الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي لـقـــد سَـئِـمـتُــك !----

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    لَـقَـد سَـئِمْـتُـكِ !
    ~



    قرَّرتُ يومًا أنْ أكتُبَ كلماتٍ كانت بداخلي ..
    لم أُرِد حَبسَها ..
    ولم أستطِع التَّعبيرَ عنها وإخراجَها إلاّ على الوَرق .
    وعندما أمسكتُ بالقَلم ، ووضعتُه على الورقة ، لـم يتحَـرَّك ، ورَفَضَ الكِتابة .



    قلتُ له : مالَكَ يا قلمي لا تكتُب ..؟!! لم أعتَـد مِنكَ هـذا !



    قال : كَفَى كَفَى .. لا تكتُبي شيئًا .. كفاكِ ما كتبتِ مِن قبل ، فقد أتعبتيني كثيرًا .


    قلتُ : لِـمَ ..؟!!!


    قال : لا أريـدُكِ أنْ تكتُبي بي مَرَّةً أُخرَى ، ابحثي عن قلمٍ غيري .


    قلتُ : أَلِهذِهِ الدَّرَجَةِ سئِمتَني ..! حتَّى أنتَ يا قلمي ..!! لم يَبْقَ مِن أصدقائي إلاَّ أنتَ ، وبعد أنْ أصبحتَ رفيقي تقولُ ما تقول ..!!


    قال : بل ما زِلتُ رفيقَكِ ، لكنْ رغم كثرة استخدامِكِ لي لم تستفيدي مِنِّي شيئًا ، ولم تتعلَّمي مِنِّي جديدًا .


    قلتُ : بل تعلَّمتُ مِنكَ الكثير .


    قال : فَلِمَ لا تستخدميني ولا تتذكَّريني إلاَّ وقتَ حُزنكِ وضيقكِ وهَمِّك ..؟!


    قلتُ : وهل هذا يُزعِجُك ..؟! ألَا يعني هذا أنَّكَ أقربُ إلَىَّ مِن أُناسٍ كثيرين ..؟! وأَحَبُّ إلَىَّ منهم ..؟! ألَا يعني هذا أنِّي أثِقُ بكَ ، وأراكَ تستطيعُ فَهمَ ما أقول ..؟! ألَا يعني هذا أنَّكَ أقدرُ على إيصالِ رسالتي ، وأنَّكَ أمينٌ على كلمتي ..؟!


    قال : بلَى بلَى .. ولَكِنْ ....


    قلتُ : ما الذي يُضايقُكَ في كِتاباتي ، ويجعلُكَ تقولُ قولَكَ هذا ..؟! ما الذي جعلَكَ تملُّني وتُبغضُني وتُريدني أنْ أستبدلَكَ بغيرِك ..؟! ألِهذِهِ الدرجةِ لا تُطيقني ، ولا تُحِبُّ البقاءَ معي ..؟!


    قال : لا تُسيئي فَهمي ، فما أردتُ شيئًا مِمَّا قُلتِ . ولكنِّي رأيتُكِ لا تستخدميني إلاَّ في كِتابةِ كلماتٍ يملؤها الحُزن والألم ، ولا تستخدميني في كِتابةِ كلماتٍ تدعوا للتفاؤلِ والأمل . منذُ سنواتٍ وأنا معكِ ، أُرافِقُكِ دائِمًا ، ومع ذلك لم تتغيَّر كِتاباتُكِ ، ولَعلَّ النَّاسَ سئِمُوكِ أيضًا ، وسئِمُوا كِتاباتِك مِثلي .


    قلتُ : يا قلمي ، لَعلَّكَ لم تفهمني ، ولَعلَّ النَّاسَ أيضًا لم يفهموني .. أَيضُرُّكَ إنْ كتبتُ بِكَ حُزنًا أو فَرَحًا ..؟! أَيضُرُّكَ إنْ عَبَّرتُ بِكَ عن هُمومي وكتبتُ بِكَ شيئًا مِن واقعي ..؟!


    قال : لا ، لكنَّ التغييرَ مطلوب ، والحُزنُ قد يَضُرُّ بِكِ أكثر مِمَّا ينفعُكِ .


    قلتُ : لا تَخَف علَىَّ يا قلمي ، فما أكتُبُ كلماتي إلاَّ للتخفيفِ عن نفسي ، ولتقديمِ النُّصحَ لنفسي ولغيري .


    قال : وَلِمَ أنتِ الوحيدةُ التي تكتبين هذا النَّوعَ مِن الكِتاباتِ الحزينة ..؟!


    قلتُ : ليست حزينةً بالدرجةِ التي تراها يا قلمي . ألَا تعرِفُ أنَّ كُلَّ إنسانٍ يكتُبُ ما بداخلِهِ وما يشعرُ به ، ويتكلَّمُ عن أىِّ شئٍ في ضوء واقعِهِ وما يعيشُه ..! ألَا تعرِفُ أنَّ كِتاباتِ الإنسانِ تعكِسُ بيئتَه وشخصيتَه وظروفَه التي يعيشُها وتنشئتَه والمواقفَ المُختلفةَ التي يتعرَّضُ لها في حياتِه ..! ألَا تعرِفُ يا قلمي أنَّ كلمةً قد تراها حزينةً وفيها مِن النَّفعِ الكثير ..! ألَا تعلمُ أنَّ ما لا يُعجبُكَ مِن كِتاباتي قـد يُعجِبُ غيرك ويُؤثِّرُ فيه ويكونُ سببًا في تغييره ..! أتظُنَّ أنَّ كُلَّ مَن أمسكَ بقلمِهِ وبدأ يكتُب ، لم يكتُب إلاَّ سعادةً وفَرَحًا وتفاؤلاً ..! كـلاَّ ، فإنَّ النَّاسَ مُختلِفون ، وكُلٌّ يكتُب ما يُريد ، ولَعلَّ كلمةً تَصِلُ مِن كتاباتٍ قد يراها البعضُ حزينةً أكثرَ مِن وُصولِها مِن كِتاباتٍ مُفرِحَة .. ومع ذلك أقولُ لكَ : أنا لا أكتُبُ بِكَ أحزانًا ، ولا أُعَبِّرُ بِكَ عن تشاؤمٍ ويأس . لَعلَّكَ أخطأتَ في نظرتِكَ ، ولَعلَّ انطباعَكَ عَنِّي لم يكن صحيحًا . راجِع كِتاباتي جيدًا وأَرِني ما بِها مِن حُزن . لَعلَّ بدايتِها تكونُ كما تظُنّ . لكنْ اقرأها للنهاية ، وستُلاحِظُ تغييرًا وفَرقًا ، وسترَى نُصحًا ووعظًا . وانظر لكثيرٍ مِن الكُتَّاب ستجدهم لا يكتبون إلاَّ أحزانًا ، فقارِن بين كِتاباتِهم وكِتاباتي . لَعلَّ كلماتي لم تصِل لِمَا وَصَلَت إليهِ كلماتُهم مِن حُسن البلاغة ، ودِقَّةِ التَّعبيرِ ، وجمالِ الصِّياغة ، لَكِنَّها تحمِلُ التَّفاؤلَ والأمل . ثُمَّ إنَّه لا وقتَ للعب ، ولو نظرتَ لحال النَّاس اليوم وما وصلوا إليه ، لرأيتهم بحاجةٍ للوعظ والنُّصح والتوجيه أكثرَ من حاجتِهم لغيره .. لا وقتَ للهو والبحث عن الكلماتِ المُنمَّقة ، والعِبارات الجميلة ، والكلماتِ المُفرِحة .. الأيَّامُ تجري مُسرعة .. ولا ندري متى تقومُ الساعة .. ولا ندري متى يأتينا الموت .


    قال : لا تغضبي ، فما أردتُ إلاَّ نُصحكِ .


    قلتُ : وقد وَصَلَت نصيحتُك . أَمَا زِلتَ مُصِرَّاً على عدم الاستجابةِ لي وكِتابةِ ما أُريد ..؟!


    قال : لا ، لَكِنِّي أُريدكِ أن تكتُبي بعضَ الكلماتِ المُفرِحةِ التي تُسعِدُ الآخَرين وتَسُرُّهم .


    قلتُ : ما عِندي شئٌ مُفرِحٌ أكتُبُه أو أنقلُهُ لغيري ، لَكنَّه كلامٌ عادىّ . يكفي أنْ أدعوهم في كِتاباتي لطاعةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وأُبَشِّرَهم بجَنَّتِهِ وجزيلِ ثوابِهِ لِعِبادِه الطائعين .


    قال : فلتعديني إذًا إنْ وَجدتِ مِن الكلماتِ المُفرِحةِ المُبشِّرةِ ما يُمكنُكِ إيصالُهُ للآخرين ألاَّ تبخلي بها عليهم ، وأن تستخدميني في كِتابتِها .


    قلتُ : إنْ شاءَ الله .. لكنْ لتُخبِر النَّاسَ يا قلمي أنِّي لا أُريدُ إزعاجَهُم بكلماتي ، ولا أسعى لِمَلء حياتِهم أحزانًا ؛ فإنْ أعجبتهم كلماتي فليقرأوها ، وليُحاوِلوا فهم ما تحويه مِن معانٍ ، وإنْ لم تُعجبهم فلم أُجبرهم على المرور بها أو الوقوفِ أمامها ، فليتركوها وليبحثوا عن غيرها .


    قال : إذا كُنتِ أخلصتِ النِّيَّةَ للهِ جَلَّ وعَلا ، وأردتِ بما كتبتِ الدعوةَ إليه ، ودِلالةِ النَّاسِ على الخير ، والأخذِ بأيديهم للوصولِ بهم إلى بَرِّ الأمان ، والاستقامةِ على دين الله جَلَّ وعَلا ، فستجدُ كلماتُكِ صَدَىً كبيرًا عندهم بإذن الله ، وكما خرجت مِن قلبكِ فستدخلُ قلوبَهم ، وسيكونُ لكِ أجرُها وأجرُ مَن عمِلَ بها إنْ شاءَ الله .


    قلتُ : وهذا ما أرجوهُ وأسعى إليه .


    قال : إذًا أبشري وتفاءلي خيرًا ، ولا عليكِ مِمَّن لا يقرأُ كلماتِكِ أو يحقِرُها .


    قلتُ : بارك اللهُ لي فيكَ يا قلمي ، ونفعني بِكَ ، ونفعَ بَكَ الإسلامَ والمُسلِمين .


    قال : آمين ، ولَكِ بالمِثل .




    اللهم اجزى كاتبته خير الجزاء وبارك لنا فيها وفى قلمها

    مما راق لي---





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  2. الصورة الرمزية خزااامى

    خزااامى تقول:

    افتراضي رد: لـقـــد سَـئِـمـتُــك !----



    يعطيك العافية أختي أم حفصة ....

    انتقاء رائع ...لا حرمكِ الله الأجر ...