الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: البشااااااااااااااائر (دعوه الي الجميع للمشاركة فهل من ملبيٍ لاخاه)

    [GLOW="000000"]البشارة الخامسة عشرة[/GLOW]

    (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر)

    رب العالمين يأمرك أن تدعوه لكي يستجيب لك فماذا بعد هذا من بشارة؟! تأمل لو أن ملكاً من ملوك الأرض أحبّك فأعطاك رقم هاتفه الخاص وطلب منك أن تتصل به في أي وقت تحتاجه وفي أي أمر تحتاجه ليقضيه لك مهما كان طلبك عظيماً ماذا يمكن أن يكرمك الملك أكثر من ذلك؟ هكذا فعل ملك الملوك في قوله تعالى لعباده (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) قدرٌ كتب تعالى على نفسه أنه من دعاه لا بد أن يستجيب له وقد يقول البعض دعوت الله ولم يستجب لي. في الحديث القدسي ينادي بالعبد يقول تعالى يا عبدي لقد أمرتك بالدعاء ووعدتك بالاستجابة فهل كنت تدعوني فيوق نعم يا رب فيقول له الرب أولم تكن دعوتني في يوم كذا بغَمٍّ نزل بك فكشفته عنك أولم تكن دعوتني في يوم كذا بغمٍّ نزل بك فلم تر استجابة فيقول العبد نعم يا رب فيعدد الله تعالى له كل ما دعاه من ساعة ما أصبح مميزاً الى ساعة موته ز هذا الدعاء دعوتني فاستجبت وهذا الدعاء دعوتني فلم استجب ويريه كل ادعيته فيقول تعالى للعبد انظر فوقك فإذا به يرى الأدعية التي لم تستجب في الدنيا وإذا بالله قد ادّخر لم من النعيم ما لا يمكن وصفه ولا يقاس بما استجاب الله تعالى له في الدنيا بهذا النعيم العظيم.فيقول العبد في نفسه ليته لم يستجب لي في الدنيا دعاء.

    قوله تعالى (ادعوني استجب لكم) الدعاء هو العبادة والدعاء مخ العبادة كما قال r لأنه اتحاد بين الله تعاى وعبده فأنت تتحد مع الله عز وجل. عندما يُضام الطفل يصيح لوالده وعندما تضام الطفلة تصيح لأمها وأحب الناس اليها فما بالك بمن يستغيث بالله تعالى والله وليّ المؤمنين. من أجل ذلك قد تصل يوم القيامة بالدعاء الى ما لا تصله بالعمل. في الحديث أن من عباد الله عبدين أخوين كان احدهما أشدّ صلاحاً من الآخر فلما بُعث ودخل الجنة رأى لصالح أن أخاه قد سبقه وهو في جنة أعلى من جنته فتعجب الصالح بم شبقه فيقول يا رب لقد كنت خيراً منه في الدنيا فبم سبقني؟ فيقول الرب أبخستك من حقك شيء؟ فيقول لا هذا مكاني الذي استحقه بعملي. قال تعالى هذا جزاؤك بعملك وهذا كان يدعوني الفردوس الأعلى فأعطيته الفردوس.

    يقول r: سلوا الله الفردوس الأعلى فإنها مقصورة الرحمن. إذا كانت اعمالك لا توصلك الفردوس الأعلى لقِصرك عن ذلك فقد تصلها بالدعاء وقد أوصاني الرسول r بالدعاء من حيث أنه مخ العبادة (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وداخرين أي أذلاء والداخر والمدخور هو المهزوم بذُلٍ وهوان. يقول r فيما يحدث به عن ربه" يا عبادي كلكم ضالّ الا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجِنّكم جاءوني على صعيد واحد وسألني كل واحد مسألة وأعطيت كل واحد ما سأل ما نقص ذلك من ملكي الا كما ينقص المخيط من البحر. وهذا كم كرم الله تعالى فالله تعالى يحب الدعاء ويحب دعاء الصالحين وجاء في الأثر أن الطالحين إذا دعوا الله تعالى يقول سبحانه لبريل u أجِبهم فإني لا أحب أن اسمع صوتهم وإذا دعاه الصالحون يقول لجبريل أخِّره فإني أحب سماع صوته. وإذا لاحظنا في القرآن جاءت كلمة التضرع أي التذلل في الدعاء فعليك أن تسأل الله تعالى بذُلِّك ودعائك وتوسّلك كما علّمنا r فواتح الدعاء المستجاب التي يحبها الله تعالى وهي أن تنادي الله تعالى بـ (يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا الجلال والاكرام، يا ذا الجلال والاكرام) تقول الملائكة إن ذا الجلال والاكرام التفت لك فاسأله. وكذلك يستفتح الدعاء بدعاء ذي النون في بطن الحوت (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) إذا قدمتها في الدعاء يكون الدعاء مستجاباً بإذن الله تعالى ومناط الاستجابة معروفة عند فِطر الصائم وفي الثلث الأخير من الليل وعند نزول المطر ورؤية البرق أو حصول الآيات من خسوف وكسوف ونحوها وبين الأذان والإقامة وبين الحيعلتني وكذلك الدعاء الجماعي فعليك أن تجتهد في الدعاء فإنه فيه وصولاً لا يوفّره لك العمل مهما كان عظيماً.

    ندعو الله تعالى بحسن الخاتمة والنصر والتوفيق وأن يملأ بلادنا بالعدل والحرية والأمن والأمان اللهم آمين.
     
  2. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: البشااااااااااااااائر (دعوه الي الجميع للمشاركة فهل من ملبيٍ لاخاه)

    [GLOW="0000FF"]البشارة السادسة عشرة[/GLOW]

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) الاحزاب)

    شلن مُفرِح للنفس أن يمدحك مادح فما بالك إن كان هذا المادح شاعراً يجيد الشعر ويمدحك مدحاً يُجلّي فيه صفاتك الكريمة أو ما بالك إن كان هذا المادح وجيهاً من وجهاء الأمة أو وزيراً أو ملكاً. تخيّل إذا كان الملك هو الذي يمتدحك أمام كل جلسائه وشعبه كله والشعب كله يسمع الملك وهو يمتدحك ويُثني عليك وخاصة إذا امتدحك الملك أمام عِلية القوم هكذا يقال صلّى الملك على فلان أي امتدحه أمام أرقى حاشيته ووجهاء قومه هكذا هي صلاة الملوك.

    فرب العالمين يُثني عليك (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) الاحزاب) أيُّ مجدٍ هذا أن يذكرك الله تعالى في الملأ الأعلى؟! جعل الله تعالى لكل العبادات سقفاً وزمناً وحدّاً تنتهي اليه كالصلاة محددة والحج محدد والزكاة محددة وهكذا كل العبادات حددها الله تعالى كمّاً وكيفاً ونُهينا عن الإفراط فيها إلا الذِكر هذه العبادة العظيمة لم يجعل الله تعالى له حدّاً معلوماً بل قال ادعوني حتى يقال مجانين (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم) بالسِرّ والعلن مطلق الفعل بالكمّ والكيف.

    هذه العبادة هي مدح الله تعالى وإذا امتدحت الله يمدحك وإذا مدحك الله تعالى وهي صلاته عليك يسّر لك أسباب الهداية وأخرجك من ظلمات الشرك والجهل والغفلة والضلال. وأصبحت من عباد الله الصالحين وأصبحت فيمن عنده سبحانه ويكفي أن تعلم أن الله تعالى يقول كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (عن ابي هريرة) : يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب اليّ شبراً تقربت اليه ذراعاً وإن تقرب مني ذراعاً تقربت اليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة . حيثما ذكرت الله تعالى بالكمّ والكيف فهو يُثني عليك مثل ذلك (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) وقوله تعالى كان بالمؤمنين رحيماً تعني أن رحمة الله تعالى الملك القادر تغطي النِعَم وتحصي لك كل ما تريد.

    فرب العالمين يُثني على عباده تخيّل رجلً يصلي بالليل والناس نيام فالله تعالى عز وجل يُشهد ملائكته والملأ الأعلى حملة العرش ومن حوله والأنبياء الذين في السموات ويقول: انظروا الى عبدي هذا هجر فراش حبيبه من أجلي. ماذا تتخيل أن يعطي الله تعالى لهذا القائم في الليل يتهجد وقد أثنى عليه تعالى في الملأ الأعلى؟ عطاء لا يمكن أن تدركه العقول والله تعالى قال في من يقومون الليل: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) السجدة) فجاء قوله تعالى بعدها (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)) هؤلاء أثنى عليهم الله تعالى والذي يُثني عليه الملك أمام الملأ لا بد أن تكون ثنيّة عظيمة لا تدركها عقول الحاشية والملأ.

    أخبرنا صلى الله عليه وسلم عن رجل كان يقاتل في سبيل الله وكان القتال شرساً والضغط عظيماًَ وهرب الجند وانسحبوا وهذا من حقهم إلا أنه هو بقي واحداً وصمد بنفسه فإما أن ينتصر وإما أن يُقتل فيقول تعالى: انظروا الى عبدي هذا صبر لي بنفسه ولو شاء لهرب.

    وما أكثر ما يُني الله تعالى على عباده الذين يقومون بأعمال عظيمة غير قيام الليل والثبات في المعركة إن لم تكن قادراً على هذه الأعمال ومثال ذلك أن تبقى بين صلاة المغرب والعشاء في المسجد وهذا هو الرباط: رجل صلى المغرب وانتظر في المسجد لكي يصلي العشاء هذا الرجل في أشرف الأوقات وهو بين صلاتين يقول تعالى فيه: انظروا الى عبادي فرغوا من صلاة ينتظرون أخرى أُشهدكم أني قد غفرت لهم.

    الأعمال التي يُني الله تعالى عليه في الملأ الأعلى كثيرة وعلينا أن نتقصاها ولنعلم أن الله تعالى إذا أثنى علينا أعطانا أكثر مما يعطيه أي ملك في الأرض من رفعة درجة ومغفرة وعطاء وجنان لا حصر لها.

    ولذلك جاء الذِكر من أعظم العبادات فهو كما ذكرنا عبادة غير محددة كمّاً وكيفاً كباقي العبادات ويمكنك أن تذكر الله تعالى كما تشاء وقال تعالى: "أنا جليس من ذكرني" تأمل نزوله سبحانه بما يليق بذاته ليجلس مع من يذكره ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث: ألا أدلكم على خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الوِرق والذهب وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربوا رقابكم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال ذِكر الله. لأن ذكر الله تعالى سبب أن يصلي الله تعالى عليك ويُثني عليك فإذا أثنى عليك نظر إليك وإذا نظر إليك لا يعذبك ويقول افعل ما شئت فقد غفرت لك. وذِكر الله تعالى شأن الصالحين والذاكرين والذاكرات وعندما سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلّم الصحابة عبادة لا يسألوه غيرها قال: فليكن لسانك رطباً بذكر الله. وقال صلى الله عليه وسلم : ذهب الذاكرون بكل خير.

    فما عليك إلا أن يكون لك وردٌ يومي مثلاً من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مئة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل رمل عالج، أو كما قال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة : بشّر من تلقاه أنه من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، وكذلك الصلاة على النبي فقد قال صلى الله عليه وسلم: أولاكم بي يوم القيامة وأدناكم مني مجلساً أكثركم عليّ صلاة. فعليك أن تتبع هذه المأثورات وتختار لك عدداً من الأدعية والأذكار واختر منها ما يتناسب مع ظرفك ولا تنساها وتذكر أن أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قلّ.
     
  3. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: البشااااااااااااااائر (دعوه الي الجميع للمشاركة فهل من ملبيٍ لاخاه)

    [GLOW="CC6600"]البشارة السابعة عشرة[/GLOW]

    (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) الحج)

    بشارة عظيمة وقد دلّ عليها التطبيق العملي في كل عصر وفي كل زمان ومكان من آدم عليه السلام الى أن تقوم الساعة فما عليك الا أن تكون من الذين آمنوا وأن تكون الخصومة بينك وبين غيرك عادلة عندئذ مهما كان وضعك ضعيفاً فإن الله تعالى ناصرك ى محالة إن لم يكن اليوم فغداً فإن الله ناصرك وإن لم يكن بفِعلك فبفعله عز وجلّ.

    لا بد أن تكون هناك خصومة ليكون هناك مدافعة (حرب أو خصومة) وفي كلا الحالتين وعد الله تعالى أن يدافع عن الذين آمنوا (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) هذه قاعدة كونية والحق هو الشيء الثابت الذي لا يتغير فالله تعالى حق والموت حق والحساب حق والحشر حق ونصر المؤمنين حق على شرط أن يكونوا مؤمنين فعلاً حقاً (أولئك هم المؤمنون حقاً) وهناك فرق بين المؤمنين بالاسم والمؤمنين حقاً ولكي تكون مؤمناًً حقاً لا بد ان تكون خصومتك مع الآخر مشروعة والخصومة إما في حرب وهذا واقع في كل التاريخ الانساني فأصحاب الحق مهما كانوا ضعافاً إذا كانوا أصحاب حق فعلاً وكانوا ممن يؤمنون بالله عز وجل فإن الله تعالى ناصرهم (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) يوسف ) ونصر الله له جنود لا حصر لها منها الطوفان كما قال تعالى (فأرسلنا عليهم الطوفان) والطوفان نوعان: طوفان مياه كما حصل لفرعون وقوم نوح وهناك طوفان الأمراض كالسرطان والطاعون مما يبيد أقواماً ومن جنود الله تعالى : الطوفان بنوعيه والجراد والقُمّل والضفادع والدم وكل ما هو مبيد حينئذ يسخّر الله تعالى جنوداً لنصرة عباده المؤمنين الذين ضاع حقهم وخصومتهم مع عدوهم مشروعة وعدوهم يمتلك من القوة ما لا يمتلكون إذا قام المؤمنون بواجباتهم ووفروا شروط النصر. وشروط النصر أولها أن لا تكون المعاصي فيهم ظاهرة فإذا فشت فيهم المعاصي وظهرت فيهم الفاحشة فليس هناك اي ارتباط بينهم وبين الله عز وجل كما في الحديث الصحيح "إذا شاع الخمر والربا والزنا رفع الله يديه عن الخلق فلا يبالي بأي واد هلكوا".

    (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الانفال) أنزل الله تعالى آلاف الملائكة في غزوة بدر وهم لا يزالون موجودين الى هذا اليوم ويسمونه ملائكة بدر كما نسمي الذين قاتلوا في بدر البدريين وهؤلاء الملائكة يسخرهم الله تعالى حيثما أراد تسخيرهم والأمثلة في التاريخ منذ آدم عليه السلام الى يومنا شاهدة من حيث ان الله تعالى ينصر الرسل والمؤمنون كما فعل مع ابراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وغيرهم من الرسل والانبياء وما يفعله الله تعالى مع الرسل يفعله مع أممهم إذا كانوا على التوحيد. حينئذ هذه خصومة حرب وهناك خصومة مع الشيطان وهي أشد الخصومات ضراوة لأن الخصومات الحربية العسكرية تنتهي والحرب كرٌ وفر ومن قوانين الحروب ان تنتهي مهما طالت والتاريخ فيه أمثلة عديدة على حروب استمرت سنوات عديدة ثم انتهت (داحس والغبراء، الأوس والخزرج، الحروب العالمية وغيرها) لكن حربك مع الشيطان فهي حرب ضروس لا تنتهي فإذا كنت مع الله عز وجل في هذه الحروب واستنصرت به يُدافع الله تعالى عنك (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) فعليك أن تكون من عباد الله حينئذ ستجد نفسك أقوى من الشيطان بألف مرة ويخنس الشيطان معك خنوساً لذلّته كأنه الحِلس البالي (أي الخرقة الممزقة). وإذا أرت أن تكون من عباد الله فاقرأ أواخر سورة الفرقان (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)) هذه الآيات فيها صفات عباد الله منتظمة انتظاماً عظيماً (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)). حينئذ أنت تكون من عباد الله الذين يدافع عنك في كل خصوماتك سواء كان عدوك خارجي أو خصومة مع مجتمعك إذا كانوا على ضلال أو مع الشيطان وهذه الخصومات هي التي تشغل الناس جميعاً ولكن الخصومة مع الشيطان أخطر ولا تنتهي إلى الموت.

    إذن الله تعالى فعلٌ ورد فعل: فعل لأنه خلقك ورزقك ونصرك وله رد فعل تبدأ أنت أولاً كما في قوله (إن تنصروا الله ينصركم) (فاذكروني اذكركم) (نسوا الله فنسيهم) وهكذا عليك أن تنصر الله تعالى بألا تتركوا المعاصي والفواحش ظاهرة في دياركم علناً صحيح أن المعاصي من قوانين الانسان "لو لم تذنوبا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم". وهناك فرق بين أن تعصي الله سراً وأنت نادم مستتر كما قال صلى الله عليه وسلم :من أصاب شيئاً من هذه القاذورات فليستتر فإنه في ستر الله إن شاء عذبه وإن شاء ستره ومن أبدى صفحته أقمنا عليه الحدّ.
     
  4. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: البشااااااااااااااائر (دعوه الي الجميع للمشاركة فهل من ملبيٍ لاخاه)

    البشارة الثامنة عشرة

    من البشائر العظيمة قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) الحج) والله سبحانه وتعالى يدافع عن الذين آمنوا سواء كانوا جماعات أو أفراد أو دولً ما داموا من الذين آمنوا ويعملوا الصالحات وهذا من نسق منصنع الله تعالى منذ خلق آدم الى أن تقوم الساعة. فقد نجّا الله تعالى الأنبياء ومن آمن معهم وأهلك أعداءهم ومناوئيهم وعندما تكون هناك مدافعة فالأمر فيه حرب أو خصومة وأن جميع الدعوات والأنبياء والرسل الذين أرسلهم لبيلّغوا عن ربهم رسالاته تعرضوا لعداءات غير منطقية وكانت شرسة يعجز عنها النبي المعني ومن آمن به حينئذ يتصدى الله تعالى للدفاع عن الذين آمنوا (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) يوسف) (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) حقاً تعني أمر ثابت وقانون من قوانين الله تعالى ثابت لا يختلف. كلنا يعرف ماذا قال تعالى بقوم نوح حيث أغرقهم وقوم صالح وقوم هود وقوم فرعون وهكذا (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) العنكبوت) هذا النسق استمر ولم يختلف يوماً واحداً وقد نجى الله موسى وابراهيم وصالح وهود ونوح وهكذا هي سُنة الله تعالى في خلقه يدافع عن الذين آمنوا وفي بدر قال تعالى (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الانفال) وقد دافع تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الهجرة في غار ثور واستمرت الحالى الى يومنا هذا ما كان المؤمنون مؤمنين يتعرضون لأذى شديد أو حرب ضروس أو فرق ضالّة يتدخل تعالى بأسباب وبدون أسباب وكلنا نعرف ماذا حدث يوم حنين (ويوم حنين) هذه الخوارق التي تدل على نصرة الله تعالى ودفاعه عن المؤمنين متواترة ولا تقبل التخلف والخطأز ثم استمر الحالة بعد ذلك (سارية الجبل، اليرموك، وغيرها من المعرك الضروس التي كان فيها المؤمنون قِلّة وضعفاء والكفر مستشرياً حيث أنزل الله تعالى سكينته وأنزل جنوداً لم تروها.

    هذا في حالة الحروب أما في حالة الخصومة فما من فترة من فترات التاريخ تعرّض فيها الاسلام الى تضليل وبِدَع وانحراف من أعداء كان لهم قوة في جزء من الأزمنة إلا اضمحلت تلك الفرق المعادية وبقي الاسلام نقياً صافياً لا يقل قيمة ومناعة عن التقدم ولو استعرضنا تاريخ الاسلام نجد ان فترات طويلة منه استحكم فيها أعداء الاسلام من حكومات ملحدة أو دهرية أو مبتدعة نصبت المشانق للعلماء والصالحين والملتزمين وكذلك لما استولى الشيوعيون على جمهوريات اسلامية شرّدوهم ثم زالت تلك القوة وبقي الاسلام ناصعاً.

    هذه السُنّة مضطردة الى يوم القيامة بشرط واحد وهو إذا كان المؤمنون مؤمنين وحتى يكونوا مؤمنين لهم علامة اساسة وهي أن لا يسمحوا بظهور المعاصي واستشراؤها حتى تستحكم فيهم علانية كم قال صلى الله عليه وسلم : "إذا شاع الخمر والربا والزنا رفع الله يديه عن الخلق فلا يبالي بأي واد هلكوا" إن الله يدافع عن اذين آمنوا إذا كانوا من المؤمنين حقاً وليس من شأن المؤمن أن تستبد بمجتمعاتهم الذنوب والمعاصي والكبائر حتى تصبح حالة مستقرة ورسمية يدافع عنها وهم صامتون ساكتون ولذها فليس من شأن المؤمنين وإن كان هناك مؤمنون من أي نوع من الايمان ثم لا يقفون سدّاً أمام استشراء الباطل وفي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم : كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر فقالوا أوكائن ذلك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم وأشدّ منه كائن. كيف أنتم إذا رأيتم المنكر معروفاً والمعروف منكراً فقالوا أوكائن ذلك يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم وأشدّ منه كائن قال كيف أنتم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟

    نحن نسمع في بعض المجتمعات الاسمية حكومات تمنع الحجاب والصلاة وهذه مجتمعات لا تستحق أن تطبق عليها القوانين الالهية من حيث أن الله تعالى تكفّل أن يدافع عن المؤمنين من أفراد وجماعات ودول وينصرهم فإن في ذلك خروجاً على القاعدة التي تستدر ذلك القانون. ومن هنا نعلم أن مصيبة المسلمين في ضعفهم وقهرهم وتخلفهم ليس ناتجاً عن عدوهم وإنما أسبابه كامنة في مجتمعاتهم فالمسلمون يؤخذون من حصونهم فهم يُقهرون في بلادهم في أنفسهم فيتجرأ عليهم العدو حيث يرفع الله تعالى يديه عنهم فلا يبالي بأي واد هلكوا. من أجل ذلك إذا أردنا أن ننتهي من الذل فعلينا أن نكون مؤمنين مؤمنين ولا نسمح بأن يكون الباطل المستشري حالى مستقرة ثابتة تخرجنا من دائرة الايمان وتلحقنا بمن ليس من هذا الوصف من دول العالم الأخرى وعلينا أن نتولى أنفسنا بأنفسنا من غير أن نطمع في أن يدافع عنا الله تعالى أو ينصرنا عز وجل لأنه يجافع عن الذين آمنوا . فأسأله تعالى أن يجعلنا من الذين آمنوا ونكون من المؤمنين حقاً لكي يدافع الله تعالى وهذا الأمر آت لا محالة لأن الأمة دائماً تمر بضعف وقوة ولا بد أن القوة آتية بعد الضعف.
     
  5. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: البشااااااااااااااائر (دعوه الي الجميع للمشاركة فهل من ملبيٍ لاخاه)

    [GLOW="0000FF"]البشارة التاسعة عشرة[/GLOW]

    بشارة أخرى من بشائر هذا القرآن العظيم الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وهي قوله تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) النساء) نتوقف عند كلمة (يجد) فما الفرق بينها وبين قوله تعالى (فإن الله غفور رحيم) هذا اللسان العربي فيه تعبيرات وجمل تدل على معنى اضافي بمجرد ترتيب لكلمات. يقول الشاعر:

    يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل

    فما الفرق بين لوجدتنا نحن الضيوف وبين نحن الضيوف؟ (لوجدتنا) تعطي انطباعاً أن هذا الشاعر كريم يفرح بالضيف ويأنس به ويتمنى لو جاءه كل يوم وابراهيم u مثلاً كان لا يأكل إلا إاذ آكله ضيف . فكلام الشاعر موجه للضيف يغريه بالقدوم لأنه يفرح بالضيافة وهو مستعد لها. ولذها كلمة يجد إغراء وتوكيد وإظهار للهفة الشاعر على ضيفه وهكذا كلمة (يجد) في الآية الكريمة فالله تعالى يغري المذنبين والخطّائين مهما عظمت ذنوبهم وخطاياهم أن يعودوا اليه ويستغفروه لأن الله عز وجل أفرح بتوبة عبده من صاحب الراحلة كما جاء في الحديث المشهور. ولهذا قال تعالى (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل) وينزل سبحانه في الثلث الأخير من الليل وينادي هل من مستغفر فأغفر له؟ والله تعالى يهيب بكل المذنبين أن تفرّ إليه والعادة جرت في الدنيا أنك إذا عصيت ملكاً من ملوك الأرض فانت تفرّ منه لشدة بطشه أما ملك الملوك فيقول إذا عصيتني ففِرّ إليّ لأني أغفر لك ذنوبك جميعاً. (تجد الله غفوراً رحيما) إغراء للمذنبين بالتوبة (وسارعوا الى مغفرة من ربكم) ثم أراد أن يحدد هذه السرعة فقال انها سرعة المتسابقين (وسابقوا الى مغفرة من ربكم).

    هكذت كلمة (يجد) توحي بكل هذه المعاني وإن الله تعالى بهذا الكرم والجود يحب المغفرة كما علّمنا صلى الله عليه وسلم في دعاء ليلة القدر : اللهم إنك عفو قدير تحب العفو فاعفو عني. وهو سبحانه يحب التوابين كالكريم الذي يحب الضيوف يأتون بيته. وكذلك الله تعالى يقول لعباده المذنبين والخطائين (يقول صلى الله عليه وسلم فيما يحدث به عن ربه" يا عبادي كلكم ضالّ الا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم) فما عذر من يدخل النار بعد هذا الكرم وما عذر من يتهاون بالتوبة والاستغفار والله تعالى باسط يديه بالليل والنهار كالأب الحاني الذي يتمنى أن يُقبل عليه ابنه العاصي ويقول تعالى في الحديث القدسي: عبدي لو جئتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً جئتك بمثل قرابها مغفرة. وكذلك يقول تعالى في حديث قدسي: وإن تقرب اليّ شبراً تقربت اليه ذراعاً وإن تقرب مني ذراعاً تقربت اليه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.

    وما شدة فرح الله تعالى بتوبة عبده الخطّاء يقول يا عبدي أنني أحب التوابين وأحب المستغفرين فإذا استغفرتني وتبت اليّ فسوف تجدني قد قبلت عذرك وفي الحديث إن العبد ليعصيني ليذكني على المعصية يستغفرني فأغفر له.

    في مثل هذا الشهر المبارك ينبغي على كل خطّاء مهما كانت أخطاؤه عظسمة وهناك الفواحش والشهوات ومن ظلم نفسه وهناك العاصي الذي تمرد على الأداء وهناك المذنب الذي يخلّ بواجب فالمعاصي منقسمة شرائح ومنظومات ولكي لا يبقى للعبد حجة إذا لم يتقرب من ربه تائباً مسغفراً من أجل هذا لا يدخل النار إلا شقي لأنه ما كان عليه إلا أن يستغفر الله والله تعالى جعلها قانوناً (يجد الله غفوراً رحيما) ويجد تعني أنه لا يمكن لعبد أن يستغفر الله إلا وغفر تعالى له مهما كان ذنبه عظيماً وكثير من المذنبين بلغت ذنوبهم حداً لم يتصور أحد أنه يمكن أن تقبل توبتهم لكن الله عز وجل غفرها لهم بمجرد نية التوبة لأنه سبحانه غافر الذنب وقابل التوب فهو سبحانه يغفر الذنب قبل أن يتوب صاحبه بمجرد أنه عزم النية على التوبة فيغفر الله تعالى له مسبقاً وهذا معنى قوله تعالى (يجد الله غفوراً رحيماً).
     
  6. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: البشااااااااااااااائر (دعوه الي الجميع للمشاركة فهل من ملبيٍ لاخاه)

    [GLOW="339900"]البشارة العشرون[/GLOW]

    من الباشئر قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) المائدة) من هؤلاء الذين يحبهم الله تعالى قبل أن يحبو وقدّم محبته لهم قبل أن يقدموا محبتهم له؟ هؤلاء قوم (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) فالتذلل للمؤمنين عبادة يحبها الله عز وجل ويحبها المؤمنون وإذا أحبها الله تعالى وأحبها المؤمنون فاز العبد فوزاً عظيماً فإذا أحب الله تعالى عبداً نظر إليه وإذا نظر إليه لا يعذبه أبداً. والذل نوعان : ذل فيه منقصة ومهانة عندما تذل نفسك في مقام يجب أن تعزّها فيه وهناك ذل عبقري أفضل من العِزة كالذل للأبوين (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) كلما تذللت لهما كما ارتفعت عند الله تعالى في سُلّم المجد والعزة والكرامة. هكذا التذلل للمؤمنين هما آيتان مرة تهيب بالمؤمنين أن يكونوا أذلة فيما بينهم (أن يذل بعضهم نفسه لبعض) وآية أخرى (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) والفرق بين الحالتين أن المؤمنين رحماء بينهم في كل حال بعضهم يرحم بعضهم وهذه قضية ليس فيها عنت ولا مشقة لكن العنت والمشقة أن تذل نفسك (أذلة على المؤمنين) وهذه الذلة هي التي يُعنون لها على منظومة التواضع والتراحم التي ينبغي أن تصادف فيك كظماً عظيماً للغيظ (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) حينئذ لا ينبغي لمؤمن أن يكون فظاً غليظ القلب مع مؤمن آخر مهما بدا منه من تقصير في حق نفسه أو حق أخيه أو حق الله تعالى. رجل صالح رأى أخاً له وكان طالحاً فقال والله ليدخلّنك الله النار قالها له بغلظة وقسوة وكان عليه أن يبتسم في وجهه وينصحه بأن يُنجي نفسه وأن يُحبب له التوبة ويترفق به كما ترفق الرسول صلى الله عليه وسلم بالخطائين والمذنين فقال تعالى من هذا الذي يتألّى علي وعزتي وجلالي لأدخلنه الجنة ولأدخلنك النار لا لشي إلا لغلظ قوله وقسوته على أخيه. وهذا ما نسمعه كثيراً اليوم نسمع من يقول فلان مشرك وفلان كافر وفلان مبتدع وغيره ونسمع كثيراً من غليظ القول والقسوة وهذا يدخل في ما رويناه سابقاً في الحديث. وحديث آخر: قال صالح والله لا يغفر الله لفلان وكان هذا الفلان خطاء يملأ الدنيا خطايا فيقول تعالى من هذا الذي يتألى ألا أغفر له لقد غفرت له وأحبطت عملك لا لشيء الا لقسوته وغلظته على أخيه.

    عن انس رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه بُردٌ نجراني غليظ الحاشية فجاء أعرابي فجبذه جبذة قوية فرأيت أثرها على صفحة عنقه وقال: مُر لي من مال الله الذي عندك فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يضحك وأمر له بعطاء والكل يعرف قصة الأعرابي الذي بال في ناحية من المسجد فقام الناس ليأخذوا عليه فقال صلى الله عليه وسلم اهدأوا إنمابُعثتم ميسرين لا معسرين وأمرهم أن يهرقوا الماء على البول.

    فإذا رأيت رجلاً يتكبر على الناس ويقسو عليهم ويرى نفسه خيراً منهم فهو هالك كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: إذا قال الرجل هلك القوم فهو أهلكهم. رجل صالح ملتزم رأى فساد الناس فصرخ لقد هلك الناس كأنه يبرّي نفسه من فسادهم ويرى نفسهم خيراً منهم وفي يومنا هذا أفراد وجماعات تعتقد أنها في الوحيدة على الحق والباقي هالكون فمن يقول هذا فهو اشدهم هلاكاً وقد يكون الباقون هالكون فعلاً وكأن قولك يدل على أنك ترفع نفسك وتنظر اليهم بازدراء واحتقار فأنت أشدهم هلاكاً فلا يقول الرجل الصالح هلك الناس أو فسدوا وإنما يدعو الى الله بالحسنى واللطف والكلمة الطيبة. من أجل ذلك فإن لغة التخاطب بين المؤمنين ولغة التعامل بين الخطائين وغير الخطائين يجب أن تكون بغاية الرقة كما يفعل الطبيب مع مريضه. فإذا رأيت رجلاً يُعنّف ويفسّق ويكفّر فاعلم أن الله تعالى لا يحبه وهو بعيد عن الله وهو لا يحب الله تعالى ولو أحب الله تعالى لأحب عباده. قال موسى لربه: أراك يا رب تحب بني اسرائيل وأنا لا أحبهم فقال لأنك لم تخلقهم. حينئذ رب العالمين رب الناس طلب منا أن ندعو اليه بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال عبد الله بن مسعود: لا تحاسبوا الناس وكأنكم أرباب. فأنت لست رباً يحاسب الناس فرب العالمين هو وحده سبحانه الذي يحاسب الناس لكن عليك أن تحاول أن تنقذ أخاك بالكلمة الطيبة ووجهك باسم ولهذا يحبك الله تعالى وتحبه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يتمثل الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار ومن أجل هذا حُرّمت الخيلاء والكِبر وامتدح الله تعالى كظم الغيظ (والكاظمين الغيظ) ووعدهم أن يملأ نفوسهم رضى يوم القيامة لأنهم ذلّوا وأذلوا أنفسهم. قال صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على ما يُشرف البناء ويرفع الدرجات قال أن تحلم مع من جهل عليك وأن تصل من قطعك وأن تعطي من حرمك.

    كل ذلك من ذل المؤمن العبقري الذي يحبه الله تعالى ورسوله ذلك الذل يجعل المؤمنين متراحمين متوادين فعليكم أن تكونوا مع المؤمنين أذلة لأنه ذلة يحبها الله ويحبها بكم وتجعلون رب العالمين يضفي عليكم من الرحمات فإذا أحب الله تعالى أعطى عطاء غير محدود.
     
  7. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي التقوى الشخصية،،التقوى العسكرية،،والتقوى السياسية،،وأهمها وأوسعها التقوى الاجتماعية

    [GLOW="993300"]البشارة الحادية والعشرون[/GLOW]

    من البشائر التي يبشر الله تعالى بها المتقين قوله تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف) فالرحمة الواسعة إنما هي للمتقين وهناك فرق بين الرأفة والرحمة فالرأفة هي للمؤمنين فلا يعذبهم أما الرحمة فهي للصالحين فيضاعف لهم الأجر أضعافاً لا يمكن للعقل البشري أن يحيط بها من قريب أو بعيد ولذا جاء في الحديث: ليرحمنّ الله الناس رحمة يوم القيامة يتطاول لها ابليس. ونحن نعلم أن لله تعالة مئة رحمة أنزل الى الأرض منها رحمة واحدة وبقي تسع وتسعون رحمة فتأمل ما هو حجم هذه الرحمات يوم القيامة؟

    قال تعالى (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف) التقوى أنواع منها التقوى الشخصية وهي ما بينك وبين ربك كالصلاة والصيام والعبادات وهناك التقوى العسكرية كتقوى الجيوش المقاتلة والثبات والصمود وتقوى سياسية وهي تقوى الحُكّام وأهمها وأوسعها التقوى الاجتماعية وهي التقوى التي تتحكم في سلوك الناس مع بعضهم أي التوقى في مدى تعاملك مع الآخر أياً كان هذا الآخر حيوانياً كتلك التي سقت كلباً يلهث فغفر الله تعالى له أو شجراً أو طريقاً "رأيت رجلاً في ريض الجنة بشوكة نحّاها عن طريق المسلمين"

    وهناك أصناف من الناس يحبهم الله تعالى لتقواهم الاجتماعية أي بسلوكهم مع الآخر فيسبغ عليهم من النِعم ما لا يمكن تصوره (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الاعراف)

    ومن المتقين في باب التقوى الاجتماعية: الذين يزورون المرضى وكلكم تعلمون كيف أنهم يُغفر لهم كل ذنوبهم بحيث يخرجون من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، وإكرام الجار "إذا مات الرجل وشهد له سبعة من جيرانه بخير إلا شفّعهم الله فيه" ، والفقير المتعفف ذو العيال لا يسأل الناس فسلوكه مع الناس (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا) نظرته للمجتمع من حيث أنه لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه بالسؤال فيعطيه الله عطاء عظيماً هذا الذي يموت وحاجته في صدره، كذلك الرفق بالحيوان وبالمرضى والمراجعين إذا كنت موظفاً وقِس على ذلك مما لا حصر له ولكن من الشرائح العظيمة المكرّمة من المتقين منهم البارّ بولديه والبر بالوالدين أعجوبة "ثلاث لا يضر معها ذنب من ضمنها البر بالوالدين" كذلك الاحسان الى البنات إذا كان لك بنت أو بنات وأحسنت لهن احساناً متميزاً وأدّبتهن فأحسنت تأديبهن إلا كُنّ وجاء لك من النار وصبّ عليك الرحمات حباً يوم القيامة بحسن تربيتك لهن وحفظك لهن.

    كذلك حفظة القرآن الكريم وهذه شريحة مقدسة يوم القيامة"إن لله أهلين من الناس قالوا من هم يا رسول الله؟ قال أهل القرآن أهل الله وخاصته" وكذلك أصحاب البلاء الصابرين "إن الله يكره مساءة عبده المؤمن فإذا أصابك سوء أو بلاء فصبرت فإنك تكون من شريحة عظيمة من المتقين تسعك رحمة الله تعالى يوم القيامة التي تسع كل شيء. كذلك الراحمون إذا كان قلبك رقيقاً "أكثر أهل الجنة رقاق القلوب" أما قسوة القلوب فهو أمر يبغضه الله تعالى بغضاً عظيماً ويحاسب عليه قاسي القلب كما كلن هو يحاسب الناس من قسوة قلبه ولذلك الراحمون يرحمهم الله عز وجل. كذلك من الشرائح التي يحبها الله تعالى المتحابون في الله والمتحابون في الله في ظل الله تعالى يوم القيامة، كثير من هذه الشرائح التي تُحسن التعامل الاجتماعي مع الآخر كالكاظمين الغيظ وأهل الكرم والسخاء والضيافة حتى ان الله تعالى أوحى الى موسى أن لا يقتل السامري مع أنه جعل قومه يرتدون واستحق القتل قال تعالى لموسى لا تقتله فإنه سخيّ.

    رب العالمين ادّخر تسعاً وتسعين رحمة الى يوم القيامة ورحمة واحدة هي التي شملت هذه البشرية كلها فماذا ستفعل هذه الرحمات التسع والتسعون لا تبقي على ذي سلوك حسن مع الآخر ذنباً ويكفي أن تعلم أن امرأة كانت تصوم النهار وتقوم الليل إلا أنها كانت تؤذي جيرانها فقال هي في النار لمجرد ان سلوكها مع الآخر كان سيئاً.

    إذن التقوى الاجتماعية هي موقفك مع الآخر بائع ومشتري، حاكم ومحكوم، عالم ومتعلم، جار وجار، ابن وأب، أخ وأخت وكل علاقة مع الآخر هي التي تجعلك من شريحة التقوى الاجتماعية العظيمة تلك التي قال فيها صلى الله عليه وسلم "خياركم خياركم لأهله" وقال صلى الله عليه وسلم "خير الناس أنفعهم للناس" الى آخر هذه النصوص التي تبين أن التقوى القاسية الصعبة التي تخالف النفس وتخالف الشيطان والعِزّة الجاهلية والكبرياء هذه هي التي تجعلك من المتقين المتقدمين يوم القيامة من حيث ما بلغت فيها من مخالفة النفس (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) فصلت) فإذا كنت من هؤلاء أصحاب هذا الحظ العظيم فأبشر بسعة رحمة الله تعالى التي لايمكن أن تتصور مدى سعتها.
     
  8. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي قال صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت خشخشة نعال بلال قبلي في الجنة فسألته ...؟

    [GRADE="00008B FF6347 008000 4B0082 8B0000"]البشارة الثانية والعشرون[/GRADE]

    [GRADE="000000 FF6347 008000 4B0082 8B0000"] من البشائر العظيمة التي تُعدّ نفحة من نفحات الله تعالى والنفحة هي الهدية الثمينة الخاصة التي نفعها عظيم قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة) كيف؟ بهذه السهولة أن تتوضأ في الماء البارد المنعش ثم يعطيك الله عز وجل على هذا الوضوء عطاء قد لا تجده في أي عبادة أخرى. وفي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم :" إذا توضأ المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل الذنوب التي نظر اليها مع الماء فإذا غسل يديه خرجت منه كل الذنوب التي بطش بها بيديه مع الماء فإذا غسل قدميه خرجت منه كل الذنوب التس مشى اليها برجليه مع الماء." فما عليك إلا أن تتوضأ بهذا الماء المنعش بسهولة ثم تأخذ كل هذا العطاء وهناك فرق بين آيتين: (ويحب المتطهرين) وقوله تعالى (ويحب المطّهرين) فالمتطهرون هم الذين إذا أحدثوا توضأوا للصلاة هذا المتطهر أما المطّهر فهو الذي يبقى على طهور دائم من ساعة ما يستيقظ الى ساعة ما ينام هو على وضوء كما قال صلى الله عليه وسلم: ولا يحافظ على الوضوء الا مؤمن. فالمحافظة على الوضوء عبادة جليلة إذا تعوّد عليها العبد صعب عليه أن يتركها بل إذا تعوّد عليها العبد المؤمن فلا يلذّ له طعام أو حديث أو سلام إلا إذا كان متوضأً. وفضل الوضوء يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت خشخشة نعال بلال قبلي في الجنة فسألته بم سبقتني قال ليس بشيء إلا أني كلما أحدثت أحدثت وضوءاً قال صلى الله عليه وسلم ذلك هو ذلك هو. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد أن توضلأ وضوءاً جيداً قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ في هذا المجلس وقال من توضأ مثل وضوئي هذا غفر الله له مل تقدم من ذنبه. وأحاديث الوضوء الصحيحة تنتهي بنهايات متعددة فهناك حديث : ما توضأ بمثل هذا الا رفع الله درجاته وحديث : إلا عاد من ذنوبه كهيئة ولدته أمه. وأحاديث كثيرة في هذا الباب تدل على أن هذا الوضوء نفحة من نفحات الله تعالى يعطيها للمتوضئين الذين يحافظون على وضوئهم بوضوء طاهر نقي يستعدون به إما لصلاة فهم المتطهرون وإما على الدوام فهم المطهّرون.

    أي بشارة هذه؟ ما عليك إلا أن تتوضأ وتحسن الوضوء بالكامل ثلاث مرات غسل يدين واشتنشاق ومضمضة وغسل وجه ورجلين ولا تترك سُنّة إلا وتفعلها بشرط أن تسمي على الوضوء فإذا بدأت الوضوء بدون تسمية تكون حُرمت من هذا الفضل. بشارات عظيمة أن المسلم يتوضأ خمس مرات في اليوم جبراً للصلاة وقد يتوضأ أكثر من ذلك وهؤلاء يدخلون فيمن أدخل الوضوء على الوضوء. هذا الدين يحثك على الطهارة والنظافة حقاً وقد أجزل الله تعالى العطاء حتى لا تجد في نفسك تقاعساً عن ذلك من أحسن وضوءه سواء كان المتكرر مع أوقات الصلاة أو الدائم فليعلم أن الله تعالى وهبه كرماً عظيماً وقد اشترط النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "ولا يغترّ أحدكم" هذه العبارة هي الفيصل في الأمر وعندما تسمع أن الوضوء يعطيك كل هذا الفضل من درجات رفيعة وذنوب تغفر وخطايا تخرج وترجع كهيئة ولدته أمه فعليك أن لا تغترّ معنى هذا أن هذا العطاء الإلهي اللامتناهي الذي وهبه الله تعالى للمتطهرين والمطهرين لا ينبغي أن يدفعك بغباء أو سذاجة لتفعل ما تشاء من معاصي ما دمت متوضأً وضوءاً جيداً وتقول أن الله تعالى يغفر لك هذا ليس المقصود والمقصود أن الله تعالى يعطيك ثواباً عظيماً ويغفر لك الذنوب غير المتعمّدة أما إذا حدث بك شيئاً من السذاجة والغباء فتقول أفعل ما أشاء ثم أتوضأ وضوءاً جيداً فتغفر ذنوبي حينئذ تكون قد أخطأت الطريق والسبيل وبقيت عليك خطاياك ولا ينفعك وضوءك في هذه الحالة لأنك قصرت به مقصداً ليس على وجهه. فلنعلم أن هذه البشائر للمتوضئين الملتزمين الذين لا يبيّتون المعصية ولا يتحدّون الله عز وجل ولكن إذا وقعت منهم الذنوب عرضاً وكل ابن آدم خطّاء لا يبقى مع هذا الوضوء ذنب.[/GRADE]
     
  9. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: البشااااااااااااااائر (دعوه الي الجميع للمشاركة فهل من ملبيٍ لاخاه)

    [GLOW="FF0000"]البشارة الثالثة والعشرون[/GLOW]

    من البشائر قوله تعالى (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109) طه) إذن من هؤلاء الذين سوف يأذن لهم الرحمن فيشفعون للآخرين حتى يدخلونهم الجنة؟ أنت تستحق النار ولكن بشفاعة معينة تدخل الجنة وأنت لا تستحقها. والاستحقاق جاءك عن طريق وساطة أحد الناس فشع لك عند الله تعالى فأدخلك الجنة يا لها من بشارة عظيمة! صاحب الشفاعة العظمى هو الرسول صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا في حلقة سابقة (فبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) وشفاعته هي لأهل الكبائر من أمته وكما يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث:" لا أرضى وواحد من أمتي في النار" ولكن هناك آخرون يأذن الله تعالى لهم أن يشفعوا للآخرين والهدف من الشفاعة أنها رحمة من رحمات الله تعالى التسع والتسعون فمن رحمة الله تعالى أن يشفع أحد الناس الصالحين للطالحين وما أكثر هذه الشفاعة، وعندما يكون الأمر على ذلك الهول وذلك الفزع الأكبر ثم يقوم أناس على مشهد من الناس فيقول لهم الله تعالى اشفع لمن تحب فيسمي فلاناً وفلاناً فينقذهم من العذاب ويذهب بهم الى الجنة. في هذا المشهد يحدد تعالى سمات الملوك في الجنة وسبق أن قلنا أن فيها ملايين الملوك وسعتها شيء لا يدركه العقل وفيها الدول والزعماء والقادة والحكام والملوك ولكي تسعد بملكك وقائدك يشفع لك على ملأ من الناس ويتلذذ الناس بالانتماء الى ملوكهم. وشفاعة الأنبياء معروفة ولكل نبي شفاعة لقومه وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم متجلية. وهناك شفاعة العلماء الصالحون الأتقياء ويقول تعالى لهم قم فاشفع لهم كما أحسنت تأديبهم. وكذلك شفاعة الشهداء وكل من مات شهيداً سواء كانوا شهداء دنيا (في الحروب) أو شهداء الآخرة (كل من مات بحادث أو بمرض أو غرق أو هدم أو موت غير اعتيادي) هؤلاء يشفعون لأهل بيتهم وفي رواية يشفعون لعشرة من أهل بيتهم كلهم وجبت لهم النار. إذن الشفاعة هي لمن وجبت لهم النار فتأمل هذا الموقف الهائل حُكِم عليك بالنار ثم يأذن الله تعالى لأحد أن يشفع لك فتدخل الجنة. ومن الذين يشفعون حملة القرآن يشفعون لأهلهم وكذلك لكل صديق شفاعة وكل من عملت له معروفاً يشفع لك في الآخرة وفي الحديث أن رجلاً كان على الصراط ذاهب الى الجنة وآخر مقيّد الى النار فناداه ألا تعرفني فقال لا فقال له أنا الذي وهبتك وضوءاً يوماً من الأيام فيطلب منه أن يشفع له عند رب العالمين فيشفع له فيقول تعالى خذ بيد أخيك الى الجنة. ولهذا مصانع المعروف تقي مصارع السوء. وكذلك ممن يؤذن لهم بالشفاعة يوم القيامة كل مسلم تجاوز التسعين من عمره يُشفّعه رب العالمين في أهل بيته جميعاً ممن وجبت لهم النار وسمي عتيق الرحمن في الأرض. وإذا شهد لك سبعة من جيرانك يوم القيامة إلا شفّعهم الله تعالى فيك حتى على ما كان منك وبهذه الشهادة تنجو من النار. وكذلك إذا صلى عليك أربعون في الجنازة وشهدوا لك بالخير شفّعهم الله تعالى بك على ما كان عليك من الذنب. وكذلك القرآن يشفع لصاحبه والبقرى وآل عمران تشفعان يوم القيامة وعلى كل مسلم أن يستظهرهما وكذلك الصوم يشفع لصاحبه. وهناك بعض الناس وبعض العبادات رب العالمين إذِن لهم أن يشفعوا فعلينا أن نُحسِن الى الناس ونقضي حاجاتهم ونحسن علاقتنا مع الجيران وأن ندعو الله تعالى أن يوفقنا لحفظ القرة وآل عمران وأن يجعلنا من أهل الشفاعة يوم القيامة اللهم آمين.
     
  10. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: البشااااااااااااااائر (دعوه الي الجميع للمشاركة فهل من ملبيٍ لاخاه)

    [GLOW="0000FF"]البشارة الرابعة والعشرون[/GLOW]

    ومن البشائر الجليلة في كتاب الله تعالى تلك الوظيفة التي أناطها الله عز وجل بحملة العرش ومن حوله وحملة العرش ومن حوله هم أقرب الملائكة الى الله تعالى فتأمل ما هي الوظيفة؟ وظّفهم تعالى بأن يستغفروا للذين تابوا من المؤمنين الخطائين المذنبين الين ملأت ذنوبهم الدنيا ثم تابوا، الملائكة يستغفرون لهؤلاء منذ أن خلقهم الله تعالى الى يوم القيامة. الذين يحملون العرض ثمانية (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) الحاقة) والذين حول العرش 120 صف من الملائكة. تخيل كم نحتاج من الملائكة لكي نرصّ 120 صفاً حول الكرة الأرضية؟ فما بالك بكم نحتاج لنرص 120 صفاً من الملائكة حول العرش والكرة الأرضية ما هي الا كحلقة بالنسبة للعرش فكم عظمة هذا العرش؟ حوله 120 صفاً من الملائكة فتخيل كم نحتاج من الملائكة وكم عددهم؟ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث : أطّت السماء وحُقّ لها أن تئطّ. وأقرب الملائكة هم حملة العرش والذين حوله ومهمتهم فقط وتسبيحهم الاستغفار للذين تابوا من كل الموحدين من هذه الأمة ومن كل الأمم السابقة من عهد آدم الى أن تقوم الساعة كل من آمن بالله ومهما بلغت ذنوبه ثم تاب فالملائكة يستغفرون لهؤلاء التائبين (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) غافر) والسيئات هنا هي العرض على الحساب فالملائكة يدعون ربهم أن يتوب على الذين تابوا ويغفر لهم ولا يحاسبهم لأنهم بالحساب يُعرضون على الله تعالى والعرض فيه خجل فإذا عُرِض العبد المذنب على ربه يشعر بألم شديد من شدة خجله من هذا الموقف لأنه بين كلمة من الله تعالى (خذه إلى الجنة أو الى النار).

    هذا القلق النفسي هي السيئات التي تطلب الملائكة من ربهم أن يقيهم الحساب والعرض فلا يعذبهم ويغفر لهم. فماذا تقول بكَرَم الله تعالى وما هي ارادته إذا هذا معنى (والله يريد أن يتوب عليكم) وهناك فرق بين المشيئة والارادة فالارادة لا بد أن تتحقق (إن الله فعّال لما يريد) وهو تعالى يريد أن يتوب عليهم فيهيئ أسباب التوبة ومن اسبابها تسخير الملائكة العظام وحملة العرش وهم اقرب الملائكة أمرهم تعالى أن يستغفروا للتائبين. وما أمرهم بذلك إلا وهو يريد سبحانه أن يتوب على من تاب من هذه الأمة وكل تائب من أم التوحيد السابقة وهذه البشارة تدفعك للتفاؤل وإحسان الظنّ بالله تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا يموتنّ أحدكم إلا وهو يُحسِن الظنّ بالله" هذا الظن بالله العظيم وهذا يجعلك تحبه وجعلك تعبده حتى لو لم يخلق جنة ولا ناراً ويقول تعالى في الحديث القدسي: هَبْ أني لم أخلق جنة ولا ناراً ألا أستحق أن اُعبَد؟. بهذا الكرم والعطاء والجمال (إن ربك واسع المغفرة) تأمل إذن كنت بدعاء السوق يحط الله تعالى عنك مليون سيئة ويعطيك مليون حسنة، تزور مريضاً فلا يبقى عليك ذنب تستغفر فلا يبقى عليك ذنب فعليك أن تتأمل أن هؤلاء الملائكة الذين هم أقرب الملائكة لله عز وجل وشغلهم الشاغل الذي كلفهم تعالى به أن يستغفروا للمؤمنين وأن يجمع الله تعالى هؤلاء التائبين مع كل أهلهم إذا كانوا صالحين للجنة (ومن صلح من آبائهم وأزواجهم). بهذا الكرم وقد هيّأ تعالى أسباب التوبة لكي يتوب علينا (ويريد الله أن يتوب عليكم) وهيأ أسبابها ومن اسبابها هؤلاء الملائكة العظام.