ان قسى الدهر فللماء**** من الصخر انبجـــــــــــــــاس


غوائل الدهر والمدلهمات تمر على المرء فقد ينصاع اليها

فمنهم المنحني لها

ومنهم التائه في عواصفها

والاسلام قد علم اتباعه على انه لابد من التسليم بقضاءه وقدره

بل لايكون ايمانك مالم تؤمن بذلك

فتغتال المنية احب الا نفس اليك

وتفارق اعز الناس الى قلبك

وتلهزك الدنيا بنابيها فيعضك الدهر فقرا!!!!

او تبور تجارتك!!

كل ذلك بان ايمانك يدفعك الى الصبر وقد قال الله لنبيه

(ومايلقاها الا الذين صبروا)

ومع ذلك تحمد الله على ان الله لم يزد عليك البلاء

وتوقن بان ذلك في ميزان حسناتك, وربما محت عنك مصيبة!!

وربما امتحان لك ان ترجع وتأوب الى الله فتراجع عقلك..

فمن ابتلي بذلك فليصبر

واحيانا قد تجنح الى محبة شخصا فتنحرم منه!!

كما حصل لمجنون ليلى

فاما ان تسال الله ان يبدلك بخيرا منه او عاقبة قيس تنتظرك!!

ومع الشدة في نكأ الجرح الا ان الله له الحكمة البالغة في تقدير الامور
ومامنعك الا لشر كفاك اياه

او خير اجله لك

وسلم الامور وانتظر الفرج

واياك والامتحان فان الفرج قريب

فصاحب الامتحان المدل على ربه قد لاينفعه الصبر
لانه مجرب قدر الله وقضاءه وابتلاءه

فكن مطمئنا ولاتكن مجربا

اشهد اني اقلب احيانا في كتاب ابن الجوزي (صيد الخاطر)

فاقول عجبا لهذا الرجل كيف سطر خواطر نفسه الت يسنح به فتمر فلاتدون ولاتذكر فهو يستحضرها فيقيدها بجرانها

اتعجب ايما عجب

وتمر علي محن وكل ذلك باقدار الله فتعصف بي فاتذكر مصائب غيري

قبل وقوع العيد بيومين ضاق صدري والم بي مايشغل تفكيري

فالتقيت بصديق سوداني فسلمت عليه بعد غيبة فقدته بها فارسل لي قصته

وهو ان زوجته وابنتيها بالسودان خرجتا للسوق لشراء كسوة العيد فمر بهم سيارة كبيرة فصدمتهم

فانكسر حوض الزوجة والابنتين اضافة الى كسر يد الزوجة!!!

والاعجب منه اثناء مايتصل بهم ليطمئن عليهم جاءت سيارة من نوع كامري الساعة الثالثة فجرا
فيها ثلاثة من الشباب الصعاليك فانتشلوه غصبا من يده فسرقوه وهو يكلم زوجته ويسألها عن صحتها!!!

فهانت جميع مصائبي في عيني, فحمدت الله على قضاءه وانه لم يزد لي فيه ..

فذكرت حكاية ابن الجوزي وانه نفي من بغداد وهو صاحب خمس وثمانون وكان يخدم نفسه بنفسه فذكر انه كان يضع الكعك بشط دجله ليلين حتى لايفوته وقت فيقوم ليطبخ لحرص الوقت على طلب العلم!!

الا ترون اننا بخير وعافية

وصدق من قال

ان قسى الدهر فللماء **** من الصخر انبجــــــاس

وأصدق منه قوله تعالى

(إن مع العسر يسرا)

اللهم ادم علينا نعمتك وعافيتك