الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية النجم القريب

    النجم القريب تقول:

    افتراضي مشاركة: سم وأبشرررررر !!

    تابع لما قبله
    شبهات والجواب عليها
    يحتج بعضهم بالضرورة ، ويقول : إن هناك أُسراً لا يوجد من يعولهم ، وأرامل لا ولي يقوم على شؤونهم ، والسماح لنساء هؤلاء بالقيادة فيه دفع لحاجتهم ، وتخفيف لضرورتهم !
    والجواب أن هذا القول باطل من خمسة وجوه :
    1. أن أحكام الشرع مبنـية على المصلحة الراجحة ، لا المصلحة المغمورة ، ولا يشك منصف في ترجُّح مفاسد قيادة المرأة للسيارة على مصالحها ، لكون المصلحة المذكورة تختص بفئة قليلة من المجتمع لو سلمنا بذلك ، أما المفسدة العامة فعلى المجتمع بأكمله ، فليس من الحكمة في شئ أن يُغض النظر عن المفاسد الكبيرة في سبيل تحقيق مصالح يسيرة .
    2. أن غالب المطالبيـن والمطالبات بقيادة المرأة هم من الموسريـن ، وليسوا من المعسريـن ، بدليل أنك تجد عند الواحد منهم عدة سيارات ، بل لكل منهم في الغالب سائق أو عدة سائقيـن ، فدل ذلك على أن هذه الحجة غير صحيحة ، وأن للمطالبيـن رغبات وأهدافاً أخرى ، وليس المقصود نصرة الأرامل ، فتلك ((شنشنة نعرفها من أخزم )) ، وإن وراء الأكمة ما وراءها !
    3. أن الأرامل والمحتاجات في المجتمع لن يستفدن من السماح للمرأة بقيادة السيارة شيئا ، لأن غالبهن لا يستطيع شراء السيارة فضلاً عن تحمل تبعاتها ، لكونهن لا يستطعن تحمل تبعات بيوتهن أصلا !
    4. أن أمهات الأسر الفقيرة إذا كن بحاجة إلى قيادة السيارة فليحضرن سائقاً يقضيـن به ضرورتهن ، مع مراعاة الضوابط الشرعية ، وعلى رأسها عدم الخلوة بهن بحال من الأحوال ، أو الاستفادة من الخدمات العامة في النقل والاكتفاء بها عن السائق مثل خدمات التوصيل ونحو ذلك .
    5. أن كثيرا من حاجات النقل الضرورية للأسرة قد وفرتها الدولة حفظها الله ، فالتعليم العام والجامعي يتوفر له حافلات نقل مجانـية ، والمستشفيات قد وفرت لها الدولة سيارات الإسعاف لنقل المرضى من أي مكان في البلد إلى المستشفيات في حالة الضرورة ، فضلا عن الجمعيات الخيرية التي تقوم على الأسر المحتاجة ، والترابط الاجتماعي المتميز في هذا البلد بيـن غالب الأقارب والجيران .
    شبهة
    قال بعضهم : إن قيادة المرأة للسيارة تجعلها في استغناء عن السائق الأجنبي !
    فالجواب أن الحال في دول الخليج التي سمحت بقيادة المرأة خير شاهد على بطلان هذا الكلام ، ففي الوقت الذي تقود المرأة عندهم السيارة يوجد السائقون في معظم البيوت ، بسبب أن قيادة المرأة كما ذكرنا لم تكن للحاجة غالبا ، بل هي غالبا من قبيل الترفه ، فلم يستغنوا بها عن السائق الأجنبي .
    شبهة
    قال بعضهم : إن في قيادة المرأة للسيارة صيانة لها وسدا لعوزها عن الأجانب في حالة حصول حادث وإصابة سائق السيارة .
    والجواب من وجهين :
    الوجه الأول : أن الحكم ينبغي أن يناط بالأحوال العادية العامة ، لا الأحوال النادرة الوقوع ، ولو سوغنا للمرأة قيادة السيارة لهذه الأسباب الغير عادية فإنه لا بد حينئذ أن نطالب بأن تتعلم المرأة قيادة الطائرة ! لأن ما يحدث على الأرض قد يقع في السماء ، والكارثة الجوية أخطر والضحايا بالتأكيد أكثر .
    فإن قيل إن الطائرة فيها رجال كثيرون قد يتولون هذه المهمة ، فالجواب أن الرجال على الأرض في حالة السيارات أكثر .[14]
    شبهة
    فإن قيل : إن السماح للمرأة بالقيادة سيوفر للاقتصاد الداخلي مبالغ ضخمة متمثلة في رواتب السائقين التي تُحول شهريا خارج البلاد !
    فالجواب : أن هذا الإيراد قاصر من عشرة وجوه :
    الأول : أن الإحصاءات الأخيرة تفيد أن عدد السائقين الخاصين يزيد على النصف مليون شيئا قليلا ، ولِـنكن أسخياء مع من يثير هذه الشبهة ، ولنقل أنهم ثمانمائة ألف سائق ، وأن كل سائق يتقاضى ألف ريال شهريا - بالمتوسط - ، فعلى هذا ستبلغ التحويلات الشهرية ثمانمائة مليون ريال ، والسنوية عشر مليارات ريال ، هذا في كَِِـفة .
    وفي الكَِِـفة الأخرى ، فالإذن بقيادة المرأة للسيارة سيجعل شراء مليون سيارة أمرا حتميا (للسائقات الجدد) ، سواء من الموظفات أو غيرهن ، وهذا بحد ذاته سيكلف الاقتصاد السعودي في سنوات قليلة أربعين مليار ريال سعودي ، وهي قيمة السيارات المشتراة إذا كان متوسط أسعار تلك السيارات أربعون ألف ريال ، ناهيك عن تكرر هذا الرقم كلما استبدل النساء سياراتهن كل خمس سنوات ؟ فأين الثرى من الثريا ؟
    الثاني : أن قيمة 200.000 سيارة تعادل تحويلات السائقين الخاصين مدة عشرة أعوام ، فكيف بالمليون سيارة التي سيتلاشى نصفها بعد عشرة أعوام ؟!
    الثالث : كم سيسحب هذا الكم الهائل من السيارات من خزانة الدولة النفطية ؟ في حين أنه ينبغي تصدير أكبر كمية من الوقود ليعود على البلد بالعملات الصعبة ، لكونه يمثل إيراداتها الرئيسية التي تنفق منها الحكومة على مشاريعها ومواطنيها .
    الرابع : ما سيترتب على إنهاك الاقتصاد المنزلي بقيمة السيارات وتكاليف الوقود وقطع الغيار وإصلاح الأعطال ، وقد تقدم ذكر هذه المفسدة في ثنايا البحث .
    الخامس : والحق أن أعداد العمالة سيتقلص من السائقين ويزداد في صفوف عمال ورش السيارات ، الذين سيحولون ما يتقاضونه لخارج البلد بطبيعة الحال ، فأين التوفير ؟!
    السادس : هل فكر أولئك (الغيورون) على اقتصاد البلد في الإنهاك الاقتصادي المـُتحتم لخزانة الدولة لتنفيذ مشاريع توسعة ضخمة في الشوارع الرئيسية بسبب الزحام الذي سيتسبب فيه السماح للمرأة بقيادة السيارة وأثره على انسيابية الحركة لا سيما في أوقات الذروة أو في حالات الحوادث ؟
    السابع : هل فكر أولئك (الغيورون) على اقتصاد البلد في الإنهاك الأمني المترتب على المطاردات الأمنية للمتطاولين على حرمات سائقات السيارة بمعاكستهن والتحرش بهن في طول البلاد وعرضها ؟ ولست بمفش سرا إذا أحلت القارئ على حالات المطاردة للنساء وهن لم يسقن السيارات بعد ، فكيف إذا انفردن بها ؟
    الثامن : وقد كان الأولى بأولئك أن يطالبوا بتوطين (سعودة) جميع سيارات الأجرة ، بدلا من إحلال سائقي سيارات المنزل (بالسعوديات) ، مما يعود نفعه حتما على شريحة غير المتعلمين في البلد وسد عوزِهم إلى حد كبير ، ومن المعلوم أن أعداد سائقي سيارات الأجرة الوافدين أعظم بكثير من أعداد سائقي السيارات الخاصة ، وليس هناك مقارنة بين تحويلات هؤلاء وأولئك !
    التاسع : وليت هؤلاء (الاقتصاديون) (المشفقون) على اقتصادنا بالمطالبة بقيادة المرأة للسيارة ، ليتهم يطالبون بإلحاح بإيقاف استيراد الدخان الذي تستورِد منه الدولة ما يزيد على مليار ريال سنويا ، ويسبب أمراض صحية واجتماعية يكلف علاجها ملايين الريالات .
    وكذا السياحة خارج البلد تكلف سنويا خمس وعشرين مليارا ، أليس هذا بنزف حقيقي للاقتصاد ؟
    ليتهم يوظفون عقولهم الشابة في الاستثمارات الصناعية بم يعود نفعه على شباب البلد ؟
    ليتهم وليتهم وليتهم ، ولكن كما قال الأول : فاقد الشيء لا يعطيه .
    العاشر : لو قدرنا جدلا أن الاقتصاد الداخلي يتحمل فعلا مبالغ ضخمة متمثلة في رواتب السائقين التي تُحول شهريا خارج البلاد مقابل عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة سواء كان عشرة مليارات أو أكثر أو أقل ؛ ألا نحتسب هذا المبلغ لحماية نسائنا من المفاسد التي ستحصل لهن لو سُمح لهن بالقيادة ؟
    والله الذي لا إله إلا هو ولا رب سواه ؛ لو نُُظر لهذه النقطة بعين العدل والإنصاف لعدت هذا المليارات قليلة ، وقديما قيل :
    أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمال
    --------------------------------------------------------------------------------
    خلاصة
    وخلاصة القول ستة أمور :
    1. إن قيادة المرأة للسيارة تعد وسيلة عظيمة لحصول الشرور ، وخطوة أولى من خطوات تحرير المرأة من تعليمات الشريعة ، إذ به ينهار خلق القرار في البيت الذي جبل عليه النساء ، وينفتح الباب أمام الأشرار لمطاردة المرأة بعيدا عن بيتها الذي كانت تستتر به ، ناهيك عن التشتت الأسري ، وأمور أخرى تقدم ذكرها ، فقيادة المرأة للسيارة فخ شيطاني ، وحبة أولى في عقد إذا انفرط تلتها باقي الحبات ، والله الحافظ .
    والواجب على المسلم أن يحرص على ما فيه سعادته في الدنيا والآخرة ، وأن يحذر من الوقوع مما يقربه إلى النار ، لقول ربنا تبارك وتعالى { يا أيها الذيـن آمنوا لا تـتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبيـن} ، وقوله صلى الله عليه وسلم : فمن اتقى الشبهات فقد استـبـرأ لديـنه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه .[15]
    2. إن واقع النساء في البلاد التي تقود فيها المرأة السيارة خير شاهد على ما حصول المفاسد التي قررنا آنفا ، فالواجب الحذر ، وألا يجعل الإنسان نفسه محطة تجارب ربما أوبقت دنـياه وآخرته ، وكانـت عاقبتها سيئة على سمعته وعرضه ، والسعيد من اتعظ بغيره لا من اتعظ بنفسه .
    4. أن المطالبين بقيادة المرأة للسيارة يطلون علينا في كل مرة بوجه مختلف ، ويلبسون دعواهم جلبابا متلونا ، فتارة إنسانيا ، وتارة دينيا ، وأخيرا اقتصاديا ![16] ، وغالبهم – إن لم يكن كلهم - ليسوا من أهل الديـن والاستقامة والحسبة ، بل هم إما علمانـيون منافقون يظهرون الإسلام ويبطنون التمرد على أحكام الشرع ، أو فساق يريدون التمتع بمفاتـن المرأة ، أو جهال حسنوا النوايا ، لا يقدرون عواقب الأمور ، قد طحنـتهم عجلة التقليد ، وبهرهم زخرف القول بوجوب التجديد ، يمشون وراء كل ناعق بحجة التحضر والتمدن – زعموا - ، وكل هؤلاء في عمى أو تعامي ، عما خص الله به المرأة من خصائص تميزها عن الرجل ، وعماًِ أيضا عما وصل إليه المجتمع الغربي الذي يقتدون به إلى انحدار خلقي ، وتفكك أسري ، ومستوى منحط في التفسخ والتبرج ، والخروج عن إطار الحشمة والوقار والاحترام ، حتى صارت المرأة عندهم وسيلة إغراء وافتـتان ، وواجهة إعلامية لترويج منـتجات المصانع وتسويقها ، والمتاجرة في الأعراض والفواحش ، واستخدامها في مجالات النصب والإرهاب ، كل هذا بسبب إخراجها من البيت بطريقة أو بأخرى ، وإقحامها في أوساط الرجال ، وما ظنك برجال بينهم امرأة ؟
    بل قد وصل الأمر في الغرب إلى تبادل الزوجات ، ونكاح الرجل بالرجل ، ونكاح المرأة للمرأة ، كل هذا بسبب التصعيد الجنسي الذي منشؤه كثرة الخروج والاختلاط ، الذي تعد أحد روافده قيادة المرأة للسيارة .
    فالحق أن أولئك الأوغاد يريدون حرية الوصول إليها ، والتمتع بجسدها ، معترضيـن بذلك على شرع الله المنـزل ، وما جبلت عليه المرأة من العفة والحياء ، وما اتفق عليه العلماء ، أئمة الديـن في هذه البلاد وغيرها .
    ولست بمفش سرا إذا قلت إن المرأة في بعض البلدان الإسلامية والعربية قد وصلت إلى ما يريدون ، فتراها في بعض البلاد الإسلامية قد تمردت على الحجاب والحشمة والوقار حيـنما أُطلق لها العنان لمزاحمة الرجال في أعمالهم الخاصة والعامة ، وأصبح أمرها في المـُخادنة والمصادقة والتعامل مع الرجال بمختلف مستوياتهم في التفكير والسن والثقافة أمراً عادياً ، وصار حالها مقاربا في الغالب لحال امرأة الغرب .
    فإن قيل : إنه لا يزال هناك فارق !
    فالجواب أن عوامل الانحلال واستمرارية البعد عن الضوابط الشرعية كفيلة بإذابة هذا الحاجز ، ومن سار على الدرب وصل ، نسأل الله لنا ولهم العافية والسلامة .
    5. أن الواقع خير دليل على بطلان دعوى المطالبة بقيادة المرأة للسيارة ، فالنساء كن ولا زلن ، في غنى عن قيادة السيارة ، وسيظللن إن شاء الله على ذلك .
    6. أن الفتاة السعودية ، والتي تتعرض الآن لهجمة شرسة لإلحاقها بركب النساء المستغربات ، تمتاز بحمد لله بما يوفر الثقة بها بنـتاً وزوجة وأماً ومربية ، وتمتاز بقدرتها على التعلم بلا حدود تعليمية ، دون أن يكون ذلك مؤثراً على وقارها وحشمتها ، ولم تكن قيادة السيارة عائقا معينا لها ولا عائقا أمامها دون الحصول على ذلك كله .
    لهذا وغيره ، فإن دعاة الباطل ينظرون للفتاة السعودية على أنها صعبة الوصول إليها ، فكرسوا جهودا عظيمة للمكر بها ، والإيقاع بعفتها ، يريدون بذلك كما أسلفت سهولة افتراسها والتمتع بها ، حتى إذا افترسوها وقضوا وطرهم منها وذبل عودُها ؛ رموها جانبا كما رموا غيرها ، قد فاتها قطار الزمن ، فلا هي التي حفظت عفتها ، ولا هي التي سلمت من تأنـيب ضميرها ، ولا هي التي ظفرت بحياة أسرية سعيدة عفيفة مع زوج وأولاد ، ولا هي التي قامت بما أمرها الله به ، فخسرت دنياها وآخرتها ، ونظرة سريعة على الحياة الاجتماعية الغربية تشهد لهذا كله ، والعاقل من اتعظ بغيره لا من اتعظ بنفسه ، فليخسأ أذناب الغرب ، أتباع كل ناعق .
    فالواجب عليـنا معشر المسلميـن عموما ، وفي هذه البلاد خصوصا ، ألا نفرط بذلك الكنـز الذي طالما بذلنا جهدا للحصول عليه ، وأن نحصن فتياتنا من الوقوع في شراك أهل الباطل ، وإن وقع فيه كثير من الناس ، فأكثر الناس ليسوا على الهدى المستقيم ، كما قال تعالى {وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله } ، وقال تعالى { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } .
    --------------------------------------------------------------------------------
    همسات
    وهاتان همستان في آذان المسؤولين وفقهم الله لما فيه نفع البلاد والعباد :
    الهمسة الأولى : أننا لسنا في شك من عقيدتنا ، فعقيدتنا هي التمسك بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، على ضوء فهم السلف الصالح ، أصحاب القرون الثلاثة المفضلة الأولى ، التي شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بالخيرية .
    ولسنا في شك فيما ندعو إليه غيرنا ، فمنهج الدعوة الذي قامت عليه هذه البلاد منذ ثلاثة قرون هو منهج أصيل وليس بدخيل ، وقد استضاء به العالم أجمع منذ ذلك الحين ، وسيستمر إن شاء الله طالما تمسكنا به .
    ولسنا في شك من علمائنا ، فعلمائنا بحمد الله من خيرة العلماء في دينهم وعلمهم على مستوى العالم أجمع ، وقد استقرت عدالتهم عند المسلمين ، لما عرف عنهم من التمسك بالآثار ، وسعة الاطلاع العلمي ، وبعد النظر في عواقب الأمور ، وصدق مع الله عز وجل ، نحسبهم كذلك والله حسيبهم .
    ولسنا في شك من تقاليدنا وأخلاقنا العربية الأصيلة ، فنحن العرب الأقحاح ، الذين بلغ آباؤنا وأمهاتنا في الجاهلية الغاية في التحرز والتستر والغيرة على الأعراض ، فكيف بنا وقد عمر الإسلام بيوتنا وصدورنا ؟
    الهمسة الثانية : إنكم محسودون من قبل أعداء الملة في الخارج ، وأذنابهم في الداخل ، على هذا الاستقرار الذي تنعمون به ، واجتماع الكلمة الذي ترفلون به ، إنكم مستهدفون وهم يرونكم ولا يرون أحدا سواكم قد أخذ على عاتقه نشر الدين الإسلامي بأصوله العظيمة وحذافيره الدقيقة ، في جامعاتكم العلمية ، ومعاهدكم الدراسية ، ودروسكم اليومية ، وخطبكم الأسبوعية .
    إنكم مستهدفون وهم يرونكم ولا يرون أحدا سواكم قد تميزت نساؤه عن نساء العالم أجمع بمزيد عفة وتستر ، بل صِرن مثالا للمرأة الشرقية والغربية ، فينبغي لكم أولا أن تحمدوا الله على هذه النعمة التي خصكم الله بها ، وتشكروها ولا تكفروها ، ثم تحذروا شديد الحذر في مسيرتكم القيادية من الأعداء المتربصين والمتسترين ، وذلك بجعل الشورى والرأي والحل والعقد في أهل الاختصاص المعروفين بدرايتهم وديانتهم وصيانتهم وغيرتهم على نسائكم ونسائهم ، حتى لا تزل القدم ، أو ينحرف المسار عما هو عليه ، فاتخذوهم بطانة ، وشاوروهم في الأمر ، ولا تقطعوا أمرا دون رأيهم ، ولا حكما إلا بمشاورتهم ، لأنهم يبتغون بعلمهم وجه الله والدار الآخرة ، ولا يخافون في الله لومة لائم .
    وقد جاءت أحاديث تدل على فضل البطانة الصالحة ، فعن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما بعث الله من نبي ، ولا استخلف من خليفة ، إلا كانت له بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، فالمعصوم من عصم الله تعالى .[17]
    وفي لفظ آخر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي ولا والٍٍ إلا وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف ، وبطانة لا تألوه خبالا ، ومن وُقي شرهما فقد وقي ، وهو مع التي تَغلب عليه منهما .[18]
    وعن القاسم بن محمد قال سمعت عمتي (أي عائشة رضي الله عنها) تقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ولِِـي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا ، إن نسي ذكره ، وإن ذكر أعانه .[19]
    كما ينبغي على المسؤولين أن يحذروا من بطانة السوء ، فإن أكثر ما يؤتى المسؤولين من قبل المقدمين لديهم ، فقد يكتمون نصحه رغبة في مال ، أو زوال سلطان ، أو حسدا له على ما آتاه الله من فضله ، أو عداء للدين ونصرة لأهل البدع ، فيؤدي ذلك إلى فساد عريض ، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر} .
    همسة أخرى
    وهمسة أخرى في آذان أولئك الذين يُـسوِِّقون قيء الإفرنج في بلادنا ، اتقوا الله ، فإنكم مسؤولون يوم القيامة عما تقولون وتكتبون ، فالقلم أحد اللسانين ، ولا تجعلوا أنفسكم عرضة لدعاء المسلمين عليكم بالهلاك الدنيوي والأخروي .
    اتقوا الله وأنتم ترون جزيرة الإسلام وبلاد الحرمين الشريفين تـمر بمحنة تاريخية ، متمثلة باتهامها بإهدار حقوق الإنسان ، ناهيك عن الهجمات اللسانية الرسمية الصريحة على أصولها ومعتقدها من قبل أعداء الإسلام ؟
    ألا تدرون أن مطالباتكم هذه مما يقوي شوكتهم ويؤيد دعواهم ، في حين أن الواجب عليكم هو الذود عن الوطن ، وسد الطريق على أولئك ، لا سيما وكثير منكم من أرباب الأقلام والشورى والتوجيه في المجتمع ؟
    وإن أصابكم إعجاب في عقولكم فتأملوا هذه النقاط الخمس :
    الأولى : أن معارضة نصوص الكتاب والسنة بالأدلة العقلية والأقيسة الذهنية باطلة لكون عقول البشر قاصرة ، أما الشرع فإنه من حكيم خبـير يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ، وما مثل العقل والوحي إلا كمثل العينين والنور ، فإذا كان عند الإنسان عينان ولكنه في مكان مظلم فانه لا يستفيد من عينيه شيئا ، بل هو كالأعمى تماما ، وكذلك العقل لا يستطيع أن يحكُم بنفسه إلا بنور الشريعة .
    الثانية : لو كان بمقدور الإنسان أن يهتدي إلى الحق اعتمادا على العقل لاهتدى إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن عقله أكمل العقول ، ومع هذا فلم يهتدي الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بالوحي كما قال تعالى }وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان{ ، وقال تعالى }ووجدك ضالا فهدى{ ، وقال تعالى }قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربـي{ ، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد تجرد من حولِه وقوته الحسية والعقلية وردَّ نعمة الهداية إلى الوحي ، فكيف تحصل الهداية لمن هو دون النبـي صلى الله عليه وسلم بمجرد الاعتماد على العقل ، أو التشبه بالكفار الذين نص القرآن على أنهم ليس لديهم عقول ؟!
    الثالثة : أن الشرع هو قول المعصوم الذي قام الدليل على صحته ، أما الطرق العقلية فليس هناك دليل على صحتها ، لا شرعي ولا عقلي ، فالذي تـنتجه عقول هؤلاء تخالفه عقول أولئك ، والذي تـنتجه عقول هؤلاء تــتراجع عنه إلى قول أولئك ، فعلى هذا فلا يصح أن يعارض الدليل الشرعي الصحيح بما لا يُـقطع بصحته .
    الرابعة : أن العقل مصدق للنقل فيما أخبر به ، بـينما النقل لم يصدق العقل فيما أخبر به .
    الخامسة : أن كثيرا من الأدلة العقلية باطلة عقلا وشرعا ، فيكون تقديمها على النقل من القدح في العقل .
    وقد شبَّّـه بعض العارفين حال من يعترض على الشرع بالشبه العقلية بحال من أتى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال له : إن الوحي الذي تلقيناه منك ، والسنة التي تدلنا عليها ، فيها ما توافق عليه عقولنا وفيها ما لا توافق ، فسنأخذ منك ما وافق عقولنا ونترك الباقي ، فهل هذا مؤمن ؟ قطعا لا .
    فهذا إبليس - أعاذنا الله منه - عارض أمر الله له بالسجود لآدم بالرأي الفاسد ، وتقديم العقل على الأمر الشرعي فقال {أرأيتك هذا الذي كرمت علي} ، وقال {لم أكن لأسجد لبشر خلقتني من نار وخلقته من طين} ، فهلك وأهلك .
    ولما كان تقديم العقل على النقل من أسباب الهلاك ، كان من لوم الكفار لأنفسهم وهم في النار {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} .
    فالواجب تقديم الشرع على العقل ، فإذا صح النقل شهد العقل وسلَّم وأذعن ، فإن الشرع قائم بنفسه ، سواء علمناه بعقولنا أم لم نعلمه ، كما أنه - أي الشرع - مستغنٍ في نفسه عن علمنا وعقلنا ، أما نحن فمحتاجون إليه وإلى أن نعلمه بعقولنا .
    فمن كان له عقل كامل فليتبع الشرع ، ولهذا وصف الله المعرضين عن شرعه لما حكموا عقولهم أنهم لا يعقلون ولا يتفكرون ولا يتعظون ، وكل هذه مرتبطة بالعقل .
    والذين يعترضون على الشرع بما يسمونه ببراهين عقلية فإنها في الحقيقة شبه خيالية ، لأنها دلت إلى ما يخالف الشرع ، فعُـلِم فسادها بالضرورة ، وأنها لا تصلح للمعارضة ، والواجب هو التسليم والاستسلام لله ، واتباع أوامره ، وعدم الاعتراض عليها ، كما أمر تعالى في قوله {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بـينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} ، وقال تعالى {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبـينا} ، وقال تعالى {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون} ، ففي هذه الآية نزه الله نفسه عما اقتضاه شرك المشركين المتمثل باقتراحهم واختيارهم ، فالواجب الحذر .
    قال ابن تيمية رحمـه الله تعالى : فعلى العبد أن يسلم للشريعة المحمدية الكاملة البـيضاء الواضحة ، ويسلم أنها جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها ، وإذا رأى من العبادات والتقشفات وغيرها التي يظنها حسنة ونافعة ما ليس بمشروع ، عَـَلِِِم أن ضررها راجح على نفعها ، ومفسدتها راجحة على مصلحتها ، إذ الشارع حكيم لا يهمل المصالح .[20]
    وقال ابن القيم رحمـه الله : وأصل كل فتـنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع ، والهوى على العقل .[21]
    اللهم احفظ نسائنا ، وارزقهن العفة والحياء ، وأعذهن من مضلات الفتن ونزغات الشيطان ، وهب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ، والله أعلم ، وصلى الله على نبيـنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
    انتهى تحريره ومراجعته في مساء يوم الأربعاء ، الحادي عشر من شهر الله المحرم لعام خمس وعشرين وأربعمائة وألف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، الهجرة النبوية المباركة .
    وكتبه ماجد بن سليمان الرسي
    الجبيل 31961 / ص ب 10283
    هاتف 055906761
    ---------------------------------[/QUOTE]
     
  2. الصورة الرمزية لماذا الحزن

    لماذا الحزن تقول:

    افتراضي مشاركة: سم وأبشرررررر !!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته \\

    بارك الله فيك يا ابنة الخطاب ،،،، لا فض فوك يا أخية ،،، تعقيبي على كلماتك الطاهرة ليست من تنظيمي فلست أهلا

    لذلك فكفى بمشايخنا قد بينوا حكم قيادة المرأة للسيارة ومن كانت تريد أن تحيا حياةً طيبة تتنبه لكلامهم وتطبق ما جاء به

    ،،،، الرابط عبارة عن كتيب بعنوان : قِيادَةُ المرأَةِ للسَّيارة بين الحقِّ والبَاطِل

    راجعه وقرظه

    الشيخ العلامة / عبد الله الجبرين

    راجعه

    الشيخ العلامة / صالح الفوزان الشيخ العلامة / سفر الحوالي

    تأليف

    ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي


    http://saaid.net/female/m51.htm
     
  3. الصورة الرمزية بنت الخـطاب

    بنت الخـطاب تقول:

    افتراضي مشاركة: سم وأبشرررررر !!

    بارك الله فيك اخيتي لماذا الحزن
    اضافة قيمة لاحرمتي اجرها
    .
    .

    --------------

    ياراحـليـن عن الحيـــــاة !
    وساكنــين بأضلعي ..

    هل تسمعون توجعــي؟!

    وتوجع الدنيــــا

    معــي؟!
    -------------

     
  4. الصورة الرمزية قوافل العائدات

    قوافل العائدات تقول:

    افتراضي مشاركة: سم وأبشرررررر !!

    توضيح مهم لكل إمرأة أغرتها هتافات الدفاع عن حقوق المرأة لتشجعيهن لقيادة السيارة جزاك الله كل خير يا ابنة اخطاب
    سبحان الله وبحمده ......... سبحان الله العظيم
     
  5. الصورة الرمزية أم بشرى

    أم بشرى تقول:

    افتراضي مشاركة: سم وأبشرررررر !!

    أخواتي بنت الخطاب ونوري جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم على آرائكم وأنا معكم أشاطركم الرأي ولكن لي مداخلة بسيطة لأخواتي ورع وأم عمر بارك الله فيهم ، أقول يمكن للمرأة أن تقود السيارة في نظري في بلدة غير السعودية من باب كما قلت مساعدة زوجها أو في الحالات الطارئة والضرورية لكن هنا في السعودية أرى أن الأمر خطير وذلك لوفتحنا الباب للمرأة بالقيادة نجد كل من هب ودب من النساء يقدن السيارة منهن المتحجبات ومنهن العكس وانظري ماذا يحصل للنساء من مضايقات ومعاكسات من شبابنا الطائش هدانا الله وإياهم فلا تستطيع أن تمشي شبراً بدون أن تتعرض لتلك المضايقات وأود أن أحكي لكم كم من حادثة تعرضت إليها ففي يوم من الأيام ذهبت لرحلة مع الأهل وأبنائي بدون زوجي مع السائق وبعد الإنتهاء من الرحلة انطلقنا للعودة وعند العودة بنشر الكفر وتخيلوا الساعة الثالثة ليلاً ولايوجد شبكة في ذلك المكان ولايوجد أحد وأطفالي يبكون وأخذت في الدعاء وقراءة القرآن وجلست أتخيل مايحدث لي ولأطفالي وللأهل والخوف يحيطنا من كل مكان 0وكم مرة تحدث لي مثل تلك الحوادث وأرجع وأقول لن أخرج بعد ذلك إلا مع زوجي أو أحد من أخوتي ولكن أرجع مرة أخرى حيث بعض الأحيان أكون مضطرة ولكني اعترف بأني مخطئة 0 فتخيلي أختاه لوكنت وحدك وبدون احد معك وبدون سائق لوحصل معك ماحصل لي فكيف بربك تتصرفين ؟؟
    الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه أفتى بعدم جواز حج المرأة من غير محرم حتى لوكانت مع مجموعة آمنة من النساء وقال لو مرضت المرأة أو ماتت اوسقطت فمن يحملها إذن - يعني يحملها رجل اجنبي 0
    نحن صحيح نساء ونحتاج للخروج مضطرين مع السائق ولكن بدون خلوة ومع ذلك تحدث لنا بعض المشكلات فكيف لوكنت انا السائق كيف أنزل وأصلح الكفر أو أصلح السيارة ؟
    أنا أرى من وجهة نظري ان قيادة المراة وخاصة في بلدنا هذا من الأمور التي تفتح علينا أبواب الشر والفتن أعاذنا الله وإياكن شر الفتن ماظهر منها وما بطن 0 اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه 0 اللهم آمين 0
     
  6. الصورة الرمزية بنت الخـطاب

    بنت الخـطاب تقول:

    افتراضي مشاركة: سم وأبشرررررر !!

    قوافل العائدات
    ام بشرى

    كتب الله لكم الاجر ..

    --------------

    ياراحـليـن عن الحيـــــاة !
    وساكنــين بأضلعي ..

    هل تسمعون توجعــي؟!

    وتوجع الدنيــــا

    معــي؟!
    -------------