على بـركة الله نبـدأ بـ جولـة حـول كلمات كتبهـا يصـف بهـا الشعر و الشعـراء
فيقـول :
- ليـس الشعرُ رأياً تعـبّر الألفـاظُ عنه , بـل هو أنشـودةٌ تتصاعد من جرحٍ دامٍ أو فمٍ
بـاسم .
فأقف وأرد قائـلة :
أيـا جُبران حينمـا تكتمـل قصيدتنـا وهي لم تكتمـل بعد تغـوص الألفاظ فينـا مخافـة
أن يجففهـا الورق , إن بنـا من الجروح و الآلام ما إن سكبناه في الـورق حتـى نرى الحـبر
فيه قد أنتـثر فتـثور الكلمـات معـلنة الحداد عليـنا فنـبكي وتـبكي ونصـمــت فتـسكت ..
أيـا جـبران أصـبت فيهـا ..
فيـقطع ويـقـول :
الألفـاظُ لا تتقيَّد بقـيود الزمان , فيجدرُ بك إذا تكلمتَ أو كتبتَ أن تضع هذه
الحقـيقة نُصـْبَ عينيك ..
فأرد متأملـة :
أظـن أنـنا نحنُ من نقـيد تلك الألفـاظ ونسجنهـا بشيء مـن الأنـانية .!؟
يقــول :
الشاعـرُ مَلِكٌ خُلع عن عرشه فجلَسَ بين رمادِ قصرِه يعمــل في صُنْع صورة من الرماد, إنمـا
الشعر كثيرٌ من الفرح و الألم و الدهشة مع قليلٍ من القـاموس .!
عبثاً يحاول الشاعـر أن يهتـدي إلى أٌمِّ أناشيد قلبه .!
قلــتُ مرَّة لشاعر : إنِّنـا لا نعـرف قيمتّك حتـى تموتَ
فأجـاب قائـلاً : أجـل , إن الموتَ يُســدل النقابَ عن وجـه الحقيقة أبداً , وإذا كنـتم
بالحقـيقة تودَّون أن تعرفوا قيمـتي عن طريقِ الموت فما ذلك إلا لأن في قلـبي أكثر مما
على لسـاني , وفي رغبـاتي أكثـر مما في يدي .
فأقـول :
رُبمـا لأنـنا لا نَحـس بطعـم الأشياء وأهميتهـا إلا عند فَقـدهـا , وقليـلٌ مِنـا من يصغـي لسماعهـا
وهـي تُنشدُ أمامه .!
..