الحمد لله الحي الذي كل شيء هالك إلا وجهه , له الشكر على ما أعطى وله الحمد على ما أخذ يقلب أمور العباد كيف يشاء , لا إله إلا هو العزيز القهار , و الصلاة و التسليم دائما أبدا على من مصيبة موته فاقت مصيبة الورى و على آله و صحبه و من اهتدى .
أما بعد :
"لله ما أعطى و لله ما أخذ و كل شيء عنده بقدر "
لمثل هذا فالنستعد , إنه الفراق , و أي فراق , إنه فراق الأحبة , و الخلان , و إنه الموضع و المضجع الذي ينتظرنا جميعا , الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر و العمر مهما طال فلابد من دخول القبر, إن كل نفس منفوسة صغيرة كانت أم كبيرة , عزيزة كانت أم حقيرة , غنية كانت أم فقيرة , مالكة كانت أم مملوكة , فإنها ذائقة من كأس الموت و لابد , الموت باب و كل الناس داخله .. جميعنا سيلقى ما لقيت أختنا من لقاء ربها طال الزمن أم قصر .
فنسأل الله العلي الأعلى أن لا يحرمنا أجرها , و أن لا يفتننا بعدها , و أن يبدلها دارا خيرا من دارها , و بيت خيرا من بيتها , و أهلا خيرا من أهلها , و أسأل الله أن يفسح لها في قبرها , و أن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة , و أن ييمن يمينها يوم العرض الأكبر إنه ولي ذلك و القادر عليه .
رحمها الله رحمة واسعة .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.