السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ::

أخواتى الكريمات بارك الله فيكن ..

أذكر نفسى و إياكم بأن كل داعية إلى الله سلكت طريق الدعوة لا يكون الطريق مفروش بالورود ..

ليس فقط مجاهدة من تدعو و من حولك و لكن مجاهدة النفس هو الأهم و الأدهى ..


((إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ))

فالنفس كثير ما يخالطها أثناء الدعوة إلى الله على وجه الخصوص ..

فهى تميل و تهوى للمدح و تنفر من الذم و يثقل عليها الأخلاص
..

و لذلك نصحية لكل داعية إلى الله أن تتذكر كيف كان حال السلف و كيف كانوا يجاهدون أنفسهم و يفرون

من المدح و لا ينتظرونه على الإطلاق ..

كما قال أبو حزم فى الزهد ((أن يكون مادحك و ذامك فى الحق سواء و أن يكون حالك فى المصيبة و حالك اذا لم تصب بها سواء و أن تكون بما فى يد الله أوثق منك بما فى يد نفسك))


و هكذا أختى الداعية لا تنتظرى النتائج بل المطلوب فقط الأخلاص و الدعوة إلى الله على بصيرة ..

هل اهتدى عدد كبير ؟ هل استجابوا ؟ هل و هل ,,,هذا ليس من شأننا .

لا ننتظر منهم كلمة واحدة ,,أن يكون مادحك و ذامك فى الحق سواء ..



((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا))

إِنَّمَا نُطْعِمكُمْ لِوَجْهِ اللَّه " أَيْ رَجَاء ثَوَاب اللَّه وَرِضَاهُ " لَا نُرِيد مِنْكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا" أَيْ لَا نَطْلُب مِنْكُمْ مُجَازَاة تُكَافِئُونَنَا بِهَا وَلَا أَنْ تَشْكُرُونَا عِنْد النَّاس قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر أَمَا وَاَللَّه مَا قَالُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَلَكِنْ عَلِمَ اللَّه بِهِ مِنْ قُلُوبهمْ فَأَثْنَى عَلَيْهِمْ بِهِ لِيَرْغَب فِي ذَلِكَ رَاغِب .


هكذا أثنى الله عليهم ..لا يريدون جزاء و لا شكورا ..

أن يكون مادحك و ذامك فى الحق سواء ....

تأملوا معى هذا الحديث بارك الله فيكن ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (عرضت علي الأمم ، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط ، والنبي ليس معه أحد ، حتى رفع لي سواد عظيم ، قلت : ما هذا ؟ أمتي هذه ؟ قيل : هذا موسى وقومه ، قيل : انظر إلى الأفق ، فإذا سواد يملأ الأفق ، ثم قيل لي : انظر ها هنا وها هنا في آفاق السماء ، فإذا سواد قد ملأ الأفق ، قيل : هذه أمتك ، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب) . ثم دخل ولم يبين لهم ، فأفاض القوم ، وقالوا : نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله ، فنحن هم ، أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام ، فإنا ولدنا في الجاهلية ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ، فقال : (هم الذين لا يسترقون ، ولا يتطيرون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكلون) . فقال عكاشة بن محصن : أمنهم أنا يا رسول الله ؟ قال : (نعم) . فقام آخر فقال : أمنهم أنا ؟ قال : (سبقك بها عكاشة) .


النبى و ليس معه أحد هل هذا النبى عليه الصلاة و السلام فرط فى الدعوة أو لم يعطيها حقها ,,

حاشا الله أن يقال ذلك و ما يقول ذلك إلا منافق بل هم سادة البشر ,,


و لكن لم يطالبوهم الله جلا فى علاه بانتظار النتائج بل طالبهم بالأستقامة على الحق و الدعوة دون الألتفات

إلى النتائج ..

((فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ))


أما اذا أثنى عليه أحد و هو لا ينتظر ذلك بل فرح بفضل الله و رحمته عليه فيكون هذا إن شاء الله

عاجل بشرى المؤمن ..


و أختم كلامى بهذه الأبيات ..

ألا يانفس ويحك ساعدينى ..... بسعى منك فى ظلم الليالى
لعلك يوم القيامة أن تفوزى ...... بطيب العيش فى تلك العلالى .

أختكم ..