بغال الليبرالية يصطفون مع السيستاني
السبت 16, يناير 2010


الشيخ سليمان بن أحمد الدويش

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد :

فما قيل : إن الدكتور محمد العريفي , في تصريحه تجاه الزنديق الفاجر , آية الشيطان السيستاني , لايمثل المؤسسة الرسمية , حق لامرية فيه , وهذا مما لو سئل عنه الدكتورمحمد نفسه لأجاب به , وهو مما يجب أن يعيه الجميع , وليس من لازمه أن يكون ماقاله الدكتور خطأ , أولا يتوافق مع وجهة النظر الشرعية , بل إن ماقاله الدكتور العريفي حق لامرية فيه , وهو أبين في وضوحه من الشمس في رابعة النهار , ليس دونها غمام , والدولة قد تتبنى موقفا سياسيا , تراعي فيه بعض الاعتبارات , ولايلزم منه موافقة العلماء له , وعدم مخالفته , أو بيان ماتبرأ الذمة به تجاهه , كموقف الدولة من تمكين الرافضة من دخول الحرم , مع أنهم من المشركين , بل بعضهم ممن يصرح بشكه في داخل الحرم عياذا بالله , فلا يلزم من سماح الدولة للرافضة بدخول الحرم , سكوت العالم عن بيان حكم دخول المشركين له , وغير ذلك من القضايا المشابهة , والحديث عن هذا يحتاج إلى مزيد بسط ليس هذا مجاله .

وأما تلك الجلبة , التي أحدثها , أوجعجع بها قطعان الرجس السيستاني السائبة , وتلك الاتهامات التي أطلقها نوري المالكي " درع الحذاء " ( إشارة لحركته البهلوانية في وقاية مجرم الحرب بوش من حذاء الزيدي ) , فهي لاتعدو أن تكون من جنس نوائح الرافضة – أخزاهم الله - , التي لايجيدون غيرها , ولايمكن أن تنفك عنهم بحال .

ليس ما نراه من مواقف الرافضة المجوس بمستغرب , فهم يرون في العلج السيستاني إماماً متبوعاً , وسيِّدا مطاعاً , وآية من آيات الله الباهرة , ومعجزاته الظاهرة , وهذا معتقدهم فيه أو بعضهم , وبئس والله مايعتقدون .
لكن الغريب في الأمر , هو تسارع بعض المنتسبين لأهل السنة , خاصة بغال الليبرالية , ووقوفهم في خندق أعداء الدين والدولة , وتجريمهم لماقاله الدكتور العريفي , أو تخطئة حديثه , ومحاولة تصوير ذلك على أنه افتيات على الدولة , وإحراج لها , ومناهضة لمشروع الحوار , وإيقاد لنار الطائفية , ووأد لروح التسامح , وغير ذلك مما يشهدالله أنهم من أكذب الناس في ادعائه , أو الحرص على عدم المساس به , بل كل همهم النيل ممن ظاهر الخير والصلاح , وومن يُحسب على أهل التدين والدعوة , وإلا فلو قال بغل ليبرالي أضعاف ماقال العريفي أو أحد إخوانه من الدعاة , لما رأيت منهم من ينبس ببنت شفة , أو يحرك ساكنا !! .

هكذا هم , وإلا فما معنى سكوتهم – أخزاهم الله – عن الرافضة , وهم يسمعونهم بكرة وعشياً يلعنون خيار أئمتنا , ويتهمون حبيبة حبيبنا صلى الله عليه وسلم بالفاحشة والمنكر , ولا يستترون بهذا القول , ويرونه من دينهم , وصلب عقيدتهم , ويروننا أهل السنة حطب جهنم , وخطيئة يجب التخلص منها , وأنه من قتل سنيا وجبت له الجنة , وهم إنما يتلقون ذلك القذر والرجس من أئمتهم وآياتهم , الذين يقف الطاغوت السيستاني في مقدمتهم , ومع هذا كله فلم تتحرك غيرة بغال الليبرالية , لتجريم أولئك المجرمين من الرافضة المجوس , واتهامم بالطائفية , والبعد عن التسامح , وتحطيم جسور الوحدة التي بناها الحوار زعموا , وغير ذلك مما اتهموا الدكتور العريفي بالإساءة إليه , فمالهم كيف يحكمون , وفي خانة من يقفون , وعن أي عقيدة يدافعون ؟ .

إنه إن كان الشيخ العريفي تكلم عن صنم من أصنام المجوس , ووصفه بما ندين الله جميعا بأنه حقيقة به , فقد وصف الرافضةُ المجوسُ أفضلَ الأمة بعد نبيها أبا بكر وعمر رضي الله عنهما , بأنهما صنما قريش , والجبت والطاغوت , وهم يرون برَّا وقربة لعنهما , والدعاء عليهما , وتوجيه الإساء لهما , ومعلوم أن السيستاني وملء الأرض من مثله لايساوون شسع نعل أحدهما رضي الله عنهما وأرضاها , وأركس بالخزي والصغار من نال منهما .

لقد أثبتت هذه الحادثة , ومن قبلها حوادث أخرى , مدى حقد بغال الليبرالية على أهل الخير والدعوة , ومدى تغلغل الفساد في إعلامنا , وأنه لاينطق بما يتفق ومعتقدات الناس السليمة , ورؤاهم المستقيمة , بل هو جزء من المشكلة , ووقود للفتنة , وخنجر مسموم في خاصرة الأمة إلا مارحم ربك .

لقد خرج أحد طواغيت الرافضة المجوس قبل مدة , ولن يكون آخرهم , كما لم يكن أولهم , فقد سبقه الهالك الخميني – أركسه الله في نار جهنم – واتهم قادة هذه البلاد , ونسب لهم من الزور والفجور , وعظائم الأمور , مالايصدر مثله عن مخمور يعمل في ماخور , وقال من فاحش القول وساقطه , وقبح اللفظ ونتنه , ما يوحي لك بعظيم العداوة والحق الذي تنطوي عليه قلوبهم الصدأة , ومع هذا لم يتحرك لبغال الليبرالية شعور ولن يتحرك , وماذاك إلا لأنهم يقفون معه في ذات الخندق , ويرون نفس الرأي , ولكن تقتضي مصلحة الوقت والمرحلة , أن يخرجوا بجلد آخر , ولون آخر , حتى تنطلي على الناس دعاويهم المضللة , وأفكارهم الهدامة .
وحتى لا يكون كلامي مسترسلاً بلا بينة , ولأقطع الطريق على المشككين , وأفوت الفرصة على المضللين , أذَكِّركم بموقفهم من عدوالله , وعدو الدولة , نمر النمر , الذي أعلن الاستقلال والتمرد , وصرَّح بطلب الدعم والتأييد من دولة المجوس , وكم هي المقالات التي تناولت جريمة الشنيعة , وما نسبتها عند ماسطره بغال الليبرالية في حق كلمة الحق , التي قالها الشيخ العريفي .

ثم انظر إلى موقفهم مما أحدثه الرافضة من إساءة بالغة , في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما نتج عن ذلك من مساندة لإخوانهم المجوس , في كل مستنقع يقطنون فيه , في حين لاذ بغال الليبرالية بالصمت , وانقلبوا على أعقابهم , وكأن الأمر لايعنيهم في قليل ولا كثير , فلاهم بالذين شنعوا على أعمال الشغب المنكرة , ولاهم بالذين وقفوا يدافعون عن دولتهم ومواقفها , من هجمات قنوات الرافضة المتتالية السافرة , ثم قارن بين هذا الموقف المخزي لبغال الليبرالية , وبين موقفهم من أي حدث آخر يكون طرفه داعية , أو عالم , أو قاضٍ , أو عضو هيئة , أو محتسب , أو من ظاهره التدين والاستقامة , وكيف يسلقونه بألسنة حداد , ويرسلون عليه سهام العداوات , ويقذفونه بحجارة الحقد والبغضاء , قاتلهم الله أنى يؤفكون .

أيها الفضلاء :

ليس سرا إن قلت إن كثيرا ممن تحدث عن موقف الشيخ العريفي , أراد تصفية حساباته مع أهل الخير , وهذا معلوم من حالهم ومواقفهم , فهم يعمدون إلى تشويه سمعة أهل الخير بكل ما أوتوا من قوة وإمكانيات , حتى ولو كان عمل أهل الخير مما لاتحجبه السحب , ومما يشهد به القاصي والداني , ويسير بخبره الركبان , وفي مقابل ذلك يلمعون كل تافه ورخيص , حتى ولو قام بعمل محتقر , إلا أنه يبالغون في تصويره وتعظيمه , ولكأن الأمة بأسرها مدينة له فيه , والناس عيال عليه بفعله .

من أجلى الصور وأحدثها , ومما يكشف ظلمة الحقد المحلولكة في قلوبهم المريضة , موقفهم من زيارات العلماء والدعاة للجنود الأبطال في ساحات الوغى , وجلوسهم معهم في الخطوط الأمامية , وهي الزيارات التي فرح بها الجنود أيما فرح , وكانت لهم كالبلسم , وأعطتهم من الدفع الحسي والمعنوي مالاتستطيع كتمه أفواههم , فتحدثوا به لمن زارهم , ونقلوا خبره لأهليهم ومحبيهم , بل تراهم من فرحتهم بذلك , وسرورهم به , يبتدرون الزوار بالخدمة والإكرام , ويتسابقون للجلوس بقربهم , أو مرافقتهم في تجوالهم .

وكيف أن أهل الفشل والحقد , من حملة الأقلام التافهة , وبعض القائمين على الوسائل الإعلامية , لم يستهويهم إلا تلك الفتاة , التي خرجت بالزي العسكري , لتقابل العسكر , وزعموا أنها ببطولتها بلغت الخطوط الأمامية , وهذا يوحي أنه ليس فيهم رجال , وأن تلك الفتاة أشجع منهم وأرجل , وإذا كان الأمر كذلك , فلا غرابة أن يكونوا في ذيل القائمة , لأنهم أشباه الرجال وليسوا رجالا .

لن أستطرد في الحديث عن هؤلاء الخونة , الذين لاينتصرون إلا للتوافه , ولاينشطون إلا في الأوحال , فقبل مدة ثارت ثائرتهم حمية للفأر ميكي , واليوم للعلج السيستاني , ومن قبل ذلك وبينه , يطالعوننا بغضبة وحمية لأحد إخوان القرة والخنازير , فهل يمكن بعد هذا أن نثق بهم , أو أن نطمئن إليهم , أو أن نصدق دعاويهم الزائفة ؟ .

والله إن الإنسان ليشفق على من يحسن الظن بهم , أما هم فلست أعلم من المسخ , إن لم يكونوا كذلك , حيث لم يرعوا حرمة لنص شرعي , ولا حرمة لقائم به , ولا حرمة لداعية إليه , فكيف بالله لايقال بأنهم مسخ ورجس ؟ .

بالله عليكم ما الوصف الذي يستحقه من يقول عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه وحشي؟ .

وما الصفة التي يمكن إطلاقها على من يصف حديث النبي صلى الله عليه وسلم , بأنه مثل كريه ؟ .

وماذا نسمي من يسخر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( أترضاه لأختك ) , ويرى أنه من سوء الأدب ؟ .

وماذا نقول عمن يعتبر قول النبي صلى الله عليه وسلم , عن الشمس والقمر : ( إنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده ) , بأن ذلك خرافة .

وغير ذلك كثير وكثير , وكل هذا مما يُنشر في صحفنا , ويُوصف قائلوه بالثقافة والفكر وللأسف , فهل يستحق هؤلاء الرويبضات التافهين مثل هذه الألقاب , وإذا كان هؤلاء هم مثقفوا الأمة , فهذا يعني أن الأمة قد مُسخت وانتكست عياذا بالله .

إنه يجب على أهل الشأن أن يمسكوا بالزمام قبل أن ينفلت , فالأمر خطير , والمستقبل غامض , وإذا لم تُوجه القافلة نحو الاتجاه الصحيح , ويكون ربانها أهل الشريعة , وحاديها الفضيلة والغيرة , فإن الله يغار , وهو القائل سبحانه : ( واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين .
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .
اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .
اللهم أصلح الراعي والرعية .

اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليهادينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه

سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبومالك
لجينيات