المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Albayaan
[align=right] ألا يعتبر الناسخ والمنسوخ تحريف في القرآن؟؟؟؟!!! [/align]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Albayaan
[align=right]
ألا تتصادم قضية الناسخ والمنسوخ مع الآية القرآنية التي تقول: "لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" (سورة النساء4: 82)؟
هل تتفق فكرة الناسخ والمنسوخ، أو التغيير في آيات القرآن وإلغائها ومحوها، مع حقيقة أن القرآن أزلي مكتوب في لوح محفوظ؟ "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"؟
[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
بداية اخي الكريم قبل ان نجيب على اسألتك ، عليك ان تعلم معنى النسخ لغةً واصطلاحاً ومن ثم بإذن الله تعالى نجيبك على ما تسأل .
النسخ في اللغة: الرفع والإزالة؛ وفي الشرع: رفع حكم شرعي بعد ثبوته.
والنسخ أمر ثابت وواقع في الكتاب والسنة، لا خلاف في ذلك عند من يُعتد به من أهل العلم.
وهذا النسخ لا يكون الا من عند الله سبحانه وتعالى ، ولا يكون لبشرٍ كائن من كان ، والدليل قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها }
قال الطبري : " ما نبدِّل من حكم آية، فنغيرِّه، أو نترك تبديله فنقره بحاله، نأتِ بخير منها لكم من حكم الآية التي نسخنا، فغيَّرنا حكمها؛ إما في العاجل، لخفته عليكم، من أجل أنه وَضْعُ فَرْضٍ كان عليكم، فأسقط ثقله عنكم، وذلك كالذي كان على المؤمنين من فرض قيام الليل، ثم نُسخ ذلك فوُضع عنهم، فكان ذلك خيرًا لهم في عاجلهم، لسقوط عبء ذلك، وثقل حمله عنهم؛ وإما في الآجل، لعظم ثوابه، من أجل مشقة حمله، وثقل عبئه على الأبدان " .
فمن هنا يكون الجواب على سؤالك الاول بأن النسخ لا يعتبر تحريفا للقرآن الكريم ، لأن الله سبحانه وتعالى لحكمة من عنده هو الذي نسخ وبدّل الآيات ، والتحريف يكون من عند غير الله جلَّ في علاه ، وهذا غير حاصل بل والذي يعتقد بالتحريف فهو كافر .
والجواب عن سؤالك الثاني حول التعارض فلا محل للتعارض بين الاية الكريمة التي ذكرتها والنسخ ، ولا اعلم كيف استدللت بها !!
وبنآءاً على جواب السؤالين السابقين يكون الجواب على سؤالك الثالث .
وهنا اضيف شرحاً للعلّامة ابن عثيمين رحمه الله في قوله تعالى (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) الكهف/27 .
وذلك لتوضيح المسألة لديك اخي الكريم بشكل اكبر
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "قوله تعالى : (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) الكهف/27 .
قوله : (مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ) ؛ يعني : القرآن ، والوحي لا يكون إلا قولا ؛ فهو إذا غير مخلوق .
وقوله : (مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ) : أضافه إليه سبحانه وتعالى ؛ لأنه هو الذي تكلم به ، أنزله على محمد ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بواسطة جبريل الأمين .
(لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) يعني : لا أحد يبدل كلمات الله ، أما الله عز وجل ؛ فيبدل آية مكان آية ؛ كما قال تعالى : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) النحل/101 .
وقوله : (لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ) : يشمل الكلمات الكونية والشرعية :
- أما الكونية : فلا يستثنى منها شيء ، لا يمكن لأحد أن يبدل كلمات الله الكونية :
إذا قضى الله على شخص بالموت ؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك .
إذا قضى الله تعالى بالفقر ؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك .
إذا قضى الله تعالى بالجدب ؛ ما استطاع أحد أن يبدل ذلك .
وكل هذه الأمور التي تحدث في الكون ؛ فإنها بقوله ؛ لقوله تعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس/82 .
- أما الكلمات الشرعية ؛ فإنها قد تبدل من قبل أهل الكفر والنفاق ، فيبدلون الكلمات : إما بالمعنى ، وإما باللفظ إن استطاعوا ، أو بهما
" انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (8/ 370).
ارجو أن تكون المسألة قد اتضحت لديك بارك الله فيك ، والشكر واصل هنا لأختنا ارجوان واخانا اليزيدي على افادتهما .
وآخر دعوانا أنِ الحمدلله رب العالمين