الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية TaRiQ_BiN_ZiAd1

    TaRiQ_BiN_ZiAd1 تقول:

    افتراضي شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    السلام عليكم الشباب والشباب وكل الجماعة بالمنتدى و أنا ــ بعد لا أنسى نفسي ــ يسعد الله أوقاتكم بكل خير
    أحب أهدي لحضراتكم هذه المادة الجميلة جدا وأسئل الله أن يفقنا لكل خير (

    هذه المادة مأخوذة من موقع مفكرة الإسلام

    هل سبق وذهبت إلى تركيا؟

    إذا تيسر لك ذلك فيما سيأتي من الزمان فانطلق إلى مدينة اسطنبول في منطقة تسمى 'فاتح' واسأل هناك عن مسجد اسمه 'صانكي يدم' وعندما تجده قف أمامه طويلاً وتأمله، وأنا أقص عليك حكايته.

    يروى الأستاذ الفاضل 'أورخان محمد على' في كتابه الشيق 'روائع من التاريخ العثماني' قصة لأقرب اسم جامع في العالم 'صانكي يدم' وترجمتها بالعربية : 'كأنني أكلت' 'افترض أني أكلت' وراء هذا الاسم الغريب تختفي قصة أغرب يحكيها لنا الأستاذ الفاضل 'أورخان' فيقول:

    'كان يعيش في منطقة 'فاتح' في اسطنبول شخص اشتهر بالورع اسمه 'خير الدين كجي أفندي' وكان هذا الرجل عندما يمشي في السوق وتتوق نفسه لشراء فاكهة أو لحم أو حلوى يقول في نفسه 'صانكي يدم' 'كأنني أكلت'. ثم يضع ثمن تلك الفاكهة أو اللحم أو الحلوى في صندوق له ومضت الأشهر والسنوات وهو يكف نفسه عن كل لذائذ الأكل ويكتفي بما يقيم أوده فقط. وكانت النقود تزداد في صندوقه شيئًا فشيئًا حتى استطاع بهذا المبلغ الموفور القيام ببناء مسجد صغير في منطقته، ولما كان أهل المنطقة يعرفون قصة الرجل وكيف أمكنه بناء المسجد مع فقره أطلقوا عليه اسم 'جامع صانكي يدم' أو 'جامع كأنني أكلت'.

    عزيزي الشاب:

    لا تخش شيئًا لست أحكي هذه القصة كي أطالبك بالامتناع عما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة ولكن لأنبهك أن شهوتك تبني فلا تجعلها تدمر، وتبني وتقيم لا لتدمر وتهدم وتفسد، فلا يخلق الله شرًا محضًا, إنه أنت من جعلها شرًا بتوجيهها إلى غير ما أراد الله وأحب.

    الشهوة ليست شرًا ولا غولاً ولا وحشًا إذا هاج حطم كل الحواجز والحدود بل هو طاقة أودعها الله الجسد لتصرف في مصارفها فتستقيم الحياة وتتزين.

    إذن من أين تأتي مأساتنا مع الشهوة؟

    إنها تنبع من تصوراتنا حولها وحول مجتمعنا والصواب والخطأ والحلال والحرام وفوق ذلك كله جهلنا بحقيقة أنفسنا ومنابع القوة فيها ووسائل استنفاذها من براثن الجهل والوحل واليأس.

    إنني على يقين لا يقبل أدني شك أن الإنسان خلقه الله تعالى لعمارة الأرض وتحمل مسئولية باقي المخلوقات بأن يعاملها بشرع الله تعالى من جماد وحيوان ونبات, هذا الإنسان لا يمكنه أن يقف عاجزًا أمام شهوة قد أسلم القياد لها إلا بمحض إرادته ورغبته.

    هل تملك حيوانًا أليفًا في منزلك؟

    لقد دخلنا الكثير من البيوت التي ترى هذه الحيوانات الأليفة فرأيناها تختفي بمجرد رؤيتنا وتستحي من مقابلتنا، وإذا ظهرت لنا ظهرت معها الوداعة والرقة والألفة كلها، ودخلنا بيوتًا أخرى كنا بمجرد مد أيدينا لمداعبة الحيوانات المرباة فيها نفاجئ بعودة أيدينا مخدوشة أو مجروحة، ونحن لم نمدها إلا للألفة والمداعبة. فما الفرق؟

    تبين الفرق بسؤال أهل البيت عن كيفية التعامل مع هذا الحيوان فتأتيك الإجابة أعجب من العجب، إننا نحمله ونضربه في الحائط .. نمسكه من ذيله ونجعله يدور حتى يدوخ .. إلخ.

    وعلى الجانب الآخر ترى في البيت الأول تعاملاً شديد الآدمية والرقة والاحترام ... وهكذا الشهوة.

    يا من علمت شهوتك الافتراس ... شهوتك تحتاج أن تروض لتنال الأدب الذي هتكته أنت، ويا من لم تؤذ شهوتك ولم تعلمها الافتراس انتبه فقد قيل 'علمته الرماية فكنت أول من رماني'.

    إننا ونحن نخاطب شباب الإسلام حول قضايا الشهوة إنما ينبغي أن نتنبه أننا إنما نخاطب نوعين رئيسيين من الشباب:

    الصنف الأول: نوع لم يهتك شهوته وحاجز عفته بأي شكل من أشكال التجاوز والتعدي، وهما قطاع عريض من شباب الأمة لا يستهان به مع أنهم غير ظاهرين للعيان، فإلى هؤلاء يكون الخطاب كيف تصون أمانة الله لك؟



    كيف تحفظ عقلك حتى تكون يوسف هذا الزمان؟

    ما الطريق وما العقبات وكيف نعبرها؟

    من المعين ومن يؤذي؟ وما مداخل الشيطان وكيف تغلق وتقاوم؟

    والصنف الثاني: شاب من الأمة أزلهم الشيطان فزلت أقدامهم فهتكوا عفتهم وتجاوزوا حدهم واعتدوا { فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُون َ}.

    وهؤلاء ليسوا شيئًا واحدًا بل هم درجات، فمنهم من يصل به التعب مداه وتبلغ شهوته أوجها فيندفع إلى تصريفها فيما حرم الله ولا يصبر.

    ومنهم من يستثير شهوته وهي ساكنة ويوقظ الصور النائمة في مهدها ويدفع نفسه دفعًا بمحض إرادته وبغير ضغط إلى ارتكاب ما حرم الله تعالى، وهتك عفته إما استهتارًا وهو الأغلب الأعم أو عادة أو غيرها.

    والغرض من هذا التقسيم ليس في إيجاد المبررات لنوع دون الآخر ولكن لكي يحسن الشاب تصنيف نفسه في مسألة الشهوة حتى يمكن تحديد وسائل الحل والتعامل مع النفس والعلاج.



    ولتنتبه إلى قاعدة جليلة [إنما الأعمال بالنيات] فقد يرتكب اثنان ذات المعصية فيغفر لأحد هما ولا يفغر للآخر، فلا تعظم نوايا الفساد في المعصية وإياك وجلد الفاجر.

    فائدة أخرى في هذا المقام: أن بعض من يهتكون عفتهم يضعون حدودًا هي في الأصل ليست شرعية لكنها توحي بوجود بقية من حياء وجزء من استحياء ما زال ينبض ولكنه لن يسافر من بلده إلى بلد آخر [من مدينة لأخرى] سيعصي ولكنه لن يحافظ على علاقة مستمرة للمعصية، سيعصي لكنه لن يفعلها في بيت أبيه وأمه، وأن يكون سببًا في عدم طهارة بيت أبيه وأمه وإخوته، سيعصي ولكنه سيحافظ على أمه وأخته هذا بالتأكيد أمره قريب والأمل فيه كبير.

    وعلى الجانب الآخر يقف نموذج عجيب تسأله، أو بالأصح أن تسأله إذا كان يرضى ما يفعله لأمه وأخته فتكون الإجابة نعم لا دخل لك أنت.

    وآخر يهتك حرمة البيت الذي تربى فيه، ويصلي فيه أبوه وأمه وإخوته بغير استشعار لعظم الجرم في ذلك.

    وهذا النوع يحتاج إلى مراجعة أكيدة ووقفة حاسمة فعما قريب إذا لم يدرك نفسه ستقع الطامة باختلاف شكلها هدانا الله وإياه.



    إذن فلا بد أولاً من تعرف جيد على أنفسنا قيمتها، حقيقة دورها، قدراتها وإمكانياتها، وشكلها، وهي تتجاوز حدها وتعتدي على نفسها، فهذه أولى خطوات الحل الحقيقي وتحصيل الحياة الطيبة {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[ النحل: 97] .

    وختامًا عزيزي الشاب : لا تنس نصيحتي عندما ييسر الله لك زيارة تركيا أن تتوجه إلى مدينة الإسلام [إسلام بول ـ اسطنبول] عاصمة الخلافة العثمانية وتسأل هناك عن منطقة تسمى 'فاتح' وتبحث فيها عن مسجد 'صانكي يدم' وتقف أمامه وتتأمله، ومع أنني في الحقيقة لم أره إلا أني على يقين أنه في غاية الجمال فهو شاهد على نفس أرادت ... فحققت ما أرادت .. وصبرت ... فنالت ما أملت، وطمعت .. فأدركت الأجر والثواب إلى يوم القيام بإذن الله .. ورأت الفجر بازغًا في ظلمة الليل فأيقنت .. أكرمك الله وثبتك وأعانك وهداك.

    أخي الشاب: 'شهوتك تبني فلا تجعلها تدمر'
     
  2. الصورة الرمزية محب الإسلام

    محب الإسلام تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    بارك الله فيك ياطارق بن زياد ويثبت للأهميه الموضوع ولك شكر وخالص التحيه
    مشر ف الملتقى العام
    [MEDIA]http://www.mayo.ws/snd/osara.rm[/MEDIA]
     
  3. الصورة الرمزية محب الإسلام

    محب الإسلام تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    بارك الله فيك ياطارق بن زياد ويثبت للأهميه الموضوع ولك شكر وخالص التحيه
    مشر الملتقى العام
    [MEDIA]http://www.mayo.ws/snd/osara.rm[/MEDIA]
     
  4. الصورة الرمزية TaRiQ_BiN_ZiAd1

    TaRiQ_BiN_ZiAd1 تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    بارك الله فيكم :::
    ولا تنسونا من دعائكم الصالح :::
     
  5. الصورة الرمزية al-bassil

    al-bassil تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    جزاك الله خيرا
     
  6. الصورة الرمزية TaRiQ_BiN_ZiAd1

    TaRiQ_BiN_ZiAd1 تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    وياك ان شاء الله :::
    فلا تنساني من دعائك الصالح
     
  7. الصورة الرمزية أبو فراس

    أبو فراس تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    أحسنت أخي طارق ابن زياد فقد افدت واجدت

    بارك الله فيك موضوع يستحق القرآءة

    قال تعالى :: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِ يَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِ يَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون }

    نسأل الله أن يجعل أعمالك في موازين حسناتك

    ننتظر منك كل تميز في الملتقى .. دمت في حفظ الله تعالى
     
  8. الصورة الرمزية TaRiQ_BiN_ZiAd1

    TaRiQ_BiN_ZiAd1 تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    أخي بوفراس أشكرك على الرد الطيب ::::
    اللهم آمين
     
  9. الصورة الرمزية إسلامى

    إسلامى تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    السلام عليكم ورحمة الله
    جزاك الله خيرا ونفع بك
    موضوع رائع رفع الله قدرك


    سيدي كيف أقدر على شكرك؟ وبأي لسان أنطق بمدحك؟ إذ لم تؤاخذني على غفلتي ونبهتني من رقدتي، وأصلحت حالي على كره من طبعي، فما أربحني فيما سُلب منى إذ كانت ثمرته اللجوء إليك،آه على زمان ضاع في غير خدمتك ! أسفاً لوقت مضى في غير طاعتك، قد كنت إذا انتبهت وقت الفجر لا يؤلمني نومي طول الليل، وإذاانسلخ عنى النهارلا يوجعني ضياع ذلك اليوم، و ما علمت أن عدم الإحساس لقوة المرض ، فالآن قد هبت نسائم العافية ، فأحسست بالألم فاستدللت على الصحة ، فياعظيم الإنعام تمم لي العافية .

     
  10. الصورة الرمزية ورع

    ورع تقول:

    افتراضي مشاركة: شهوة ..... تبني مسجدا !!!

    بارك الله على هذا الموضوع الذي يعلمنا الادخار للآخرة بدل الادخار لأمور دنيوية زائلة