحم الله الجميع أنه جلس يوما متأملا بسورة الفاتحة من بعد صلاة الفجر وحتى الضحى
    ولما سأله ابن القيم قال : والله ما انتهيت من عجائبها !! أسفا على ما ضيعته من عمري في غير كتاب الله !!

    وما كان عمر ابن تيمية إلا في كتاب الله !!

    فكيف بأمثالنا رحمنا الله وغفر لنا ..
    بعد هذا .. أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن وخاصته وأن يرزقنا حب كتابه والعمل به وحفظه

    والسلام عليكم
  3. الصورة الرمزية nooory3

    nooory3 تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أسأل الله أن يبارك فيك أختي أم ريوف ،،

    أختي الغالية ياقوت لا نقول إلا الله المستعان على أمره نسأل الله أن يغفر لنا تقصيرنا ويتوب علينا

    ويصلح قلوبنا ويطهرها من أدرانها

    وفقك الله أختي ياقوت ورفع قدرك ///

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    [align=center]
    [media]http://www.almky.net/upload/alhob.mp3[/media]
    [/align]
    ...

    [align=center]
    الابتلاء في كل أمره خير .... وإن كان في ظاهره الوهن والتعب فالله عز وجل ما يريد بالمرء إلا رفعة له بالدنيا والآخرة وتنقيته من كل ذنوبه ومعاصيه فلا يتخلل في النفس التملل والاعتراض فبالصبر عليه يكون جزاؤه أعظم المصاحبة حيث يكون بمعية الله عز وجل لقوله سبحانه وتعالى :: إِنَّ الله مَعَ الصابرين :: أسأل الله العلي القدير أن يكشف الضر عن كل مبتلى
    [/align]

    // هنيئا لمن طلّق الدنيا فَرَبِحَ الآخرة //
  4. الصورة الرمزية nooory3

    nooory3 تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله بروحي وبأبي وأمي هو صلى الله علهي وسلم ،،،

    كلمات طيبة ومباركة أبتدأ بها الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ( رحمه الله وجمعنا به تحت ظله يوم

    لا ظل إلا ظله ) تفسير كتاب الله عزوجل ( القرآن الكريم ) وخاصة إننا وبإذنه تعالى سنبدأ بحفظ سورة

    البقرة لذا وجب علينا ألا ننسى سورة الفاتحة حتى كل منا تكون ملمة لتفسير القرآن الكريم كاملا ولعلي

    أنقل بداية المفاهيم الأساسية التي تختص أعظم كتاب ...راجية من الله تبارك وتعالى أن ينفع بها كل

    الأخوة والأخوات ،،، إنه ولي ذلك والقادر عليه

    ================================================== ======


    القرآن في اللغة: مَصْدَرُ قرأَ بمعنى تَلا، أو بمعنى جَمع، تقول: قَرَأ قَرْءاً وقُرْآناً، كما تقول: غفر غَفْراً وغُفْراناً فعلى المعنى الأول (تلا) يكون مصدراً بمعنى اسم المفعول؛ أي بمعنى متلوّ وعلى المعنى الثاني (جَمَعَ) يكون مصدراً بمعنى اسم الفاعل؛ أي بمعنى جامع لجمعه الأخبار والأحكام(1).

    والقرآن في الشرع: كلامُ الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس قال الله تعالى: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً).

    [الإنسان: 23] ، وقال: { )إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2).

    وقد حَمَى الله تعالى هذا القرآن العظيم من التغيير والزيادة والنقص والتبديل، حيث تكفَّل عز وجل بحفظه فقال: )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) ولذلك مضت القرون الكثيرة ولم يحاول أحدٌ من أعدائه أن يغيرَ فيه، أو يزيد، أو ينقص، أو يبدل إلا هتك الله تعالى ستره، وفضح أمره.

    وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة، تدلُّ على عظمته وبركته وتأثيره وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.

    قال الله تعالى: { )وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) (الحجر:87)(وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) (ق:1)

    وقال تعالى: { )كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29

    { )وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155) } ، )إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (الواقعة:77) }، {)إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (الاسراء:9).

    وقال تعالى: { )لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21) (وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (التوبة:124 )وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ) (التوبة: )( 125).

    {)وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغ)(الأنعام: الآية19) }، )فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً) (الفرقان:52).

    وقال تعالى:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل: الآية89) }

    وقال تعالى: {)وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ )(المائدة: الآية48).

    والقرآنُ الكريمُ مصدرُ الشريعةِ الإِسلامية التي بُعِثَ بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافَّة، قال الله تعالى:{)تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1) }، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1) )اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) (ابراهيم:2).

    وسنةُ النبي صلى الله عليه وسلم مصدرُ تشريعٍ أيضاً كما قرره القرآن، قال الله تعالى: {)منْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80) }{ ) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(الأحزاب: الآية36) } ، { )وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر: الآية7) } ، { )قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)

    يتبع


    [align=center]
    [media]http://www.almky.net/upload/alhob.mp3[/media]
    [/align]
    ...

    [align=center]
    الابتلاء في كل أمره خير .... وإن كان في ظاهره الوهن والتعب فالله عز وجل ما يريد بالمرء إلا رفعة له بالدنيا والآخرة وتنقيته من كل ذنوبه ومعاصيه فلا يتخلل في النفس التملل والاعتراض فبالصبر عليه يكون جزاؤه أعظم المصاحبة حيث يكون بمعية الله عز وجل لقوله سبحانه وتعالى :: إِنَّ الله مَعَ الصابرين :: أسأل الله العلي القدير أن يكشف الضر عن كل مبتلى
    [/align]

    // هنيئا لمن طلّق الدنيا فَرَبِحَ الآخرة //
  5. الصورة الرمزية nooory3

    nooory3 تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    1- نزول القـرآن

    نزول القرآن نَزل القرآنُ أوَّل ما نزل على رسول الله في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى: {)إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) } ، )إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان:4) {)شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: الآية185)}

    وكان عُمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعطاء وسعيد بن المسيِّب وغيرهم وهذه السِّنُّ هي التي يكون بها بلوغ الرشد وكمال العقل وتمام الإِدراك

    والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، جبريلُ أحدُ الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن: {)وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء:192)( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) (الشعراء:193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ) (الشعراء: 194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)

    وقد كان لجبريل عليه السلام من الصفات الحميدة العظيمة، من الكرم والقوة والقرب من الله تعالى والمكانة والاحترام بين الملائكة والأمانة والحسن والطهارة؛ ما جعله أهلاً لأن يكون رسول الله تعالى بوحيه إلى رسله قال الله تعالى: { )إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (التكوير:19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) (التكوير:20)(مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) (التكوير:21))عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم:5) (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى) (النجم:6)( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الأَعْلَى) (النجم:7)

    ) وقال: )قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:102)

    وقد بيَّن الله تعالى لنا أوصاف جبريل، الذي نزل بالقرآن من عنده، وتدل على عظم القرآن، وعنايته تعالى به؛ فإنه لا يرسل من كان عظيماً إلا بالأمور العظيمة

    2 - أول ما نزل من القـرآن

    أول ما نزل من القرآن على وجه الإِطلاق قطعاً الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، وهي قوله تعالى: { )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) (العلق:2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (العلق:3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (العلق:4)( عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5) ثم فتر الوحي مدة، ثم نزلت الآياتُ الخمسُ الأولى من سورة المدثر، وهي قوله تعالى: {)يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) )قُمْ فَأَنْذِرْ) (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) (المدثر:3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:4) ))وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:5)

    ففي "الصحيحين": "صحيح البخاري ومسلم"(2) عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت: حتى جاءه الحقُّ، وهو في غار حراء، فجاءه المَلَكُ فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أنا بقارئ (يعني لستُ أعرف القراءة) فذكر الحديث، وفيه ثم قال: )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)} إلى قوله: )(عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) } [العلق: 1 - 5] وفيهما(3) عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء" فذكر الحديث، وفيه: فأنزل الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُقُمْ فَأَنْذِرْوَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) } إلى ( المدثر: 1 – 5).

    وثمت آيات يقال فيها: أول ما نزل، والمراد أوّل ما نزل باعتبار شيء معين، فتكون أوليّة مقيدة مثل: حديث جابر رضي الله عنه في "الصحيحين"(4) أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) } [المدثر: 1] قال أبو سلمة: أنبئت أنه {)اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) } [العلق: 1] فقال جابر: لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت" فذكر الحديث وفيه: "فأتيت خديجة، فقلت: دثروني، وصبَّوا عليّ ماءً بارداً، وأنزل عليّ: {)يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) } إلى قوله: ))وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) } [المدثر: 1 - 5] "

    فهذه الأوَّلية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله: )قُمْ فَأَنْذِرْ } [المدثر: 2] ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نُبِّئ بـ: { اقْرَأْ } [العلق: 1] وأرسل بـ (المدثر) [المدثر: 1]
    [align=center]
    [media]http://www.almky.net/upload/alhob.mp3[/media]
    [/align]
    ...

    [align=center]
    الابتلاء في كل أمره خير .... وإن كان في ظاهره الوهن والتعب فالله عز وجل ما يريد بالمرء إلا رفعة له بالدنيا والآخرة وتنقيته من كل ذنوبه ومعاصيه فلا يتخلل في النفس التملل والاعتراض فبالصبر عليه يكون جزاؤه أعظم المصاحبة حيث يكون بمعية الله عز وجل لقوله سبحانه وتعالى :: إِنَّ الله مَعَ الصابرين :: أسأل الله العلي القدير أن يكشف الضر عن كل مبتلى
    [/align]

    // هنيئا لمن طلّق الدنيا فَرَبِحَ الآخرة //
  6. الصورة الرمزية nooory3

    nooory3 تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    3 - نزول القـرآن ابتدائي وسببي

    ينقسم نزول القرآن إلى قسمين:

    القسم الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القرآن، ومنه قوله تعالى: )وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (التوبة:75) } الآيات، فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب في قصة طويلة، ذكرها كثير من المفسرين، وروجها كثير من الوعاظ، فضعيف لا صحة له(5).

    القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه
    والسبب:

    أ -إما سؤال يجيب الله عنه مثل:{)يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجّ)(البقرة: الآية189)}

    ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: {)وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)(التوبة: الآية65) } الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه { (أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)(التوبة: الآية65)}(6).

    جـ -أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: )قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1} الآيات.

    فوائد معرفة أسباب النزول:
    معرفة أسباب النزول مهمة جدًّا، لأنها تؤدي إلى فوائد كثيرة منها:

    1 - بيان أن القرآن نزل من الله تعالى؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحياناً، حتى ينزل عليه الوحي، أو يخفى عليه الأمر الواقع، فينزل الوحي مبيناً له.

    مثال الأول: قوله تعالى: )وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (الاسراء:85) ففي "صحيح البخاري"(7) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن رجلاً من اليهود قال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت، وفي لفظ: فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرد عليهم شيئاً، فعلمتُ أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: {)وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } [الإسراء: 85] الآية

    ومثال الثاني: قوله تعالى: {)يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَل)(المنافقون: الآية8) ، ففي "صحيح البخاري"(8) أن زيد بن أرقم رضي الله عنه سمع عبد الله بن أُبَي رأس المنافقين يقول ذلك، يريد أنه الأعزُّ ورسول الله وأصحابه الأذل، فأخبر زيد عمه بذلك، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم زيداً، فأخبره بما سمع، ثم أرسل إلى عبد الله بن أُبَي وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية؛ فاستبان الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    2 - بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه

    مثال ذلك: قوله تعالى: { )وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) (الفرقان:32) وكذلك آيات الإِفك؛ فإنها دفاع عن فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتطهيرٌ له عمَّا دنَّسه به الأفَّاكون.

    3 - بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم.

    مثال ذلك : آية التيمم، ففي "صحيح البخاري"(9) أنه ضاعَ عقدٌ لعائشةَ رضي الله عنها، وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه، وأقام الناس على غير ماء، فشكوا ذلك إلى أبي بكر، فذكر الحديث وفيه: فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر والحديث في البخاري مطولاً

    4 - فهم الآية على الوجه الصحيح.
    مثال ذلك : قولهُ تعالى: { )إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)(البقرة: الآية158)} أي يسعى بينهما، فإنَّ ظاهر قوله: {فلاجناح عليه } [البقرة: 158] أن غاية أمر السعي بينهما، أن يكون من قسم المباح وفي "صحيح البخاري"(10) عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة، قال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإِسلام أمسكنا عنهما؛ فأنزل الله تعالى: { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } [البقرة: 158] إلى قوله: { أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } [البقرة: 158] وبهذا عرف أن نفي الجناح ليس المراد به بيان أصل حكم السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية، أما أصل حكم السعي فقد تبين بقوله: { مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } [البقرة: 158]

    عموم اللفظ وخصوص السبب:
    إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملاً لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها؛ لأن القرآن نزل تشريعاً عامًّا لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه
    مثال ذلك: آيات اللعان، وهي قوله تعالى: { )وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) } إلى قوله ( إن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور: ]6 - 9] ففي "صحيح البخاري"(11) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : البيِّنة أو حَدٌّ في ظهرك، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق، فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل، وأُنزل عليه: { { )وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ } [النور: 6] فقرأ حتى بلغ: {إن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [النور: 9] الحديث.

    فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره، بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن عويمر العجلاني جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلاً أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قد أنزل اللهُ القرآنَ فيك وفي صاحبتك فأمرهما رسول الله بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها الحديث(12).

    فجعل النبي صلى الله عليه وسلم حكم هذه الآيات شاملاً لهلال بن أمية وغيره.
    [align=center]
    [media]http://www.almky.net/upload/alhob.mp3[/media]
    [/align]
    ...

    [align=center]
    الابتلاء في كل أمره خير .... وإن كان في ظاهره الوهن والتعب فالله عز وجل ما يريد بالمرء إلا رفعة له بالدنيا والآخرة وتنقيته من كل ذنوبه ومعاصيه فلا يتخلل في النفس التملل والاعتراض فبالصبر عليه يكون جزاؤه أعظم المصاحبة حيث يكون بمعية الله عز وجل لقوله سبحانه وتعالى :: إِنَّ الله مَعَ الصابرين :: أسأل الله العلي القدير أن يكشف الضر عن كل مبتلى
    [/align]

    // هنيئا لمن طلّق الدنيا فَرَبِحَ الآخرة //
  7. الصورة الرمزية nooory3

    nooory3 تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    4 - المكي والمدني

    نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً في خلال ثلاث وعشرين سنة، قضى رسول الله أكثرها بمكة، قال الله تعالى: { )وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106)

    ولذلك قسَّم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين: مكي ومدني:

    فالمكي: ما نَزَلَ على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة

    والمدني: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة

    وعلى هذا فقوله تعالى: {)الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: الآية3) } من القسم المدني وإن كانت قد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بعرفة، ففي "صحيح البخاري"(13) عن عمر رضي الله عنه أنه قال: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم ، نزلت وهو قائم بعرفة يوم جمعة

    ويتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع:

    أ - أما من حيث الأسلوب فهو:

    1 - الغالب في المكي قوة الأسلوب، وشدة الخطاب؛ لأن غالب المخاطبين مُعرِضون مستكبرون، ولا يليق بهم إلا ذلك، اقرأ سورتي المدثر، والقمر

    أما المدني: فالغالب في أسلوبه اللين، وسهولة الخطاب، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون، اقرأ سورة المائدة

    2 - الغالب في المكي قصر الآيات، وقوة المحاجة؛ لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون؛ فخوطبوا بما تقتضيه حالهم، اقرأ سورة الطور

    أما المدني: فالغالب فيه طول الآيات، وذكر الأحكام؛ مرسلة بدون محاجة؛ لأن حالهم تقتضي ذلك، اقرأ آية الدَّيْنِ في سورة البقرة.

    ب - وأما من حيث الموضوع فهو:

    1 - الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة، خصوصاً ما يتعلق بتوحيد الألوهية والإِيمان بالبعث؛ لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك.

    أما المدني فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات؛ لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات.

    2 - الإِفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال؛ ذلك حيث شرع الجهاد، وظهر النفاق بخلاف القسم المكي.

    فوائد معرفة المدني والمكي:

    معرفة المكي والمدني نوع من أنواع علوم القرآن المهمة؛ وذلك لأن فيها فوائد منها:

    1 -ظهور بلاغة القرآن في أعلى مراتبها، حيث يخاطِب كلَّ قوم بما تقتضيه حالهم من قوة وشدة، أو لين وسهولة.

    2 -ظهور حكمة التشريع في أسمى غاياته حيث يتدرج شيئاً فشيئاً بحسب الأهم على ما تقتضيه حال المخاطبين واستعدادهم للقبول والتنفيذ.

    3 -تربية الدعاة إلى الله تعالى، وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القرآن في الأسلوب والموضوع، من حيث المخاطبين، بحيث يبدأ بالأهم فالأهم، وتستعمل الشدة في موضعها والسهولة في موضعها.

    4 -تمييز الناسخ من المنسوخ فيما لو وردت آيتان مكية ومدنية، يتحقق فيهما شروط النسخ، فإن المدنية ناسخة للمكية؛ لتأخر المدنية عنها.

    الحكمة من نزول القرآن مفرقاً:

    من تقسيم القرآن إلى مكي ومدني؛ يتبين أنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً ولنزوله على هذا الوجه حِكَمٌ كثيرة منها:

    1 - تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لقوله تعالى: {)وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِك (يعني كذلك نزلناه مفرقاً) لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ ).
    ليصدوا الناس عن سبيل الله - } إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) [الفرقان: 32، 33].

    2 - أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به، حيث يقرأ عليهم شيئاً فشيئاً؛ لقوله تعالى: )وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الاسراء:106).

    3 - تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه، حيث يتشوق الناس بلهف وشوق إلى نزول الآية؛ لا سيما عند اشتداد الحاجة إليها كما في آيات الإِفك واللعان.

    4 - التدرج في التشريع حتى يصلَ إلى درجة الكمال، كما في آيات الخمر الذي نشأ الناس عليه، وألفوه، وكان من الصعب عليهم أن يُجَابَهُوا بالمنع منه منعاً باتًّا، فنزل في شأنه أولاً قوله تعالى: )يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) (البقرة:219).

    فكان في هذه الآية تهيئة للنفوس لقبول تحريمه حيث إن العقل يقتضي أن لا يمارس شيئاً إثمه أكبر من نفعه

    ثم نزل ثانياً قوله تعالى: { )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ )(النساء: الآية43)} ، فكان في هذه الآية تمرين على تركه في بعض الأوقات وهي أوقات الصلوات، ثم نزل ثالثاً قوله تعالى: {)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:90) (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (المائدة:91) (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (المائدة:92) فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منعاً باتًّا في جميع الأوقات، بعد أن هُيِّئت النفوس، ثم مُرِنَت على المنع منه في بعض الأوقات
    [align=center]
    [media]http://www.almky.net/upload/alhob.mp3[/media]
    [/align]
    ...

    [align=center]
    الابتلاء في كل أمره خير .... وإن كان في ظاهره الوهن والتعب فالله عز وجل ما يريد بالمرء إلا رفعة له بالدنيا والآخرة وتنقيته من كل ذنوبه ومعاصيه فلا يتخلل في النفس التملل والاعتراض فبالصبر عليه يكون جزاؤه أعظم المصاحبة حيث يكون بمعية الله عز وجل لقوله سبحانه وتعالى :: إِنَّ الله مَعَ الصابرين :: أسأل الله العلي القدير أن يكشف الضر عن كل مبتلى
    [/align]

    // هنيئا لمن طلّق الدنيا فَرَبِحَ الآخرة //
  8. الصورة الرمزية nooory3

    nooory3 تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    5 - كتابة القـرآن وجمعه

    لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل:
    المرحلة الأولى: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة؛ لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة، ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عُسُب النخل، ورقاع الجلود، ولِخاف الحجارة، وكِسر الأكتاف وكان القراء عدداً كبيراً.

    ففي "صحيح البخاري"(18) عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سبعين رجلاً يقال لهم: القرَّاء، فعرض لهم حيَّان من بني سليم رِعل وذكوان عند بئر معونة فقتلوهم، وفي الصحابة غيرهم كثير كالخلفاء الأربعة، وعبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.

    المرحلة الثانية: في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة وسببه أنه قُتِلَ في وقعة اليمامة عددٌ كبيرٌ من القراء منهم، سالم مولى أبي حذيفة؛ أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم.
    فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع، ففي "صحيح البخاري"(19) أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة، فتوقف تورعاً، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك، فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه، وعنده عمر فقال له أبو بكر: إنك رجلٌ شابٌّ عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فَتَتَبَّع القرآن فاجمعه، قال: فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللِّخاف وصدور الرجال، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما رواه البخاري مطولاً

    وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدُّوه من حسناته، حتى قال علي رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.

    المرحلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد؛ لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا.

    ففي "صحيح البخاري"(20) أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح أرمينية وأذربيجان، وقد أفزعه اختلافهم في القراءة، فقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة، أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، ففعلت، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وكان زيد بن ثابت أنصاريًّا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق.

    وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم، لما روى ابن أبي داود(21) عن علي رضي الله عنه أنه قال: واللهِ ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملإٍ مِنَّا، قال: أرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: فَنِعْمَ ما رأيت.

    وقال مصعب بن سعد(22) : أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد، وهو من حسنات أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه التي وافقه المسلمون عليها، وكانت مُكَمِّلة لجمع خليفة رسول الله أبي بكر رضي الله عنه.
    والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنهما أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛ وذلك أنه لم يظهر أثرٌ لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد.

    وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعاً في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.

    وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة، واتفاق الكلمة، وحلول الأُلفة، واندفعت به مفسدة كبرى من تفرق الأمة، واختلاف الكلمة، وفشو البغضاء، والعداوة

    وقد بقي على ما كان عليه حتى الآن متَّفقاً عليه بين المسلمين متواتراً بينهم، يتلقاه الصغير عن الكبير، لم تعبث به أيدي المفسدين، ولم تطمسه أهواء الزائغين فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين.
    [align=center]
    [media]http://www.almky.net/upload/alhob.mp3[/media]
    [/align]
    ...

    [align=center]
    الابتلاء في كل أمره خير .... وإن كان في ظاهره الوهن والتعب فالله عز وجل ما يريد بالمرء إلا رفعة له بالدنيا والآخرة وتنقيته من كل ذنوبه ومعاصيه فلا يتخلل في النفس التملل والاعتراض فبالصبر عليه يكون جزاؤه أعظم المصاحبة حيث يكون بمعية الله عز وجل لقوله سبحانه وتعالى :: إِنَّ الله مَعَ الصابرين :: أسأل الله العلي القدير أن يكشف الضر عن كل مبتلى
    [/align]

    // هنيئا لمن طلّق الدنيا فَرَبِحَ الآخرة //
  9. الصورة الرمزية nooory3

    nooory3 تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    المرجع في تفسير القـرآن

    يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:

    أ - كلام الله تعالى، فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به

    ولذلك أمثلة منها:

    1 - قوله تعالى: { )أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62) ، فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها: )الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:63).

    2 - قوله تعالى: ()وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ) (الطارق:2) ، فقد فسر الطارق بقوله في الآية الثانية: { النجم الثاقب} } [الطارق: 3]

    3 -قوله تعالى: { )وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعـات:30) فقد فسر دحاها بقوله في الآيتين بعدها: { )أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) (النازعـات:31) )وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (النازعـات:32)

    ب - كلام رسول الله ، فيفسر القرآن بالسُّنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلِّغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى بكلامه.

    ولذلك أمثلة منها:

    1 - قوله تعالى: { )لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )(يونس: الآية26) } فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى، فيما رواه ابن جـرير وابن أبي حاتم صريحاً من حديث أبي موسى(23)، وأُبي بن كعب(24) ورواه ابن جرير من حديث كعب بن عجرة(25).

    وفي "صحيح مسلم"(26) عن صهيب بن سنان عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث قال فيه: "فيكشف الحجاب فما أُعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل"، ثم تلا هذه الآية {{ )لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26].

    2 - قوله تعالى: { )وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ )(لأنفال: الآية60) } فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي رواه مسلم(27) ، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

    جـ - كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب.

    ولذلك أمثلة كثيرة جدًّا منها:

    1 - قوله تعالى: { )وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ )(النساء: الآية43) } ، فقد صَحَّ عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع(28).

    د - كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيراً في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.

    قال شيخ الإِسلام ابن تيمية(29) : إذا أجمعوا - يعني التابعين - على الشيء فلا يُرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السُّنَّة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.

    وقال أيضاً: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئاً في ذلك، بل مبتدعاً، وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعاً.

    هـ - ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله تعالى: {(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) (النساء:105)، وقوله: { )إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3)، وقوله)وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ )(ابراهيم: 4)

    فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أُخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجَّح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.

    مثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم الشرعي: قوله تعالى في المنافقين: {)وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدا)(التوبة: الآية84)} ، فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإِطلاق فمن دليل آخر.

    ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى: {)خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِم)(التوبة: الآية103) } ، فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل ما رواه مسلم(30) عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتي بصدقة قوم، صلَّى عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: "اللهم صلِّ على آل أبي أوفى".

    وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة: كالسماء والأرض والصدق والكذب والحجر والإِنسان.
    [align=center]
    [media]http://www.almky.net/upload/alhob.mp3[/media]
    [/align]
    ...

    [align=center]
    الابتلاء في كل أمره خير .... وإن كان في ظاهره الوهن والتعب فالله عز وجل ما يريد بالمرء إلا رفعة له بالدنيا والآخرة وتنقيته من كل ذنوبه ومعاصيه فلا يتخلل في النفس التملل والاعتراض فبالصبر عليه يكون جزاؤه أعظم المصاحبة حيث يكون بمعية الله عز وجل لقوله سبحانه وتعالى :: إِنَّ الله مَعَ الصابرين :: أسأل الله العلي القدير أن يكشف الضر عن كل مبتلى
    [/align]

    // هنيئا لمن طلّق الدنيا فَرَبِحَ الآخرة //
  10. الصورة الرمزية nooory3

    nooory3 تقول:

    افتراضي مشاركة: مشاركات** ملتقى القرآن للشقائق** المفتوحة

    الاختلاف الوارد في التفسير المأثور

    الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:

    القسم الأول: اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية، مثاله قوله تعالى: {(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ )(الاسراء: الآية23) } قال ابن عباس: قضى: أمر، وقال مجاهد: وصَّى، وقال الربيع بن أنس: أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، أو متقارب فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الآية.

    القسم الثاني: اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل، لما تعنيه الآية أو التنويع، مثاله قوله تعالى: { )وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (لأعراف:175) )وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاه) (الأعراف: الآية176) ، قال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل، وعن ابن عباس أنه: رجل من أهل اليمن، وقيل: رجل من أهل البلقاء.

    والجمع بين هذه الأقوال: أن تحمل الآية عليها كلها، لأنها تحتملها من غير تضاد، ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل.

    ومثال آخر: قوله تعالى: { وكأساً دهاقا } [النبأ: 34] قال ابن عباس: دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية.

    ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فَتُحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.

    القسم الثالث: اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معاً للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلالة السياق أو غيره.

    مثال ذلك: قوله تعالى: )إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:173).

    قال ابن عباس: غير باغ في الميتة ولا عَادٍ في أكله، وقيل: غير خارج على الإِمام ولا عاصٍ بسفره، والأرجح الأول، لأنه لا دليل في الآية على الثاني، ولأن المقصود بحل ما ذكر دفع الضرورة، وهي واقعة في حال الخروج على الإِمام، وفي حال السفر المحرم وغير ذلك.

    ومثال آخر: قوله تعالى: (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ)(البقرة: الآية237) } قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    [align=center]
    [media]http://www.almky.net/upload/alhob.mp3[/media]
    [/align]
    ...

    [align=center]
    الابتلاء في كل أمره خير .... وإن كان في ظاهره الوهن والتعب فالله عز وجل ما يريد بالمرء إلا رفعة له بالدنيا والآخرة وتنقيته من كل ذنوبه ومعاصيه فلا يتخلل في النفس التملل والاعتراض فبالصبر عليه يكون جزاؤه أعظم المصاحبة حيث يكون بمعية الله عز وجل لقوله سبحانه وتعالى :: إِنَّ الله مَعَ الصابرين :: أسأل الله العلي القدير أن يكشف الضر عن كل مبتلى
    [/align]

    // هنيئا لمن طلّق الدنيا فَرَبِحَ الآخرة //