ا.بدرية صالح التويجري - بريدة
إشراقة
...وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْزِنُهُ » . (مسلم).
ومن الإشراقة نستضيء
حرص الإسلام على مراعاة مشاعر الآخرين حتى جاءت آيات وأحاديث تلامس هذا الجانب فتحث على الأخلاق الفاضلة التي تدخل السرور وتشيع المودة والرحمة بين الناس
وبالمقابل نهى عن كل خلق من شأنه ان يحدث الفرقة ويوتر العلاقات ويوغر الصدور فتحدث القطيعة والتدابر بين المسلمين
أنظروا إلى هذا الحديث و كيف هي الدقة في مراعاة المشاعر حيث جاء النهي ان يتناجى إثنان دون صاحبهما فهذا الخلق له مردود سلبي على ذالك الصاحب وهو كفيل ان يحدث في نفسه شيء من التوجس و الريبة والظن السيئ او قد يشعره بالعزلة ..قد تثور داخله مشاعر الحزن من ذالك التصرف .. فكانت المبادرة من ديننا الحنيف على إغلاق هذا المنفذ والنهي عن هذا التصرف ..فهل يوجد بيننا من يطبق هذه الوصية النبوية ويراعي ذالك الصاحب في المجلس ؟ إن وجد فإن هناك آخرين في مجالسنا من يتعمد إذاء الناس ليس بالتناجي بل علنن أمام الخلق إما بكلمة جافة او بسخرية واستهزأ او يستغل مصاب شخص ما فيأتيه من هذا الألم يجدد عليه حزنه في كل مرة . والمحصلة إما ان تهجر المجالس او يتبادل أصحابها التراشق بالألفاظ فتتوتر العلاقات . فقلة من تراعي الوصايا النبوية وتسير على خطى الحبيب يقول : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو في البخاري : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ فَاحِشاً وَلاَ مُتَفَحِّشاً وَقَالَ :« إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَىَّ أَحْسَنَكُمْ أَخْلاَقاً » . فلنراعي مشاعر ذالك الصاحب في المجلس .
منقول