بسم الله الرحمن الرحيم
أختي هاكِ يدي...
أخيتي الغالية اعلمي يا من لها مكانة في قلبي يعلمها الله عزوجل إن كل أحرفي هذه قد وجهتها لنفسي المقصرة وبما إنكِ جزءً والله لا يتجزأ مني بودي أن أصوغ لكِ هذه الكلمات بل وأنقشها بماء الذهب على صحيفة أحرفها أغلى من الدرر . أخيتي قد أدمعت عيناي عليكِ بل وربي قد بكيت خوفا على حالك كما خوفي على نفسي وحالي يا من لأجلها انتابتني هزة لا مثيل لها بقلبي الرقراق.
أخيتي أنتي يا جوهرة مصونة يا درة مكنونة إنه لأمر قد أشغل بالي وتفكيري كثيرا واقشعر منه بدني يا ترى ما هذا الأمر الجلل الذي قد أشغل تفكيرك الآن. إنه النظر والسمع نعم أخيتي بالله عليكِ فلننظر لأنفسنا وننظر ما فعلنا بهاتين الحاستين وما اقترفناه من خلالهما من خطايا ، عل الله يرحمنا . يا من أطلقت العنان لنظرها حتى ترَى كل ما هو مثير للفتن مثير للشهوات التي تفتك بالفتاة وتهلكها أشد هلاك أخيتي وهل خلَقَ الله عزوجل النظر حتى نعصى الله من خلاله نعم إنه لأشد حجة علينا يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى.
يا من تنظر لكل ما حرمه الله من مفاسد التي وللأسف يستهين بها الكثير نعم هي مفاسد تكب على وجه صاحبها في نار جهنم وبئس المصير كيف لا أخيتي وهناك من سمحت لنفسها لترى الأفلام الهابطة المثيرة للغريزة والشهوات أفلام خليعة مسلسلات العشق والهيام وقد اطلعنا على محارم جعل الله لها أشد حرمة واشد عذاب نعم يا غاليتي أو تظنين إنها ليس لها تأثير على الفتاة لا وربي إن لم يكن حينها سيكون مدخر لها لما هو آت كم ممثلة قد تابت وقد سمعت وعرفتِ الكثير منهن ممن عدن إلى الله عز وجل يا ترى هل كانت الحياة التي يعشنها حياة مرجوة حتى لا يتخلّين عنها أبدا أم إنها حياة رخيصة لا قيمة أو معنى لها!!!
لماذا قد تابت هذه وعادت تلك اسألي نفسك يا غاليتي ؟
وأنا أعلم إن الإجابة ستكون … لأنهن لم يطمأنن، لم يجدن أنفسهن، لم ينعمن بالراحة، بل لم يعرفن ربهن، كن سلع رخيصة تباع وتشترى ليس لهن قيمة إنسانية، لا والله بل هن واسمحي لي قد كن مثل البهائم كل واحدة لها سعر هذه سعرها رخيص لأنها لا تملك كل مقومات الجمال والرشاقة وتلك التي تتصف بهذه الصفات سعرها غالٍ بل لا يحتمله العقل...
هل برأيك هذه القيمة أو المكانة التي ارتضاها لك ديننا الحنيف هل هذه العيشة التي وصفها وأمر بها الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام لك والعزة والكرامة التي منحنا إياها ديننا الغالي، انظري للاتي رحمهن الله وها هن يعدن إلى الجبار يبكين حرقة على ما اقترفنه من كبائر، وأنتي تنتكسين من جراء أعمالهن أما فكرتِ بنفسك أليس عمرك غالٍ عليك حتى تجعلي أولئك الرخصاء يلعبون بمشاعرك وحيائك بل بأنوثتك….
أخيتي اعلمي كل ما ترينه من أعمال فنية بشتى أنواعها إنها تخدش نظرك فتجرح قلبك تعلمين لم لأن فطرتنا لا تسمح لنا بذلك حتى لو ارتضيناها وقتها لكن صدقيني ستحسين بداخلك بشيء ينكر كل الذي ترينه أو تسمعيه ستحسين بشيء غريب داخلك لكن لا تعليمنه، قد قال عز وجل في كتابه الكريم :
{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَات يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِن وَيَحْفَظْنَ فُروُجِهِن}.
الله أكبر من أمر الله عز وجل أن يغضضن أبصارهن ؟ المؤمنات نعم المؤمنات ولم يقل الكافرات لمَ ؟ فالمؤمنات هن اللاتي عرفن الله وخشينه في السر والعلن علمن إن لله غضب على عباده العصاة علمن بأن الله يمهل على عبده العاصي يعود إلى ربه قبل أن يقبضه قبضة لا فكاك منها، أخيتي أو تظنين أن الله لا يراكِ حينما تعصينه وهل يخفى عليه شيء إنما الله جل وعلا يمهل ولا يهمل سبحانه . أخيتي تمعني في الآية لعلكِ تفهمينها وتدركين القصد منها فإن لم يكن لها تأثير عليك فالله المستعان.
أخيتي الحاسة الثانية ما هي يا ترى إنها السمع وإنها والله لأشد خطرا عليك يا من تسمع ألحان وغناء الفجار الذين يلهبون قلوب كل فتى وفتاة ويعيشون في جنة من نار !
نعم هي جنة الحب والعشق والهيام ونار الحرام نار جهنم وبئس المصير أتعتقدين إنه بمجرد سماعها وتجعلك تعيشين خيال لا حقيقة له بل لا وجود له معدم، تتوهمين بأن الحب من خلال تلك الأغاني الرخيصة هو الحب الأبدي لا والله إنه حب زائف رخيص لا قيمة له. أخيتي هذه الجنة التي يتزعمونها هل ستأخذك إلى جنة الفردوس الأعلى هل تكفر ذنوبك أم هل يرضى عنك الرحمن يبدو هذا السؤال من الأفضل أنت من يجاوبه.
كلمات هابطة معانٍ فاسقة ألحان ساخرة بعقول أولئك المساكين والذين يطلقون على أنفسهم مرهفي الحس الذي يقعون في الحب من أول نظرة أي حب هذا!!!!
كلمات قد نظمها وروجها من كانت قلوبهم خالية من ذكر الله بل لا تعرف الخوف من الجبار المنتقم وما همهم يا ترى ؟؟؟
بالتأكيد الربح المادي وانتشار الفساد وانحلال الأخلاق وضعف الوازع الديني أما تتفكرين أما تصدقين نفسك يا غاليتي صارحي نفسك ولو لمرة واحدة، بحر من الأسئلة والله يا أختي تدور في ذهني بل والله تتلاطم حتى أصبحت لا أعلم أجميعها أضعها أو جزءً منها.
أختي تلك الأغاني والأفلام هل تحسين بهما بالطمأنينة أو بالراحة ؟
لا والله …….. لا والله يا أخيتي إنها لتقسي القلوب حتى تبتعدي عن ذكر الله كل البعد وعن عبادته العبادة الحقة بل تزيدك عذابا وبكاءً وضعفا.
هل تذكرك بالله عز وجل وبعذابه وانتقامه بل بمكره :{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله واللهُ خَيْرُ الْمًاكِرِين}.
نسألك اللهم اللطف يا رب ولا تجعلنا ممن تغضب عليهم …. اللهم إنا نعوذ من غضبك وانتقامك .
هل تذكرك بالموت وسكرا ته ؟
هل تذكرك بعذاب القبر وظلماته وهو أول منازل الآخرة ؟
بل هل تنبهك ليوم العرض على الله عز وجل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ؟
هل تجعلك ممن يخشون الله سرا وعلانية وتدمع عيناك خوفا من جبروته وانتقامه ؟
هل أمنتِ بغتة الموت وأنت تنظرين أو تسمعين تلك المهلكات أن لا يقبض روحك ملك الموت هل نسيتيه وغفلتي عنه أنسيتي حسن وسوء الخاتمة التي سنبعث عليها ؟
هل ضمنتِ حياتك بل هل ضمنتِ آخرتكِ ؟
من منا لن يسقيه ملك الموت من كأس المنون هل غفلتي عن كل هذا ؟!؟!
أخيتي البدار البدار ويدي بيدك حتى ننقذ أنفسنا وبادري بإصلاح نفسك قبل خرابها وفسادها ثم ماذا يكون لسان حالك لا شيء سوى لا ينفع بعدها ندم النادمين أو إياب الآيبين.
أو خلقنا الله للعب واللهو وللزينة والتفاخر ألم يقل عز وجل: { وَمَا خَلَقْت الجِن والأنسْ إلا ليعبدون}.
لم خلقنا الله تعالى ؟؟؟؟ للعبادة، الله المستعان وهل عبدناه على أفضل وجه.
{الذِي خَلَقَ المَوْتَ والحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور}.
تأملي الآية ليبلونا من منا أحسن عملا ؟؟؟؟ فهل عملنا وأحسنا العمل أم تجاهلنا كل حرف بهذه الآية العظيمة.
أختي الغالية هما همستان بودي أن أهمسها في أذنيك ووالله هي أفضل بكثير من تلك التي تسمعينها من أغانٍ صاخبة لكن لست أنا من قالها:
فالأولى قد قالها العزيز الجبار المنتقم {إِنَّ السَّمْعَ والبَصَرَ والفُؤادَ كلٌّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مسْؤُولا }.
فهل رعيتي حقهم عليك ؟
الهمسة الثانية أخيتي:
تعالي هذه الأيام لا ترجع ……. ولا تصغي لنا الدنيا ولا تسمع
ولا تجدي شكاة الدهر أو تنفع ….
تعالي نحن يعثرنا السويعات ….. وضحينا بأيام عزيزات
يا أخت ما قد ضاع يكفينا ……. فعودي ها هو العمر ينادينا
فلا نخربه ياااااااا أخت بأدينا
فلا نخربه ياااااااا أخت بأدينا
أما همستي أنا لكِ أختي نحن من بأيدينا أن نعمر أقوام ونصلح مجتمعات والله نستطيع أن نفعل ما لا يستطيعه الآخرون لكن شريطة أن نصلح أنفسنا ومنها نستطيع أن نصلح ما يفسده الآخرون حتى نرتقي للقمم فأنت وأنا يوما سنكون أمهات هل ترضين لأبنائك أن يعيشون بالوحل الذي ارتضوا العيش فيه أولئك . فالأم مدرسة وطلباها من حولها فاجعلي من نفسك مربية صالحة تصلح ما أفسده الظالمون .
الله المستعان على أمره وأسأل الله العلي القدير أن يهديني وإياكي يا غاليتي وأن يثبتنا بالقول الثابت يوم العرض عليه يوم لا ظل إلا ظله جل وعلا. اللهم ونقي قلوبنا واجعلنا هداة مهتدين اللهم وإني أسألك أن تبيض صحائفنا وتجعلها بأيماننا آمين آمين آمين. فيا أخيتي الغالية يدي بيدك ومسعانا إلى الجنة اللهم آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.