عرق جبيني ...وكثر أنيني..
تجمع الأحباب حولي
وجوههم واجمة
عيونهم تذرف دمعا غزيرا
قام من عندي الطبيب
حاولت أن أناديه ..لكني لم أستطع
صوت في داخلي صرخ :
إلى أين تذهب أيها الطبيب ؟
أين طبك ودواؤك؟
أين الابتسامة التي كانت تزرع الأمل في قلبي ؟
قطع ذلك الصوت ألم شديد
أحسست كأن شوكا قد غرس في كل خلية من خلاياي
أغمضت عيني
حاولت أن أتذكر شيئا يجب أن أفعله
كانوا يقولون لي
لا تنسي أن تقولي قبل الموت " ...."
نرجو من الله أن يلهمك أن تقولي "....."
كلما حاولت أن أتذكر
مر أمامي شريط المعاصي والذنوب
ليتني ما فعلت كذا
ليتني ما قلت كذا
ولكن ما جدوى الندم
صرخت من أعماقي :
ياإلاهي كثرت الذنوب
وضاقت الحال
وسدت الأبواب
وحزن الأحباب
ويوشك أن يواريني التراب
من لي سواك راحما
من لي سواك معينا
والله ما معي زاد السفر
وما لي قدرة على تحمل وحشة الطريق
وإن جسمي لأضعف من أن يتحمل هول نارك
وشدة سخطك وعذابك
فيا سيدي ..يا مولاي
يامن إذا نامت العيون لم ينم
وإذا غفل الناس لم يغفل
وإذا عصيته أمهل
وإذا أطعته أثاب وأجزل
ثبتي ..وألهمني رشدي
فتحت عيني
تحرك لساني
رددت :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله
هنا تلاشت آلامي ...
وسكنت حركتي...
وكانت هذه لحظة الفراق
إلاهي ...
هذا ظني بك أن لا تخذلني
يا من أمرنا أن لا نضيع ودائعنا وأماناتنا
سأضع عندك وديعة
وحاشاك...حاشاك أن تضيعها
يا من لا تضيع ودائعه
ولا يخيب راجيه ومؤمله
أستودع عندك
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فردها يا رب إلي وقت الحاجة