الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ابو الهيثم

    ابو الهيثم تقول:

    افتراضي التضليل

    التضليل

    بقلم: داود عرامين- فلسطين- الخليل

    من أخطر أساليب الغزو الاستعماري الثقافي الذي اجتاح المشرق الإسلامي، هو أسلوب التضليل،وهو عكس الحقيقة تماما، وقد لجأت إليه الدول المستعمرة، وعلى رأسها أمريكا لإخفاء أهدافها الحقيقية، فهي تتوارى خلف مفاهيم ومصطلحات براقة في ظاهرها الرحمة وفي باطنها من قبلها العذاب. نعم فأمريكا ليست حريصة على مصلحة شعوب المنطقة الإسلامية إطلاقا، ولسان الحال يغني عن المقال، فما فعلته وتفعله آلتها العسكرية في العراق وأفغانستان خير شاهد على ذلك ، هذا غير الاستعمار الاقتصادي لخيرات المنطقة وعلى رأسها النفط، وكذلك دعمها اللامحدود لكيان يهود الغاصب لفلسطين.

    ولكي تمرر مشاريعها الاستعمارية التي لا سقف لها تقف عنده، كان لا بد أن تظهر بمظهر الحريص المتباكي على تردي أحوال وأوضاع المنطقة الإسلامية سياسيا واقتصاديا، فأخذت تطلق شعارات جديدة خداعة ،مثل الإصلاح والتغيير والتعددية، وسبقت ذلك شعارات أخرى مثل: حقوق الإنسان والحريات العامة، وحرية المرأة والمساواة والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والمجتمع الحر، وحرية الرأي، واحترام الرأي الآخر والمجتمع الحر، والعولمة والخصخصة، والاقتصاد الحر وحرية السوق وحوار الأديان والتطرف والاعتدال والإرهاب وغيرها وكل هذه المصطلحات تندرج تحت مفهوم الغزو الثقافي ونظرة إلى هذه المفاهيم والمصطلحات نجد أنها:

    أولا: هي مفاهيم خاصة بالمبدأ الرأسمالي القائم على المادية النفعية البحتة، الذي لا يقيم وزنا لعرف أو دين أو ُخلُق أو مُثل، بل الأساس هو فصل الدين عن الحياة.

    ثانيا: يراد من هذه المفاهيم في بلاد الغرب غير ما يراد لها في البلاد الإسلامية، ومثال ذلك : لا يمكن أن يراد بمفهوم التعددية هو إيجاد أحزاب في البلاد الإسلامية تحفظ الدولة من السقوط والانهيار في حال فشل الحزب الحاكم في سياساته وبرامجه كما هو الحال في بلاد الغرب، فإذا فشل حزب العمال في بريطانيا جاء حزب المحافظين، وإذا أخفق الحزب الديمقراطي في أمريكا في سياسته جاء الحزب الجمهوري بطريقة الانتخابات وهذا لم يحصل في أي بلد عربي أو إسلامي، لأن المراد بالتعددية في بلادنا هو أن تكون على أساس طائفي أو إثني وعرقي كما حصل في أفغانستان والعراق، ومتوقع في لبنان الأمر الذي لا يسمحون به بتاتا في بلادهم مع أنها تعج بالإثنيات والطوائف كالسود في أمريكا مثلا.

    ثالثا: فيما يتعلق بالمفاهيم أو الشعارات الخاصة بالحياة الاجتماعية فيراد لبعضها نفس ما يراد لها في بلاد الغرب، مثل المساواة وحرية المرأة والمجتمع الحر والحرية الشخصية ، وذلك بهدف خلخلة أركان المجتمع في بلاد المسلمين ـ فوق خلخلته ـ وتفتيت الروابط الأسرية والعائلية وانفلات المرأة من أي قيد من دين أو عرف ، وكل ذلك من أجل شيوع الفاحشة والرذيلة والانحراف للجنسين كما هو الحال في المجتمعات الغربية ، فينهدم المجتمع المسلم وهذا ما يريدونه.

    رابعا: إبقاء هذه الشعارات مبهمة دون تعريف ، ومثال ذلك لا يوجد حتى الآن تعريف واضح وصريح للإرهاب، وذلك حتى تندرج المقاومة الشرعية وغير الشرعية في نظرهم تحته، فيلحقون ما شاءوا من المنظمات الإسلامية في إطاره، فمقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان، ومقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان تعد إرهابا، وهكذا يبقى الباب مفتوحا لإدخال الحركات الفكرية التي تستخدم الكفاح السياسي والصراع الفكري ووصفها بالإرهاب.

    وهذا هو التضليل بعينه، ويتوقع أن تبقى هذه المصطلحات والمفاهيم دون تعريف ، أي مفتوحة لتبقى حربهم كذلك مفتوحة بلا حدود، وهذا ما صرح به بوش بعد أحداث 11 أيلول، فلا يتوقع أن يطلع علينا أي مسؤول سياسي غربي ليفسر لنا معنا العولمة أو الخصخصة أو حقوق الإنسان أو حوار الأديان ...ألخ ، وذلك لأن التضليل هو الأسلوب الأنجع لتمرير وتسويق هذه الشعارات على اعتبار أنها مشاريع للإصلاح والتنمية والتغيير... والله لقد صدق الشاعر :
    للغرب عادات كغازات سرت في === الشرق مسرى الداء في الأجسام
    لا تأمنوا المستعمرين فكم لهم === حرب تقنًّـــع وجهها بسلام

    خامساً : نلاحظ أن الحروب لابد لها من أسباب وذرائع وهذه الشعارات أو بعضها كافية في حال انتهاكها من الدول لشن الحرب ضروس عليها كما حصل لأفغانستان والعراق ويمكن أن يحصل في السودان والحبل جرار . إذاً هي مشاريع استعمارية وليست للإصلاح.

    سادساً : لكثرة ترديدها من دول الغرب فقد أصبحت بمثابة قانون دولي على مقاييسهم ويمكن أحالة ملف أي دولة يريد الغرب إسقاطها والسيطرة عليها إلى مجلس الأمن في حال عدم تطبيقها لهذه الشعارات على طريقتهم . كيف لا والدول الدائمة العضوية فيه خاصة فرنسا وأمريكا وبريطانيا قد صدرت فيها هذه الشعارات، فهي تريد المحافظة عليها وعدم التهاون فيها .

    سابعاً : ما زادت هذه الشعارات بلاد المسلمين إلا انحطاطا وتخلفاً وزيادة في التبعية والهيمنة لدول الغرب الكافرة، ولا أريد أن أذكر مظاهر هذا التخلف وتلك التبعية فلسان الحال يغني عن المقال. فكل دولة غارقة في مشاكلها إلى عنقها وتابعة لغيرها حتى حلقومها .

    ثامناً : في عدم تعريفهم الواضح مفاهيم حضارتهم تلك لدليل واضح وصريح على أنها شر بحت يراد إيقاع الآخرين فيه، فلو كانت حضارتهم تقوم على مفاهيم وأفكار صحيحة تقنع العقل ويطمئن لها القلب وتسبب السعادة للإنسان لما تواروا خلفها ولما قاموا بتلميعها وتزويقها بكافة ألوان الزواقة حتى يتقبلها الآخرين .

    وكل ما يظهر من آثار لهذه الحضارة في عقر دارها هو التقدم العلمي والتكنولوجي والذي لا يستند أساسً إلى وجهة نظر معينة في الحياة وإنما هو نتاج العلوم والأبحاث والتجارب المخبرية والملاحظة، أي أنه عالمي لا تختص به حضارة دون أخرى أو أمة دون أخرى فما عند أمريكا عند روسيا والصين وما عند الهند هو عند الباكستان وهكذا ...

    أما في الجانب الروحي فهم ضائعون وفي الجانب الأخلاقي غاية في الانحطاط، وفي الحياة الاجتماعية كل التفكك والانهيار، فلا أسر ولا عائلات ولا أنساب وغير ذلك من الآثار السلبية لهذه الحضارة على أصحابها والتي لا مجال لذكرها والوقوف عليها .

    وإزاء هذا كله فإن مثل هذه الحضارة يجب القضاء عليها وعلى شرورها لأنها لم تسبب إلا الشقاء للبشرية، فهي حضارة فاسدة ويكفيها فسادا أنها من صنع البشر القاصرين العاجزين والخاطئين . وبما أن الحضارات تفترق ولا تتفق وتختلف ولا تجتمع تبعا لاختلاف الأساس الذي تقوم عليه كل حضارة فإن حتمية صدامها وارد لاختلاف وجهات النظر في الحياة ثم اختلاف المعالجات. فلا بد من حضارة أخرى أن تبرز إلى الوجود تصرع هذه الحضارات. وتقضي عليها ولن تكون بإذن الله إلا الحضارة الإسلامية ذات المفاهيم الشرعية الإلهية الصحيحة التي سببت وستسبب السعادة والطمأنينة لكل من يتبعها في الدارين ولكل من يعيش تحت ظلها في دار الدنيا فنحن لا نخفي مصطلحاتنا ومفاهيمنا الشرعية عن أحد فكما عرفها الآخرون حين حملت إليهم في السابق حيث عرفوا معنى دار الإسلام ودار الكفر ومعنى الإيمان والكفر ومعنى الجهاد والفتوحات والجزية والخراج وأهل الذمة والتابعية والخلافة والطاعة والمعصية والحدود وتعدد الزوجات والمحارب والمعاهد والمرتد ...ألخ فدخل الناس في دين الله أفواجاً كذلك لن نخفي معنى هذه المفاهيم عن الآخرين عندما تقوم دولة الخلافة الموعودة بإذن الله تعالى، ليذوقوا حلاوتها ويدخلوا في دين الله أفواجًا، بل إن العاملين لإقامة الخلافة ينشرون هذه المفاهيم قبل قيام الدولة لتسهيل المهمة وتوفير الوقت والجهد .
    نسأل الله تعالى العلي القدير أن يكون ذلك اليوم قريباً .
     
  2. الصورة الرمزية بيرق السعدي

    بيرق السعدي تقول:

    افتراضي مشاركة: التضليل

    [glow=000000] جزاااااك الله خير

    ابو الهيثم

    [/glow]

     
  3. الصورة الرمزية أبو فراس

    أبو فراس تقول:

    افتراضي مشاركة: التضليل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أبو الهيثم

    رفع الله قدرك على هذا الموضوع المسدد

    أسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات

    بوركت

    ,,,,

    أخوك المحب

    أبو فراس
     
  4. الصورة الرمزية ابو الهيثم

    ابو الهيثم تقول:

    افتراضي مشاركة: التضليل

    مشكورين أخواني بير ق السعدي , وأبو فراس

    وجزاكم الله كل خير