[FRAME="11 70"]نزعْنا السَّرجَ عن ظهرٍ تعالى
بعزَّةِ أمَّةٍ كانتْ مثالا
بها التاريخُ سلَّ المجدَ سيفاً
لأجيالٍ تعشَّقتِ النضالا
فلا الفرسانُ ملُّوا من جهادٍ
ولا الراياتُ ملَّتهم رجالا
سقى الله الزَّمانَ جزيلَ خيرٍ
بما بالخيرِ وفَّاَنا الوصالا
فكنا من ملوكِ الأرضِ شعباً
لأجلِ الحق نقتلعُ الجبالا
بخيلِ اللهِ كم خضنا حروباً
لها بالسَّبقِ مافاقَ الخيالا
وكم سبحتْ عصوراً في سباقٍ
تشقُّ الرِّيح سِلماً أوقتالا
بصوت صهيلها تزدادُحسناً
على وقعِ السَّنابكِ قد توالى
فيغدو كالنشيدِ هتافَ ماضٍ
برجعِ صداهُ قد غنَّى ومالا
وتجتاح الوغى ساحاً بعدو
به المقدام بالمسلول صالا
كخطف البرق يحصدُ من رؤوسٍ
لها بالكفر مايُخزي الرِّجالا
تدكُّ سنابكُ الشَّماءِ أرضاً
بأهلِ السَّيف تزجيها اشتعالا
فتحفرُ فوقَ وجهِ الصخرِ وشما
أذلَّ بأمَّةِ الأعداءِ حالا
وكم باتتْ عيونٌ ساهراتٍ
لدرْءِ مخاطرٍ تأتي ثقالا
وقد ربُّوا الخيولَ لخوضِ حربٍ
ضروساً تغتدي حرباً سجالا
فكرٌ غالباً و تحيدُ حزماً
بأبطالِ الوغى ترمي النبالا
تبدَّلَ صبحُنا فاغتمَّ وجهاً
وطالَ مساؤُنا فغدا وبالا
وصارَ القهرُ بعدَ البِشرِقيداً
يُكبِّلُ فكرَنا فنسوءُ حالا
أأبكي ياحزينَ الوجهِ مجداً
أراهُ صاغراً فقدَ العقالا
أم الأحزانُ تبكينا جموعاً
تخلَّى المجدُ عنها واستقالا؟
إليَّ إليِّ هاتِ السَّرجَ وانهضْ
أخَ الإسلامِ نشهدُهُ تعالى
بأنْ نمضي بدربِ الحق صفاً
نرصُّ بناءَهُ علماً ومالا
ونجتازُ السقوطََ بهديِّ دينٍِ
يحسِّنُ ربُّنا فيه المآلا
فلايأسٌ ولاخزيٌ بجمعٍ
إلى الرَّحمنِ قد شدَّوا الرِّحالا
[/FRAME]
شعر
بنت البحر