أطفال بغداد الحزينة يسألون:
بأي ذنب يقتلون؟؟!!
يترنحون على شظاياالجوع
يقتسمونخبز الموت ثم يودعون
شبح الجنود الحمر يظهر في سطيعبلادنا
و يصيح فينا الطامعون
من كل صوب قادمون
من كل جنسيزحفون
تبدو شوارعنا بلون الدم
و الكهان في خمر الندامة غارقون
تبدو قلوب الناس أشباحاً
و يبدو الحلم طيفاً عاجزاً بين المهانة والظنون
هذي كلاب الصيد فوق رؤسنا تعوي
و نحن إلى المهالك مسرعون
أطفال بغداد الحزينة يسألون :
بأي ذنب يقتلون ؟؟!!
فيالشوارع يصرخون
جيش التتار
يدق أبواب المدينة كالوباء
ويزحف كالطاعون
أطفال هلاكو
على جثث الصغار يزمجرون
صراخالناس يقتحم السكون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات
مخالبسوداء تنفذ في العيون
مازال دجلة يذكر الأيام
و الماضي البعيد يطلمن خلف القرون
عبر الغزاة هنا كثيراً أين راحوا ؟؟!!
أين راحالعابرون ؟؟؟
هذي مدينتنا و كم باغٍ أتى ؟!
ذهب الجميع و نحن فيهاصامدون
سيموت هلاكو
و يعود أطفال العراق أمام دجلة يلعبون
لسنا الهنود الحمر
حتى تنصب فينا المشانق
في كل شبر من ثرىبغداد
نهر أو نخيل أو حدائق
و إذا أردتم سوف نجعلها بنادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض
بين الماء في صمت الخنادق
إناكرهنا الموت لكن ..
في سبيل الله نشعلها حرائق
ستظل في كل العصور ولو كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائق
أطفال بغداد الحزينة يسألون؟؟!!
بأي ذنب يقتلون ؟؟!!
يرفعون الآن رايات الغضب
بغداد فيأيدي الجبابرة الكبار
تضيع منا تغتصب
أين العروبة و السيوف البيض
و الخيل الضواري و المآثر و النسب
أين الشعوب و أين حكام العرب
في معبد الطغيان يبتهل الجميع
و لا ترى غير العجب
البعضمنهم قد شجب
و البعض في خزي هرب
و هناك من خلع الثياب و لكل جوادقد وهب
في ساحة الشيطان نقرأ سورة الدولار
يسعى الناس أفواجاً
إلى مسرى الغنائم و الذهب
و الناس تسأل عن بقايا أمة
تدعىالعرب
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
لم يعد في الكون شئ من مآثرأهلها
و لكل مأساة سبب
باعوا الخيول و قايضوا الفرسان في سوق الخطب
فليسقط التاريخ و لتحيا الخطب
أطفال بغداد الحزينة يصرخون
يأتي إلينا الموت في لبن الصغار
يأتي إلينا الموت في اللعب الصغيرة
في الحدائق في الأغاني في المطاعم في الغبار
تتساقط الجدران فوقمواكب التاريخ
لا يبقى لنا منها جدار
عار على زمن الحضارة أي عار
من خلف آلاف الحدود
يطل صاروخ لقيط غريب الوجه
لم يعرف لهأبداً مدار
و يصيح فينا أين أسلحة الدمار؟؟!!
هل بعد موت الضحكةالعذراء فينا
سوف يأتينا النهار
الطائرات تسد عين الشمس
والأحلام في دمنا انتحار
فبأي حق تهدمون بيوتنا
و بأي قانون تدمرألف مئذنة
و تنفث سيل نار
تمضي بنا الأيام في بغداد
من جوعإلى جوع
من ظمأ إلى ظمأ
و وجه الكون جوع أو حصار
يا سيدالبيت الكبير
يا لعنة الوضع الحقير
في وجهك الكذاب تخفي
ألف وجه مستعار
نحن البداية في الرواية
ثم يرتفع الستار
هذي المهازل لن تكون نهاية المشوار
هل صار تجويع الشعوب و سام عز وافتخار
هل صار قتل الناس في الصلوات ملهاة الكبار
أطفال بغدادالحزينة في المدارس يلعبون
كرة هنا .... كرة هناك
طفل هنا ... طفلهناك
قلم هنا ... قلم هناك
لبن هنا موت هلاك
بين الشظايازهرة الصبار تبكي
و الصغار على الملاعب يصمتون
بالأمس كانواكالحمائم في الفضاء يحلقون
فجراً أضاء الكون يوماً لا استكان و لا غفا
غابت شموس الحق
و العدل اختفى
مهما وفى الشرفاء فى أزماننا
صنف النذالة ما وفى
مهما صفىالعقلاء في أوطاننا
بئر الخيانة ما صفى
بغداد يا بلد الرشيد
يا قلعة التاريخ و الزمن المجيد
بين ارتحال الليل و الصبح المجنح
لحظتــــــان
موت و عيـــد
ما بين أشلاء الشهيد
ما بين ليل قد رحل
ينساب صبحبالأمل
لا تجزعي بلد الرشيد
لا تجزعي بلد الرشيد
لا تجزعيبلد الرشيد
:12: