الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أبو طالب الأنصاري

    أبو طالب الأنصاري تقول:

    افتراضي حوار الشيخ أبو إسحق الحويني لمجلة الفرقان الكويتية

    أكد الداعية الإسلامي الشيخ أبو إسحق الحويني الذي زار الكويت أخيرا بدعوة كريمة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وكانت له دورة علمية في علم مصطلح الحديث أن الدعوة الإسلامية تمر بحالة إحباط عام إلا أن هنالك بعض المبشرات ، مؤكدا أن الغزو الخارجي وضعف الأنظمة من أبرز عوامل هذا الإحباط، واستنكر على الدعاة والخطباء الحديث عن سماحة الإسلام فقط والدعوة إلى السلام وكأن الإسلام دين لا شوكة فيه ، الأمر الذي جعل الأعداء يطالبون بمزيد من التنازلات ..


    وفي معرض رده على كلام د.محمد الأشقر وتضعيفه حديث أبي بكرة والطعن في عدالته ، آثر الشيخ الحويني أن يكون الأشقر قد أصيب بشيء ، لما للإصرار على القول بما تفرد فيه من خطورة بالغة وتعدّ على عدالة الصحابة الكرام، ونصحه بالاستغفار وألا يغتر بقول الخصوم ، وثمن الجهود التي يقوم بها أهل الحديث في الذب عن السنة المطهرة وتنقيحها من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ،كما حذر من الفتاوى المعلبة وشدد على ضرورة إيجاد لجان علمية للفتوى والنظر في قضايا الأمة وأن تدعمها الدول بما يحقق مصلحة الأمة الإسلامية.. وكان هذا نص الحوار:

    انطباعات
    - الفرقان: ما أبرز انطباعاتكم في زيارتكم المباركة هذه إلى دولة الكويت ومشاركتكم في فعاليات وزارة الأوقاف وما لمستموه من واقع الدعوة هنا؟

    - الحويني : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين..
    الحقيقة أنه ليست لدي خبرة كاملة عن واقع الدعوة في الكويت، ولكن الذي رأيته في هذه المرة، مبشر ومشرف لاسيما في ظل الفتور العام الذي تعيشه الدعوة في العالم الإسلامي بسبب حالة الإحباط وإحساس الجماهير أنه لا مخرج، وأننا في كل يوم نتدنى من سيء إلى أسوأ ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وقد أحدث هذا الأمر نوعاً من هبوط العزيمة واللاأمل.
    لكن في الحقيقة ما رأيته في مسجد الزير مبشر بكل المقاييس، سواء كان ذلك في العدد الذي يحضر، لاسيما في دورة مصطلح الحديث، وكانت هنالك مفاجأة لي ابتداءً، أن الترتيب كان يقضي بشرح مصطلح الحديث لعشرة طلاب أو عشرين، وما أن بدأت دورة المصطلح حتى وجدت أن العدد ثابت كما هو حيث بقي الجميع جالساً ولم يخرج أحد من المسجد، بل كان ممتلئا عن آخره، ثم بعد يومين ظهرت بشائر هذه الدروس وبدأ الناس العوام ممن ليست لهم لحى ولا يظهر منهم أي انتماء، بدأوا ينفذون وصيتي بأن طالب العلم ينبغي أن يأتي بكراس وقلم، فوجدت أمامي في الدرس رجالاً ظاهرهم أنهم من العوام، ولكنهم يكتبون ويتابعون علم المصطلح باهتمام بالغ ويخاطبونني بعد الدرس ويحدثونني عن انطباعاتهم وكيف أنهم أصبحوا يحبون هذا العلم ويسألون عن المراجع والكتب للاستزادة.. فرجل في الخمسين من عمره تعجب لاهتمامه ومتابعته، فكانت هذه مفاجأة بالنسبة لي، وظننت أن المسألة لا تعدو أن تكون طفرة يوم أو يومين وينتهي الأمر وإذ بالعدد في ثبات إلى آخر يوم بفضل الله، فيبدو لي والله تعالى أعلم أن خيراً كثيراً في العوام، ولكنه ينقصهم الداعية الذي يحسن البلاغ وله القدرة على التوصيل الجيد للمعلومة.
    والذي رأيته من تعطش الشباب مع قلة الكوادر الموجودة في الكويت يدل على أن استخراج الطاقات الكامنة في هؤلاء الشباب يحتاج إلى كوادر محسنة.

    إحباط
    - وما الأسباب الدافعة لحالة الإحباط التي يعيشها العالم الإسلامي اليوم؟
    - الإحباط بلاشك له أسباب كثيرة، لكن الغزو العسكري الخارجي لبلاد المسلمين مع ما يظهر من ضعف الأنظمة العربية وعجزها عن الذب عن نفسها إزاء الاتهامات المتلاحقة من الغرب واستخذاؤنا الدائم يعد من أبرز العوامل لانتشار حالة الإحباط في مجتمعاتنا.
    ومن المؤسف حقاً أن تكون هنالك توصيات من وزارات مثل وزارة الأوقاف لدينا بضرورة الحديث والخطابة عن الدعوة الحسنة.. وأن الإسلام دين السماحة لا دين الإرهاب.. وهذا حق أريد به باطل، فلا يمنع أن يكون الإسلام دين السلام والسماحة أن تكون له شوكة.. ولا يتصور أن يقتصر الحديث عن الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكأنه لا يوجد في القرآن إلا هذه الآية!
    فإذا تكلم الداعية بأي شيء يمت إلى الإسلام بالقوة والترهيب كنوع من نوعي الدعوة بالترغيب والترهيب كان التحذير والانتقاد.. أمر غريب أن يغلقوا باب الترهيب حتى في وزارة الأوقاف، وعندنا في مصر على سبيل المثال يؤمر الخطباء ألا يتكلموا في عذاب القبر ولا يتكلموا في مشاهد القيامة بزعم أن الناس يشعرون بالرعب والخوف الشديد والإحباط، حتى فشت في الأمة عقيدة الإرجاء، وكأن الله لا يعذب أحداً وكأن الناس سيدخلون الجنة دون عمل!!
    وخرجت علينا رموز من وزارة الأوقاف لا تتحدث إلا بهذا الأمر مع إطلاق اليد للعلمانيين الفجرة، الذين يطعنون في ثوابت الإسلام ويهجمون على المصادر الأصلية لديننا الحنيف، حتى صرنا نرى في بلاد المسلمين كتباً تخرج لتقول إن صحيح البخاري ملىء بالأحاديث الموضوعة!! والذي يقول هذا إنسان لا يحسن الصلاة..
    وامرأة فاجرة عندنا في مصر، تتباهى بأنها أول امرأة تلبس الشورت في الجامعة.. امرأة تتباهى بأنها أول من خرق العرف والدين على الرغم من صعوبة خرق العرف في بلادنا.. فكانت عندها هذه الجراءة في الباطل ويتاح لها المجال للحديث عن فجورها.. فياعجباً..


    عدالة الصحابة
    - فوجئنا أخيراً بسلسلة حلقات وردود للشيخ د. محمد سليمان الأشقر على صفحات الجرائد يسقط فيها عدالة الصحابي أبي بكرة ويسقط مروياته، حتى استغل العلمانيون مثل تلك الردود للوقيعة بين الإسلاميين والانتصار لمشاركة المرأة السياسية.. ما تعليقكم على ذلك؟
    - بعثتم لي قبل شهرين في مجلة الفرقان مشكورين نص الرد الأول للشيخ د. محمد سليمان الأشقر في هذا الموضوع وأسقط في يدي، ولأول وهلة تصورت أن الشيخ ضعف أحد الرواة وما خطر ببالي قط أن يتعرض لصحابي.. لكن لما وصلني المقال ووجدت أنه رمى الصحابي الجليل أبي بكرة بالفسق والكذب صراحة وأسقط روايته.. عجبت لرجل مثله يشتغل في الفقه ويجهل الفرق بين الرواية والشهادة والفرق بين الشاهد والقاذف وهذه كمانعلم أبجديات لا يسوغ الوقوع فيها، حتى خيل لي بصراحة أن الرجل في عقله شيء.. لأنه لو كان يدري ما يقول لا يمكن أن يقول مثل هذا الكلام، لأن هذا الكلام مليء بالمخالفات منها:

    أولاً: في ذلك مخالفة للأمة جمعاء، ولا يتصور أن يفوت الحق على الأمة كلها، ولا يدركه إلا واحد من المتأخرين جداً.. فهل عندما ننظر اليوم إلى البخاري أو مسلم أو أحمد أو مالك أو غيرهم من الفقهاء يحتجون بلا نكير ولم نسمع أبداً أن أحداً تعرض لعدالة أبي بكرة على وجه الخصوص أو الصحابة عموماً، فيفوت الحق على كل هــؤلاء ثم يدركه د. الأشقر.
    وهذا رد إجمالي لا يستطيع أحد أن يرده إلا أن يرمي الأمة كلها بأنها تواطأت على مثل هذا، وقد ذكره وللأسف د. الأشقر، وهذا خطير جداً، فهذا رمي للأمة كلها بالكذب، وأنا إحساناً للظن بالدكتور الأشقر، لأنه رجل له تاريخ، درس في الجامعة الإسلامية أول إنشائها وله جهود مشكورة وكتب مفيدة.. وكونه يأتي في آخر عمره ويقول مثل هذا الكلام ويصر مثل هذا الإصرار الغريب الذي لا يستند إلى برهان ولا إلى دليل، أنا عندي أن أتهمه بأنه أصيب في عقله أهون عندي من أن أقول إنه مصر على ما يقول وهو معتقد، لأن هذا برغم مرارته وأنه قد يكون اختلط في آخر عمره، كما كان يحدث لبعض الفضلاء، إلا أنهم كانوا يحجبون ولا يتكلمون حتى لا يضيع تاريخهم، أما ويأتي الأشقر ولا يفرق بين الشهادة والرواية، على الرغم من أن الأصل في الشاهد العدالة حتى تثبت إدانته، والأصل في الراوي أنه متهم حتى تثبت عدالته، ولذلك العلماء لا يقبلون رواية المجهول، ويقبلون جهالة الشاهد والقاضي إذا وقف أمامه شاهد لا يسأله ما الدليل على أنك صادق، ويدل على ذلك كلام عمر بن الخطاب في رسالته الشهيرة في القضاء إلى أبي موسى الأشعري قال له: والمسلمون بعضهم عدول على بعض إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه شهادة زور.
    وهذا وجه من وجوه الفرق بين الشاهد والراوي.. فيأتي على أبي بكرة كشاهد حتى لو أسقطت شهادته، فإنه مات وانتهت قصة الشهادة، وبقيت روايته التي لم يمتر أحد من العلماء فيها..
    والعلمانيون بلاشك هذا توجههم؛ أناس فجرة يكرهون الإسلام والمسلمين، ولكن أن يأتي هذا الكلام الخطير من د، الأشقر سيقولون: هذا سهم رماه الأقربون!!



    وصية
    - رسالة توجهونها للشيخ الأشقر عبر الفرقان؟


    - أنا أوصي د. الأشقر وأنا في سن أبنائه استشعاراً لواجب النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، أوصيه بتقوى الله عز وجل، وأن لا يختم حياته بهذه السوأة وهذه الوصمة، وأن يستغفر الله عز وجل من هذا ولا تأخذه العزة بالإثم
    وأقول للدكتور الأشقر إن الفاضل من فضله أنه ينزل على رأي المفضول وهذا معروف، ولنا في رسول الله أسوة حسنة عندما قال له عمر: أخلّ الناس يعملوا؟ قال: خلهم ياعمر، فنزل الفاضل على رأي المفضول وهذا يدل على فضل الفاضل، ولذلك أقول: أنا طالعت بعض بحوث د. محمد الأشقر وبعض كتبه العلمية وهو رجل جيد ورجل متين في الفقه، ولم أتصور أن يصدر عنه مثل هذا الكلام في عدالة الصحابي، وأحيله بالمناسبة على الكتاب الذي نشره في عدالة الصحابي العلائي -تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شرف الصحبة- وهو الذي حققه وأخرجه، فأنا أحيله على هذا الكتاب ليعيد النظر فيه مرة أخرى، لأن العلائي أثبت أنه أشرف ما يكون أن يصحب الرجل الرسول صلى الله عليه وسلم.
    والدكتور الأشقر رجل أصولي يعلم أنه لا يجوز لأحد أن يخرق الاجماع وما طعن على الصحابة إلا الخارجون على السنة، من الشيعة والمبتدعة بصفة عامة والخوارج بصفة خاصة، أما أهل السنة فهم الذين يذبون عن أعراض الصحابة، فكيف يتورط الدكتور الأشقر في آخر عمره وأراد أن يختم حياته بمثل هذا الذي أنكره عليه أهل العلم جميعاً؟!
    وارجو أن يعلم أن هؤلاء العلمانيين لن ينفعوه وأنهم إذا وصفوه بالاجتهاد والرأي الجرئ فلهم ألفاظ معينة يستثيرون بها الشيخ وقولهم فيه له مفعول السحر !!
    وأنا أقول له لا تصغ إلى أقوال هؤلاء فإنهم يورطون وهؤلاء لا حمية عندهم وأسأل الله عز وجل أن يراجع د. الأشقر نفسه في هذا الأمر حتى لا يلطخ تاريخه وجهاده طوال هذه السنوات في آخر عمره بمثل هذا القول..


    حفنة
    -في خضم ما تمر به أمتنا الإسلامية من نكبات وأحداث جسام وما يجتاحها من غزو خارجي وداخلي هنالك من يعيب على السلفيين وأهل الحديث إنشغالهم بعلم الحديث جرحاً وتعديلاً واشتغالهم بأبواب فقه العبادات عن واقع الأمة وما يحيط بها من مجريات الأحداث.. ما تعليقكم على ذلك؟
    - والله إن المرء ليأسف لهذا الأمر وتلك الاتهامات الباطلة.. السلفيون هؤلاء كم نسبتهم في العالم.. كم مليونا؟ ليسوا سوى حفنة وكذا المشتغلون بالحديث، فهل نريد أن يعمل الجميع في مهنة واحدة؟! وعندما أقول أنا محدّث صرف لا أفهم في الفقه.. لا تعيّرني أنني لا أفهم في الفقه وإنما تؤاخذني إذا تكلمت في الفقه وأنا لا أحسنه.. نحن الآن بعد موت الإمام الألباني مَن من أهل الحديث يشار إليه بالبنان؟! لا أحد.. وأنا بصفتي رجل متخصص في الحديث لا أستطيع أن أعد عشرة ممن أعتقد أنهم محسنون في هذا الفن.. وقد يكون في الزوايا خبايا.. وأنا لا أجزم على الأمة كلها، ومن المفترض أن أكون أدري من غيري بهذا.. فهل يعقل أن يخدم مليار مسلم حفنة من المشتغلين بعلم الحديث وأن ينظروا في ألوف مؤلفه من الأحاديث الواردة إليناوبعد ذلك يعاب علينا هذا الأمر؟!
    وما لم تكن هنالك دول تهتم بهذا العلم وتأتي بهؤلاء المجيدين في فن الحديث وعلم الجرح والتعديل وتوفر لهم الإمكانات حتى يغربلوا السنة وهذا التراث الضخم مع ما نشهده من فشو الأحاديث الموضوعة والضعيفة على ألسنة الخطباء، ينسبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا دون علم.. فهذا والله أمر خطير واتهام باطل..
    وعندما يقال: السلفيون يهتمون بعلم الحديث والفقه، نقول: إن حياة الأمة قائمة على حفظ هذا المصدر المهم لشريعتنا الغراء ولو سقط صحيح البخاري يوماً ما ستسقط الأمة كلها..
    واليوم نجد أن الغزو العسكري والشأن السياسي هو الذي يحظى بالاهتمام والإنكار العام، وفي رأيي أن الهجوم على صحيح البخاري وصحيح مسلم أشد على الأمة من دخول الأمريكان إلى العراق أو من أخذ الأعداء لبلاد المسلمين.. وفي نظري أن سب النبي صلى الله عليه وسلم الذي قامت به فتاة يهودية ورسمته على هيئة خنزير حاشاه ونزهه الله عن ذلك، أمر أخطر من التعدي على الأرض.. لا قيمة للأرض في مقابل سب النبي صلى الله عليه وسلم والتطاول عليه، ومع ذلك مر هذا الأمر مرور الكرام ولم تستنكر هذا الأمر أي دولة من الدول عدا إيران فقط، وكأن هذا النبي ليس له من نصير في الأرض سوى الروافض؟!!
    وهكذا سب اليهود والنصارى أعظم رجل في الدنيا ورأوا أن الرد كان باهتاً فهان عليهم كل أمر.. ليفعلوا ما يشاؤون..
    وليس أدل على ذلك أيضاً من القرآن المزعوم، الذي فسروا فيه القرآن بالتوراة والإنجيل!!
    كان يبنغي أن يكون جهد هذه الطائفة التي تنصر الدين وتذب عن شرع الله مشكوراً لكن التهم المعلبة للأسف لا توجه إلا إليهم، فالسلفيون العاملون المحسنون في العالم قليلون جداً جداً.. آتي عليهم وأهاجمهم.. أمر والله عجيب جداً..

    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214


     
  2. الصورة الرمزية أبو طالب الأنصاري

    أبو طالب الأنصاري تقول:

    افتراضي الجزء الثاني من اللقاء

    حاوره: ذياب عبدالكريم- فلاح نهار العجمي
    الشيخ أبو إسحق الحويني ذاع صيته وانتشر علمه لاسيما في علم الحديث والسيرة. وقد تأثر بالشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - .

    وقد بدأنا في العدد الماضي نشر الحلقة الأولى من حوارنا معه الذي عرج فيه على التعليق على كلام د. محمد الأشقر، والتحذير من الفتاوى المعلبة وأهمية المرجعية في الفتوى وإيجاد اللجان العلمية للنظر في قضايا الأمة.

    وفي هذه الحلقة نعرض لرأيه في علماء السلطة وواجب الداعية إزاء الإعلام ومشاركة الإسلاميين في الحكومات والعمل النيابي، ودعاوى تحرير المرأة، وخطورة الأحاديث الضعيفة الموضوعة، ورأيه في الجماعات الإسلامية، ودور المراكز والجمعيات الإسلامية وغير ذلك من الأمور المهمة.


    علماء السلطة :

    - كيف تنظرون إلى عالم يعتلي سلم الفتوى يتنازل على أساسيات الدين من أجل إرضاء أطراف مسؤولة فما هو دوره في بث روح الانهزامية في الأمة؟

    - دورهم بلاشك خطير وحيوي في انهزام الأمة.. وعجباً لحال الأمة.. المسلمون لا يفتأون يبررون ويرفعون شعار السلام ويحاولون إبعاد أي تهمة إرهاب وتطرف عنهم إلا أن ذلك ليس كافياً في نظر الأعداء.. ثم يبقى المسلمون يتنازلون ويبررون وكأن الإسلام بلا شوكة على الإطلاق وأسهم في ذلك كثيراً شيخ الأزهر.. فقد فتح الباب واسعاً أمام السخرية والاستهزاء بتلك الفتاوى الشاذة.. ففي مشيخة الأزهر الجديدة هناك ما يسمى صالة الزواج يعقد فيها قران أي زوجين، وقد رأيت شيخ الأزهر في جريدة الأهرام مرتين يقف إلى جانب امرأة متبرجة كشفت شعرها وكتفيها وصدرها وبكامل زينتها وشيخ الأزهر يقف إلى جانبها يلتقط صورة مع الزوجين.. لا أصدق أن شيخ الأزهر يفعل هذا؟!

    فأين هيبة الدين وأين كرامة العلماء وسمعة الأزهر مما يفعل؟ هكذا يسقط الأزهر ولا تقوم له قائمة..

    ثم لا يتاح إلا للمشايخ الرسميين وعلماء السلطة في وسائل الإعلام..

    وقد تقدمت ببرنامج لإذاعة القرآن الكريم في مصر بعنوان (الأحاديث الضعيفة والموضوعة) وأحضرت نسخة من صحيح الجامع لمكتبة الإذاعة يخبرني أحد الإخوة أنه بعد أسبوع سرق من المكتبة، وعندما تقدم أحد الإخوة لكي يذاع برنامج الأحاديث، جاءت التعليمات بأنهم لا يقبلون إلا حامل دكتوراه أزهري.. وهكذا رفض البرنامج.. وهكذا تجد الهجمة على الدعوة السلفية التي بدأت تقبل في الأزهر سنة 1974 أيام أخينا عبدالله سعد الذي كان رئيس اتحاد الطلبة، فأصبح هناك أساتذة سلفيون وعمداء إلا أنهم يُقصون دائماً عن وسائل الإعلام.. ليس لها من دون الله كاشفة وليس أمامنا إلا المساجد وما تيسر من الكتب والمؤلفات..

    هذا بالإضافة إلى التضييق الذي نتعرض له من قبل السلطات فلا يسمح لأحد منا أن يحاضر في غير مسجده ولمرة واحدة أسبوعياً أو مرتين فقط.

    نصرة الإسلام :

    - هل من رسالة إلى الدعاة بضرورة استغلال أي فرصة إعلامية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لاسيما في ظل تفشي الإعلام الفضائي؟

    - ينبغي على الداعية إذا وجد ثغرة أو فرصة للإعلام وإبلاغ الدين أن يستغلها طالما يستطيع أن يؤدي دوره ويصل إلى الجماهير لا يقصر في ذلك، على الرغم من رأيي المخالف شخصياً لذلك في أنني لا أرى المشاركة شخصياً في الفضائيات، لأنها في اعتقادي تقلل من هيبة العالم وحشمته مع كثرة الظهور.. كما أن هنالك ممارسات وألاعيب وترتيبات خفية تقوم بها بعض الفضائيات من تجهيز اتصالات محددة والتطاول أحياناً على الضعيف والتعريض به على الهواء مباشرة ويقصد بها إحراج بعض المشايخ وتوريطهم حتى يتصببوا عرقاً!! إضافة إلى مقاطعة الشيخ وعدم إتاحة المجال لاستيفاء كلامه.

    ولكن لا أمانع في أن يشارك الدعاة الموهوبون ممن يجيدون فنون الاتصال بالجماهير.. وبرأيي لا يترك مجال مباح لنصرة الإسلام والمسلمين إلا ويدخله الداعية المسلم إن استطاع وكان له في ذلك موهبة..

    اللعبة السياسية :

    - وماذا عن مشاركة الإسلاميين والدعاة في الحكومات والبرلمانات والمحافل السياسية؟

    - المشاركات السياسية للدعاة أنا لي فيها نظر.. فهي لا تعدو أن تكون ألعوبة وهدراً للطاقات والجهود والأوقات.. فإن أي حكومة في الدنيا لن تسمح للإسلاميين بتغيير رؤاها وسياساتها.. يتركونهم يصرخون ويهتفون ويعلقون باسم حرية الرأي والديمقراطية.. ولكن في النهاية لو افترضنا أن هناك 100عالم فاضل وافقوا على قانون وفي مقابلهم 100رجل من طوام الناس وعوامهم خالفوهم ثم جاء شخص تافه بسيط انضم إلى أي من الطرفين فإنه يرجح كفتهم..

    والعجب أن -الإخوان المسلمون- على سبيل المثال في مصر لهم في ذلك جولات ومازالوا يصرون عليها على الرغم من أنهم يعلمون أنه لا قيمة ولا أمل أمامهم..

    يقف النائب الإسلامي يقول: أطالب المجلس الموقر بحكم المادة الفلانية فأي توقير للدستور في مقابل إهدار شرع الله، وفي اعتقادي أن الحكومات تلعب بهؤلاء وتتخذهم ديكوراً لإتمام العملية الديمقراطية .

    ولنا أن نورد هنا كيف ناصر الشيخ صلاح أبوإسماعيل - رحمه الله - حزب الوفد المغمور آنذاك ودعا الإخوان إلى مناصرته حتى نجح في الوصول إلى مجلس الشعب ثم ما لبث أن انقلب على الإخوان ورشح ممتاز نصار من الوفد زعيماً للمعارضة حتى غضب الإخوان وخرجوا ولكن بعد ماذا؟ بعد أن حققوا النجاح لحزب الوفد!!

    وفي آخر حياة الشيخ صلاح أبوإسماعيل وقبل وفاته بعدة أشهر سمعته يقول في مؤتمر عام: أنا كفرت بالأحزاب.. وعلمت أنه لن ينصر هذا الدين أي حزب من هذه الأحزاب وأنا أعلن خروجي منها.

    تطالب الحكومات ابتداء بتقنين الشريعة فيمضي العلماء في ذلك سنوات وسنوات ثم تبقى حبيسة الأدراج كما حصل في مصر على سبيل المثال ألا نأخذ من ذلك عبرة؟!

    وعندما دخل شارون جنين غاصباً نظمت الدولة نفسها مظاهرة في استاد القاهرة وحضرها 100 ألف يتصدرها زعماء الحزب الوطني من أجل أن يصرخ الناس وأنا أسمي ذلك جهاد الحناجر.. جهاد من نوع جديد ظهر في هذه الأمة حتى يعييه الصراخ ويذهب إلى منزله وهو يتصور أنه أدى ما عليه من واجب تجاه أمته.

    والحكومات تعلم جيداً كيف تستنزف طاقات المسلمين فينبغي علينا أن نتوجه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في البداية حينما أسس القاعدة العريضة.

    فينبغي أن يرجع الناس إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم في أول الأمر.

    تحرير المرأة :

    - تتعالى دعاوى تحرير المرأة في هذا الزمان ويتبنى هذه الدعوات جهات غربية باسم الحرية وحقوق الإنسان وتمارس الضغوط على الدول الإسلامية لإقرار مشاركة المرأة السياسية في الولايات العامة... ما نصيحتكم للمرأة المسلمة في هذا الشأن؟

    - أنا يعجبني قول من قال للمرأة: أنت نصف المجتمع ثم أنت تلدين لنا النصف الآخر وأنت بذلك أمة بأسرها.. المرأة فعلاً هكذا.. ولو تأملنا مثلاً قصة موسى عليه السلام وردت في القرآن كثيراً ولكن ميلاد موسى عليه السلام إلا في سورة القصص وقدم لميلاد موسى بقول الله تبارك وتعالي : " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أثمة ونجعلهم الوراثين ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " ، " وأويحنا إلى أم موسى أن أرضعية " فبدأ الحديث عن الرضاعة بعد ذكر التمكين فلا يكون التمكين إلا بعد الاهتمام بشأن هذا الرضيع. فالتمكين يساوى في المكانة الاهتمام بالرضيع والربط بين الامرين مقصود ... وهنا نقول في حال خروج المرأة المسلمة من بيتها لابد ان يكون لهذا الولد من مرب إما الحضانات العامة وإما مربية خاصة.. وبذلك يفقد هذا التواصل والدفء ما بين الوليد وأمه، وهكذا يكبر الطفل ويكون ذا جحود وذا كنود.
    ثم دعونا نسأل لماذا تخرج المرأة من بيتها.. كثير منهم يقول إن المرأة محتاجة مادياً.. لو نظرنا إلى الذي توفره المرأة العاملة من المال فإنه لا يساوي بأي حال من الأحوال خسارة تضييع الولد.
    كما أن خروجها يفتح عينيها إذا كانت امرأة عفيفة على ما تقوم به الفاسقات في العمل وتبادل الأحاديث المليئة بالفسق والفجور والتعريض بالجماع..
    فخروج المرأة وتركها لتربية أبنائها يعد خيانة لهذه الأمة. والمرأة خلقها الله عز وجل بإمكانات معينة، وها نحن نراها تزاحم الرجال على الوظائف حتى شاعت البطالة في أوساط الشباب.
    ولننظر إلى ترجمة محمد الفاتح نجد أن أمه كانت تأخذه إلى شاطئ البحر وتحدثه عن بلاد ما وراء البحار وترغب له هذا الأمر حتى خرج محمد الفاتح يحب ركوب البحر، وكانت الأم التي قتل زوجها ترضع ولدها وهي تقول: سأسقيه الجراح مع اللبن فيخرج بذلك صاحب قضية.. فالأم بلا شك دورها خطير جداً لأن دورها مثل دور المهندس الذي يحدد قواعد العمارة وأسسها.. لا أحد يستشعر هذا الجهد المبذول في أساس العمارة ولكن القيمة تذهب دائماً إلى الشكل الخارجي والديكورات وما هو فوق الأرض من البنيان.. فهي كالجندي المجهول ودورها جد خطير.. فخروج الأم من منزلها وتركها لدورها هو الذي أوجد القزامة - إن صح هذا التعبير - في الأمة.. غلمان الصحابة كانوا أبطالاً.. وأبناؤنا صاروا للأسف أقزاماً.. المرأة المسلمة هي قاعدة البنيان عندنا.. ومن هنا نجد أن كل المؤتمرات التي تعنى بالأسرة هدفها إفساد المرأة.. وأكبر مثال على ذلك مؤتمر السكان في القاهرة الذي خرج بالتوصيات الخطيرة التي تركزت في منظومة واحدة تبدأ بمنع الختان ثم مد سنوات الاختلاط وانتهاء بإباحة الإجهاض!!
    يخرج الطالب مع زميلته يختلطان في التعليم وغيره وهكذا تزول الحواجز والحياء بينهما وقبل ذلك أقروا منع الختان للفتيات وبالتالي تزيد الشهوة الجنسية لديها فيحصل الزنا بينهما ويكون الحمل وهنا يأتي دور الإجهاض المحرم.
    فالقصد من تلك المنظومة بلا شك إفساد المرأة المسلمة.. ثم كان إباحة الزواج العرفي وقد قرأت في جريدة >الأهرام< أن 12 ألف طفل هم ثمرة الزواج العرفي في مصر لا يعرفون آباءهم وهذه في الحقيقة قنبلة موقوتة.. حتى جرؤ طالب في المنصورة من الزواج باثنتي عشرة بنتاً زواجاً عرفياً!!
    فنحن نهيب بالمرأة المسلمة ألا يؤتى الإسلام من قبلها.


    تعدد الجماعات :
    - نشهد تعدد الجماعات الإسلامية على الساحة فهل يعد ذلك ظاهرة صحية أم لا؟ وما واجب العلاقة بينهما وموقف المسلم منها؟
    -في الحقيقة أنا لا أرى لهذه الجماعات إيجابية.. بل أرى أن السلبيات تحيطها من كل جانب.. كل جماعة تتعصب لنفسها وتحذر من الأخرى.. ومن ليس معنا فهو علينا.. هذا هو الواقع.. حتى جماعة التبليغ التي كنا نتصور أنهم لا يعبؤون بهذه التقسيمات نجدهم عندنا في مصر من أكثر الجماعات تعصباً حتى إن التبليغي لا يزوج ابنته لغير التبليغي.. ولديهم قائمة من العلماء وطلبة العلم.. لا يجوز أن يستمع لهم ولا أن يستفتوا أبداً!!!

    والتحزب والجماعات يُبقى ألوفاً مؤلفة محجوبة عنا!!! جماعات لا آخر لها وكل حزب بما لديهم فرحون!!
    ولا أدري تعدد الجماعات ما فائدته؟! ليس كما يقال ظاهرة صحية.. أي صحة في التفرق والاختلاف؟! يحذر بعضها من بعض.
    وليس مستحيلاً تجميع أهل السنة، بل هذا أمر ممكن أما الاحتجاج بحديث ( ستفترق أمتي على 73 فرقة) فهذا أمر آخر نختلف مع الأشاعرة مع المعتزلة مع القدرية مع الرافضة مع الخوارج.. لا يزالون مختلفين هؤلاء أهل القبلة أما أهل السنة فيسهل جمعهم إذا تبنت الدولة ذلك، وكما قال حاكم مصر الوالي الليث ابن سعد قال له: ما صلاح هذا الأمر؟ قال: إذا تكدرت رأس العين تكدرت السواقي.. قال: صدقت.
    لذلك كان أول شخص في ظل الله يوم القيامة: إمام عادل به تستقيم الدنيا كلها وكان الأئمة الشافعي وابن حنبل يقولون: لو كانت لي دعوة مستجابة لادخرتها لإمام المسلمين... فبصلاح هذا الإمام صلاح الدنيا كلها، أما التشرذم والتفرق فمآله الهزيمة والفشل.
    وما أرى إلا أن الطريق طويل ولابد من تضافر الجهود والتعاون من أجل مصلحة المسلمين
    http://www.alheweny.com/forqan2.HTM

    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214


     
  3. الصورة الرمزية خطاب الحوينى

    خطاب الحوينى تقول:

    افتراضي مشاركة: حوار الشيخ أبو إسحق الحويني لمجلة الفرقان الكويتية

    بارك الله فيك أخى أبو طالب على هذا النقل المبارك اسأل الله ان لا يحرمك أجره و أن يجعله فى ميزانك يا رب , و حفظ الله الإمام الشيخ الفاضل أبو اسحاق الحوينى و زاده علماً و عملا و أجزل له المثوبة و الجزاء , دمت فى خير أخى .
    كفى بفقدان الرغبة في الخير مصيبة
    وكفى بالذل في طلب الدنيا عقوبة
    وكفى بالظلم حتفاً لصاحبه
    وكفى بالذنب عاراً
    للملم به .

    [GRADE="800080 4169E1 0000FF 4B0082 8B0000"][GLINT]طوبى لمن ترك الدنيا قبل أن تتركه
    وبنى قبره قبل أن يدخله
    وأرضى ربه قبل أن
    يلقاه[/GLINT][/GRADE]



     
  4. الصورة الرمزية أبوالزبير

    أبوالزبير تقول:

    افتراضي مشاركة: حوار الشيخ أبو إسحق الحويني لمجلة الفرقان الكويتية

    [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    جزاكَ الله خيراً اخي الحبيب في الله أبو طالب الأنصاري على النقل المبارك بارك الله فيك ونفعنا الله بعلم فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني وأطال الله في عمره على الطاعة[/align]