السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكنكم غثـــــــــــــــــاء
لم يعد للأمة الإسلامية وزن بين أمم الأرض كما اخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " فقال قائل : أومن قلة نحن يومئذ ؟ قال :" بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن " قالوا : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال :" حب الدنيا وكراهية الموت "
" ولكنكم غثــــاء كغثاء السيل " لم اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذا التشبيه بالذات ؟
لان هذه العبارة تلقي بظلالها الآتية :
1- أن الغثاء الذي يحمله السيل العرم يسير معه محمولا مع تياره ، وهكذا امة الإسلام تجري مع تيار أمم الكفر حتى لو نعق بهية " اللمم " غراب ، أو طن في مجلس " الفتن " ذباب لخروا على ذلك صما وعميانا ، وجعلوه كتابا محكما وتبيانا .
2- أن السيل يحمل زبدا رابيا لا ينفع الناس ، وكذلك امة الإسلام لم تعد تؤدي دورها الذي به تبوأت مقدمة الأمم ، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
3- أن الزبد سيذهب جفاء ، ولذلك سيبدل الله من تولى ، ويمكن للطائفة التي تنفع الناس في الأرض .
4- أن الغثاء الذي يحمله السيل خليط من قاذورات الأرض ، وفتات الأشياء ، وكذلك أفكار كثير من المسلمين تقميش من زبالة الفلسفات ، وحثالة الحضارات ، وقلامة المدنيات .
5- أن الغثاء الذي يحمله السيل لا يدري مصيره الذي يجري إليه باختياره ، فهو كمن قبره بظفره ، وكذلك امة الإسلام لا تدري ما يخطط لها أعداؤها ، ومع ذلك فيه تتبع كل ناعق ، وتميل مع كل ريح .
انتقيته لكم من كتاب لماذا اخترت المنهج السلفي للشيخ سليم بن عيد الهلالي السلفي .