السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الموضوع هو خطبة للجمعة نقل على قناة الشارقة ألاقاها شيخ فاضل جزاه الله خيرا أحببت أن أنقلها لكم سائلة الله أن ينفع بها كل من يقرأها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
تعلمون أخوة الإسلام أن استقرار الأمم وبقائها متوقف على تماسكها ووحدتها وإذا ما انتشر فيها داء الفرقة والاختلاف تزعزعت أركانها وانهدم بنيانها لذلك أمر الله عزوجل بالألفة فقال تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ونهى عن التنازع والخلاف فقال تعالى : "ولا تنازعوا فتفشلوا فتذهب ريحكم "كما حذرنا الله تعالى من السقوط في علل أهل الأديان السابقة فهم لم يؤتوا من قبل قلة العلم و إنما جاؤوا من قبل التفرق قال تعالى : " وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم " وقال تعالى :"ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا "
إن شعائر الإسلام العملية تنمي في المسلمين روح الولاء والانتماء للإسلام
ففريضة الحج لا تصح إلا إذا اجتمع المسلمون في مكان واحد - عرفة - يلبون بنداء واحد ويدعون ربا واحدا
وفي رمضان تصوم الأمة في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون " فلو أنك رأيت الهلال وحدك تصوم سرا حتى لا تسبب التفرقة
وفي الصلاة
نعبد إلاها واحدا ونستقبل قبلة واحدة ونناجي ربنا بصيغة الجمع " إياك نعبد وإياك نستعين "
ولو أننا تأملنا في كل شعائر الإسلام لوجدنا هذا المعنى ومن أجل ذلك وتربية للأمة على الألفة والاجتماع شرعت صلاة الجمعة
وأوجب الله فيها السعي والاستماع للخطيب قال تعالى :"يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من التهاون فيها والتفريط في أدائها فقال صلى الله عليه وسلم : "من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه " قال صلى الله عليه وسلم :" من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب من المنافقين "
وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على حضور صلاة الجماعة وبين عظيم أجرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة " أضف إلى ذلك أجر المشي إلى المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من تطهر في بيته ، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ، ليقضي فريضة من فرائض الله ، كانت خطواته ، إحداها تحط خطيئة ، والأخرى ترفع درجة"
وذهب كثير لن أهل العلم إلى وجوب أداء الصلاة في المسجد وحرمة ترك الصلاة في المسجد لغير عذر
ومن العلماء الإمام أحمد بن حنبل والحسن البصري والإمامان الجليلان البخاري ومسلم وغيرهم رحمهم الله جميعا فالإمام البخاري صنف في صحيحه باب سماه " باب وجوب صلاة الجماعة" والإمام مسلم في صحيحه باب " وجوب الإتيان إلى الجماعة"
واستدل القائلون بأدلة كثيرة منها :
-قوله تعالى :"وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين "
-وقوله تعالى :"وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ...."
إلى آخر الآية عن صفة صلاة الخوف في سورة النساء آية102 فقد أوجب الله صلاة الجماعة على المجاهدين في ساحة القتال ويصح فيها استدبار القبلة -واستقبال القبلة كما هو معلوم شرط لصحة الصلاة- ويصح فيها التخلف عن الإمام - ومتابعة الإمام واجب - وإسقاط الشرط والواجب لا يجوز إلا في واجب
- حديث أن رجلا أعمى أتى رسول الله فقال : يا رسول الله ، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله أن يرخص له فيصلي في بيته ، فرخص له ، فلما ولى دعاه فقال : " هل تسمع النداء بالصلاة؟" قال : نعم قال : " فأجب "
-وحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم " والتحريق لا يكون إلا لواجب
-ومن الأدلة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس صلاة أثقل على المنافقنين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا "
قد يقول قائل :
رغم قوة حجة القائلين بالوجوب إلا أن هناك من الأئمة من قال أنها سنة مؤكدة أو فرض كفاية ويجوز الأخذ بهذا القول
أرد على القائل : وهل هانت عليك سنة رسول الله حتى تترك ما كان لا يدعه في سفر أو حضر أسأل الله لنا ولك الهداية والصلاح
انتهى...
جزى الله ملقيها ومن ينشرها خير الجزاء
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم