في لقاء مع مجلة الباحث – العدد 21 لشهر شباط 1982 – يتحدث شاعر بنت جبيل وجبل عامل موسى الزين شرارة عن الإستعمار الفرنسي والإستقلال والإقطاع والإحتلال الإسرائيلي فيقول:


يعز علي كثيرا ان أقول أن الاستقلال الذي ضحينا وناضلنا وزججنا في السجون للحصول عليه لم ننعم به كثيراً لأن الذين استلموا الحكم من الاستعمار الفرنسي كانوا تقريباً كاصحاب الاستعباد الاول ومما زاد في فلتان الحكم وتحكم الاقطاع وأزلامه والاعتداء على الاحرار والمناضلين وفي قصيدة لي "أحن لسجن الرمل" بعدما خيب الحكام ظني أقول:




وفي العام 1947 أي بعد مضي عدة سنوات على الاستقلال القيتُ قصيدة في مهرجان انتخابي جاء فيها :





فكان الرد على هذه القصيدة عند أولئك الحكام إطلاق الرصاص في الليل على منزلي ولولا العناية الإلهية لاصيب جميع من في البيت فنظمت قصيدة "اعتذار لفرنسا"!





ومن هنا اقول انني دائما وابدا مازلت مع التاريخ أعزف لحن الماضي والحاضر فالزمن بنظري لا يتوقف لانه وحي قصيدة والهام شاعر، وكل ما يحدث في الجنوب يمسني ويثير أحاسيسي منذ القدم وحتى يومنا. وانا اعتقد ان الشعر اذا لم يفعل في أي موضوع كما ينبغي يظل له فعله وتأثيره في جبل عامل لان العاملي بفطرته أديب يتحسس ويتذوق الشعر والثورة الأولى التي قام بها رفاقنا في الجنوب ( وكنت أحدهم) كان الشعر لسانها وما زال ومن قصيدة لي كتبتها:




أم كامل : اسم أطلقه أبناء الجنوب على طائرة الاستكشاف الإسرائيلية MK

وفي الحرب الاخيرة التي شنها الإسرائيليون على الجنوب قلت قصيدة عنوانها "لا تسأليني"




وعن بنت جبيل خلال الغربة والتهجير يقول
يساورني الحنين الى بلدتي والى كل جبل عامل ، لانني ابن تلك الارض الطيبة وابن هذا الشعب الابي وانني في جبل عامل لا افرق بين ضيعة واخرى او عائلة واختها

الكل آبـائي وإخـواني بها لا فرق بين مثلـِّثٍ وموحِّدِ

فمنذ سنوات تركت مرابع العمر البيضاء والحسرة تعتصرني وذاتي يخالجها الالم الدفين وانا اتذكر البيت العتيق والصولات الشعرية التي كنا نقوم بها ، لكنني ما زلت كما انا عاشقا للارض والوطن وداعية الى الحرية والتحرر وهذا شان كل شعراء الجنوب ومواطنيه.