الكلمات الدلالية (Tags): وعبر للفائدة, قصص واقعية
  1. الصورة الرمزية & محب الخير &

    & محب الخير & تقول:

    افتراضي رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    قصة مسافر؟!

    كتاب الميلاد الجديد - إبراهيم بن عبدالله الغامدي
    17 ربيع الثاني, 1432



    أنا في السنة النهائية في المرحلة الثانوية . لم يبق على الامتحانات إلا القليل . وعدني أبي إن نجحتُ أن يوافق على رحيلي إلى الخارج للسياحة . مرت الأيام .
    امتحنت..نجحت ..الأرض لا تسعني من شدة الفرح كالمجنون..أخبر كل من ألقاه بنجاحي حتى الذين لا يعرفون العربية..حتى عامل النظافة قلت له : أني ناجح .. بل عانقته !!
    وصلت إلى البيت . رقص المنزل فرحا ... ومال طربا .. كلهم سعداء .. بعد الغداء .. ذكّرتُ والدي بوعده وضرورة الحفاظ على عهده ...وافق .. مدّ يده ... وأخرج شيكا .
    سجلتُ في إحدى الحملات السياحية لزيارة الدول الأوربية.. ما أسرع ما يمضي الوقت.. في السماء أفكر.. أخيرا تركت أرضي.. إلى البلاد المفتوحة .. وصلنا.. كل شيء معد للأستقبال .. الفندق .. جدول الزيارات والرحلات البرية .. عالم غريب .. تختلط فيه أصوات السكارى .. مع آهات الحيارى .
    لا تسألني ماذا فعلت .. فعلت كل شيء .. كل شيء .. إلا الصلاة وقراءة القرآن..فلم يكن هناك وقت لذلك.. لولا سحنة وجهي .. وسمار لوني العربي لظنني الناس غربياً حركاتي .. سكناتي .. لباسي .. كلامي .. كل شيء يدل على أنني غربي .. لولا الوجه واللون .
    أحبوني كلهم .. قائد الرحلة.. والمرشدة ... والمسؤول عن الفرقة التي كنت فيها .. والمشتركون والمشتركات .. الجميع بلا استثناء.. دخل حبي في قلوبهم .. مر الوقت سريعا .. لم يبق على انتهاء الرحلة إلا يوما واحدا وكما هو محدد في الجدول .. نزهة برية ... وحفل تكريم .
    الأرض بساط أخضر.. يموج بالألوان الساحرة .. والخطوط الفاتنة .. تناثرت هنا وهناك ..مالت الشمس إلى الغروب .. وسقطتْ صريعة خلف هاتيك الجبال الشامخات ..والروابي الحالمات.. فلبستْ السماء ثوب الحداد .. حزنا على ذهاب يوم مضى .
    عندها .. بدأ ليل العاشقين .. وسعي اللاهثين .. واختلطت أصوات الموسيقى الحالمة.. بتلك الآهات الحائرة ثم أعلن مقدم الحفل أن قد بدأ الآن حفل الوداع وأول فقرة من فقراته.. هو اختيار الشاب المثالي في هذه الرحلة الممتعة .. ثم تعليق الصليب الذهبي في عنقه تكريما له من قائد الرحلة.. قام قائد الرحلة.. وأمسك بالمكبر .. حتى يعلن للجميع اسم ذلك المحظوظ الفائز .. هدأت الأنفاس .. وسكنت الحركات .
    وأعلن القائد .. الشاب المثالي في الرحلة هو .. ( مازن سعيد ) . تعالت الصرخات .. وارتفع التصفيق وعلا الهتاف.. وأنا لا أصدق أذني ... ذهلت .. تفاجأت . لم أصدق إلا بعد أن قام المشاركون بحملي .. والاحتفال بي صدمت
    لا تبدو على وجهي آثار الفرحة . فكرت .. لماذا اختاروني أنا .. هناك الكثير ممن هو على دينهم ... ألأني مسلم اختاروني ... ؟! توالت الأسئلة .. وتتابعت علامات الاستفهام والتعجب تذكرت ..أبي وصلاته .. وأمي وتسبيحها . تذكرت إمام المسجد .. الخطبة كانت عن السفر إلى الخارج . تذكرت الشريط الذي أهداه لي صديقي .. كان عن التنصير . تذكرت الرسول صلى الله عليه وسلم تخيلته أمامي .. ينظر .. ماذا سأفعل
    وصلت إلى المنصة.. أمسك القائد بالصليب الذهبي .. إنه يلمع كالحقد.. ويسطع كالمكر . اقترب القائد.. وهو يبتسم ابتسامة الرضى والفوز.. أمسك بعنقي .. ووضع الصليب .. ( قـف !! إنـك مـسـلـم ) .
    أمسكت بالصليب الذهبي .. وقذفته في وجهه .. ودسته تحت قدمي .. أخذت أجري وأجري.. أجري وأجري .. صعدت إلى ربوة .. وصلت إلى قمتها ... صرخت في أذن الكون ... وسمع العالم .. الله أكبر.. الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله.

    عودة ودعوة
     
  2. الصورة الرمزية & محب الخير &

    & محب الخير & تقول:

    افتراضي رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    شبيه صفوان بن المعطل

    القسم التربوي


    يقول صاحب القصة: خرجت إلى البر ذات يوم مع أهلي وأمي وأخواتي قضينا فيه يوماً كاملاً، وفي آخر النهار اجتهدنا في حمل متاعنا وقد أخذ منا التعب مأخذه.
    أركبت الأهل وقفلنا راجعين إلى البيت وعند دخولنا إلى المنزل كانت المفاجأة.. أختي ذات السادسة عشرة من عمرها فقدناها.
    رجعنا إلى ذلك المكان على عجل وقد بلغ منا الخوف والهلع مبلغه وفي ذلك المكان وجدنا شاباً طلق المحيا سألناه والهلع يكاد يقتلنا: أما رأيت في هذا المكان من فتاة؟.
    فأطرق برأسه وقال: بلى! وأشار إليها وقد حفظها لنا حتى رجعنا، والعجيب أنه وضعها خلفه حتى رجعنا إليه حتى لا ينظر إليها.
    بكى الأهل من شدة الفرح.. أما أنا فتسمرت في مكاني وجعلت أتأمل محياه يعلوه الطهر والعفاف، فدار في مخيلتي وقد عدت أربعة عشر قرنا فوجدته أقرب الناس شبهاً في الطهر والعفاف بصفوان بن المعطل، فصرخت في أعماقي: لقد رأيت صفوان حقاً، وحمدت الله أنه ما زال في أمتي أمثال ذلك العفيف.
    المصدر: شريط بعنوان " قيدني يا أبي " لفضيلة الشيخ: خالد الصقعبي.

    ياله من دين
     
  3. الصورة الرمزية Opto.Hamza

    Opto.Hamza تقول:

    Smile رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة & محب الخير & مشاهدة المشاركة
    قصة مسافر؟!

    كتاب الميلاد الجديد - إبراهيم بن عبدالله الغامدي
    17 ربيع الثاني, 1432



    أنا في السنة النهائية في المرحلة الثانوية . لم يبق على الامتحانات إلا القليل . وعدني أبي إن نجحتُ أن يوافق على رحيلي إلى الخارج للسياحة . مرت الأيام .
    امتحنت..نجحت ..الأرض لا تسعني من شدة الفرح كالمجنون..أخبر كل من ألقاه بنجاحي حتى الذين لا يعرفون العربية..حتى عامل النظافة قلت له : أني ناجح .. بل عانقته !!
    وصلت إلى البيت . رقص المنزل فرحا ... ومال طربا .. كلهم سعداء .. بعد الغداء .. ذكّرتُ والدي بوعده وضرورة الحفاظ على عهده ...وافق .. مدّ يده ... وأخرج شيكا .
    سجلتُ في إحدى الحملات السياحية لزيارة الدول الأوربية.. ما أسرع ما يمضي الوقت.. في السماء أفكر.. أخيرا تركت أرضي.. إلى البلاد المفتوحة .. وصلنا.. كل شيء معد للأستقبال .. الفندق .. جدول الزيارات والرحلات البرية .. عالم غريب .. تختلط فيه أصوات السكارى .. مع آهات الحيارى .
    لا تسألني ماذا فعلت .. فعلت كل شيء .. كل شيء .. إلا الصلاة وقراءة القرآن..فلم يكن هناك وقت لذلك.. لولا سحنة وجهي .. وسمار لوني العربي لظنني الناس غربياً حركاتي .. سكناتي .. لباسي .. كلامي .. كل شيء يدل على أنني غربي .. لولا الوجه واللون .
    أحبوني كلهم .. قائد الرحلة.. والمرشدة ... والمسؤول عن الفرقة التي كنت فيها .. والمشتركون والمشتركات .. الجميع بلا استثناء.. دخل حبي في قلوبهم .. مر الوقت سريعا .. لم يبق على انتهاء الرحلة إلا يوما واحدا وكما هو محدد في الجدول .. نزهة برية ... وحفل تكريم .
    الأرض بساط أخضر.. يموج بالألوان الساحرة .. والخطوط الفاتنة .. تناثرت هنا وهناك ..مالت الشمس إلى الغروب .. وسقطتْ صريعة خلف هاتيك الجبال الشامخات ..والروابي الحالمات.. فلبستْ السماء ثوب الحداد .. حزنا على ذهاب يوم مضى .
    عندها .. بدأ ليل العاشقين .. وسعي اللاهثين .. واختلطت أصوات الموسيقى الحالمة.. بتلك الآهات الحائرة ثم أعلن مقدم الحفل أن قد بدأ الآن حفل الوداع وأول فقرة من فقراته.. هو اختيار الشاب المثالي في هذه الرحلة الممتعة .. ثم تعليق الصليب الذهبي في عنقه تكريما له من قائد الرحلة.. قام قائد الرحلة.. وأمسك بالمكبر .. حتى يعلن للجميع اسم ذلك المحظوظ الفائز .. هدأت الأنفاس .. وسكنت الحركات .
    وأعلن القائد .. الشاب المثالي في الرحلة هو .. ( مازن سعيد ) . تعالت الصرخات .. وارتفع التصفيق وعلا الهتاف.. وأنا لا أصدق أذني ... ذهلت .. تفاجأت . لم أصدق إلا بعد أن قام المشاركون بحملي .. والاحتفال بي صدمت
    لا تبدو على وجهي آثار الفرحة . فكرت .. لماذا اختاروني أنا .. هناك الكثير ممن هو على دينهم ... ألأني مسلم اختاروني ... ؟! توالت الأسئلة .. وتتابعت علامات الاستفهام والتعجب تذكرت ..أبي وصلاته .. وأمي وتسبيحها . تذكرت إمام المسجد .. الخطبة كانت عن السفر إلى الخارج . تذكرت الشريط الذي أهداه لي صديقي .. كان عن التنصير . تذكرت الرسول صلى الله عليه وسلم تخيلته أمامي .. ينظر .. ماذا سأفعل
    وصلت إلى المنصة.. أمسك القائد بالصليب الذهبي .. إنه يلمع كالحقد.. ويسطع كالمكر . اقترب القائد.. وهو يبتسم ابتسامة الرضى والفوز.. أمسك بعنقي .. ووضع الصليب .. ( قـف !! إنـك مـسـلـم ) .
    أمسكت بالصليب الذهبي .. وقذفته في وجهه .. ودسته تحت قدمي .. أخذت أجري وأجري.. أجري وأجري .. صعدت إلى ربوة .. وصلت إلى قمتها ... صرخت في أذن الكون ... وسمع العالم .. الله أكبر.. الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله.

    عودة ودعوة

    [align=center]
    الله أكبر الله اكبر ،،،

    أشهد أنّ لا إله إلا الله ... وأشهد أنّ محمدا ً رسول الله ،،

    سبحان الله تعالى ،،
    [/align]
     
  4. الصورة الرمزية Opto.Hamza

    Opto.Hamza تقول:

    Arrow رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة & محب الخير & مشاهدة المشاركة
    شبيه صفوان بن المعطل


    القسم التربوي


    يقول صاحب القصة: خرجت إلى البر ذات يوم مع أهلي وأمي وأخواتي قضينا فيه يوماً كاملاً، وفي آخر النهار اجتهدنا في حمل متاعنا وقد أخذ منا التعب مأخذه.
    أركبت الأهل وقفلنا راجعين إلى البيت وعند دخولنا إلى المنزل كانت المفاجأة.. أختي ذات السادسة عشرة من عمرها فقدناها.
    رجعنا إلى ذلك المكان على عجل وقد بلغ منا الخوف والهلع مبلغه وفي ذلك المكان وجدنا شاباً طلق المحيا سألناه والهلع يكاد يقتلنا: أما رأيت في هذا المكان من فتاة؟.
    فأطرق برأسه وقال: بلى! وأشار إليها وقد حفظها لنا حتى رجعنا، والعجيب أنه وضعها خلفه حتى رجعنا إليه حتى لا ينظر إليها.
    بكى الأهل من شدة الفرح.. أما أنا فتسمرت في مكاني وجعلت أتأمل محياه يعلوه الطهر والعفاف، فدار في مخيلتي وقد عدت أربعة عشر قرنا فوجدته أقرب الناس شبهاً في الطهر والعفاف بصفوان بن المعطل، فصرخت في أعماقي: لقد رأيت صفوان حقاً، وحمدت الله أنه ما زال في أمتي أمثال ذلك العفيف.
    المصدر: شريط بعنوان " قيدني يا أبي " لفضيلة الشيخ: خالد الصقعبي.


    ياله من دين
    [align=center]
    يآ سبحان الله تعالى ... ما أجمل العفاف ،،

    بوركت ،،
    [/align]
     
  5. الصورة الرمزية & محب الخير &

    & محب الخير & تقول:

    افتراضي رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    توبة فتاة بعد سماعها لآيات من القرآن الكريم




    تقول هذه الفتاة:
    نشأت في بيت متدين بين والدين صالحين، يعرفان الله -عز وجل- كنتُ ابنتهم الوحيدة.. فكانا يحرصان دائماً على تنشئتي تنشئة صالحة، ويحثانني على الالتزام بأوامر الله -عز وجل- وخاصة الصلاة وما إن قاربتُ سن البلوغ حتى انجرفت مع التيار، وانسقت وراء الدعايات المضللة، والشعارات البراقة الكاذبة التي يروج لها الأعداء بكل ما يملكونه من طاقات وإمكانيات.. ومع ذلك كنت بفطرتي السليمة أحب الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، وأخجل أن أرفع عيني في أعين الرجال.
    كنت شديدة الحياء، قليلة الاختلاط بالناس، ولكن -وللأسف الشديد- زاد انحرافي وضلالي لدرجة كبيرة بعد أن ابتُليت بزوج منحرف لم أسأل عن دينه.. كان يمثل عليّ الأخلاق والعفة.. عرّفني على كثير من أشرطة الغناء الفاحش الذي لم أكن أعرفه من قبل، وأهدى إلىّ الكثير من هذه الأشرطة الخبيثة التي قضت على ما تبقى فيّ من دين حتى تعودتْ أذنيّ سماع هذا اللهو الفاجر.
    تزوجته ووقع الفأس في الرأس.. زواجي في بدايته كان فتنة عظيمة لما صاحبه من المعازف وآلات الطرب والتبذير والإسراف والفرق الضالة والراقصات الخليعة.. مما صد كثيراً من الحاضرين عن ذكر الله في تلك الليلة.
    ومع مرور الأيام التي عشتها مع هذا الزوج الذي كان السبب الأول في انحرافي وشرودي عن خالقي؛ تركت الصلاة نهائياً، ونزعت الحجاب الذي كنت أرتديه سابقاً.. ولأنني لم أعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجه)، قطعتُ الصلة بربي فقطع الصلة بي ووكلني إلى نفسي وهواي.. ويا شقاء من كان هذا حاله.. (ولا تُطِعْ مَنْ أغْفَلْنَا قلْبُه عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أمْرُهُ فُرُطاً).
    ولكني لم أجد السعادة بل الشقاء والتعاسة.. كنت دائماً في هم وفارغ كبير جداً، أحسه بداخلي رغم ما وفّره لي زوجي من متاع الدنيا الزائل.
    لقد أنزلني هذا الزوج إلى الحضيض.. إلى الضياع.. إلى الغفلة بكل معانيها.. كنت دائماً عصبية المزاج غير مطمئنة.. ينتابني قلق دائم واضطراب نفسي.. وكما كنت متبرجة ينظر إلىّ الرجال، كذلك كان زوجي يلهث وراء النساء، ولم يخلص لي في حبه، فقد تركني وانشغل بالمعاكسات، والجري وراء النساء.. تركني وحيدة أعاني ألم الوحدة والضياع، وأتخبط في ظلمات الجهل والضلال.. حاولت مراراً الانتحار، لكي أتخلص من هذه الحياة الكئيبة، ولكن محاولاتي باءت بالفشل، وأحمد الله على ذلك.. إلى أن تداركني الله بفضله ورحمته واستمعتُ إلى شريط للقارئ أحمد العجمي، وهو يرتل آيات من كتاب الله بصوته الشجي.. آيات عظيمة أخذتْ بمجامع فكري وحرّكت الأمل بداخلي.. تأثرتُ كثيراً.. وكنت أتوق إلى الهداية، ولكني لا أستطيعها، فهرعتُ إلى الله ولجأتُ إليه في الأسحار أن يفتح لي طريق الهداية ويزيّن الإيمان في قلبي ويحببه إلىّ، ويكرّه إلىّ الكفر والفسوق والعصيان.. كنتُ دائماً أدعو الله بدعاء الخليل إبراهيم -عليهم السلام- (رَبِّ اجْعَلْنِيْ مُقِيْمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِيْ رِبَّنَا وَتَقَبَّلّ دُعَاء).
    ورزقني الله بشائر الهداية فحافظتُ على الصلاة في أوقاتها، وارتديتُ الحجاب الإسلامي، وتفقّهتُ في كثير من أمور ديني.. حافظتُ على تلاوة كتاب الله العزيز باستمرار، وأحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وسيرته العطرة، والكثير من الكتب النافعة، وأصبحت أشارك في الدعوة إلى الله، وقد حصل كل هذا الخير بعد أن فارقتُ هذا الزوجَ المنحرفَ الذي كان لا يلتزم بالصلاة، رغم حبي له، وآثرتُ قرب خالقي ومولاي، فلا خير في زوج طالح صدني عن ذكر الله.. (ومن ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه).
    وها أنا الآن -والحمد لله- أعيش حياة النور الذي ظهرت آثاره على قلبي ووجهي، هذا بشهادة من أعرفه من أخواتي المسلمات، يقلنَ لي إن وجهك أصبح كالمصباح المنير، وقد لاحظنَ أن النور يشع منه، وهذا فضل عظيم من الله سبحانه.
    أدعو الله أن يثبتني على دينه وسائر المسلمين.

    أختكم: ع. أ.

    موسعة القصص الواقعية

    عودة ودعوة
     
  6. الصورة الرمزية & محب الخير &

    & محب الخير & تقول:

    افتراضي رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    ابتسامة تائب فى ساعة الاحتضار

    يقول أحد الدعاة حدثني صاحب لي قال : كنت ذاهباً إلى إحدى الدول العربية لمهمة
    تستغرق يوماً واحداً وبعد أن أنهيت مهمتي , عدت إلى المطار استعداداً للإياب وكلِّي تعب
    ونصب من هذه الرحلة التي ما ذقت فيها النوم إلا غفوات ..فالتفتُّ يمنة ويسرة وبحثت
    عن المسجد لأصلِّي , فوجدت في المطار مكاناً أُعِدَّ للصلاة .. فذهبت إليه ونمت نوماً عميقاً ,
    وقبيل الظهر استيقظت على بكاء شاب يصلي ويبكي بكاءً مريراً , قال : فعدت لنومي
    وقد أعياني التعب والنصب , ثم دنا ذلك الباكي مني بعد لحظات , وأيقظني للصلاة , ثم
    قال : هل تستطيع أن تنام ؟قال : قلت : نعم , قال الشاب : أما أنا فلا أقدر على النوم , ولا
    أستطيع أن أذوق طعمه , قال : قلت : نصلي وبعد الصلاة يقضي الله أمراً كان مفعولاً ،
    قال : ثم أقبلت عليه بعد ذلك , فقلت : ما شأنك قال الشاب : أنا من الرياض ومن أسرة
    غنية كل ما نريده مهيأ لنا من المال والملبس والمركب .. ولكنني مللت الروتين
    والحياة .. فأردت أن أخرج خارج البلاد ثم أجَّلت النظر هل أذهب إلى دولة يذهب إليها
    الناس , فاخترت بين دول عدة هذه البلاد التي أنا وإياك في مطارها حتى لا يعرفني أحد
    وما كان همي فعل فاحشة بل لعب وضياع وقت ولهو وتفسح .ولما وصل هذا الشاب إذا
    برفقة سوء قد أحاطت به إحاطة السوار بالمعصم .. فاطمأن إليها بادئ الأمر وما زالوا معه
    من فساد إلى فساد ومن عبث إلى عبث حتى أتوا به إلى خطوات الزنا مع الجواري والفتيات الغانيات الفاجرات ..
    وما زالوا به حتى انفرد بواحدةٍ منهن وما زالت تلاعبه حتى وقع عليها
    وزنى بها .. ولما بلغ به الأمر مبلغه إذا بحرارة تلسع قلبه وتضرب ظهره ..وبدأ يبكي
    ويصيح : زنيت ولأول مرة .. كيف هتكت هذا الجدار والسور المنيع من الفاحشة .. إني
    سأحرم حور الجنة وبدا عليه شأن وأمر غريب وعجيب وخرج من الباب باكياً .وإذا بفاجر
    يقابله فقال له : ما لك تبكي ؟ قال الشاب : ولِمَ لا أبكي ، لقد زنيت ، فقال له : الأمر هيِّن
    خذ كأساً من الخمر تنس ما أنت فيه ، قال الشاب : أما يكفيك أني زنيت تريد أن تحرمني
    خمر الجنة , فقال له : إن الله غفور رحيم .ونسي هذا العابث أن الله شديد العقاب .. أعدَّ
    للمجرمين ناراً تلظى .. تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك , إذا رأت
    المجرمين سمعوا لها تغيَّظاً وزفيراً وشهيقاً .ثم أخذ الشاب يبكي من حرقة ما أصابه ..
    ويقول لصاحبه الذي في المطار : يا ليتهم أخذوا مالي .. لقد مضوا بي إلى الزنا .. لقد
    أفسدوا وكسروا ديني وإيماني .. فقال صاحبنا : أتلو عليك آية من كلام الله .. فلتسمع .. وتلا
    عليه قول الله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
    يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .فأجاب ذلك التائب الذي بلغت التوبة في قلبه
    ذلك المبلغ قال : كلٌ يغفر له إلا أنا , ألا تعلم أني زنيت .. ثم سأل الشاب صاحبه : هل زنيت ؟
    قال : لا والله ، قال : إذن أنت لا تعلم حرارة المعصية التي أنا فيها .قال : وما هي إلا لحظات
    حتى أعلن مناد المطار إقلاع الرحلة التي سأعود معها بإذن الله إلى الرياض .. فأخذت عنوانه
    ثم ودعته وانصرفت .. وأنا واثق أن ندمه سيبقى يوماً أو يومين ثم ينسى ما فعل , وبعد أيام
    من رجوعي إلي الرياض إذ به يتصل بي ..واعدته ثم قابلته فلما رآني انفجر باكياً وهو
    يقول : والله منذُ فارقتك وفعلت فعلتي تلك ما تلذذت بنوم إلا غفوات .. ما قولي أمام الله يوم
    أن يسألني ويقول : عبدي زنيت أقول نعم زنيت وسرت بقدماي هاتين إلى الزنا ، فقال صاحبه
    هوِّن عليك إن رحمة الله واسعة .فقال ذلك الشاب لصاحبنا هذا ما جئتك زائراً .. ولكني جئتك
    مودعاً ولعلي ألقاك في الجنة إن أدركتني وإياك رحمة الله .. قلت : إلى أين تذهب ؟ قال : أُسلم
    نفسي إلى المحكمة وأعترفُ بجرم الزنا حتى يقام حد الله عليّ .قال : قلت له : أمجنون أنت
    أنسيت أنك متزوج .. أنسيت أن حد الزاني المحصن هو الرجم بالحجارة حتى الموت .. قال : ذاك
    أهون على قلبي من أن أبقى زانياً وألقى الله زانياً غير مطهر بحد من حدوده .قال : صاحبه : أما
    تتقي الله .. أُستر على نفسك وأسرتك وجماعتك .. قال الشاب : هؤلاء كلهم لا ينقذونني من
    النار وأنا أريد النجاة من عذاب الله .. قال الصاحب : فضاقت بي المذاهب وأخذته وقلت له : أريد
    منك شيئاً واحداً فقال التائب : اطلب كل شيء إلا أن تردني عن تسليم نفسي إلى المحكمة .
    قال : غير ذلك أردت منك .. قال الشاب : ما دام الأمر كذلك فأوافقك .. قال صاحبه : امدد يدك
    عاهدني بالله أن تعمل وتصبر لما أقول قال : نعم .. فعاهدني .. قلت له : نتصل بالشيخ فلان
    من كبار العلماء وأتقاهم لله حتى نسأله في شأنك فإن قال : سلّم نفسك إلى المحكمة فأنا الذي
    أذهب بك إلى المحكمة .. وإن قال لا فلا يسعك إلا أن تسمع وتطيع قال : نعم .فسألنا الشيخ
    فقال : لا يسلم نفسه , ولكن هذا الشاب لم يهدأ بل ظل يتصل بالشيخ مراراً يريد أن يقنعه بتسليم
    نفسه ويجادل ويصر ويلح على ذلك .. قال صاحبه : فلما قابلته قلت له : لماذا أزعجت الشيخ
    بهذا الاتصال وأنا الذي قد كفيتك مئونة الاتصال به ، فقال : أحاول أن أقنعه لعله أن يأمرني أو
    يوافقني على تسليم نفسي .قال : ومن كلام هذا الشاب للشيخ : اتق الله يا شيخ وأنا أتعلق برقبتك
    يوم القيامة وأقول يا رب إني أردت أن أسلِّم نفسي ليقام حدّ الله عليّ فردني ذلك الشيخ ،
    فقال الشيخ : هذا ما ألقى الله به وما أفتيتك إلا عن علم .ثم قال الشاب التائب لهذا الصاحب : إني
    أودعك قال : إلى أين ؟ قال : أريد الحج وكان الحج وقتها قريباً ، فطلب هذا الصاحب من الشاب
    أن يحج معه ومع إخوانه .. فقال : لا وظن صاحبه أنه قد اختار رفقة ليحج معهم .قال : فلما قضينا
    مناسكنا وعدنا إلى الرياض قابلته فسألته فقال : لقد حججت وحدي وتنقلت بين المشاعر على
    قدمي لعل الله أن ينظر إليّ ذاهباً من منى إلى عرفة أو واقفاً على صعيد عرفة أو ذاهباً إلى مزدلفة
    أو ماضياً إلى الجمرات لعل الله أن ينظر إليّ فيرحمني .ولقد كان هذا التائب يقول في حجه : أخشى
    ألا يغفر الله لمن حولي لشؤم ذنبي ، وتارة يقول : لعل الله أن يرحمني بهؤلاء الجمع المسبِّحين
    الملبِّين .. قال صاحبي ولقد دامت الصلة والزيارات بيني وبينه , ولقد حفظ هذا الشاب التائب
    القرآن كله بعد الحج وأصبح يصوم يوماً ويفطر يوماً .قال الصاحب : وإنني رأيت أحد العلماء
    فأخبرته بقصة هذا التائب وما كان منه من انكسار وإنابة وصيام وقيام وحفظ للقرآن فقال هذا
    العالم : لعل زناه هذا قد يكون سبباً لدخول الجنة ولعل بعض الآيات تصدق في حقه ،
    قال تعالى ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا
    يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً *
    إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً } الفرقان
    قال الصاحب : لما سمعت هذه الآية عجبت وقلت : كيف غفلت عن هذه الآية .. فولَّيت إلى
    بيت صاحبنا في دار أبيه العامرة في قصر أبيه الفسيح .. ذهبت إليه لأبشره فقال أهله : إنه
    في المسجد فذهبت إليه فوجدته منكسراً تالياً للقرآن ..فقلت له : عندي لك بشرى قال : ما هي ؟
    قال : فقرأت عليه : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
    ولا يزنون قال : فلما بلغت هذه الكلمة كأني أطعنه بخنجر في قلبه قال : فمضيت تالياً : ومن يفعل
    ذلك يلقَ آثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملا
    صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ) .قال : فلما أكملت هذه الآية
    قفز فاحتضنني وقبَّل رأسي وقال : والله إني أحفظ القرآن ولكن كأني أقرأها لأول مرة ثم أذن
    المؤذن فانتظرنا إقامة الصلاة وغاب الإمام ذاك اليوم فقام مؤذن المسجد وقدّم صاحبنا التائب .
    فلما كبَّر وقرأ الفاتحة تلا قول الله : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ) فلما بلغ ْ ( إلا من تاب )
    لم يستطع أن يكملها فركع ، ثم اعتدل ثم سجد ، ثم اعتدل ، ثم سجد ، ثم قام فقرأ في الركعة الثانية
    الفاتحة وأعاد الآية يريد أن يكملها فلما بلغ ( إلا من تاب وآمن ) .. لم يستطع أن يكملها فركع
    وأتم صلاته باكياً .قال الصاحب : وهكذا مضى على هذا الحال زمناً إلى أن جاء يوم من الأيام وكان
    يوم جمعة وبعد العشاء من ذلك اليوم اتصل بي رجل .. فقال أنا والد صاحبك أحمد وأريدك في أمر
    مهم أريدك أن تأتي إليّ مسرعاً .قال : فخرجت مسرعاً خائفاً فلما بلغت دار قصره إذا بالأب واقف
    على الباب فسألته ما الخبر ؟قال : صاحبك أحمد يطلبك السماح يودعك إلى الدار الآخرة لقد انتقل
    مغيب هذا اليوم إلى ربه .. ثم انفجر الأب باكياً ..يقول الصاحب واسمه أحمد أيضاً وأنا أُهوِّن
    عليه .. وبقلبي على فراق حبيبي وصديقي مثل الذي بقلب والده .. ثم أدخلني في غرفة كان الشاب
    فيها مسجَّى فكشفت عن وجهه فإذا هو يتلألأ نوراً ..كشفت وجهاً قد فارق الحياة .. ولكنه أنور
    وأبهى وأبهج وأجمل من قبل موته .. وجهٌ كله نور .. ورأيت محياً كله سرور .. قال
    الصاحب : فقال لي والده : ما الذي فعل ولدي ؟ فمنذُ أن جاء من السفر وهو على هذا الحال ؟
    فقال الصاحب : إن ولدك يوم أن سافر فقد عزيزاً عليه في سفره ذلك , نعم والله .. فقد في تلك
    اللحظة إيماناً عظيماً .. فقد في لحظة الزنا إخباتاً وإقبالاً وأي شيء أعز من ذلك , وأما زوجة
    هذا التائب فتقول : إن نومه كان غفوات وما استغرق في نوم بعد رجوعه من السفر وهم لا
    يعرفون حقيقة القصة ..قال الصاحب: فسألت والده عن موته فقال الأب : يا أحمد إن ولدي هذا
    كما تعلم يصوم يوماً ويفطر يوماً .. وفي يوم الجمعة هذا بقي عصر يومه في المسجد يتحرى
    ساعة الإجابة وقبيل المغرب ذهبت إليه فقلت يا أحمد .. تعال أفطر في البيت .. فقال الابن
    التائب : يا والدي أحس بسعادة فدعني الآن .. وأرسلوا لي ما أفطر عليه في المسجد ,
    قال : الأب : أنت وشأنك .وبعد الصلاة قال الأب لولده : يا ولدي هيّا إلى البيت لتنال
    عشائك .. فقال الابن : إني أحس براحة عظيمة الآن وأريد البقاء في المسجد وسآتيكم بعد
    صلاة العشاء .. فقال الأب : أنت وما أردت.ولما عاد الأب إلى المنزل أحسَّ بشيء يخالج قلبه ،
    يقول الوالد : فبعثت ولدي الصغير فقلت اذهب إلى المسجد وانظر ما الذي بأخيك ؟ فذهب الولد
    وعاد صارخاً يا أبتي يا أبتي .. أخي أحمد لا يكلمني .يقول الأب : فخرجت مسرعاً إلى المسجد
    فوجدت ولدي أحمد ممدوداً وهو في ساعة الاحتضار .. وكان يتكئ على مسند يرتاح في خلوته
    بربه واستغفاره وتلاوته ، قال الأب : فأبعدت عنه المتكأ الذي يتكئ عليه وأسندته إليّ .. فنظرت
    إليه فإذا هو يذكر اسم صاحبه أحمد الذي حدّث بقصته وكأنه يوصي بإبلاغ السلام عليه , ثم إن
    هذا التائب ابتسم ابتسامة في ساعة الاحتضار يقول أبوه : والله ما ابتسم ابتسامة مثلها من يوم
    أن جاء من سفره ، ثم قرأ في تلك اللحظة التي يحتضر فيها ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
    ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له
    العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
    حسنات .. ) . قال فلما بلغ هذه الكلمة فاضت روحه وأسلمها إلى باريها ..

    من كتاب : ( التائبون إلي الله ) بتصرف

    منقول
     
  7. الصورة الرمزية & محب الخير &

    & محب الخير & تقول:

    افتراضي رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    ابتسامة تائب فى ساعة الاحتضار

    يقول أحد الدعاة حدثني صاحب لي قال : كنت ذاهباً إلى إحدى الدول العربية لمهمة
    تستغرق يوماً واحداً وبعد أن أنهيت مهمتي , عدت إلى المطار استعداداً للإياب وكلِّي تعب
    ونصب من هذه الرحلة التي ما ذقت فيها النوم إلا غفوات ..فالتفتُّ يمنة ويسرة وبحثت
    عن المسجد لأصلِّي , فوجدت في المطار مكاناً أُعِدَّ للصلاة .. فذهبت إليه ونمت نوماً عميقاً ,
    وقبيل الظهر استيقظت على بكاء شاب يصلي ويبكي بكاءً مريراً , قال : فعدت لنومي
    وقد أعياني التعب والنصب , ثم دنا ذلك الباكي مني بعد لحظات , وأيقظني للصلاة , ثم
    قال : هل تستطيع أن تنام ؟قال : قلت : نعم , قال الشاب : أما أنا فلا أقدر على النوم , ولا
    أستطيع أن أذوق طعمه , قال : قلت : نصلي وبعد الصلاة يقضي الله أمراً كان مفعولاً ،
    قال : ثم أقبلت عليه بعد ذلك , فقلت : ما شأنك قال الشاب : أنا من الرياض ومن أسرة
    غنية كل ما نريده مهيأ لنا من المال والملبس والمركب .. ولكنني مللت الروتين
    والحياة .. فأردت أن أخرج خارج البلاد ثم أجَّلت النظر هل أذهب إلى دولة يذهب إليها
    الناس , فاخترت بين دول عدة هذه البلاد التي أنا وإياك في مطارها حتى لا يعرفني أحد
    وما كان همي فعل فاحشة بل لعب وضياع وقت ولهو وتفسح .ولما وصل هذا الشاب إذا
    برفقة سوء قد أحاطت به إحاطة السوار بالمعصم .. فاطمأن إليها بادئ الأمر وما زالوا معه
    من فساد إلى فساد ومن عبث إلى عبث حتى أتوا به إلى خطوات الزنا مع الجواري والفتيات الغانيات الفاجرات ..
    وما زالوا به حتى انفرد بواحدةٍ منهن وما زالت تلاعبه حتى وقع عليها
    وزنى بها .. ولما بلغ به الأمر مبلغه إذا بحرارة تلسع قلبه وتضرب ظهره ..وبدأ يبكي
    ويصيح : زنيت ولأول مرة .. كيف هتكت هذا الجدار والسور المنيع من الفاحشة .. إني
    سأحرم حور الجنة وبدا عليه شأن وأمر غريب وعجيب وخرج من الباب باكياً .وإذا بفاجر
    يقابله فقال له : ما لك تبكي ؟ قال الشاب : ولِمَ لا أبكي ، لقد زنيت ، فقال له : الأمر هيِّن
    خذ كأساً من الخمر تنس ما أنت فيه ، قال الشاب : أما يكفيك أني زنيت تريد أن تحرمني
    خمر الجنة , فقال له : إن الله غفور رحيم .ونسي هذا العابث أن الله شديد العقاب .. أعدَّ
    للمجرمين ناراً تلظى .. تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك , إذا رأت
    المجرمين سمعوا لها تغيَّظاً وزفيراً وشهيقاً .ثم أخذ الشاب يبكي من حرقة ما أصابه ..
    ويقول لصاحبه الذي في المطار : يا ليتهم أخذوا مالي .. لقد مضوا بي إلى الزنا .. لقد
    أفسدوا وكسروا ديني وإيماني .. فقال صاحبنا : أتلو عليك آية من كلام الله .. فلتسمع .. وتلا
    عليه قول الله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
    يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .فأجاب ذلك التائب الذي بلغت التوبة في قلبه
    ذلك المبلغ قال : كلٌ يغفر له إلا أنا , ألا تعلم أني زنيت .. ثم سأل الشاب صاحبه : هل زنيت ؟
    قال : لا والله ، قال : إذن أنت لا تعلم حرارة المعصية التي أنا فيها .قال : وما هي إلا لحظات
    حتى أعلن مناد المطار إقلاع الرحلة التي سأعود معها بإذن الله إلى الرياض .. فأخذت عنوانه
    ثم ودعته وانصرفت .. وأنا واثق أن ندمه سيبقى يوماً أو يومين ثم ينسى ما فعل , وبعد أيام
    من رجوعي إلي الرياض إذ به يتصل بي ..واعدته ثم قابلته فلما رآني انفجر باكياً وهو
    يقول : والله منذُ فارقتك وفعلت فعلتي تلك ما تلذذت بنوم إلا غفوات .. ما قولي أمام الله يوم
    أن يسألني ويقول : عبدي زنيت أقول نعم زنيت وسرت بقدماي هاتين إلى الزنا ، فقال صاحبه
    هوِّن عليك إن رحمة الله واسعة .فقال ذلك الشاب لصاحبنا هذا ما جئتك زائراً .. ولكني جئتك
    مودعاً ولعلي ألقاك في الجنة إن أدركتني وإياك رحمة الله .. قلت : إلى أين تذهب ؟ قال : أُسلم
    نفسي إلى المحكمة وأعترفُ بجرم الزنا حتى يقام حد الله عليّ .قال : قلت له : أمجنون أنت
    أنسيت أنك متزوج .. أنسيت أن حد الزاني المحصن هو الرجم بالحجارة حتى الموت .. قال : ذاك
    أهون على قلبي من أن أبقى زانياً وألقى الله زانياً غير مطهر بحد من حدوده .قال : صاحبه : أما
    تتقي الله .. أُستر على نفسك وأسرتك وجماعتك .. قال الشاب : هؤلاء كلهم لا ينقذونني من
    النار وأنا أريد النجاة من عذاب الله .. قال الصاحب : فضاقت بي المذاهب وأخذته وقلت له : أريد
    منك شيئاً واحداً فقال التائب : اطلب كل شيء إلا أن تردني عن تسليم نفسي إلى المحكمة .
    قال : غير ذلك أردت منك .. قال الشاب : ما دام الأمر كذلك فأوافقك .. قال صاحبه : امدد يدك
    عاهدني بالله أن تعمل وتصبر لما أقول قال : نعم .. فعاهدني .. قلت له : نتصل بالشيخ فلان
    من كبار العلماء وأتقاهم لله حتى نسأله في شأنك فإن قال : سلّم نفسك إلى المحكمة فأنا الذي
    أذهب بك إلى المحكمة .. وإن قال لا فلا يسعك إلا أن تسمع وتطيع قال : نعم .فسألنا الشيخ
    فقال : لا يسلم نفسه , ولكن هذا الشاب لم يهدأ بل ظل يتصل بالشيخ مراراً يريد أن يقنعه بتسليم
    نفسه ويجادل ويصر ويلح على ذلك .. قال صاحبه : فلما قابلته قلت له : لماذا أزعجت الشيخ
    بهذا الاتصال وأنا الذي قد كفيتك مئونة الاتصال به ، فقال : أحاول أن أقنعه لعله أن يأمرني أو
    يوافقني على تسليم نفسي .قال : ومن كلام هذا الشاب للشيخ : اتق الله يا شيخ وأنا أتعلق برقبتك
    يوم القيامة وأقول يا رب إني أردت أن أسلِّم نفسي ليقام حدّ الله عليّ فردني ذلك الشيخ ،
    فقال الشيخ : هذا ما ألقى الله به وما أفتيتك إلا عن علم .ثم قال الشاب التائب لهذا الصاحب : إني
    أودعك قال : إلى أين ؟ قال : أريد الحج وكان الحج وقتها قريباً ، فطلب هذا الصاحب من الشاب
    أن يحج معه ومع إخوانه .. فقال : لا وظن صاحبه أنه قد اختار رفقة ليحج معهم .قال : فلما قضينا
    مناسكنا وعدنا إلى الرياض قابلته فسألته فقال : لقد حججت وحدي وتنقلت بين المشاعر على
    قدمي لعل الله أن ينظر إليّ ذاهباً من منى إلى عرفة أو واقفاً على صعيد عرفة أو ذاهباً إلى مزدلفة
    أو ماضياً إلى الجمرات لعل الله أن ينظر إليّ فيرحمني .ولقد كان هذا التائب يقول في حجه : أخشى
    ألا يغفر الله لمن حولي لشؤم ذنبي ، وتارة يقول : لعل الله أن يرحمني بهؤلاء الجمع المسبِّحين
    الملبِّين .. قال صاحبي ولقد دامت الصلة والزيارات بيني وبينه , ولقد حفظ هذا الشاب التائب
    القرآن كله بعد الحج وأصبح يصوم يوماً ويفطر يوماً .قال الصاحب : وإنني رأيت أحد العلماء
    فأخبرته بقصة هذا التائب وما كان منه من انكسار وإنابة وصيام وقيام وحفظ للقرآن فقال هذا
    العالم : لعل زناه هذا قد يكون سبباً لدخول الجنة ولعل بعض الآيات تصدق في حقه ،
    قال تعالى ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا
    يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً *
    إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً } الفرقان
    قال الصاحب : لما سمعت هذه الآية عجبت وقلت : كيف غفلت عن هذه الآية .. فولَّيت إلى
    بيت صاحبنا في دار أبيه العامرة في قصر أبيه الفسيح .. ذهبت إليه لأبشره فقال أهله : إنه
    في المسجد فذهبت إليه فوجدته منكسراً تالياً للقرآن ..فقلت له : عندي لك بشرى قال : ما هي ؟
    قال : فقرأت عليه : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
    ولا يزنون قال : فلما بلغت هذه الكلمة كأني أطعنه بخنجر في قلبه قال : فمضيت تالياً : ومن يفعل
    ذلك يلقَ آثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملا
    صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ) .قال : فلما أكملت هذه الآية
    قفز فاحتضنني وقبَّل رأسي وقال : والله إني أحفظ القرآن ولكن كأني أقرأها لأول مرة ثم أذن
    المؤذن فانتظرنا إقامة الصلاة وغاب الإمام ذاك اليوم فقام مؤذن المسجد وقدّم صاحبنا التائب .
    فلما كبَّر وقرأ الفاتحة تلا قول الله : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ) فلما بلغ ْ ( إلا من تاب )
    لم يستطع أن يكملها فركع ، ثم اعتدل ثم سجد ، ثم اعتدل ، ثم سجد ، ثم قام فقرأ في الركعة الثانية
    الفاتحة وأعاد الآية يريد أن يكملها فلما بلغ ( إلا من تاب وآمن ) .. لم يستطع أن يكملها فركع
    وأتم صلاته باكياً .قال الصاحب : وهكذا مضى على هذا الحال زمناً إلى أن جاء يوم من الأيام وكان
    يوم جمعة وبعد العشاء من ذلك اليوم اتصل بي رجل .. فقال أنا والد صاحبك أحمد وأريدك في أمر
    مهم أريدك أن تأتي إليّ مسرعاً .قال : فخرجت مسرعاً خائفاً فلما بلغت دار قصره إذا بالأب واقف
    على الباب فسألته ما الخبر ؟قال : صاحبك أحمد يطلبك السماح يودعك إلى الدار الآخرة لقد انتقل
    مغيب هذا اليوم إلى ربه .. ثم انفجر الأب باكياً ..يقول الصاحب واسمه أحمد أيضاً وأنا أُهوِّن
    عليه .. وبقلبي على فراق حبيبي وصديقي مثل الذي بقلب والده .. ثم أدخلني في غرفة كان الشاب
    فيها مسجَّى فكشفت عن وجهه فإذا هو يتلألأ نوراً ..كشفت وجهاً قد فارق الحياة .. ولكنه أنور
    وأبهى وأبهج وأجمل من قبل موته .. وجهٌ كله نور .. ورأيت محياً كله سرور .. قال
    الصاحب : فقال لي والده : ما الذي فعل ولدي ؟ فمنذُ أن جاء من السفر وهو على هذا الحال ؟
    فقال الصاحب : إن ولدك يوم أن سافر فقد عزيزاً عليه في سفره ذلك , نعم والله .. فقد في تلك
    اللحظة إيماناً عظيماً .. فقد في لحظة الزنا إخباتاً وإقبالاً وأي شيء أعز من ذلك , وأما زوجة
    هذا التائب فتقول : إن نومه كان غفوات وما استغرق في نوم بعد رجوعه من السفر وهم لا
    يعرفون حقيقة القصة ..قال الصاحب: فسألت والده عن موته فقال الأب : يا أحمد إن ولدي هذا
    كما تعلم يصوم يوماً ويفطر يوماً .. وفي يوم الجمعة هذا بقي عصر يومه في المسجد يتحرى
    ساعة الإجابة وقبيل المغرب ذهبت إليه فقلت يا أحمد .. تعال أفطر في البيت .. فقال الابن
    التائب : يا والدي أحس بسعادة فدعني الآن .. وأرسلوا لي ما أفطر عليه في المسجد ,
    قال : الأب : أنت وشأنك .وبعد الصلاة قال الأب لولده : يا ولدي هيّا إلى البيت لتنال
    عشائك .. فقال الابن : إني أحس براحة عظيمة الآن وأريد البقاء في المسجد وسآتيكم بعد
    صلاة العشاء .. فقال الأب : أنت وما أردت.ولما عاد الأب إلى المنزل أحسَّ بشيء يخالج قلبه ،
    يقول الوالد : فبعثت ولدي الصغير فقلت اذهب إلى المسجد وانظر ما الذي بأخيك ؟ فذهب الولد
    وعاد صارخاً يا أبتي يا أبتي .. أخي أحمد لا يكلمني .يقول الأب : فخرجت مسرعاً إلى المسجد
    فوجدت ولدي أحمد ممدوداً وهو في ساعة الاحتضار .. وكان يتكئ على مسند يرتاح في خلوته
    بربه واستغفاره وتلاوته ، قال الأب : فأبعدت عنه المتكأ الذي يتكئ عليه وأسندته إليّ .. فنظرت
    إليه فإذا هو يذكر اسم صاحبه أحمد الذي حدّث بقصته وكأنه يوصي بإبلاغ السلام عليه , ثم إن
    هذا التائب ابتسم ابتسامة في ساعة الاحتضار يقول أبوه : والله ما ابتسم ابتسامة مثلها من يوم
    أن جاء من سفره ، ثم قرأ في تلك اللحظة التي يحتضر فيها ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
    ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له
    العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
    حسنات .. ) . قال فلما بلغ هذه الكلمة فاضت روحه وأسلمها إلى باريها ..

    من كتاب : ( التائبون إلي الله ) بتصرف

    منقول
     
  8. الصورة الرمزية & محب الخير &

    & محب الخير & تقول:

    افتراضي رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    ابتسامة تائب فى ساعة الاحتضار

    يقول أحد الدعاة حدثني صاحب لي قال : كنت ذاهباً إلى إحدى الدول العربية لمهمة
    تستغرق يوماً واحداً وبعد أن أنهيت مهمتي , عدت إلى المطار استعداداً للإياب وكلِّي تعب
    ونصب من هذه الرحلة التي ما ذقت فيها النوم إلا غفوات ..فالتفتُّ يمنة ويسرة وبحثت
    عن المسجد لأصلِّي , فوجدت في المطار مكاناً أُعِدَّ للصلاة .. فذهبت إليه ونمت نوماً عميقاً ,
    وقبيل الظهر استيقظت على بكاء شاب يصلي ويبكي بكاءً مريراً , قال : فعدت لنومي
    وقد أعياني التعب والنصب , ثم دنا ذلك الباكي مني بعد لحظات , وأيقظني للصلاة , ثم
    قال : هل تستطيع أن تنام ؟قال : قلت : نعم , قال الشاب : أما أنا فلا أقدر على النوم , ولا
    أستطيع أن أذوق طعمه , قال : قلت : نصلي وبعد الصلاة يقضي الله أمراً كان مفعولاً ،
    قال : ثم أقبلت عليه بعد ذلك , فقلت : ما شأنك قال الشاب : أنا من الرياض ومن أسرة
    غنية كل ما نريده مهيأ لنا من المال والملبس والمركب .. ولكنني مللت الروتين
    والحياة .. فأردت أن أخرج خارج البلاد ثم أجَّلت النظر هل أذهب إلى دولة يذهب إليها
    الناس , فاخترت بين دول عدة هذه البلاد التي أنا وإياك في مطارها حتى لا يعرفني أحد
    وما كان همي فعل فاحشة بل لعب وضياع وقت ولهو وتفسح .ولما وصل هذا الشاب إذا
    برفقة سوء قد أحاطت به إحاطة السوار بالمعصم .. فاطمأن إليها بادئ الأمر وما زالوا معه
    من فساد إلى فساد ومن عبث إلى عبث حتى أتوا به إلى خطوات الزنا مع الجواري والفتيات الغانيات الفاجرات ..
    وما زالوا به حتى انفرد بواحدةٍ منهن وما زالت تلاعبه حتى وقع عليها
    وزنى بها .. ولما بلغ به الأمر مبلغه إذا بحرارة تلسع قلبه وتضرب ظهره ..وبدأ يبكي
    ويصيح : زنيت ولأول مرة .. كيف هتكت هذا الجدار والسور المنيع من الفاحشة .. إني
    سأحرم حور الجنة وبدا عليه شأن وأمر غريب وعجيب وخرج من الباب باكياً .وإذا بفاجر
    يقابله فقال له : ما لك تبكي ؟ قال الشاب : ولِمَ لا أبكي ، لقد زنيت ، فقال له : الأمر هيِّن
    خذ كأساً من الخمر تنس ما أنت فيه ، قال الشاب : أما يكفيك أني زنيت تريد أن تحرمني
    خمر الجنة , فقال له : إن الله غفور رحيم .ونسي هذا العابث أن الله شديد العقاب .. أعدَّ
    للمجرمين ناراً تلظى .. تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك , إذا رأت
    المجرمين سمعوا لها تغيَّظاً وزفيراً وشهيقاً .ثم أخذ الشاب يبكي من حرقة ما أصابه ..
    ويقول لصاحبه الذي في المطار : يا ليتهم أخذوا مالي .. لقد مضوا بي إلى الزنا .. لقد
    أفسدوا وكسروا ديني وإيماني .. فقال صاحبنا : أتلو عليك آية من كلام الله .. فلتسمع .. وتلا
    عليه قول الله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
    يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .فأجاب ذلك التائب الذي بلغت التوبة في قلبه
    ذلك المبلغ قال : كلٌ يغفر له إلا أنا , ألا تعلم أني زنيت .. ثم سأل الشاب صاحبه : هل زنيت ؟
    قال : لا والله ، قال : إذن أنت لا تعلم حرارة المعصية التي أنا فيها .قال : وما هي إلا لحظات
    حتى أعلن مناد المطار إقلاع الرحلة التي سأعود معها بإذن الله إلى الرياض .. فأخذت عنوانه
    ثم ودعته وانصرفت .. وأنا واثق أن ندمه سيبقى يوماً أو يومين ثم ينسى ما فعل , وبعد أيام
    من رجوعي إلي الرياض إذ به يتصل بي ..واعدته ثم قابلته فلما رآني انفجر باكياً وهو
    يقول : والله منذُ فارقتك وفعلت فعلتي تلك ما تلذذت بنوم إلا غفوات .. ما قولي أمام الله يوم
    أن يسألني ويقول : عبدي زنيت أقول نعم زنيت وسرت بقدماي هاتين إلى الزنا ، فقال صاحبه
    هوِّن عليك إن رحمة الله واسعة .فقال ذلك الشاب لصاحبنا هذا ما جئتك زائراً .. ولكني جئتك
    مودعاً ولعلي ألقاك في الجنة إن أدركتني وإياك رحمة الله .. قلت : إلى أين تذهب ؟ قال : أُسلم
    نفسي إلى المحكمة وأعترفُ بجرم الزنا حتى يقام حد الله عليّ .قال : قلت له : أمجنون أنت
    أنسيت أنك متزوج .. أنسيت أن حد الزاني المحصن هو الرجم بالحجارة حتى الموت .. قال : ذاك
    أهون على قلبي من أن أبقى زانياً وألقى الله زانياً غير مطهر بحد من حدوده .قال : صاحبه : أما
    تتقي الله .. أُستر على نفسك وأسرتك وجماعتك .. قال الشاب : هؤلاء كلهم لا ينقذونني من
    النار وأنا أريد النجاة من عذاب الله .. قال الصاحب : فضاقت بي المذاهب وأخذته وقلت له : أريد
    منك شيئاً واحداً فقال التائب : اطلب كل شيء إلا أن تردني عن تسليم نفسي إلى المحكمة .
    قال : غير ذلك أردت منك .. قال الشاب : ما دام الأمر كذلك فأوافقك .. قال صاحبه : امدد يدك
    عاهدني بالله أن تعمل وتصبر لما أقول قال : نعم .. فعاهدني .. قلت له : نتصل بالشيخ فلان
    من كبار العلماء وأتقاهم لله حتى نسأله في شأنك فإن قال : سلّم نفسك إلى المحكمة فأنا الذي
    أذهب بك إلى المحكمة .. وإن قال لا فلا يسعك إلا أن تسمع وتطيع قال : نعم .فسألنا الشيخ
    فقال : لا يسلم نفسه , ولكن هذا الشاب لم يهدأ بل ظل يتصل بالشيخ مراراً يريد أن يقنعه بتسليم
    نفسه ويجادل ويصر ويلح على ذلك .. قال صاحبه : فلما قابلته قلت له : لماذا أزعجت الشيخ
    بهذا الاتصال وأنا الذي قد كفيتك مئونة الاتصال به ، فقال : أحاول أن أقنعه لعله أن يأمرني أو
    يوافقني على تسليم نفسي .قال : ومن كلام هذا الشاب للشيخ : اتق الله يا شيخ وأنا أتعلق برقبتك
    يوم القيامة وأقول يا رب إني أردت أن أسلِّم نفسي ليقام حدّ الله عليّ فردني ذلك الشيخ ،
    فقال الشيخ : هذا ما ألقى الله به وما أفتيتك إلا عن علم .ثم قال الشاب التائب لهذا الصاحب : إني
    أودعك قال : إلى أين ؟ قال : أريد الحج وكان الحج وقتها قريباً ، فطلب هذا الصاحب من الشاب
    أن يحج معه ومع إخوانه .. فقال : لا وظن صاحبه أنه قد اختار رفقة ليحج معهم .قال : فلما قضينا
    مناسكنا وعدنا إلى الرياض قابلته فسألته فقال : لقد حججت وحدي وتنقلت بين المشاعر على
    قدمي لعل الله أن ينظر إليّ ذاهباً من منى إلى عرفة أو واقفاً على صعيد عرفة أو ذاهباً إلى مزدلفة
    أو ماضياً إلى الجمرات لعل الله أن ينظر إليّ فيرحمني .ولقد كان هذا التائب يقول في حجه : أخشى
    ألا يغفر الله لمن حولي لشؤم ذنبي ، وتارة يقول : لعل الله أن يرحمني بهؤلاء الجمع المسبِّحين
    الملبِّين .. قال صاحبي ولقد دامت الصلة والزيارات بيني وبينه , ولقد حفظ هذا الشاب التائب
    القرآن كله بعد الحج وأصبح يصوم يوماً ويفطر يوماً .قال الصاحب : وإنني رأيت أحد العلماء
    فأخبرته بقصة هذا التائب وما كان منه من انكسار وإنابة وصيام وقيام وحفظ للقرآن فقال هذا
    العالم : لعل زناه هذا قد يكون سبباً لدخول الجنة ولعل بعض الآيات تصدق في حقه ،
    قال تعالى ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا
    يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً *
    إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً } الفرقان
    قال الصاحب : لما سمعت هذه الآية عجبت وقلت : كيف غفلت عن هذه الآية .. فولَّيت إلى
    بيت صاحبنا في دار أبيه العامرة في قصر أبيه الفسيح .. ذهبت إليه لأبشره فقال أهله : إنه
    في المسجد فذهبت إليه فوجدته منكسراً تالياً للقرآن ..فقلت له : عندي لك بشرى قال : ما هي ؟
    قال : فقرأت عليه : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
    ولا يزنون قال : فلما بلغت هذه الكلمة كأني أطعنه بخنجر في قلبه قال : فمضيت تالياً : ومن يفعل
    ذلك يلقَ آثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملا
    صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ) .قال : فلما أكملت هذه الآية
    قفز فاحتضنني وقبَّل رأسي وقال : والله إني أحفظ القرآن ولكن كأني أقرأها لأول مرة ثم أذن
    المؤذن فانتظرنا إقامة الصلاة وغاب الإمام ذاك اليوم فقام مؤذن المسجد وقدّم صاحبنا التائب .
    فلما كبَّر وقرأ الفاتحة تلا قول الله : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ) فلما بلغ ْ ( إلا من تاب )
    لم يستطع أن يكملها فركع ، ثم اعتدل ثم سجد ، ثم اعتدل ، ثم سجد ، ثم قام فقرأ في الركعة الثانية
    الفاتحة وأعاد الآية يريد أن يكملها فلما بلغ ( إلا من تاب وآمن ) .. لم يستطع أن يكملها فركع
    وأتم صلاته باكياً .قال الصاحب : وهكذا مضى على هذا الحال زمناً إلى أن جاء يوم من الأيام وكان
    يوم جمعة وبعد العشاء من ذلك اليوم اتصل بي رجل .. فقال أنا والد صاحبك أحمد وأريدك في أمر
    مهم أريدك أن تأتي إليّ مسرعاً .قال : فخرجت مسرعاً خائفاً فلما بلغت دار قصره إذا بالأب واقف
    على الباب فسألته ما الخبر ؟قال : صاحبك أحمد يطلبك السماح يودعك إلى الدار الآخرة لقد انتقل
    مغيب هذا اليوم إلى ربه .. ثم انفجر الأب باكياً ..يقول الصاحب واسمه أحمد أيضاً وأنا أُهوِّن
    عليه .. وبقلبي على فراق حبيبي وصديقي مثل الذي بقلب والده .. ثم أدخلني في غرفة كان الشاب
    فيها مسجَّى فكشفت عن وجهه فإذا هو يتلألأ نوراً ..كشفت وجهاً قد فارق الحياة .. ولكنه أنور
    وأبهى وأبهج وأجمل من قبل موته .. وجهٌ كله نور .. ورأيت محياً كله سرور .. قال
    الصاحب : فقال لي والده : ما الذي فعل ولدي ؟ فمنذُ أن جاء من السفر وهو على هذا الحال ؟
    فقال الصاحب : إن ولدك يوم أن سافر فقد عزيزاً عليه في سفره ذلك , نعم والله .. فقد في تلك
    اللحظة إيماناً عظيماً .. فقد في لحظة الزنا إخباتاً وإقبالاً وأي شيء أعز من ذلك , وأما زوجة
    هذا التائب فتقول : إن نومه كان غفوات وما استغرق في نوم بعد رجوعه من السفر وهم لا
    يعرفون حقيقة القصة ..قال الصاحب: فسألت والده عن موته فقال الأب : يا أحمد إن ولدي هذا
    كما تعلم يصوم يوماً ويفطر يوماً .. وفي يوم الجمعة هذا بقي عصر يومه في المسجد يتحرى
    ساعة الإجابة وقبيل المغرب ذهبت إليه فقلت يا أحمد .. تعال أفطر في البيت .. فقال الابن
    التائب : يا والدي أحس بسعادة فدعني الآن .. وأرسلوا لي ما أفطر عليه في المسجد ,
    قال : الأب : أنت وشأنك .وبعد الصلاة قال الأب لولده : يا ولدي هيّا إلى البيت لتنال
    عشائك .. فقال الابن : إني أحس براحة عظيمة الآن وأريد البقاء في المسجد وسآتيكم بعد
    صلاة العشاء .. فقال الأب : أنت وما أردت.ولما عاد الأب إلى المنزل أحسَّ بشيء يخالج قلبه ،
    يقول الوالد : فبعثت ولدي الصغير فقلت اذهب إلى المسجد وانظر ما الذي بأخيك ؟ فذهب الولد
    وعاد صارخاً يا أبتي يا أبتي .. أخي أحمد لا يكلمني .يقول الأب : فخرجت مسرعاً إلى المسجد
    فوجدت ولدي أحمد ممدوداً وهو في ساعة الاحتضار .. وكان يتكئ على مسند يرتاح في خلوته
    بربه واستغفاره وتلاوته ، قال الأب : فأبعدت عنه المتكأ الذي يتكئ عليه وأسندته إليّ .. فنظرت
    إليه فإذا هو يذكر اسم صاحبه أحمد الذي حدّث بقصته وكأنه يوصي بإبلاغ السلام عليه , ثم إن
    هذا التائب ابتسم ابتسامة في ساعة الاحتضار يقول أبوه : والله ما ابتسم ابتسامة مثلها من يوم
    أن جاء من سفره ، ثم قرأ في تلك اللحظة التي يحتضر فيها ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
    ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له
    العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
    حسنات .. ) . قال فلما بلغ هذه الكلمة فاضت روحه وأسلمها إلى باريها ..

    من كتاب : ( التائبون إلي الله ) بتصرف

    منقول
     
  9. الصورة الرمزية & محب الخير &

    & محب الخير & تقول:

    افتراضي رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    ابتسامة تائب فى ساعة الاحتضار

    يقول أحد الدعاة حدثني صاحب لي قال : كنت ذاهباً إلى إحدى الدول العربية لمهمة
    تستغرق يوماً واحداً وبعد أن أنهيت مهمتي , عدت إلى المطار استعداداً للإياب وكلِّي تعب
    ونصب من هذه الرحلة التي ما ذقت فيها النوم إلا غفوات ..فالتفتُّ يمنة ويسرة وبحثت
    عن المسجد لأصلِّي , فوجدت في المطار مكاناً أُعِدَّ للصلاة .. فذهبت إليه ونمت نوماً عميقاً ,
    وقبيل الظهر استيقظت على بكاء شاب يصلي ويبكي بكاءً مريراً , قال : فعدت لنومي
    وقد أعياني التعب والنصب , ثم دنا ذلك الباكي مني بعد لحظات , وأيقظني للصلاة , ثم
    قال : هل تستطيع أن تنام ؟قال : قلت : نعم , قال الشاب : أما أنا فلا أقدر على النوم , ولا
    أستطيع أن أذوق طعمه , قال : قلت : نصلي وبعد الصلاة يقضي الله أمراً كان مفعولاً ،
    قال : ثم أقبلت عليه بعد ذلك , فقلت : ما شأنك قال الشاب : أنا من الرياض ومن أسرة
    غنية كل ما نريده مهيأ لنا من المال والملبس والمركب .. ولكنني مللت الروتين
    والحياة .. فأردت أن أخرج خارج البلاد ثم أجَّلت النظر هل أذهب إلى دولة يذهب إليها
    الناس , فاخترت بين دول عدة هذه البلاد التي أنا وإياك في مطارها حتى لا يعرفني أحد
    وما كان همي فعل فاحشة بل لعب وضياع وقت ولهو وتفسح .ولما وصل هذا الشاب إذا
    برفقة سوء قد أحاطت به إحاطة السوار بالمعصم .. فاطمأن إليها بادئ الأمر وما زالوا معه
    من فساد إلى فساد ومن عبث إلى عبث حتى أتوا به إلى خطوات الزنا مع الجواري والفتيات الغانيات الفاجرات ..
    وما زالوا به حتى انفرد بواحدةٍ منهن وما زالت تلاعبه حتى وقع عليها
    وزنى بها .. ولما بلغ به الأمر مبلغه إذا بحرارة تلسع قلبه وتضرب ظهره ..وبدأ يبكي
    ويصيح : زنيت ولأول مرة .. كيف هتكت هذا الجدار والسور المنيع من الفاحشة .. إني
    سأحرم حور الجنة وبدا عليه شأن وأمر غريب وعجيب وخرج من الباب باكياً .وإذا بفاجر
    يقابله فقال له : ما لك تبكي ؟ قال الشاب : ولِمَ لا أبكي ، لقد زنيت ، فقال له : الأمر هيِّن
    خذ كأساً من الخمر تنس ما أنت فيه ، قال الشاب : أما يكفيك أني زنيت تريد أن تحرمني
    خمر الجنة , فقال له : إن الله غفور رحيم .ونسي هذا العابث أن الله شديد العقاب .. أعدَّ
    للمجرمين ناراً تلظى .. تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك , إذا رأت
    المجرمين سمعوا لها تغيَّظاً وزفيراً وشهيقاً .ثم أخذ الشاب يبكي من حرقة ما أصابه ..
    ويقول لصاحبه الذي في المطار : يا ليتهم أخذوا مالي .. لقد مضوا بي إلى الزنا .. لقد
    أفسدوا وكسروا ديني وإيماني .. فقال صاحبنا : أتلو عليك آية من كلام الله .. فلتسمع .. وتلا
    عليه قول الله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
    يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .فأجاب ذلك التائب الذي بلغت التوبة في قلبه
    ذلك المبلغ قال : كلٌ يغفر له إلا أنا , ألا تعلم أني زنيت .. ثم سأل الشاب صاحبه : هل زنيت ؟
    قال : لا والله ، قال : إذن أنت لا تعلم حرارة المعصية التي أنا فيها .قال : وما هي إلا لحظات
    حتى أعلن مناد المطار إقلاع الرحلة التي سأعود معها بإذن الله إلى الرياض .. فأخذت عنوانه
    ثم ودعته وانصرفت .. وأنا واثق أن ندمه سيبقى يوماً أو يومين ثم ينسى ما فعل , وبعد أيام
    من رجوعي إلي الرياض إذ به يتصل بي ..واعدته ثم قابلته فلما رآني انفجر باكياً وهو
    يقول : والله منذُ فارقتك وفعلت فعلتي تلك ما تلذذت بنوم إلا غفوات .. ما قولي أمام الله يوم
    أن يسألني ويقول : عبدي زنيت أقول نعم زنيت وسرت بقدماي هاتين إلى الزنا ، فقال صاحبه
    هوِّن عليك إن رحمة الله واسعة .فقال ذلك الشاب لصاحبنا هذا ما جئتك زائراً .. ولكني جئتك
    مودعاً ولعلي ألقاك في الجنة إن أدركتني وإياك رحمة الله .. قلت : إلى أين تذهب ؟ قال : أُسلم
    نفسي إلى المحكمة وأعترفُ بجرم الزنا حتى يقام حد الله عليّ .قال : قلت له : أمجنون أنت
    أنسيت أنك متزوج .. أنسيت أن حد الزاني المحصن هو الرجم بالحجارة حتى الموت .. قال : ذاك
    أهون على قلبي من أن أبقى زانياً وألقى الله زانياً غير مطهر بحد من حدوده .قال : صاحبه : أما
    تتقي الله .. أُستر على نفسك وأسرتك وجماعتك .. قال الشاب : هؤلاء كلهم لا ينقذونني من
    النار وأنا أريد النجاة من عذاب الله .. قال الصاحب : فضاقت بي المذاهب وأخذته وقلت له : أريد
    منك شيئاً واحداً فقال التائب : اطلب كل شيء إلا أن تردني عن تسليم نفسي إلى المحكمة .
    قال : غير ذلك أردت منك .. قال الشاب : ما دام الأمر كذلك فأوافقك .. قال صاحبه : امدد يدك
    عاهدني بالله أن تعمل وتصبر لما أقول قال : نعم .. فعاهدني .. قلت له : نتصل بالشيخ فلان
    من كبار العلماء وأتقاهم لله حتى نسأله في شأنك فإن قال : سلّم نفسك إلى المحكمة فأنا الذي
    أذهب بك إلى المحكمة .. وإن قال لا فلا يسعك إلا أن تسمع وتطيع قال : نعم .فسألنا الشيخ
    فقال : لا يسلم نفسه , ولكن هذا الشاب لم يهدأ بل ظل يتصل بالشيخ مراراً يريد أن يقنعه بتسليم
    نفسه ويجادل ويصر ويلح على ذلك .. قال صاحبه : فلما قابلته قلت له : لماذا أزعجت الشيخ
    بهذا الاتصال وأنا الذي قد كفيتك مئونة الاتصال به ، فقال : أحاول أن أقنعه لعله أن يأمرني أو
    يوافقني على تسليم نفسي .قال : ومن كلام هذا الشاب للشيخ : اتق الله يا شيخ وأنا أتعلق برقبتك
    يوم القيامة وأقول يا رب إني أردت أن أسلِّم نفسي ليقام حدّ الله عليّ فردني ذلك الشيخ ،
    فقال الشيخ : هذا ما ألقى الله به وما أفتيتك إلا عن علم .ثم قال الشاب التائب لهذا الصاحب : إني
    أودعك قال : إلى أين ؟ قال : أريد الحج وكان الحج وقتها قريباً ، فطلب هذا الصاحب من الشاب
    أن يحج معه ومع إخوانه .. فقال : لا وظن صاحبه أنه قد اختار رفقة ليحج معهم .قال : فلما قضينا
    مناسكنا وعدنا إلى الرياض قابلته فسألته فقال : لقد حججت وحدي وتنقلت بين المشاعر على
    قدمي لعل الله أن ينظر إليّ ذاهباً من منى إلى عرفة أو واقفاً على صعيد عرفة أو ذاهباً إلى مزدلفة
    أو ماضياً إلى الجمرات لعل الله أن ينظر إليّ فيرحمني .ولقد كان هذا التائب يقول في حجه : أخشى
    ألا يغفر الله لمن حولي لشؤم ذنبي ، وتارة يقول : لعل الله أن يرحمني بهؤلاء الجمع المسبِّحين
    الملبِّين .. قال صاحبي ولقد دامت الصلة والزيارات بيني وبينه , ولقد حفظ هذا الشاب التائب
    القرآن كله بعد الحج وأصبح يصوم يوماً ويفطر يوماً .قال الصاحب : وإنني رأيت أحد العلماء
    فأخبرته بقصة هذا التائب وما كان منه من انكسار وإنابة وصيام وقيام وحفظ للقرآن فقال هذا
    العالم : لعل زناه هذا قد يكون سبباً لدخول الجنة ولعل بعض الآيات تصدق في حقه ،
    قال تعالى ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا
    يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً *
    إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً } الفرقان
    قال الصاحب : لما سمعت هذه الآية عجبت وقلت : كيف غفلت عن هذه الآية .. فولَّيت إلى
    بيت صاحبنا في دار أبيه العامرة في قصر أبيه الفسيح .. ذهبت إليه لأبشره فقال أهله : إنه
    في المسجد فذهبت إليه فوجدته منكسراً تالياً للقرآن ..فقلت له : عندي لك بشرى قال : ما هي ؟
    قال : فقرأت عليه : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
    ولا يزنون قال : فلما بلغت هذه الكلمة كأني أطعنه بخنجر في قلبه قال : فمضيت تالياً : ومن يفعل
    ذلك يلقَ آثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملا
    صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ) .قال : فلما أكملت هذه الآية
    قفز فاحتضنني وقبَّل رأسي وقال : والله إني أحفظ القرآن ولكن كأني أقرأها لأول مرة ثم أذن
    المؤذن فانتظرنا إقامة الصلاة وغاب الإمام ذاك اليوم فقام مؤذن المسجد وقدّم صاحبنا التائب .
    فلما كبَّر وقرأ الفاتحة تلا قول الله : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ) فلما بلغ ْ ( إلا من تاب )
    لم يستطع أن يكملها فركع ، ثم اعتدل ثم سجد ، ثم اعتدل ، ثم سجد ، ثم قام فقرأ في الركعة الثانية
    الفاتحة وأعاد الآية يريد أن يكملها فلما بلغ ( إلا من تاب وآمن ) .. لم يستطع أن يكملها فركع
    وأتم صلاته باكياً .قال الصاحب : وهكذا مضى على هذا الحال زمناً إلى أن جاء يوم من الأيام وكان
    يوم جمعة وبعد العشاء من ذلك اليوم اتصل بي رجل .. فقال أنا والد صاحبك أحمد وأريدك في أمر
    مهم أريدك أن تأتي إليّ مسرعاً .قال : فخرجت مسرعاً خائفاً فلما بلغت دار قصره إذا بالأب واقف
    على الباب فسألته ما الخبر ؟قال : صاحبك أحمد يطلبك السماح يودعك إلى الدار الآخرة لقد انتقل
    مغيب هذا اليوم إلى ربه .. ثم انفجر الأب باكياً ..يقول الصاحب واسمه أحمد أيضاً وأنا أُهوِّن
    عليه .. وبقلبي على فراق حبيبي وصديقي مثل الذي بقلب والده .. ثم أدخلني في غرفة كان الشاب
    فيها مسجَّى فكشفت عن وجهه فإذا هو يتلألأ نوراً ..كشفت وجهاً قد فارق الحياة .. ولكنه أنور
    وأبهى وأبهج وأجمل من قبل موته .. وجهٌ كله نور .. ورأيت محياً كله سرور .. قال
    الصاحب : فقال لي والده : ما الذي فعل ولدي ؟ فمنذُ أن جاء من السفر وهو على هذا الحال ؟
    فقال الصاحب : إن ولدك يوم أن سافر فقد عزيزاً عليه في سفره ذلك , نعم والله .. فقد في تلك
    اللحظة إيماناً عظيماً .. فقد في لحظة الزنا إخباتاً وإقبالاً وأي شيء أعز من ذلك , وأما زوجة
    هذا التائب فتقول : إن نومه كان غفوات وما استغرق في نوم بعد رجوعه من السفر وهم لا
    يعرفون حقيقة القصة ..قال الصاحب: فسألت والده عن موته فقال الأب : يا أحمد إن ولدي هذا
    كما تعلم يصوم يوماً ويفطر يوماً .. وفي يوم الجمعة هذا بقي عصر يومه في المسجد يتحرى
    ساعة الإجابة وقبيل المغرب ذهبت إليه فقلت يا أحمد .. تعال أفطر في البيت .. فقال الابن
    التائب : يا والدي أحس بسعادة فدعني الآن .. وأرسلوا لي ما أفطر عليه في المسجد ,
    قال : الأب : أنت وشأنك .وبعد الصلاة قال الأب لولده : يا ولدي هيّا إلى البيت لتنال
    عشائك .. فقال الابن : إني أحس براحة عظيمة الآن وأريد البقاء في المسجد وسآتيكم بعد
    صلاة العشاء .. فقال الأب : أنت وما أردت.ولما عاد الأب إلى المنزل أحسَّ بشيء يخالج قلبه ،
    يقول الوالد : فبعثت ولدي الصغير فقلت اذهب إلى المسجد وانظر ما الذي بأخيك ؟ فذهب الولد
    وعاد صارخاً يا أبتي يا أبتي .. أخي أحمد لا يكلمني .يقول الأب : فخرجت مسرعاً إلى المسجد
    فوجدت ولدي أحمد ممدوداً وهو في ساعة الاحتضار .. وكان يتكئ على مسند يرتاح في خلوته
    بربه واستغفاره وتلاوته ، قال الأب : فأبعدت عنه المتكأ الذي يتكئ عليه وأسندته إليّ .. فنظرت
    إليه فإذا هو يذكر اسم صاحبه أحمد الذي حدّث بقصته وكأنه يوصي بإبلاغ السلام عليه , ثم إن
    هذا التائب ابتسم ابتسامة في ساعة الاحتضار يقول أبوه : والله ما ابتسم ابتسامة مثلها من يوم
    أن جاء من سفره ، ثم قرأ في تلك اللحظة التي يحتضر فيها ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
    ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له
    العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
    حسنات .. ) . قال فلما بلغ هذه الكلمة فاضت روحه وأسلمها إلى باريها ..

    من كتاب : ( التائبون إلي الله ) بتصرف

    منقول
     
  10. الصورة الرمزية & محب الخير &

    & محب الخير & تقول:

    افتراضي رد: قصص واقعية وعبر للفائدة ( متجدد )

    ابتسامة تائب فى ساعة الاحتضار

    يقول أحد الدعاة حدثني صاحب لي قال : كنت ذاهباً إلى إحدى الدول العربية لمهمة
    تستغرق يوماً واحداً وبعد أن أنهيت مهمتي , عدت إلى المطار استعداداً للإياب وكلِّي تعب
    ونصب من هذه الرحلة التي ما ذقت فيها النوم إلا غفوات ..فالتفتُّ يمنة ويسرة وبحثت
    عن المسجد لأصلِّي , فوجدت في المطار مكاناً أُعِدَّ للصلاة .. فذهبت إليه ونمت نوماً عميقاً ,
    وقبيل الظهر استيقظت على بكاء شاب يصلي ويبكي بكاءً مريراً , قال : فعدت لنومي
    وقد أعياني التعب والنصب , ثم دنا ذلك الباكي مني بعد لحظات , وأيقظني للصلاة , ثم
    قال : هل تستطيع أن تنام ؟قال : قلت : نعم , قال الشاب : أما أنا فلا أقدر على النوم , ولا
    أستطيع أن أذوق طعمه , قال : قلت : نصلي وبعد الصلاة يقضي الله أمراً كان مفعولاً ،
    قال : ثم أقبلت عليه بعد ذلك , فقلت : ما شأنك قال الشاب : أنا من الرياض ومن أسرة
    غنية كل ما نريده مهيأ لنا من المال والملبس والمركب .. ولكنني مللت الروتين
    والحياة .. فأردت أن أخرج خارج البلاد ثم أجَّلت النظر هل أذهب إلى دولة يذهب إليها
    الناس , فاخترت بين دول عدة هذه البلاد التي أنا وإياك في مطارها حتى لا يعرفني أحد
    وما كان همي فعل فاحشة بل لعب وضياع وقت ولهو وتفسح .ولما وصل هذا الشاب إذا
    برفقة سوء قد أحاطت به إحاطة السوار بالمعصم .. فاطمأن إليها بادئ الأمر وما زالوا معه
    من فساد إلى فساد ومن عبث إلى عبث حتى أتوا به إلى خطوات الزنا مع الجواري والفتيات الغانيات الفاجرات ..
    وما زالوا به حتى انفرد بواحدةٍ منهن وما زالت تلاعبه حتى وقع عليها
    وزنى بها .. ولما بلغ به الأمر مبلغه إذا بحرارة تلسع قلبه وتضرب ظهره ..وبدأ يبكي
    ويصيح : زنيت ولأول مرة .. كيف هتكت هذا الجدار والسور المنيع من الفاحشة .. إني
    سأحرم حور الجنة وبدا عليه شأن وأمر غريب وعجيب وخرج من الباب باكياً .وإذا بفاجر
    يقابله فقال له : ما لك تبكي ؟ قال الشاب : ولِمَ لا أبكي ، لقد زنيت ، فقال له : الأمر هيِّن
    خذ كأساً من الخمر تنس ما أنت فيه ، قال الشاب : أما يكفيك أني زنيت تريد أن تحرمني
    خمر الجنة , فقال له : إن الله غفور رحيم .ونسي هذا العابث أن الله شديد العقاب .. أعدَّ
    للمجرمين ناراً تلظى .. تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك , إذا رأت
    المجرمين سمعوا لها تغيَّظاً وزفيراً وشهيقاً .ثم أخذ الشاب يبكي من حرقة ما أصابه ..
    ويقول لصاحبه الذي في المطار : يا ليتهم أخذوا مالي .. لقد مضوا بي إلى الزنا .. لقد
    أفسدوا وكسروا ديني وإيماني .. فقال صاحبنا : أتلو عليك آية من كلام الله .. فلتسمع .. وتلا
    عليه قول الله تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
    يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .فأجاب ذلك التائب الذي بلغت التوبة في قلبه
    ذلك المبلغ قال : كلٌ يغفر له إلا أنا , ألا تعلم أني زنيت .. ثم سأل الشاب صاحبه : هل زنيت ؟
    قال : لا والله ، قال : إذن أنت لا تعلم حرارة المعصية التي أنا فيها .قال : وما هي إلا لحظات
    حتى أعلن مناد المطار إقلاع الرحلة التي سأعود معها بإذن الله إلى الرياض .. فأخذت عنوانه
    ثم ودعته وانصرفت .. وأنا واثق أن ندمه سيبقى يوماً أو يومين ثم ينسى ما فعل , وبعد أيام
    من رجوعي إلي الرياض إذ به يتصل بي ..واعدته ثم قابلته فلما رآني انفجر باكياً وهو
    يقول : والله منذُ فارقتك وفعلت فعلتي تلك ما تلذذت بنوم إلا غفوات .. ما قولي أمام الله يوم
    أن يسألني ويقول : عبدي زنيت أقول نعم زنيت وسرت بقدماي هاتين إلى الزنا ، فقال صاحبه
    هوِّن عليك إن رحمة الله واسعة .فقال ذلك الشاب لصاحبنا هذا ما جئتك زائراً .. ولكني جئتك
    مودعاً ولعلي ألقاك في الجنة إن أدركتني وإياك رحمة الله .. قلت : إلى أين تذهب ؟ قال : أُسلم
    نفسي إلى المحكمة وأعترفُ بجرم الزنا حتى يقام حد الله عليّ .قال : قلت له : أمجنون أنت
    أنسيت أنك متزوج .. أنسيت أن حد الزاني المحصن هو الرجم بالحجارة حتى الموت .. قال : ذاك
    أهون على قلبي من أن أبقى زانياً وألقى الله زانياً غير مطهر بحد من حدوده .قال : صاحبه : أما
    تتقي الله .. أُستر على نفسك وأسرتك وجماعتك .. قال الشاب : هؤلاء كلهم لا ينقذونني من
    النار وأنا أريد النجاة من عذاب الله .. قال الصاحب : فضاقت بي المذاهب وأخذته وقلت له : أريد
    منك شيئاً واحداً فقال التائب : اطلب كل شيء إلا أن تردني عن تسليم نفسي إلى المحكمة .
    قال : غير ذلك أردت منك .. قال الشاب : ما دام الأمر كذلك فأوافقك .. قال صاحبه : امدد يدك
    عاهدني بالله أن تعمل وتصبر لما أقول قال : نعم .. فعاهدني .. قلت له : نتصل بالشيخ فلان
    من كبار العلماء وأتقاهم لله حتى نسأله في شأنك فإن قال : سلّم نفسك إلى المحكمة فأنا الذي
    أذهب بك إلى المحكمة .. وإن قال لا فلا يسعك إلا أن تسمع وتطيع قال : نعم .فسألنا الشيخ
    فقال : لا يسلم نفسه , ولكن هذا الشاب لم يهدأ بل ظل يتصل بالشيخ مراراً يريد أن يقنعه بتسليم
    نفسه ويجادل ويصر ويلح على ذلك .. قال صاحبه : فلما قابلته قلت له : لماذا أزعجت الشيخ
    بهذا الاتصال وأنا الذي قد كفيتك مئونة الاتصال به ، فقال : أحاول أن أقنعه لعله أن يأمرني أو
    يوافقني على تسليم نفسي .قال : ومن كلام هذا الشاب للشيخ : اتق الله يا شيخ وأنا أتعلق برقبتك
    يوم القيامة وأقول يا رب إني أردت أن أسلِّم نفسي ليقام حدّ الله عليّ فردني ذلك الشيخ ،
    فقال الشيخ : هذا ما ألقى الله به وما أفتيتك إلا عن علم .ثم قال الشاب التائب لهذا الصاحب : إني
    أودعك قال : إلى أين ؟ قال : أريد الحج وكان الحج وقتها قريباً ، فطلب هذا الصاحب من الشاب
    أن يحج معه ومع إخوانه .. فقال : لا وظن صاحبه أنه قد اختار رفقة ليحج معهم .قال : فلما قضينا
    مناسكنا وعدنا إلى الرياض قابلته فسألته فقال : لقد حججت وحدي وتنقلت بين المشاعر على
    قدمي لعل الله أن ينظر إليّ ذاهباً من منى إلى عرفة أو واقفاً على صعيد عرفة أو ذاهباً إلى مزدلفة
    أو ماضياً إلى الجمرات لعل الله أن ينظر إليّ فيرحمني .ولقد كان هذا التائب يقول في حجه : أخشى
    ألا يغفر الله لمن حولي لشؤم ذنبي ، وتارة يقول : لعل الله أن يرحمني بهؤلاء الجمع المسبِّحين
    الملبِّين .. قال صاحبي ولقد دامت الصلة والزيارات بيني وبينه , ولقد حفظ هذا الشاب التائب
    القرآن كله بعد الحج وأصبح يصوم يوماً ويفطر يوماً .قال الصاحب : وإنني رأيت أحد العلماء
    فأخبرته بقصة هذا التائب وما كان منه من انكسار وإنابة وصيام وقيام وحفظ للقرآن فقال هذا
    العالم : لعل زناه هذا قد يكون سبباً لدخول الجنة ولعل بعض الآيات تصدق في حقه ،
    قال تعالى ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا
    يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً *
    إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً } الفرقان
    قال الصاحب : لما سمعت هذه الآية عجبت وقلت : كيف غفلت عن هذه الآية .. فولَّيت إلى
    بيت صاحبنا في دار أبيه العامرة في قصر أبيه الفسيح .. ذهبت إليه لأبشره فقال أهله : إنه
    في المسجد فذهبت إليه فوجدته منكسراً تالياً للقرآن ..فقلت له : عندي لك بشرى قال : ما هي ؟
    قال : فقرأت عليه : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
    ولا يزنون قال : فلما بلغت هذه الكلمة كأني أطعنه بخنجر في قلبه قال : فمضيت تالياً : ومن يفعل
    ذلك يلقَ آثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملا
    صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما ) .قال : فلما أكملت هذه الآية
    قفز فاحتضنني وقبَّل رأسي وقال : والله إني أحفظ القرآن ولكن كأني أقرأها لأول مرة ثم أذن
    المؤذن فانتظرنا إقامة الصلاة وغاب الإمام ذاك اليوم فقام مؤذن المسجد وقدّم صاحبنا التائب .
    فلما كبَّر وقرأ الفاتحة تلا قول الله : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ) فلما بلغ ْ ( إلا من تاب )
    لم يستطع أن يكملها فركع ، ثم اعتدل ثم سجد ، ثم اعتدل ، ثم سجد ، ثم قام فقرأ في الركعة الثانية
    الفاتحة وأعاد الآية يريد أن يكملها فلما بلغ ( إلا من تاب وآمن ) .. لم يستطع أن يكملها فركع
    وأتم صلاته باكياً .قال الصاحب : وهكذا مضى على هذا الحال زمناً إلى أن جاء يوم من الأيام وكان
    يوم جمعة وبعد العشاء من ذلك اليوم اتصل بي رجل .. فقال أنا والد صاحبك أحمد وأريدك في أمر
    مهم أريدك أن تأتي إليّ مسرعاً .قال : فخرجت مسرعاً خائفاً فلما بلغت دار قصره إذا بالأب واقف
    على الباب فسألته ما الخبر ؟قال : صاحبك أحمد يطلبك السماح يودعك إلى الدار الآخرة لقد انتقل
    مغيب هذا اليوم إلى ربه .. ثم انفجر الأب باكياً ..يقول الصاحب واسمه أحمد أيضاً وأنا أُهوِّن
    عليه .. وبقلبي على فراق حبيبي وصديقي مثل الذي بقلب والده .. ثم أدخلني في غرفة كان الشاب
    فيها مسجَّى فكشفت عن وجهه فإذا هو يتلألأ نوراً ..كشفت وجهاً قد فارق الحياة .. ولكنه أنور
    وأبهى وأبهج وأجمل من قبل موته .. وجهٌ كله نور .. ورأيت محياً كله سرور .. قال
    الصاحب : فقال لي والده : ما الذي فعل ولدي ؟ فمنذُ أن جاء من السفر وهو على هذا الحال ؟
    فقال الصاحب : إن ولدك يوم أن سافر فقد عزيزاً عليه في سفره ذلك , نعم والله .. فقد في تلك
    اللحظة إيماناً عظيماً .. فقد في لحظة الزنا إخباتاً وإقبالاً وأي شيء أعز من ذلك , وأما زوجة
    هذا التائب فتقول : إن نومه كان غفوات وما استغرق في نوم بعد رجوعه من السفر وهم لا
    يعرفون حقيقة القصة ..قال الصاحب: فسألت والده عن موته فقال الأب : يا أحمد إن ولدي هذا
    كما تعلم يصوم يوماً ويفطر يوماً .. وفي يوم الجمعة هذا بقي عصر يومه في المسجد يتحرى
    ساعة الإجابة وقبيل المغرب ذهبت إليه فقلت يا أحمد .. تعال أفطر في البيت .. فقال الابن
    التائب : يا والدي أحس بسعادة فدعني الآن .. وأرسلوا لي ما أفطر عليه في المسجد ,
    قال : الأب : أنت وشأنك .وبعد الصلاة قال الأب لولده : يا ولدي هيّا إلى البيت لتنال
    عشائك .. فقال الابن : إني أحس براحة عظيمة الآن وأريد البقاء في المسجد وسآتيكم بعد
    صلاة العشاء .. فقال الأب : أنت وما أردت.ولما عاد الأب إلى المنزل أحسَّ بشيء يخالج قلبه ،
    يقول الوالد : فبعثت ولدي الصغير فقلت اذهب إلى المسجد وانظر ما الذي بأخيك ؟ فذهب الولد
    وعاد صارخاً يا أبتي يا أبتي .. أخي أحمد لا يكلمني .يقول الأب : فخرجت مسرعاً إلى المسجد
    فوجدت ولدي أحمد ممدوداً وهو في ساعة الاحتضار .. وكان يتكئ على مسند يرتاح في خلوته
    بربه واستغفاره وتلاوته ، قال الأب : فأبعدت عنه المتكأ الذي يتكئ عليه وأسندته إليّ .. فنظرت
    إليه فإذا هو يذكر اسم صاحبه أحمد الذي حدّث بقصته وكأنه يوصي بإبلاغ السلام عليه , ثم إن
    هذا التائب ابتسم ابتسامة في ساعة الاحتضار يقول أبوه : والله ما ابتسم ابتسامة مثلها من يوم
    أن جاء من سفره ، ثم قرأ في تلك اللحظة التي يحتضر فيها ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
    ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له
    العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
    حسنات .. ) . قال فلما بلغ هذه الكلمة فاضت روحه وأسلمها إلى باريها ..

    من كتاب : ( التائبون إلي الله ) بتصرف

    منقول