"الأوبزيرفر": بريطانيا تنهار مع اقتراب العصر الأمريكي من نهايته
الاثنين26 من ذو القعدة1429هـ 24-11-2008م


مفكرة الإسلام: ربطت صحيفة الأوبزيرفر البريطانية بين الانهيار المتوقع للولايات المتحدة الأمريكية وانهيار آخر سيضرب المجتمع البريطاني, مشيرة إلى أن العصر الأمريكي اقترب من نهايته، وأن الغزو العراقي كان آخر فعل شنيع للغطرسة الأمريكية.
وقال أستاذ التاريخ بجامعة لندن تريسترام هانت: ومن سوء طالع الرئيس المنتخب باراك أوباما أنه سيتابع تفكك الإمبراطورية الأمريكية أمام عينيه, ويكون عليه أن يستخدم دهاءه السياسي وعبقريته البلاغية لتنوير الأمريكيين بشأن ما يمس بلدهم.
وأضاف: لكن علينا نحن كذلك أن نبدأ عملية إعادة تقييم مكانتنا في العالم, وبما أننا خسرنا إمبراطورية من قبل فالأمر يبدو أسهل الآن.
واستدل هانت بتقرير مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي الذي نشر الأسبوع الماضي, مؤكدًا أنه ليس إلا عنصرًا يعزز المخاوف من أن العصر الأمريكي قد اقترب من نهايته، وأن الغزو العراقي كان آخر فعل شنيع للغطرسة الأمريكية.

لن تعود العولمة مرادفة للأمركة:
وعن انحسار الدور الأمريكي في التأثير على العالم مستقبلاً قال هانت: كما تنبأ خبراء بالبنتاجون فإن الاقتصادات الصاعدة كالبرازيل وروسيا والهند والصين بدأت تروض عضلاتها السياسية والاقتصادية, وبدأت الهيمنة النقدية للدولار تترنح, وفي الوقت ذاته بدأت بوليوود (الهند) ونوليوود (نيجيريا) تتحدى الهيمنة الثقافية لهوليوود, وفي العقود القادمة لن تعود العولمة مرادفة للأمركة.

بريطانيا تواطأت مع أمريكا في عمليات سلب ونهب:
وأردف هانت بعدما تكلم عن الانهيار الأمريكي المتوقع بالحديث عن علاقتها الوطية بواشنطن: لكن ماذا عن بريطانيا وتبعيتها العمياء للإمبراطورية الأمريكية واستعدادها الدائم لتقديم "ضريبة الدم" مقابل علاقتها الخاصة مع أمريكا؟ فالانهيار الذي سيصيب الهيمنة الأمريكية يمثل بالنسبة لنا اختبارًا حقيقيًا.
ورغم اعترافه بحجم الاستفادة البريطانية من التبعية لأمريكا إلا أنه لم ينس أن لهذا الأمر تبعاته حيث قال: ولا يعني هذا أن ارتباطنا بالولايات المتحدة لم يمر بفترات إذلال وإهانة, فقد تواطأنا مع الأمريكيين في مهمات نهب وسلب كان علينا أن نتجنبها, لكننا بالمقابل ضمنا أن نجد حليفًا يحمي ظهورنا كما وقع في حرب فوكلاند, ولا ينبغي أن نغفل أن الزعامة الأمريكية للعالم ظلت في غالب حالها تسير عكس التيار الصحيح للتقدم البشري.