قال الشيخ بكر أبو زيد : في كتابة خصائص جزيرة العرب .
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم" رواه مسلم في "صحيحه" (2812) ، والترمذي (1937) ، و أحمد (3/ 313 و 354) ، وأبو يعلى (2294) ، والبغوي في "شرح السنة" (3525) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (8) ، وابن حبان (64 و 1836) ؛ من طرق عنه .
وقد جاء هذا الحديث عن جماعة من الصحابة بألفاظ متقاربة .
1. حديث جرير بن عبدالله البجلي :
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (2267) .
وفي سنده حصين بن عمر الأحمسي ، قد ضعفه الجمهور؛ كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 53) .
2. حديث عبدالله بن عباس :
رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (5/ 449) .
وفي سنده ابن أبي أويس – واسمه إسماعيل _ هو وأبوه ضعيفان .
3. حديث ابن مسعود :
أخرجه الحميدي (98) ، والحاكم (2/ 27) .
وفيه إبراهيم الهَجَري ، وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 189) .
4. حديث أبي الدرداء:
رواه البزار (2849-زوائده) من طريق إبراهيم بن أبي العباس عن عبدالحميد بن بَهْرام عن شهر بن حوشب عن ابن غَنْم به .
واختُلِف عليه فيه : فرواه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 269) من طريق جبارة بن المغلِّس عن عبدالحميد به ، ولكن جعله عن عبادة وأبي الدرداء ؟
فإن لم يكن هذا من جبارة ، فهو من تخاليط شهر ؟؟ وعبدالحميد فيه ضعف أيضا ؟
5. حديث أبي هريرة :
رواه البزار (2850) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/ 86) ؛ من طريقين عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة .
والخلاصة : أن متن الحديث ثابت من عدة طرق عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم .
ومعنى هذا الحديث : أن الشيطان يئس من اجتماع أهل الجزيرة على الإشراك بالله تعالى .
ومنذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهي إلى يومنا هذا دار إسلام – ولله الحمد، حماها الله وسائر أوطان المسلمين- ، ولم يعرف الشرك فيها إلا جزئيا على فترات في فرد أو أفراد ، ثم يهيئ الله على مدى الأزمان من يردهم إلى دينهم الحق .
على أن بعض العلماء رحمهم الله تعالى رأى عموم هذا الحديث لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .
قال ابن رجب رحمه الله في شرحه لهذا الحديث :
"المراد أنه يئس أن تجتمع الأمة كلها على الشرك الأكبر" . انتهى .
وذلك كما في قول الله تعالى من سورة المائدة : {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
"وعلى هذا يرد الحديث الصحيح : (فذكره) ".
وبهذا يكون ذكر جزيرة العرب ؛ لمزيتها بأنها أصل ديار الإسلام ، و أهلها أصل المسلمين ومادتهم . والله أعلم .
أقول فهمنا من الشيخ العلامة / بكر أبو زيد الجزء الآول من شطر الحديث وبقي الشطر الثاني ((ولكن في التحريش بينهم )) .
وأن شاء الله نتابع معكم الشرح .. التحريش نسأل السلامة والعافية ..