الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية همي الدعوه

    همي الدعوه تقول:

    افتراضي البلديات وإزالة التعديات

    البلديات وإزالة التعديات .
    السبت 20, فبراير 2010

    الشيخ سليمان بن أحمد الدويش


    لجينيات ـ الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

    أما بعد :

    ففي يوم من الأيام , قابلني أحد الرجال , فقال لي : يا أخي أبشرك , الشعب السعودي كله في الجنة , لأنه إما مُنْعَمٌ عليه شاكر , أو مبتلى صابر , ثم صافحني وهو يبتسم , وودعني قائلاً : نلقاك في الجنة ....
    ما أجمل أن تقوم البلديات بالنظر في التعديات , وحماية الحقوق العامة , وتغليب جانب المصلحة العامة , على المصالح الشخصية , وأن تقوم بدور بارز وفاعل في تجنيب الناس المخاطر المحتملة , من منعهم من البناء في مجاري السيول , أو بطون الأودية , أو ماشابه ذلك .

    ويزداد جمال هذا العمل , وتكتمل صورته حسناً , حين تقوم البلديات , أو الجهات المشكلة , بتعويض الناس عن حقوقهم الخاصة بأسرع وقت , وأيسر سبيل , دون تعريضهم لإجراءات قاتلة , تمتد إلى سنوات طويلة , يفقدون معها الأمل بعودة الحقوق .

    كلنا نسمع أن بعض الضعفاء وقع ضحية للاستغلاليين , ضعيفي النفوس , وبائعي الضمائر , وأنه بعد أن أمضى مدة ليست يسيرة من عمره , وهو يسعى ويكدح , ليجمع من عرق جبينه , وعصارة جهده , بعد فضل الله وتوفيقه , ما يحقق به حلمه في امتلاك قطعة أرض , ينتظر بعدها لسنوات , حتى يتحقق حلمه الآخر , بوصول دوره في صندوق التنمية العقاري , ثم يتفاجأ هذا المسكين , أن ذلك المخطط , أو تلك القطعة , محلَّ إشكال كبير , ليس هو سببا فيه , بل هو ضحيته , وحطب ناره , في حين يذهب مصدر الإشكال بالمال والغلَّة , ويسهر الخلق حول مخططه المشبوه ويختصمون .

    ومثل ذلك أقوام لايجدون ما يحققون به أحلامهم , فيعمدون إلى مواقع قد تملكوها بصور شتى , أو ورثوها ممن سبقهم , ولأنهم يعجزون عن مصارعة حمى غلاء العقار , وجشع التجار , فيؤثرون السكنى بطريقة ترى الجهات المعنية عدم صلاحيتها , وضرورة إزالتها .

    وصور أخرى متعددة ومتنوعة , لكن ليس هذا مقام حصرها , ولا الوقوف على نماذجها , بل الحديث هنا عن حقوق الناس , المقابلة لما عليهم من واجبات , فكما أن البلديات تطالب بمنع التعدي على المصالح العامة والحقوق , فهي مطالبة بالوقت ذاته , أن تكون متحملة لمسؤوليتها , في توزيع المخططات والأراضي , وحماية الضعفاء , من ضعاف النفوس , وأن تقوم بتعويض من وقع ضحية مختلس نصاب , بما يوازي حقه الذي تلف عليه , لأن ذلك المختلس النصاب , لم يخدع هؤلاء الضعفاء , إلا بما بين يديه من مستندات من الجهات الحكومية , التي تعتبر البلدية واحد منها , إن لم تكون محور الارتكاز بينها .

    نحن نسمع كثيرا , ويكفي أننا أمام مصطلح ( كيف وقد قيل ) , أن هناك منحاً لبعض المحظوظين , يتم تطبيقها على حقوق انتزعت من أصحابها , تحت ذريعة المرافق العامة , كالحدائق ونحوها , وهذا إن ثبت فهو جناية , أبلغ من تعديات الضعفاء , التي تتولى البلديات إزالتها للمصلحة العامة .

    كما نسمع كثيراً عن تطبيق منح بعشرات الآلاف من الأمتار , وهذا صار أمراً شائعاً بين الناس , وهو يقودنا للسؤال : لماذا لاتعتمد تلك المواقع التي تم التطبيق عليها لأولئك المغلوب على أمرهم , الذين يحلمون بتحقق أحلامهم , تغليبا لجانب المصلحة العامة ؟ .

    لن أكثر في الحديث عن هذه القضية , ولن أغوص في أعماقها , لأني أرى أن ما سأنتقل إليه لا يمكن تبريره بحال , وهو من التعدي المقيت , والإساء البالغة المتعمدة , والاستهانة بحقوق الناس , وهو أمر يتكرر , ولا يوجد له من يردعه , مع أن الأنظمة كلها تدينه نظرياً , وتخول المتضرر منه وبسببه كامل الحق في المقاضاة والتعويض , ولكن تلك الحقوق تضيع وراء حجاب الروتين المقيت , وتدفن في كثبان رمال التعقيدات , وتندثر تحت ركام المماطلات , مما يدفع صاحب الحق لأن يلوذ باحتساب الأجر , تحت قاعدة " مكره أخاك لابطل " , لأنه يعلم أن دونه ودون نيل حقه خرط القتاد .

    لست متأكداً هل تتضمن عقود البلديات مع الشركات , التي تقوم بأعمال الحفر والصيانة والمشاريع , أنه لايغلق ملف ذلك المشروع , حتى يتضرر منه , أو يذهب ضحيته , أو يتلف بسببه , عدد كذا وكذا من المركبات والبشر !!! .

    في الشارع الرئيس المجاور لمنزلي , شهدت حالتين , وهما مثال حيَّ , لواقع سيء , أرى أنه يتكرر في مئات الشوارع والأحياء , وأجزم أنه راح ضحيته مالايحصى من الأنفس والممتلكات .

    كان الشارع الرئيسي المجاور لنا , ينعم بالأمان لفترة يسيرة , قبل أن تتحرك جحافل البلدية , عن طريق واحدة من الشركات , بأعمال الحفر , التي امتدت على طول الطريق , وتأخرت كثيراً , رغم انتهاء العمل فيها , مما أبقاها مكشوفة , يحوطها حاجز نايلوني متهالك , وفي جهة منه يوجد بعض الحواجز الحديدية , التي يحركها الهواء , مما جعلها سببا في اصطدام بعض السيارات ببعضها , طمعاً في تلافيها , أو هروبا منها , ناهيك عمن وقع في الحفريات المكشوفة , أو انقلبت به سيارته , وكأن ذلك جزء من العقد , بمعنى أنه لايتم ردم تلك الحفريات , إلا بعد إتلافها للأنفس والممتلكات !! .

    والحالة الثانية كانت عندما تعرض أحد أنابيب الماء في نفس الشارع لكسر مفاجىء , فتمَّ إصلاح الخلل , وترك المكان بلا سفلتة , مما أدى إلى انقلاب عدد من السيارات , واصطدام بعضها ببعض .
    قد تحتج البلدية بتداخل أعمال بعض القطاعات الحكومية معها , كالاتصالات , والكهرباء , والماء , وربما جهات أخرى , لكن هذا ليس عذراً , فالبلدية هي المسؤول الأول , ولها القدرة على مراقبة تلك الأعمال , والرفع عمَّا تراه مخالفاً للنظام , أو مضرَّا بالناس , لكن كيف لها أن تفعل ذلك , ونحن معها كالمستجير من الرمضاء بالنار .

    مما صار مألوفاً عندنا , وربما أصبحنا نحتكره في هذه البلاد , وله عندنا علامة الجودة والتميُّز , تداخل الأعمال وفوضويتها , فالبلدية تقوم بسفلتة الشارع مثلاً , ثم إذا شارفت على الانتهاء منه , وإذْ بشركة الكهرباء قد بدأت بنقل معداتها , والبدء في الحفر من جديد , حتى إذا استوى عملها على سوقه , وإذْ بشركة المياه وقد رفعت رايتها , وأعقدت عزمها , فلما بلغ سعيها أشدَّه , ووصل ذروته وحدَّه , شمَّرت شركة الاتصالات عن سواعدها الفتية , ومواهبها الفنية , فيكون حال ذلك الشارع , كحال التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً , وهذا تتحمل ما ينتج عنه البلدية , لأنه يجب عليها قبل اعتماد أي مخطط , أن تخاطب الجهات ذات العلاقة بإنشاء البنية التحتية له , وإلا فإننا لن نجني من فوضويتنا هذه إلا هدر الأموال , وضياع الحقوق , إلا إن كان ذلك مقصودا , لنفع بعض شركات المقاولات , من ذوي النفوذ , والدخل غير المحدود , فهنا والحالة هذه , فمالنا إلا أن نُكبر على الإصلاح والأمانة حتى نموت .

    السؤال الذي يتكرر على ألسنتنا دائماً , وينتهي بصمت محرق , من يتحمل تجاوزات الشركات المنفذة للمشاريع ؟ , ومن يتولى عقابها ؟ , وماحجم الرقابة عليها ؟ , وهل تتذكرون أنه تمَّ الإعلان عنن معاقبة شركة من الشركات , لتفريطها في وسائل السلام ؟ , ومن المسؤول عن ذلك كله ؟ , وإلى من يتجه المتضرر من جراء الإهمال المتعمد ؟ , وعلى افتراض وجود الجهة التي تنظر في شكواه , فهل سيكون هناك إجراءات حاسمة ؟ , أم سيقال للمقاول : أبشر بطول سلامة يامربع ؟ , وهل سيتم إنصاف المظلوم من الظالم ؟ , أم سيموت المظلوم , وينتقل حقه للورثة , ومنهم إلى ورثتهم ؟ .

    إن كان الأمر سيظل كذلك , وستنتهي شكاية المتضرر إلى أن تزهق نفسه حسرات , فلماذا لاتلزم البلدية شركات المقاولات , وضع لافتة " ولو جبر خاطر " , بعد كل كارثة يتسببون بها , وتتضمن عبارة ( معوضين ) , على أقل الأحوال لنشعر أن هناك من يُحس بإحساسنا , ولو كنا نعلم أنه كاذب , لكن على قاعدة " مالايدرك كله لايترك جله " .

    قبل فراغي من كتابة مقالي هذا , أذِّن لصلاة العصر , وتوجهت لجامع الراجحي بالرياض , وتفاجأت بعدد لافت , من سيارات البلدية , وعلمت فيما بعد , أن ذلك لملاحقة الباعة المتجولين , الذين يستهويهم جموع المصلين في ذلك الجامع .

    لست معترضاً على عمل تلك الفرق , ولن أتطرق له , ولن أخوض في آثاره وثماره , وسأكتفي بترداد العبارة الشهيرة " الشيوخ أبخص " , لكني أعتقد أنه من حقي أن أسأل : هل مخالفة هؤلاء في البيع أشد أثراً , وأعظم خطراً , من إهمال شركات المقاولات لوسائل السلامة ؟ .

    ليت أن البلدية تتابع الأهم فالمهم , وترتقي عن بذل الجهد في التوافه من الأمور , وينصبُّ عمل مراقبيها إلى مافيه حماية للناس , بدل تلك المشاكسات التي لاتثمر إلا ضياع الجهود , واحتقان الأنفس .

    وليت أنها وهي تتابع المظلات , التي يتخذها بعض السكان عند بيوتهم , وتقوم البلدية بإزالتها , لتعديها على الشارع العام , أو لكونها تمثل مظهراً غير حضاري , أن تمنحنا فرصة المرور في بعض الشوارع , أو على الأقل , أن نمرَّ بسلام , لأن بعض أعمال الحفريات , صارت تشبه أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال , فإن سلم منها الجسم , فلن تسلم منها المركبة .

    ما ظنكم لو أن البلدية التي أضحت تنافس وزارة الثقافة والإعلام , وصارت تطالعنا بين الفينة والأخرى , بمسرحيات ومهرجانات , لاتسمن ولاتغني من جوع , بل إثمها أكبر من نفعها , توجهت لما يعود على أبناء هذه البلاد بالنفع والخير , واجتهدت بالقدر الذي تلاحق فيه تعديات المواطنين , إلى حماية الناس من تعدياتها , أو تعديات من تتعاقد معه على عمل من الأعمال , أليس هذا من الحكمة والعقل والرشد ؟ .

    فهل سنرى مستقبلاً استدراكا لأخطاء الماضي , وتصحيحا لزلاته العظام , أم سيبقى ماكان على ماكان , إلى أن ننتظر نكبة جديدة , تبعث قرارَ محاسبةِ " كائنا من كان " , لنكون كما قيل : إذا أردت التصحيح فانتظر النكبة .
    كما أطالب الإعلام الرخيص , الذي استطاع أن يرصد سيارة الهيئة وهي تقف موقفا خاطئا , أو تصطدم بشاب هارب , أو تصوير لافتة دعوية على شارع الحوامل , أو غير ذلك من اللقطات الاستفزازية , أن يتناول تلك التجاوزات الصارخة , وأن يكتب عنها بالقوة التي يكتب فيها عن ثوابت الدين , ويهاجمها بقدر مهاجمته للفضيلة , ذلك إن كان يزعم أنه يسعى للإصلاح – ولا إخاله - , وإلا فليعترف أن نقده لم يكن لغير الإفساد , وتماشياً مع مصالح العدو , في إفساد هذه البلاد .

    أعلم أن من يقرأ كلامي هذا , ممن يعنيهم الأمر , أو من غيرهم , ممن ترتبط مصلحته بإهمالهم وتغاضيهم , قد يتهمني بالمبالغة , أو يغوص في سويداء قلبي , لكن العقل والمنطق , وقبل ذلك الديانة والأمانة , كلها توجب المحاسبة والمراجعة , والاعتراف بالخطأ , وتحمل المسؤولية , خاصة إذا علم المعني بالأمر , أن ما قلته , جزء يسير من الحقيقة , وأن ما أملكه , لايكاد يذكر عند ما يملكه غيري من تجاوزات .
    نحتاج دائما إلى المصارحة , وإلى وضع اليد على الجرح , وإن كان في ذلك إيلاماً , لكن معرفة الداء , ووصف الدواء , هو ما يبحث عنه المحبون للعافية , أما من يقتات على الأمراض , ولا ينتشي إلا في الأزمات والنكبات , فهذا عضو فاسد يجب بتره , وتخليص المجتمع من شره , وإلا فسنبقى نحمل بيننا المرض , ولن نتطلع للعافية .

    اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم, وحقق أمانيهم .

    اللهم أرنا الحق حقاوارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .

    اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .

    اللهم أصلح الراعي والرعية .

    اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .

    هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

    وكتبه

    سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش

    أبومالك

     
  2. الصورة الرمزية الدكتور

    الدكتور تقول:

    افتراضي رد: البلديات وإزالة التعديات

    أبا محمد أنت تريد أن تفتح النار على مصراعيها

    والله مهازل البلديات مستمرة ما استمر أمن العقوبة !!!!!

    وكما قيل من أمن العقوبة أساء الأدب.
    الماضي درس ... والحاضر غرس .. والمستقبل حصاد غرسك بالأمس
    قد تُخفي عن الناس مافي نفسك ولكن ...
    تذكر من يعلم السر وأخفى
    أخي قاريء الموضوع ردك على موضوعي له أثره البالغ في نفسي
    فلا تبخل علينا بمشاركتك

     
  3. الصورة الرمزية ابو ريتاج

    ابو ريتاج تقول:

    افتراضي رد: البلديات وإزالة التعديات

    الله المستعان
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    أخي : تذكر دائماً أن الإستغفار يفتح الأقفال
    يقول ابن تيمية : إن المسألة لتغلق علي فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر فيفتحها الله علي
     
  4. الصورة الرمزية الرحال99

    الرحال99 تقول:

    افتراضي رد: البلديات وإزالة التعديات

    لاحول ولا قوة الا با الله