هل في ذلك أصل في الشريعة ... أم هي مخالفة صريحة ..!؟

اخوتي في الله ... هذا الأمر احترت معه كثيراً فأردت الآن ان أطمئن قلبي برأي سديد لذا شاركتكم فيه .. فأرجو إفادتي بالخصوص .. ولكم الأجر والثواب .
أخوتي الأفاضل :
حسب علمي المتواضع أن من يشيع الميت ويمشي في جنازته يلزمه الصمت حتى من التكبير فلا يجهر به إنما في سره أو بصوت جد خفيف ... أيضاً السكينة والوقار اثناء حمل الجثمان ... وذلك من آداب الجنازة ..
ولكن ما أشاهده في الأراضي المحتلة ( فلسطين الحبيبة ) عند تشييع الشهداء الأبرار .. أن المشيعين تعلو أصواتهم بالتكبير والعبارات الجهادية وهم يحملون الشهيد على أكتافهم .... كذلك في سيرهم لا نلاحظ الهدأة والتأني والسكينة فهم يسرعون الخطا إلى حد الهرولة أحياناً وذلك كله ظاهر للعيان ..
فهل في ذلك أصل في الشريعة ... أم هي مخالفة بأي حال من الأحوال ..!!؟
أرجو الإفادة من المتخصصين في الفقه .

وللجميع التحية والتقدير .

أخى الكريم أحمد السلام عليكَ و رحمة الله و بركاته .
كنت قد قرأت كلاماً من قبل لعله ينفعك يا رب .

سُئل الشيخ بن باز رحمه الله تعالى عند تشييع الجنازة التى يرفع بعض الناس فيها صوتهم ويطلب من الناس أن يقولوا : لا إله إلا الله أو الله أكبر ، فيقول : وحدوه وكبروه ، فما حكم ذلك ؟.
فأجاب رحمه الله :
هذا منكر لا أصل له في الشرع المطهر ، وإنما المشروع عند اتباع الجنائز تذكر الآخرة والموت والدعاء للميت بالمغفرة والرحمة من دون رفع الأصوات ، وقد قال قيس بن عباد التابعي الجليل رحمه الله : كان أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرهون الصوت عند ثلاث : عند الجنازة وعند الذكر ، وعند القتال " اهـ .



الشيخ ابن باز رحمه الله . " مجلة البحوث الإسلامية " (68/36)

فالأصل و الله اعلم انه لا يشرع ذلك سواء فى فلسطين أو فى اى بلد آخر و حتى و إن اعتقد أو فرح الأقارب و الأهل بموت ذويهم شهيداً فى سبيل الله و الله حسيبه .

بل حتى لو قام واعظاً فى المقابر و راح يكلم الناس و يخطب فيهم كهيئة الخطب المعلومة فهذا ليس من السنة فى شىء و ما ورد عن رسول الله و لا عن صحابته و هم أقرب للخير و الإتباع منا , فما كان الناس في عهد أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا عليّ فيما نعلم يفعلون هذا و هذا معلوم إن شاء الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و هدى من سلف إذا وافق الحق .

وأما الموعظة التي تعتبر كلام مجلس ، فهذه لا بأس بها ، فإنه قد ثبت في السنن أن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج أو أتى بقيع الغرقد وفيه ناس يدفنون ميتاً لهم ، لكن الميت لمَّا يلحد ، يعني معناه أنهم يحفرون القبر ، فجلس وجلس حوله أصحابه وجعل يحدثهم بحال الإنسان عند موته وحال الإنسان بعد دفنه حديثاً هادئاً ليس على سبيل الخطبة .

وكذلك ثبت عنه في صحيح البخاري وغيره أنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار " فقالوا : يا رسول الله : ألا نتكل ؟ قال : لا . اعملوا ، فكل ميسّر لما خُلِق له "

- فالموعظة التي هي قيام الإنسان يخطب عند الدفن أو بعده ليست من السنة ولا تنبغي لما عرفت ، وأما الموعظة التي ليست كهيئة الخطبة كإنسان يجلس ومعه أصحابه فيتكلم بما يناسب المقام فهذا طيب اقتداءً برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .



نقل بتصرف من موقع الإسلام سؤال و جواب و ما تقدم من لقاءات الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى ( 2/55-56).

فالحاصل انه ينبغي أن تحمل الجنازة في هدوء وتذكر للآخرة، فمما أحدثه بعض الناس رفع الصوت أمام الجنازة بقولهم: ( وحدوه ) أو مناداتهم للميت بعد موته وذكر الشهادة ظانين أن ذلك ينفعه ونسوا قول الله تعالى لنبيه : إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى [النمل:80].

وبعضهم يؤذن في القبر زاعماً أنه يُذكر الميت وقد يكون ممن كان يسمع النداء وهو حي فلا يُجيب فكيف بعد موته؟ نسأل الله العافية.

أما قول حضرتك : كذلك في سيرهم لا نلاحظ الهدأة والتأني والسكينة فهم يسرعون الخطا إلى حد الهرولة أحياناً وذلك كله ظاهر للعيان ..

ففى صحيح البخارى من حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال : (( إذا وضعت الجنازة وحملها الرجال على الأعناق تكلمت وسمعها كل شئ إلا الثقلين - أو قال : إلا الإنسان - ولو سمع الإنسان لصعق ، فإن كانت صالحة قالت : قدمونى قدمــونى !! وإن كانت غير صالحة قالت : يا ويلها ..!! أين يذهبون بها !! ))

و قد سُئل الشيخ سعد الحميد فى بضع سؤال عن حكم تتدافع الناس حول خشبة النعش لحملها وينتقل حامل النعش من الخلف إلى الأمام ثم يترك المجال لغيره ليحمل النعش وهكذا يحمل النعش كثير من الناس بالتناوب . وعندما سألتهم عن سبب ذلك قالوا : حتى ينال الجميع أجر حمل الميت . وهذا أمر غير عادي ويتسبب في سقوط النعش كما حصل في بعض الحالات بالفعل . هل هناك أي أساس لهذا الفعل في الإسلام ؟.

فأجاب :

الذي صحّ وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام سنيّة اتباع الجنازة . فقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " حق المسلم على المسلم خمس : ردّ السلام ، وعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس " .

وأخرجا عنه أيضا رضي الله عنه ، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : " من شهِد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان ، قيل : وما القيراطان ؟ قال : " مثل الجبلين العظيمين " .

ولا شك أن من حملها أو ساهم في حملها حتى تدفن يكون محصّلا لهذا الأجر العظيم وزيادة ، فإن حمْـل جنازة المسلم وإن لم يرد فيه حديث صحيح إلاّ أن قواعد الشريعة العامة تدلّ على مشروعيته ، إذ فيه إحسان إلى الميت . لكن إن كان ذلك الإحسان سيفضي إلى مفسدة التدافع المذكورة فدرء المفسدة مقدّم على جلب المصالح ، فالذي يطمع في الأجر المترتب على حملها ليس أعظم أجراً من الذي يدعها شفقة على إخوانه المسلمين ، وليس عجزاً عن حملها . أ.هــ

والشاهد أنه اذا كان حمل المسلمين للجنازة و الإسراع فيها مما تحصل به المفسدة فلا يجوز ذلك و قد يقتضى الحال أحياناً الى الإسراع نظراً لكثرة المشّيعين للجنازة و يشقّ على الناس السير البطىء فيها فيشرع الإسراع لدرء المفاسد و الله تعالى أعلى و اعلم .

و يمكنك أخى احمد للإستزاده ان تراجع : كتاب أحكام الجنائز للشيخ الألبانى رحمه الله .

---- ما ذُكر أغلبه نقل أخى الكريم حتى لا يُفهم من أجل ردى على سؤال حضرتك أنى من أهل الإختصاص بارك الله فيك و نسأل الله أن يعلمنا و أن يرزقنا الإخلاص فى القول و العمل إنه ولى ذلك و القادر عليه و نسأل الله تعالى أن يرحم جميع أموات المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه و الحمد لله رب العالمين .

جزاك الله كل خير أخي الكريم خطاب وأحسن الله إليك وأعظم لك الأجر ... فلقد أرحتني كثيراً بردك المبارك وقد اطمأنت نفسي إليه لما لمسته من تحري التقوى في بيان ما جاء من أحكام بالخصوص ...
وأسأل الله الكريم المنان أن يهدي أمة الإسلام لاتباع شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
إنه سميع مجيب الدعاء .

جزى الله الأخوين الكريمين أحمد وخطاب كل خير
فالسؤال مهم جداً وقد يشكل على الكثيرين
والإجابة موفقة بحمد الله تعالى
وفق الله الجميع

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوالزبير

جزى الله الأخوين الكريمين أحمد وخطاب كل خير
فالسؤال مهم جداً وقد يشكل على الكثيرين
والإجابة موفقة بحمد الله تعالى
وفق الله الجميع

شكراً على المرور أخانا أبا الزبير والتعليق الطيب
وفقك الله تعالى وإيانا لما يحب يرضى ..

شكر الله لكَ مرورك أخى الطيب أبا الزبير .
أخى أحمد رأيت فتوى صوتيه للشيخ / محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى بخصوص سؤال حضرتك فالحمد لله الذى يسر ذلك .
السؤال : ما حكم رفع الصوت أثناء حمل الجنازة وما المشروع عند حملها ؟

فأجاب رحمه الله : رفع الصوت عند حمل الجنازة ايضاً من البدع , كالذين يرفعون اصواتهم فيقولون هلّلوا , كبروا ....., هذا من البدع , و إنما المشروع لحامل الجنازة و مشيّعها ان يتذكر بقلبه حاله و مآله و أنه سيكون له هذه الحال التى عليها هذا الميت إن قريباً أو بعيداً فيتذكر فى اموره و يستعد لهذه النُقلة التى سيكون اليها و لابد .

[LINE]hr[/LINE]

[RAMS]http://www.ala7ebah.com/upload/uploaded/3638_1148587467.rar[/RAMS]

رابط الفتوى من موقع طريق الإسلام

بارك الله بك هذا المنتدى الطيب أخي الحبيب خطاب ورزقني وأياكم التقوى وهدانا جميعاً إلى القول السديد والعمل الصالح ..