الناسثلاثة، فرَجلٌ ، و نصفُ رَجُل، ولا رَجُل

1
ـفأما الرجل فذو النور الذي أشرق الحق على فؤاده،وأضاءتمصابيح الهدى في قلبه ،فتلاشت سحائب الريب ،وتناثرت غمائم الشك حوله ،ومزق له حجبالحقائق فهدي الى صراط مستقيم ،واطمأن بالأمن والإيمان ،وسمع نداء الحق تباركوتعالى واستعد له" ياأيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية " الفجر ."أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه " الزمر .هل رأيت – رحمك اللهمنظراً أحسن وأجمل من نور الرجال الصالحين؟! وهل رأيت – حفظك الله– سعادة ألذ منإيمانالمؤمنين؟قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّنذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً " النحل . فدلت هذه الآية على إكرام الله تعالى للرجال والنساء الصالحين بالسعادة فيالدنيا.وقال الله عز وجل: "ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلونالجنة يرزقون فيها بغير حساب"غافر. وهل شاهدت – وفقك الله – ماءً طاهرأأطهر منعبرات النادمين ؟ قال الله تعالى "وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَوَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً "الإسراء.

وعن ابن مسعودرضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي القرآن " قلت: يارسول الله أقرأ عليك ، وعليك أنزل ؟ ! قال "إني أحب أن أسمعه من غيري " فقرأت عليهسورة النساء ، حتى جئت إلى هذه الآية " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍبِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً"النساء. قال "حسبك الآن "فالتفتإليه ، فإذا عيناه تذرفان . متفق عليه.

وهل رأيت – أصلحك الله – جنةفي الدنيا أزهر وأريح من جنة المؤمن وهو في جوف الليل يتعبد؟ قال تعالى" تتجافىجنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ماأخفى لهم من قرة أعين ٍ جزاءاً بما كانوا يعملون "السجدة.

2ـ وأما الذي هو نصف الرجل ،فهو الذي استبدت به مطالب الحياة فصار عبداًلشهوته،عبداً لماله ،عبداً لسلطته ،فهو لا يفهم الحياة الا أكلا وشرباونوماًولهواً ولعباً قال تعالى "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُوَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ" الكهف.وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي اللهعنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "تعس عبد الدينار ؛ تعس عبد الدرهم ؛تعس عبد الخميصة؛ تعس عبد الخميلة ؛ إن اعطي رضي وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس ؛وإذا شيك فلا انتفش. طوبي لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، اشعث راسه ، مغبرةقدماه ، إن كان في الحراسة ، كان في الحراسة ، وغن كان في الساقة ، كان في الساقة ،إن إستاذن ، لم يؤذن له ، وإن شفع ، لم يشفع له"

3ـ وأماالذي ليس برجل فهو الذي لايعلم سبب وجوده ، لايعلم من نفسه إلا أنه يمشي علىالأرضقال تعالى"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس,لهم قلوبلايفقهون بها,ولهم أعين لايبصرون بها,ولهم آذان لايسمعون بها,أولئك كالأنعام بل همأضل أولئك هم الغافلون".
وقال تعالى"إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ولو علم الله فيهم خيراً لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " التوبة.وقال عز وجل " أمواتٌ غير أحياء". سورة النحل .
وفي الأخير أقول إن أصبتفيما سطرته، فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.