[FRAME="11 70"]مَـرَرْتُ ببائـعِ الـوَردِفهاجتْ جـذوةُ الوجـدِ
وأذكرني عبيـرُ الـوردِ نَفْحَ شَميمِها الرَّنـديّ
وغُنْجَ قَوامِهـا المُختـالِ في تِيـهٍ بـلا قصـدِ
وُرودٌ سِحرُهـا عَجَـبٌتَ بُثُّ الرُّوحَ فـي اللّحـدِ
يَحارُ المرءُ مـا يختـار منهـا حينمـا يُهـدي
مَدَدْتُ يَدي إلـى بيضـاءَ فاتنـةٍ بــلا حــدِّ
يُكلِّلُهـا نـدى الإمسـاءِ في وَجَلٍ كما المهـدِ
إذا انتهضـت مُهَفهِفـةً هَوَتْ مـن رِقّـة القَـدِّ
كأنّ الصُّبحَ فـي فَمِهـا تنفّسَ مِـن صَبـا نجـدِ
فلا عَجَـبٌ إذا كانـتْ سَفيـرَ مَشاعـرِ الـوُدِّ
وهل وَجَدَتْ لها العُشّـاقُ مِرسالا سوى الوَرْدِ؟!
أمينـا يَكتـمُ الأســرارَ لا يُفشـي ولا يُبـدي
أُوَشْوِشُـهـا لِتُبلِغَـهـا بأنّ الصبـرَ لا يُجـدي
وأنَّ البُـعـدَ عَبَّـدَنـي فيا بُؤسـي مِـنَ البٌعـدِ
أعاتِبُهـا وقـد نَكَـثَـتْ بما قد كان مِـن وعـدِ
فكيف تَبيـتُ فـي رِيٍّ وأحـيـا دونَـمـا وِردِ
تنامُ إلى الضُّحى تَرَفـاً وفُرْشِي مِن لَظَي السُّهْدِ
ومِن حولي أرى الخُـلاّنَ قد نُظِموا كما العِقـدِ
ولكنّـي غريـبُ القـلبِ أمضي تائها وحـدي
فلا تنسَيْ وُرودَ الحُـبِّ ما حُمِّلتِ مِـن عهـدي
فقالتْ بعدَ ما ضَحِكَـتْ وبانـتْ حُمـرة الخـدِّ:
رعـاك اللهُ يـا نجـدي أتُهدي الـوردَ للـوردِ؟! [/FRAME]
للشاعر القدير البارق النجدي