بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين,ومفزعا للخائفين, ونورا للمستوحشين, والصلاة والسلام على إمام المصلين المجتهدين, وسيد الراكعين والساجدين, وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين,أما بعد:

فإن قيام الليل هو دأب الصالحين, وتجارة المؤمنين, وعمل الفائزين, ففي الليل يخلوا المؤمنون بربهم, ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم, فيشكون اليه أحوالهم, ويسالونه من فضله, فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها, عاكفة على مناجاة ربها...تتنسم من تلك النفحات, وتقتبس من تلك القربات, وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات....

قال الله تعالى::{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9


أخي الحبيب...لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ورغب فيه فقال((عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، و قربة إلى الله تعالى ومنهاة، عن الإثم و تكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد))...
وقال صلى الله عليه وسلم((إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها فقال أبو مالك الأشعري :لمن هي يا رسول الله ؟ قال :لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائما والناس نيام .))...

وإذا نظرت أخي الحبيب في حياة السلف..ترى عجبا في اجتهادهم لقيام الليل..
قال أبو عثمان: كان أبو هريرة وامراته وخادمه يقسمون الليل ثلاثا.يصلي هذا ثم يوقظ هذا..
وكان شداد بن أوس إذا أوى الى فراشه كأنه صبه على مقلى,ثم يقول : اللهم إن جهنم لا تدعني أنام, فيقوم إلى الصلاة.
ومن الأسباب أخي الحبيب المعينة بإذن الله-تعالى- على قيام الليل :-
أولا: أن يستشعر الإنسان محبة الله -تعالى- في قلبه , وأن يستشعر بقيامه أنه يناجي ربه
ثانيا: أن يعرف فضل قيام الليل وعظيم أجره
ثالثا: خوف غالب يلزم القلب...مع قصر الأمل
رابعا: سلامة القلب من الحقد على المسلمين...وعن فضول الدنيا
خامسا: أن يسأل ربه أن يعينه على قيام الليل.

وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.....
انشر ولك الاجر