الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية طالب الحق

    طالب الحق تقول:

    افتراضي أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    أُمّةُ المِليارِ مِليارُ أُمّة!!

    سلمان بن فهد العودة 11/5/1426 18/06/2005



    عاشت أمتنا قروناً تنيّف على العشرة، وهي واسطة عقد الزمان، مجدها في الجوزاء أو أعلى، ونورها كالشمس أو أجلى، الجناب مهيب، والراية خفّاقة، والكلمة مدوّية.

    وما برح الزمـانُ يــدورُ حتى مضى بالمجـد قومٌ آخرونـا

    وأصبح لا يُرى في الركب قومي وقـد عاشـوا أئمتَـه سنينا

    وآلـمـني وآلـم كــلَّ حـرٍ سؤالُ الدهر: أين المسلمونا؟

    وهي اليوم بعد عقود من الهوان والتخلف وتراجع دورها الحضاري تبحث عن مخرج. إن بناء الأمم هدف شريف، ينشده المصلحون، ويبذلون جهدهم وعرقهم ودمهم لتحقيقه. وصناعة الإنسان هي الهدف الأول في منظومة الإصلاح الأممي، والركيزة الأساس التي تُعقد عليها الآمال، وتُناط بها التطلعات. ومحال على أمة تعاني في ذاتها من الأدواء المريرة، والعلل المستعصية أن تكون قادرة على مدِّ يدِها إلى الآخرين بالنور والهداية والعلاج الناجع. والعكوف على إصلاح حال الأمة هو المدرج لتحقيق خيريّتها، وإعادة اعتبارها، وجعلها في مقام القدوة؛ فرقيّنا العلمي والعملي هو السبيل لقدرتنا على إصلاح العالم. إن من غايات هذا الدين العظيمة الحفاظ على وحدة الأمة وتماسكها من التهتّك والتمزّق والشتات. إن هذه الغاية الشريفة (اجتماع الكلمة) ينبغي أن تكون محلّ اتفاق راسخ من قبل كل من ينتمي لهذه الأمة سواء كانوا أفراداً أو جماعات أو أحزاباً أو دولاً أو غير ذلك. إن الأمّة لا تقبل تنازعاً ولا تفاوضاً ولا مساومة في أمر يُعدّ سراً من أسرار البقاء، والصدارة على أمم الأرض. والانتماءات الفرعيّة لا يجوز أن تكون على حساب الانتماء الأعظم ولا أن تكون انشقاقاً أو شغباً عليه.

    كل شعب قام يبني نهضةً أرى بنيـانَكم منقــسما

    في قديم الدهر كنتم أمةً لهف نفسي!! كيف صرتم أُمما؟!

    إن معرفة ( قواعد توحيد الكلمة) ومن ثم تنزيلها على أرض الواقع يصنع صفاءً في النفوس، وجمالاً في الأخلاق، وإشراقاً في الوجوه، ونجاحاً في العمل، وتذويباً للمشكلات العالقة، ودفعاً للنوائب الحادثة. إنه هدف سامٍ وسبب رئيس لصناعة الأمم العظيمة التي تستطيع تجرّع الغصص، وتحمّل عظائم الأمور؛ حفاظاً على ريادتها ومسؤوليتها. إن الاجتماع من شعائر ديننا الحنيف؛ فالصلاة والاجتماع عليها في الفرائض وغيرها، والاحتشاد خلف إمام واحد، والحج الذي تحتشد له الأشتات من كل فجّ عميق، تزدحم بهم الرحاب بلباس واحد، وهتاف واحد. بل حتى في السفر دعاء للاجتماع؛ فالرَّاكِبُ شَيْطَانٌ وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ وَالثَّلاَثَةُ رَكْبٌ .. رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن خزيمة في صحيحه والحاكم. وفي الحديث الصحيح يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم- داعياً للوحدة ومحذراً من الفرقة: فيما رواه الترمذي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ». فمتى فُتح المجال لجرثومة الفرقة وفيروس الاختلاف؛ فإن العاقبة مخيفة، والثمن مدفوع من قوة الأمة وجهدها، والدافع له غالباً هو ضعف النفوس وفساد الأخلاق، والطمع في الجاه والمال والرياسة. ويقيني أننا بحاجة لا تُؤجّل لأن نغرس في نشئنا الصاعد حبَّ الوحدة والاجتماع، والنفور من الفرقة، والاحتفال بقضايا الاتفاق وإبرازها، وتحجيم عوامل الفرقة وعزلها، ولن نصنع ذلك ما لم نتغلّب على روح الـ(أنا) الطاغية. فَلْنُعْلِنْها حرباً بلا هوادة على أنانية الفرد، وأنانية الحزب، وأنانية الشعب، ونردد (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران:103] إننا نتغنى كثيراً بمعاني الأخوة والوحدة؛ فهي شعار الساسة والعلماء والشعراء والوعاظ..

    ولست أبغي سوى الإسلام لي وطناً الشام فيه ووادي النيــل سيان

    وحيثما ذُكــر اسمُ الله في بلــد عددْتُ ذاك الحمى من لبّ أوطاني

    وهي هتاف تُبحّ به أصواتُ الجماهير من الخليج إلى المحيط في مناسباتها وأعيادها وأزماتها بيد أن مفهوم (الأمة الواحدة) يتعرض لامتحان عسير أمام تعمّق عوامل النفور والخصام. واستشراء أدواء الفرقة والخلاف، واحتكام الكثيرين إلى الانتماءات العرقية أو الفكرية أو الثقافية الخاصة فلا يجدون أنفسهم إلا بها ومعها وإليها. وحين يكون الحديث عن (الأمة الواحدة) يشعرون بالتلاشي والذوبان والضآلة، فكأنّ الفرد أو الحزب يبحث عن كيانه وذاتيّته وحضوره بالانفصال عن تاريخ الأمة أو دينها وثقافتها، أو واقعها ومعاناتها.

    أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِّوى فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ

    فَلَمّا عَصوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى غِوايَتَهُم وَأَنَّنـي غَيرُ مُهتَــدي

    وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت غَوَيتُ وَإِن تَرشُـد غَـزيَّةُ أَرشدِ

    هل يُعقل أن يكون الفرد في الأمة أمة وحده في فردانيّته، وتمرّده على روح الفريق والجماعة، واستهتاره بمصالح الأمة العليا، وإيثاره لمصلحته الذاتية؟! ها هنا السر العظيم بين مثل هذه الحالة الانشقاقيّة القاتلة، وبين وصف الله تعالى لإبراهيم عليه السلام أنه كان (أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [النحل: من الآية120]. كان في مقام أمة بعلمه، وصدقه، ودعوته، وعمله

    كأَنَّهُ وَهْوَ فَرْدٌ مِنْ جلالَتِهِ في عَسْكَرٍ حينَ تَلْقَاهُ وفي حَشَمَِ ولكنه كان شديد الاندماج، والقرب، والصلة بكل الحنفاء في عهده، ومن قبله، ومن بعده. دعنا نعيش في الأحلام, وننام ونصحو على أمل برنامج يحفظ وحدة هذه الأمة، ويجمع جهد رجالها وقادتها ومصلحيها على كلمة سواء والله وحده المستعان ولاحول ولا قوة إلا به. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



    طالب الحق
     
  2. الصورة الرمزية أبوالزبير

    أبوالزبير تقول:

    افتراضي مشاركة: أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    طالب الحق

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياك الله وبياكَ أخي الحبيب

    وسددَ الله على الحق خطاك

    وجعل الله الجنة مثوانا ومثواك

    وأهلاً وسهلاً بكِ وبمشاركتك الرائعة لا حرمك الله أجرها ، وجعلها في موازين

    أعمالك

    فجزاك الله خيراً واحسن إليك ونفع بك على ما نقلت لنا من كلمات رائعة من

    شيخنا الفاضل سلمان بن فهد العودة نفع الله بعلمه

    وننتظر منك كل جديد لكي تفيد وتستفيد

    ووفقك الله وسدد خطاك

     
  3. الصورة الرمزية daly_ena

    daly_ena تقول:

    افتراضي مشاركة: أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    جازاك الله كل خير
     
  4. الصورة الرمزية أم ريوف

    أم ريوف تقول:

    افتراضي مشاركة: أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الكريم
    طالب الحق

    وجزاك الله خيرًا على نقلك لهذه الكلمات الرائعة والقوية للشيخ سلمان العودة حفظه الله وسدد خطاه
    بارك الله فيك أخي الكريم
    و

    وتفيدنا بكل خير
    [glow="9999CC"]
    أم ريوف



    [/glow]
    ___________



     
  5. الصورة الرمزية أبو فراس

    أبو فراس تقول:

    افتراضي مشاركة: أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    طالب الحق

    أهلاً وسهلاً بك بيننا

    في ملتقاك ملتقى الأحبة في الله

    ننتظر جميل حرفك وصدق كلماتك

    مرحباً بك بين زهورالإبداع ورحيق الأخوة وشهد المحبة

    أتمنى لك إقامة هادفة... ومواضيع نافعة

    ننتظر بوح قلمك وجميل عباراتك ونبض حرفك في البستان

    ورحيق أزهارك الجميلة التي بلا شك ستعطر المكان

    حللت أهلا ونزلت سهلا



    مشاركه قيمه و نافعة

    بإذن الله بداية انطلاقك إلى التفوق والإبداع

    ننتظر منك كل جديد ومفيد

    ,,
    أخوك المحب

    أبو فراس







     
  6. الصورة الرمزية saher

    saher تقول:

    افتراضي مشاركة: أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    طالب الحق
    كلمات دخلت شغاف القلوب
    وحركت ما بنا من أحزان
    فجزاك الله خيرا
    وحياك الله بين اخوانك
    :rose: أيها الشباب:
    إن الأمة التي تحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة ، يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة ، وما الوهن الذي أذلنا إلا حب الدنيا وكراهية الموت ، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم وإحرصوا على الموت توهب لكم الحياة .:rose:
    أخوكم المحب لكمsaher
     
  7. الصورة الرمزية أبو طالب الأنصاري

    أبو طالب الأنصاري تقول:

    Smile مشاركة: أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    طالب الحق

    حياك الله أخي في ملتقى الأحبة في الله

    جزاك الله خيرا على الموضوع الطيب

    وجزى الله الشيخ سلمان العودة خيرا على المقال

    وفي إنتظار كل جديد ومفيد منك أخي الكريم

    وبالتوفيق

    {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214


     
  8. الصورة الرمزية حفيدة الاسلام

    حفيدة الاسلام تقول:

    افتراضي مشاركة: أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    اهلا وسهلا بك
    اخي الكريم بيننا
    وجزاك الله خيرا
    وبارك الله فيك
    وداعا
    ايها
    البطل

    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082 FF4500"]املي ان يرضى الله عني[/grade]
     
  9. الصورة الرمزية أبو أروى

    أبو أروى تقول:

    افتراضي مشاركة: أمة المليار... مليار أمة * مقال للشيخ سلمان العودة*

    جزاك الله خيراً أخي طالب الحق على هذا الأختيار الموفق من شيخ موفق ..ننتظر منكم المزيد
    [flash=http://www.kw20.com/file/توقيع فلاشي.swf]width=400 height=300[/flash]