:wacko:
*تطوير فحص لتحديد الأطفال المعرّضين للحساسية الغذائية:
تمكن الباحثون في مركز جونز هوبكنز للأطفال، من تطوير فحص للدم يساعد في تحديد الرضع الذين سيصابون بحساسية الغذاء مستقبلا.
وأوضح هؤلاء أن هذا الفحص يقيس الأجسام المضادة الخاصة بالحساسية الغذائية، ما يساعد في تحديد الموعد المناسب لإدخال الطعام الصلب الذي قد يسبب إصابة الأطفال بتفاعلات تحسسيه.
ويتمثل هذا الفحص في تناول الطفل لكميات صغيرة من الطعام المحسس كالبيض والحليب والفستق السوداني، لتحديد درجة حساسيته له من خلال قياس البروتين المناعي (IgE) الذي يدل على معدل تفاعل الأطفال مع الأطعمة المتناولة.
وتؤكد هذه النتائج التي نشرتها مجلة "الحساسية والمناعة السريرية"، أن مستويات البروتين المناعي الخاص بالحساسية في دم الطفل تحدد بدقة شدة التفاعلات التحسسية أثناء تناول الطعام أو بعده، لذا يوصي الأطباء باستخدام الفحص الجديد بصورة روتينية للكشف عن الأطفال المعرضين لخطر التحسس بسبب الغذاء قبل تعرضهم لانتكاسة صحية أو الوفاة بسبب الصدمة.
*الـــورم الدمــــاغي الكــــاذب: صــــداع ورؤية مشــــوشة:
هي بالتأكيد أصعب لحظة مرت عليه في حياته.. لـم يصدق ما قاله الطبيب، أو رفض أن يصدق.. فالطبيب أستاذ كبير ومشهود له بالكفاءة.. التشخيص الـمبدئي يحمل جزءا من الحقيقة، أحس بأن قدميه لا تحملانه.. تمنى لو لـم يراجع الطبيب، لو تحمل معاناته في صمت.. فالحقيقة أشد وطأة من كل ما عاناه،وما ينتظره بالتأكيد سيكون أصعب.
"هل هذا معقول؟".. ألقى سؤاله صارخا في وجه طبيبه.. مجرد صداع واضطراب بسيط في النظر، يساوي ورما في الدماغ، حاول الطبيب إقناعه بأن الورم مجرد احتمال.. ولكنه لـم يقتنع.. تصور أنها محاولة لتخفيف وطأة الصدمة.. وانصرف بعد أن قرر الاستسلام لقضائه والتفرغ لتسوية أموره وترتيب شؤون زوجته وأبنائه قبل الرحيل.
ورم الدماغ بالنسبة له وللكثيرين يعني النهاية.. التفاصيل لا تهم.. الحديث عن أورام خبيثة وأورام حميدة وأورام كاذبة لا يعني له شيئا.. هو في النهاية ورم.. والأورام ارتبطت في أذهان الناس بالـمرض الـمستعصي الذي لا علاج له ولا شفاء منه.. وعندما يتعلق الأمر بالدماغ.. فهي النهاية حتما.
نصيحة صديق أنقذته من الاكتئاب القاتل أو الاستسلام لـمصير مجهول.. ألخ عليه الصديق بمراجعة طبيب آخر.. الأمر يستحق الـمحاولة.. والنتيجة أيا كانت لن تكون أصعب مما هو فيه الآن، وبعد فحوص طويلة وكثيرة توصل الطبيب الجديد الى أن ما يعاني منه "ورم كاذب" أو حالة مرضية تتشابه أعراضها الظاهرة مع الورم الدماغي ولكنها ليست ورما.. بل ارتفاعا في ضغط الدماغ أو في الضغط داخل الجمجمة، سمع كثيرا عن الذبحة الصدرية الكاذبة والتي تتشابه أعراضها مع الذبحة القلبية الحقيقية.. سمع عن الحمل الكاذب والذي لا تختلف أعراضه عن الحمل الحقيقي.. انتفاخ في البطن وغثيان وانقطاع في الدورة الشهرية وربما حركة محسوسة وواضحة للجنين الذي لا وجود له داخل الرحم.. ولكنها كانت الـمرة الأولى التي يسمع فيها عن الورم الكاذب.
انتهت معاناة هذا الـمريض بعد أن زالت مخاوفه، وبعد أن اقتنع أن مرضه قابل للعلاج.. ولكن بقيت التساؤلات التي تبحث عن إجابة: ما هو الورم الدماغي الكاذب؟.. ما الـمقصود بارتفاع الضغط داخل الجمجمة ولـماذا أطلق عليه الورم الكاذب؟.. لـماذا يحدث.. وهل له علاج.. وكيف يمكن أن نتجنب الإصابة به؟
الجواب :
أن كلـمة ورم تثير في نفوس الجميع قدرا كبيرا من القلق والـمخاوف حتى ولو كانت مصحوبة بوصف كاذب.. ومخاوف هذا الـمريض لها ما يبررها.. ولكن هذه الحالة تختلف كثيرا عن الورم بمعناه الـمعروف.. قد يجمع بين ما نطلق عليه الورم الـمخي الكاذب وبين الورم الدماغي الحقيقي بعض التشابه في الأعراض الظاهرة.. ولكن الأسباب وطريقة العلاج ونتائج العلاج والاستجابة العلاجية وكل التفاصيل الأخرى مختلفة تماما.
والصداع يمثل العرض الرئيسي للوزم الدماغي الكاذب حيث يعاني منه معظم الـمصابين بهذه الحالة.. ومن الأعراض كذلك الغثيان في بعض الحالات وتأثر الرؤية البصرية وازدواج الرؤية، ومن الحقائق التي قد تبدوا غريبة أن هذه الحالة الـمرضية تصيب الإناث أكثر من الذكور وتنتشر أكثر بين النساء اللاتي يعانين من البدانة الـمفرطة.
وفي هذا الـمرض يرتفع ضغط الدماغ أو ضغط السائل النخاعي داخل الجمجمة بشكل تلقائي.. مما يؤدي الى تورم العصب البصري وهو ما يفسر اضطراب الرؤية أو الرؤية الـمزدوجة.. وتظهر الفحوص التشخيصية عدم وجود أي التهابات أو أورام أو إصابات موضعية في الـمخ.. كما يكون السائل النخاعي طبيعيا في التركيب والـمظهر.. لذلك يطلق على هذا الـمرض ـ بالإضافة الى الورم الكاذب ـ اسم "ارتفاع ضغط الدماغ التلقائي".
تشابه الأعراض 0
* لـماذا أطلق عليه وصف ورم أصلا حتى ولو كان كاذبا؟
هذه الحالة سميت بالورم الدماغي الكاذب لان أعراضها تتشابه مع أعراض الأورام الدماغية الحقيقية.. وتفسير ذلك أن الورم الحقيقي يحدث ضغطا على بعض مناطق الدماغ.. وارتفاع ضغط الدماغ التلقائي.. يحدث أيضا ضغطا في الدماغ.. ومريض الورم الحقيقي يعاني أيضا من الصداع الشديد والغثيان واضطراب القدرات البصرية.
ولكن عند إجراء الفحص السريري (الإكلينيكي).. ودراسة التاريخ الصحي للـمريض وإجراء الفحوص التشخيصية الدقيقة الأخرى وخاصة فحص الدماغ باستخدام تقنية الرنين الـمغناطيسي يتم استبعاد الورم الدماغي وتأكيد الإصابة بارتفاع الضغط الدماغي التلقائي.. لتبدأ مرحلة أخرى شديدة الأهمية من مراحل التشخيص والعلاج،
من الـمهم عند تشخيص إصابة الـمريض بارتفاع ضغط الدماغ التلقائي استبعاد مجموعة من مسببات ارتفاع الضغط داخل الدماغ ومنها على سبيل الـمثال وجود تجلطات دموية بالجيوب الوريدية في الدماغ.. ويتم ذلك عن طريق تصوير الدماغ بالرنين الـمغناطيس.. وكذلك يجب التأكد من عدم وجود بعض الاضطرابات الهرمونية.. واستبعاد إصابة الـمريض بخلل وظيفي في الكلى.. أو تناول بعض الأدوية أو السميات التي يمكن أن تؤدي الى زيادة الضغط داخل الدماغ، أيضا تشمل رحلة التشخيص التأكد من عدم وجود أي التهابات في الـمخ، وتكمن أهمية ذلك في أن تحديد نوع وسبب ارتفاع ضغط الدم في الدماغ يحدد برنامج العلاج والذي يعتمد في مثل هذه الحالات على علاج السبب.
الرجيم العلاجي
* ماذا عن علاج الورم الدماغي الكاذب.. وهل يحقق نتائج جيدة؟
هناك بدائل علاجية عديدة للتعامل مع هذه الحالة الـمرضية.. وبالنسبة للسيدات اللاتي يعانين من زيادة كبيرة في الوزن فإن البرنامج العلاجي يجب أن يتزامن مع برنامج دقيق وصحي لإنقاص الوزن.. ويشمل العلاج استعمال بعض الأدوية التي تخفض الضغط داخل الدماغ.
وفي بعض الحالات يتم اللجوء الى استعمال أدوية الكورتيزون إلى جانب شفط أو بزل جزء من السائل الدماغي لتقليل الضغط داخل الجمجمة وبالتالي التخفيف من حدة الأعراض الـمصاحبة.. وفي الغالب تستجيب نسبة كبيرة من الـمرضى لهذا القدر من العلاج وتتحسن حالتهم بشكل كبير.
ولكن في بعض الحالات التي لا تحقق استجابة كافية للعلاجات السابقة نلجأ إلى التدخل الجراحي كاختيار أخير لتخفيف الضغط داخل الدماغ.. وتعتمد فكرة الجراحة على توفير منفذ للسائل الزائد للخروج من داخل الجمجمة، ويستخدم لهذا الغرض جهاز خاص يقوم بتصريف السائل الزائد من الجمجمة الى التجويف البريتوني في البطن.. والجهاز مزود بصمام دقيق يسمح فقط بمرور السائل الدماغي الزائد ويغلق تلقائيا عندما يصل الضغط داخل الدماغ الى الـمعدل الطبيعي.. وهي جراحة دقيقة وتحقق نسب نجاح عالية جدا.
وفي جميع الحالات من الـمهم أن يتابع كل مصاب بارتفاع الضغط الدماغي التلقائي الطبيب الـمتخصص بشكل دوري لـمتابعة مستوى الضغط داخل الدماغ.
والحمد لله رب العالمين ، ، ،