الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أحياء السنة

    أحياء السنة تقول:

    Lightbulb أسباب علو الهمة


    أسباب علو الهمة لفضيلة الشيخ سعيد عبد العظيم


    بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه . أما بعد


    فمن شأن من طالع أحوال الأنبياء و المرسلين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين إلا أن يستصغر ما دون النهاية من معانى الأمور ، لقد علم هؤلاء الأفاضل أنه ليس دون الله منتهى ، و أن الموت حق و الجنة حق و النار حق و أن الله يبعث من فى القبور ، و أنه سبحانه هو العلي الذى ليس فوقه شئ فى المرتبة و الحكم و هو المتعالي الذى جل عن إفك المفترين و علا شأنه و تقدست أسماؤه و جل ثناؤه ، إن المتدبر فى آيات الله و الدارس للتاريخ و الناظر بعمق و وعى فى صفحات الكتاب المسطور


    و الكون المنظور سيدرك معنى العظمة الحقيقية و السيادة و الريادة الفذة و أنه لا سبيل للوصول لذلك إلا بإقامة واجب العبودية و عدم المبالاة بسعادة الدنيا و شقاوتها ، و إدراك أن النفس إلى موت و المال إلى فوت و بحيث لا يفرح العبد بشئ من الدنيا أقبل ولا يحزن على شئ منها أدبر و بحيث تكون أهون فى عينه من التراب و هذا شأن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ، كانوا أبر هذه الأمة قلوباً و أعمقها علماً و أقلها تكلفاً ، قاسوا الشدائد و تحملوا المتاعب فكان سمتهم العلو فى الحياة و عند الممات ،

    فعلوا ذلك لعلمهم
    (أن الله تعالى يحب معالي الأمور و
    أشرافها و يكره سفسافها
    " صححه الألبانى

    . لقد كان السلف الصالح – رضوان الله عليهم – المثل الأعلى فى علو الهمة بعد الأنبياء و المرسلين . و لم يكن ذلك فى مجال دون مجال بل فى جميع المجالات العلمية و العملية و الجهادية النافعة فها هو عمر بن الخطاب – رضى الله عنه – كان يتناوب مع جار له من الأنصار النزول إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
    يقول ابن الخطاب : فإذا جئته بخبر ذلك اليوم من الوحى و غيره ، و إذا نزل فعل مثل ذلك ، و يقول ابن عباس – رضى الله عنهما – كان يبلغني الحديث عن الرجل فآتى بابه و هو قائل ( ينام القيلولة ) فأتوسد ردائي على بابه يسفى على من التراب فيخرج فيراني فيقول : يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما جاء بك ؟ هلا أرسلت إلى فأتيك ؟ فأقول : لا أنا أحق أن آتيك ،


    و كان الإمام أحمد يقول : مع المحبرة إلى المقبرة ، و طاف الدنيا مرتين جمعاً للمسند كما يقول ابن الجوزى ، ولا ينال العلم براحة الجسم ، و يقول ابن كثير : كان البخارى يستيقظ فى الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج و يكتب الفائدة تمر بخاطره ، ثم يطفئ سراجه ، ثم يقوم مرة أخرى و أخرى ، حتى كان يتعدد منه ذلك قريباً من عشرين مرة ،

    و كان النووى – رحمه الله يقرأ فى كل يوم اثنى عشر درساً على المشايخ شرحاً و تصحيحاً ، و كان الشافعى – رحمه الله – آية فى الحفظ حتى أنه كان يستر الصفحة لئلا تقع عينه عليها فيحفظ ما فيها ، و رغم ذلك اشتكى لوكيع سوء حفظه ، فدله على ترك المعاصى ، و قال : علم الله نور و نور الله لا يعطى لعاصي . و كان الإمام أحمد يحفظ ألف ألف حديث فقيل له : ما يدريك ؟ قال : ذاكرته و أخذت عليه الأبواب ،

    و كان من شأنهم متابعة العلم النافع بعمل صالح و لذلك أظماوا نهارهم و سهروا ليلهم ، و قاموا يناجون ربهم فى فكاك رقابهم ، ركبوا سفن الأخرة " فكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون " لقد كانوا رجالاً بحق " و من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا " "


    يتبع إن شاء الله ببقية الموضوع الكريم
     
  2. الصورة الرمزية daly_ena

    daly_ena تقول:

    افتراضي مشاركة: أسباب علو الهمة

    جزاك الله كل خير
     
  3. الصورة الرمزية أحياء السنة

    أحياء السنة تقول:

    افتراضي مشاركة: أسباب علو الهمة

    جزانا و إياك
     
  4. الصورة الرمزية أحياء السنة

    أحياء السنة تقول:

    افتراضي مشاركة: أسباب علو الهمة

    ((رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب و الأبصار " لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر أراد سعد بن خيثمة و أبوه جميعاً الخروج معه ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم ، فأمر أن يخرج أحدهما فاستهما ( أجريا القرعة بينهما )

    فقال خيثمة لأبنه سعد – رضى الله عنهما – إنه لابد لأحدنا من أن يقم ، فأقم مع

    نسائك فقال سعد : لو كان غير الجنة لآثرتك به ، إنى أرجو الشهادة فى وجهي هذا ، فاستهما فخرج سهم سعد فخرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقتله عمرو بن عبد ود



    " و حكى سعد – رضى الله عنه –

    قال : رأيت أخي عمير بن أبى وقاص قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر يتواري ، فقلت : ما لك يا أخي ؟ قال : إنى أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه و سلم فيستصغرني فيردني و أنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة ، قال : فعرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم فرده ، فبكى فأجازه ، فكان سعد – رضى الله عنه – يقول : فكنت أعقد حمائل سيفه من صغره فقتل و هو ابن ست عشرة سنة ، و قال عمر – رضى الله عنه – يوم أحد لأخيه : خذ الدرع يا أخي ، قال : أريد من الشهادة مثل الذى تريد فتركاها جميعاً ، و حكى عن جعفر بن أبى طالب – رضى الله عنه – يوم مؤته أنه نزل عن فرس له شقراء ثم عقرها ثم قاتل القوم حتى قتل و هو يقول :

    طيبة و بارد شرابها يا جند الجنة و اقترابها
    كافرة بعيدة أنسابها و الروم روم قد دنا عذابها
    على إذ لاقيتها ضرابها


    و لما فقدت الخنساء أولادها الأربعة –

    يوم القادسية ما لطمت خداً ولا شقت جيباً ، ولا أصيبت بالاكتئاب و ما زادت على قولها : الحمد لله الذى شرفني بقتلهم و أرجو أن يجمعني بهم فى مستقر رحمته ،

    فهذا هو شأن كبارهم و صغارهم و رجالهم و نساءهم فى علو همتهم ، و كانوا يحرصون على تربية أبناءهم على معالي الأمور و لم يخطئ من قال وراء كل عظيم امرأة ،

    فها هو الزبير بن العوام – رضى الله عنه الذى عدل به عمر ألفاً من الرجال يشب فى كنف أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أخت أسد الله حمزة ، و هؤلاء العظام عبد الله و المنذر و عروة أبناء الزبير – رضى الله عنهم جميعاً – كلهم ثمرات أمهم ذات النطاقين أسماء بنت أبى بكر – رضى الله عنهما – و ما زالت كلمتها المشهورة ترن فى الأسماع عندما جاءها ولدها عبد الله متخوفاً من التمثيل بجثته ، قالت له : إن الشاة لا يضيرها سلخها بعد ذبحها ،

    و قد حفظ التاريخ قول السيدة فاطمة بنت أسد لابنها عقيل بن أبى طالب أنت تكون ماجد نبيل إذا تهب شمال بليل ، فنشأ رضى الله عنه – عالي الهمة قوى الشكيمة لا يخشى فى الحق لومة لائم ، و كان على بن أبى طالب يقول : أنا الذى سمتني أمي حيدرة ( اسم من أسماء الأسد ) . و كان معاوية إذا نوزع الفخر يقول : أنا ابن هند ، فقد غرست فيه روح السيادة و علو الهمة منذ نعومة أظفاره ، قيل لها و معاوية وليد بين يديها ، إن عاش معاوية ساد قومه ، فقالت أمه هند : ثكلته إن لم يسد إلا قومه . و الفارق كبير بين من يتربى على شهوات البطون و الفروج و متابعة الموضات و الرقصات و الأغنيات و الأفلام و الأدب الغريزي و أدب الجنس و تسريحات الشعر ......


    . و بين من تربى على العلم النافع و العمل الصالح و كل مقدمة لها نتيجة و كل عقيدة لها تأثير ، فارق كبير بين من يعيش حياة اللعب و يتخذ الفلاسفة و الملاحدة أسوة و قدوة و بين من اتخذ الله ربا و الإسلام ديناً و محمد صلى الله عليه و سلم نبياً ، و كل إناء بما فيه ينضح ، إن الأنبياء و المرسلين هم القمة فى علو الهمة تقرأ عن نبى الله إبراهيم أنه قال " إنى ذاهب إلى ربى سيهدين " و نبى الله لوط يقول " إنى مهاجر إلى ربى " و نبى الله موسى يقول " و عجلت إليك ربى لترضى " و سيرة سيد الأولين و الأخرين و أعظم من علت همته من الخلق أجمعين كانت ناطقة بأنهم لو جعلوا الشمس فى يمينه و القمر فى يساره على أن يترك دين الله ما تركه حتى يظهره الله أو يهلك دونه ، أوذي فى الله و ما أوذي أحد و مات يوم مات و هو سيد الأولين و الأخرين ، صلوات الله و سلامه عليه – و أتباع الأنبياء عندهم من علو الهمة ما هو على قدر إيمانهم و يقينهم ، كصاحب يس و مؤمن آل فرعون و أصحاب الكهف و عبد الله الغلام و آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون .............


    هذا هو المنهج الذى ننشده فى تحقيق علو الهمة لا الزيف و الإدعاء الذى يكرس للانحطاط و التدنى و يزداد به عوج الحياة ، إن التحديات كثيرة و نحن بحاجة لإقامة حضارة على منهاج النبوة و إقامة دولة عالمية تقيم الحق فى الخلق و تنتشل البشرية من وهدتها و كبوتها فكان لابد من الارتفاع لمستوى الإسلام و الدين و التخلي عن سفساف الأمور ، قيل لأحد العلماء : إن عندنا شغيله ، فقال : اطلبوا لها رجيله ، و على قدر أهل العزم تأتى الزائم ، و الله الموفق و المسدد و هو المستعان و عليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين