قال تعالى
( ثم إن عليها لشوبا من حميم ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم إنهم ألفوا آباءهم ضالين فهم على
آثارهم يهرعون)
ثم إن لهم عليها "أي : على أثر هذا الطعام " لشوبا من حميم "أي : ماء حارا ، قد تناهى
حره ، كما قال تعالى : " وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب
وساءت مرتفقا " وكما قال تعالى : " وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم "" ثم إن مرجعهم
" أي : مآلهم ومقرهم ومأواهم " لإلى الجحيم " ، ليذوقوا من عذابه الشديد ، وحره العظيم
، ما ليس عليه مزيد من الشقاء . وكأنه قيل : ما الذي أوصلهم إلى هذه الدار ؟ فقال : "
إنهم ألفوا " أي : وجدوا " آباءهم ضالين فهم على آثارهم يهرعون "أي : يسرعون في
الضلال . فلم يلتفتوا إلى ما دعتهم إليه الرسل ، ولا إلى ما حذرتهم عنه الكتب ولا إلى
أقوال الناصحين . بل عارضوهم بأن قالوا : " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم
مقتدون "
تفسير السعدي
ــــــــ
الآية الجديدة
قال تعالى : {اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (15) سورة البقرة