<div tag='font="Tahoma,4,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="./html/backgrounds/13.gif " border="ridge,4,indigo" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""' style='displayone'>
ربٌ تعالى فلا شىءٌ يُحــــــــيط بـه = فــــهو المُحيط بنا فى كـل مرتصـــدِ
لا الأيـنُ والكيفُ والحيث بمدركـــه = ولا يُحــّد بمقـــــــدارٍ ولا أمــــــــــــدِ
وكيـف يُدركـه حــــدٌ ولـم تـــــــــــرهُ = عينٌ وليس له فى المـثـلِ من أحــــدِ
أم كيف يبلُغُـه وهـم بلا شــــــــــــبهٍ = وقـد تعالــى عن الأشـبـــــاه والولــدِ
من أنشـأ الكـون قبل الكون مبتدعاً = من غيـــــر شـىءٍ قديمٍ كان فى الأبدِ
ودَهَّــر الدَّهـر والأوقات واختلفـــت = بما يشـاء فلـــم ينقــــص ولم يـــــزدِ
إذ لا سـماءٌ ولا أرضٌ ولا شبــــــحٌ = فى الكون سبحانه من قاهــــرٍ صمـدِ
ما ازداد بالخلـق مُلكـاً حين أنشأهم = ولا يُـريد بهـــا دفعـــــــاً لمضطهــــــــدِ
وكيف وهو غنـىٌ لا افــتـقـار بـــــــه = والخـــلق تضـطَّـرُ بالتصـــريف والأودِ
وكلّهـم باضطـرار الفقــــــر معتــرفٌ = إلى فواضــــله فى كــــــل معتمــــــــــدِ
العالم الشـىء فى تصريف حالتـــــه = مـــا عـاد منه وما يمضـى فلم يَعـُـــــدِ
ويعلم الســرَّ من نجوى القلوب وما = يخفــى عليه خفىٌ جـال فى خَلــــــــــــدِ
ويسـمع الحـسَّ من كل الورى ويرى = مدارج الــذرِّ فى صفـــــوانه الجَلــــــــدِ
وما تـوارى من الأبصـار فى ظـُلَــــم = تحت الثـرى وقترار اليَّـــ والثمّـــــــــــدِ
الأولُ الآخـرُ الفردُ المُهــّيمــن لـــــم = يعـزُب ولم يـــنس من قُـربٍ ولا بُعـــــدِ
عالٍ علـــىٌ عليـــــمٌ لا زوال لــــــــه = ولم يزل أزليـــاً غير ذى فقــــــــــــــــــدِ
وكـل فكــلرة مخلوق إذا اجتهــــــدت = بمدحه لم تــــنل إلا إلـى الأبـــــــــــــــــدِ
مُســــبَّـحٌ بلغـات العارفـات بـــــــــــه = لم تــــدرِ ما غيـره رباً ولـم تجـــــــــــــدِ
الفالـق النــور والظلماء وهى علـى = ماءٍ تقــاذف بالأمـواج والزَّبــــــــــــــــدِ
بـرا السمـاوات سـقفاً ثم أنشــــــأها = ســبعاً طـباقاً بلا عـونٍ ولا عمـــــــــــدِ
تـقـلهُـنَّ مع الأرضــــــين قدرتـــــــه = وكـل ذلك لم يَثــــقل ولم يـــــــــــــــــــؤدِ
وبـثَّ فيهـا صــــــنوفاً من بدائعـــــــه = من الخـــلائق من مثنى ومن وَحـــــــــدِ
فيها الملائك بالتسـبيح خاضـــــــــعةٌ = لا يسـأمون لطـول الدهــــر والأمـــــــــدِ
وكـل مُســترقٍ للسمــــع يتبعــــــــــه = منها شـــهابُ نجـمٍ دائـم الرَّصــــــــــــــدِ
ويرفـع الغيــم أسـتاراً لهـا فتــــــرى = فيها الصـواعق بين المـاء والبـــــــــرد
على هـواءٍ رقيقٍ فى لطــافتــــــــــه = يُحيـــي به كل ذى روحٍ وذى جســـــــــدِ
وصـيَّر الموت فوق الخلق لا لجـــأ ٌ = منه ولا هـــــربٌ منه إلى ســـــــــــــــــندِ
فالموت مـيتٌ وكلٌ هالكـــون خـــلا = وجه الإلـه الكـريم الدائــم الصـــــــــمدِ
ياربُ إنك ذو عفــوٍ ومغفـــــــــــــرةٍ = فنجَّــنا من عذاب الموقف النكـــــــــــــدِ
وتاجعـل إلى جنـة الفردوس موئلنــا = مـع النبيـين والأبــرار فى الخَلــــــــــــدِ
ســبحان ربَّك رب العـز من ملِــــــكٍ = من اهتـدى بهـــدى رب العبادهــــــــُدى
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إليه به سبحانه أتوســـــــــــــــــــــلُ = وأرجــو الـــــذى يرجى لديه وأسألُ
وأحسن قصدى فى خضوعى وذلتـى = لـــه وعليه وحـده أتوَّكــــــــــــــــلُ
وأصحبُ آمالى إلى فضل جـــــــــوده = وأنـــزِلُ حاجاتى بمن ليس يبخـــــلُ
فسبحانه من أذَّل وهـــو آخـــــــــــــرٌ = وســبحانه من آخــرٍ وهـــــــو أَّولُ
وسـبحان من تعنــو الوجـــوه لوجهه = ومــن كـل ذى عــزٍ لـه يتـذلـــــــــلُ
ومن هــوَّ فـــردٌ لا نظـــير لـــــه ولا = شبيـه ولا مِثـــلٌ بـــــه يتمــــــثــــلُ
ومن كـلَّت الأفهـــام عن وصف ذاته = فليس لها فى الكيـف والأين مـدخـلُ
تكـفَـّل فضــلاً لا وجـــوبــــاً برزقـــــه = على الخـلق فهــوالرَّزاق المُتـَكــفَّلُ
و لم يأخــذ العبــد المُسـىء بذنبـــــه = ولكنـــه يُرجـِى لأمــــرٍ ويُمهـــــــــلُ
حـلــــــــيمٌ عظـيمٌ راحــــمٌ متكـــــــرمُ = رؤوف رحــيمٌ واهبٌ مُتـطــــــــــوَّلُ
جـــــواد مجيـــــــد مشـــفق متعـطـفُ = جليــلٌ جميـلٌ مُنعـِـمٌ مُتفضَّـــــــــــــلُ
له الرَّاسـيات الــشُمُ تهِـبطُ خشـــــية ً = وتنشـق عن مــاءٍ يســيحُ ويَخضـــلُ
وأنشأ من لا شــىء سـُحباً هــواطـلاً = يُســبَّحُ فيهـا رعـدهــــا ويـُهـــــــــللُ
وأحيـا نواحى الأرض من بعـد موتهـا = بمُنسـجمٍ غيثـاً من السـحب تهــــملُ
وأجــرى بلا نفــخٍ رياحـــاً لواقحـــــاً = تسـيرُ بلا شـخصٍ يُحـــاط ُ وَيعقِـــــلُ
فسبحان مُجرى الرَّيح فى كل موضـعٍ = لتبـــلُغ كل العالمـــين وتشـــــــــــملُ
على أنه فى عـِزِّ سلطانه يــــــــــــرى = ويسـمع منـّا ما نَجــِدُّ ونهــــــــــــزلُ
يُحــيطُ بما تـُخفــى الضمـــائر عِـلمـــه = ويدرى دبيـب النَّمـل والليـــلُ أليــــــلُ
ويُحصى عديد القطر والرمل والحصى = وما هـو أدنى منه عـدَّاً وأكمـــــــــــلُ
ويعـلم مـا قدر الجبــال ووزنهــــــــــــا = مثاقيـل ذرٍَّ أو أخــفُ وأثقـــــــــــــــلُ
حنانيـك يا من فضــله الجــمُّ فائـــــضٌ = ومن جـوده الموجـود للخــلق يشملُ
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كـم فى كتـاب الكــون من عــــــــِبرٍ = لأولــى النُهــى والبحــث والــــنَّظـــــــرِ
فى الأرض فى الآفــاق قاطــــــــبةٍ = فى النفـس فى الأصــوات فى الصـورِ
فى ذرةٍ عميـــــاء هـائجـــــــــــــــةٍ = فى الشمس ذات الوهـج والشَّـــــــــررِ
فى النجـم فى الأفـــــلاك ســــابحـةٍ = فى الشـُّـهب ِ ذات الخـطفِ للبصـــــــر
فى الزهـرة الآخـَّـــاذ رونقهــــــــــا = فى الطيــر صـَّداحاً علــى الشــــــــــجر
فى البحــر والأمــواج صـــاخبــــــة ً = تعلــو تـــرُوم ُ تـنــاول القمــــــــــــــــــرِ
فى الراسيات الـشُـم َّ عمَّــمـهـــــــــا = ثـلــجُ الشــتاء يســـيلُ فى النـَّهـــــــــــرِ
فى الســَّـفح والأعشابُ مائســـــــــةً = ترنـو إلى الوديـان فى خــَفـــــــــــــــــرِ
مــاذا أقـــــــول لغـــــــافــــــــــل ٍ لاه ٍ = عـن كـلَّ ما فى الكــون من عِبـــــــــــرِ
أيظــُن خـلق الكــــون عـن عبـــــــثٍ = كـلا فخـلق الكـــون عــن قـــــــــــــــــدرِ
الشــمس فى الأفـــلاك جــــــــاريــــة ٌ = كالأرض ذات المــــاء والمــــــــــــــــدرِ
لا الليــــل يســـــــبق لا النهــــــار ولا = تُـفنـــى البحـــارُ رواســـى الجُـــــــــزرِ
ســـبحان من باللطــــــــــــف قـــــدَّره = أعـظــِــم بقــيَّـوم ٍ ومُقتــــــــــَّـــــــــــدرِ
**********************************
*********************************
تبـارك الله كـم فى الكـون من عجـبِ = فى البـَّـر والبحتر والأفلاك والشَّـهـُــــبِ
طيـرٌ يُهـاجرُ من أقصــى الشمـال إلى = أقصــى الجنــوب ولا يهتــم بالســــَّــــغبِ
ويقطعُ السَّـمك الشـَّلاِّل مُتجـهـَّـــــــــاً = إلى المنـابع كـى يفنى من التَّعــــــــــــبِ
ويًنشــر النمـل حبـــاً كـى يُجففـــــــــه = ويصنع النحـل شــكلاً منتهـى العجـــــبِ
ويحمل " الكنغر" الأبنـاء يحفظـــها = فى جيبه سائراً وثباً على الذ َّبــــــــــــبِ
ويرفـع القـردُ أولاداً علـــــى كتــــفٍ = ويُزقـــم الطــيرُ أفراخاً ذوى زغــــــــــبِ
ويجـأر الحوت فى الأعماق مُبتهجـــاً = ويُنقـذ الصــوت خفـَّـاشاً من العـطــــــبِ
ويَـسبحُ البــطُّ فى أعقـــــاب مولــــده = بلا مــرانٍ وماء النهـر فى صخــــــــبِ
ويلقــمُ الثدى والعيــــــنان مُغمضـــةٌ = هــــِـرٌ وليـدٌ وما فى الثدى من حلـــــبِ
ويقفز المُهــر خلف الأم مـُرتجفــــــاً = ولم يـزل عظمةٌ أوهــى من القصــــبِ
ويتبع الكـلب ريحـاًغـــاب صــاحبها = ويسـمع الهـِر همس الفأر فى الخـــرب
ويُبصــر الصَّـقر من عليائــــه جُـرُذاً = ويُمســك القــنفــذُ الأفعى من الذََّ نـــــبِ
وينقــر الطير دوداً غــاب فى غصــنٍ = تحت اللحـاء وما فى الغصن من ثقـــبِ
ويمسك البجــع الأسـماك ســــــابحةً = ويُرســل الأخطبـوط الرجــل عن جــُنبِ
وينفخ الثعلب الأحشــــاء مُرتميــــاً = حتـــــــى تهاجمه الغربان عن كـــــثب
ويلسع العنكبوت الجُعـل فى عُنـــقٍ = حتى يُخـَّـدره تخـــــــــــــدير مُرتقـــــبِ
وُيمســـك الَّـضب غصــنا حين تدركه = أفـــــعى ليمنع بلع الرأس كالذَّنــــــــب
تبارك الله لا تُحصـــى خــــــــلا ئـــقُه = وكل آلائه تـدعو إلى العـــــــــــــــجبِ
</div><script>doPoetry()</script>