محـاضرة : مسؤلية الرجل في بيتـه
لفضيلة الشيخ : د.محمد العريفي
الحمد لله الذي أنشىء خلقه وبرى وقسم أحوال عباده غنىً وفقراً وأنزل الماء وشق أسباب الثرى أحمده سبحانه فهو الذي أجرى على الطائعين أجرا وأسبل على العاصين سترى هو سبحانه الذي يعلم ما فوق السماء وما تحت الثرى ولا يغيب عن علمه دبيب النمل في الليل اذا سرى أحمده سبحانه فهو للحمد أهلٌ وأشكره - جل وعلى - على ما يسر لنا من هذا الإجتماع الذي تحفنا فيه الملائكة و وتغشانا فيه الرحمة ويذكرنا الله - تعالى - فيمن عنده ونسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يجعل جائزتنا بعد تفرقنا من هذا المجلس أن يقال لنا قوموا مغفورا لكم كما صح بذلك الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر أبو نعيم - رحمة الله تعالى - في الحلية أن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - أوتي له بزيت من الشام حتى يقسمه بين المسلمين ويبيعه عليهم ثم يجعل ما ينتج منه من مال في بيت مال المسلمين حتى يصرف ذلك في منافع المسلمين فقد أوتي له بهذا الزيت في قرب فكان عمر - رضي الله تعالى عنه - كلما فرغت قربة من هذه القرب وقد كان - رضي الله تعالى عنه - يصبها للناس في جفان يصبها لهم في (آنية) ويبيعها عليهم ثم كان يأخذ هذا المال ليضعه في منافع المسلمين فكان كلما فرغت قربة من هذه القرب قلبها ثم عصرها حتى ينتهي كل ما فيها من زيت ثم يطرحها عن يمينه ثم يأخذ قربة أخرى فلا يزال يفرغ في هذه الجفان للناس ويبيعها عليهم حتى إذا فرغت هذه القربة وعصرها ألقاها عن يمينه وشماله فكان كلما فرغت قربة ألقاها حتى اجتمع من ذلك أربع قرب أو خمس فكان بجانبه - رضي الله تعالى عنه - غلام له صغير فكان كلما ألقى عمر قربة عن يمينه أخذها الغلام ثم رفعها فوق رأسه ثم قلبها على رأسه يعني على رأس الغلام حتى تقطر قطرة أو قطرتان من هذا الزيت على رأس الغلام ثم يفركها على شعره ثم يلقيها ثم يأخذ القربة الأخرى فيفعل بها كذلك ثم يأخذ الثالثة والرابعة فيفعل بها كذلك حتى دهن شعره ودهن وجهه من ذلك وما انتبه إليه عمر حتى فعل ذلك بأربع قرب أو خمس أو ست ثم إلتفت إليه عمر - رضي الله تعالى عنه - فإذا صورته حسنه وإذا شعره قد ادهن وأصبح لامعا وإذا وجهه قد ذهبت عنه غبرته