بعد طردها طلابًا سنة.. إغلاق مدرسة عراقية بتهمة نشر "التشيع" في المغرب
الاثنين27 من ربيع الأول1430هـ 23-3-2009م


مفكرة الإسلام: أصدرت الحكومة المغربية أمرًا بإغلاق مدرسة عراقية تعمل في العاصمة الرباط منذ 30 سنة بعد التأكد من ضلوعها في نشر المذهب الشيعي.
وقامت السلطات المغربية على إثر ذلك باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة العراقية لاطلاعه على القرار.
وكشف محمد فاضل وهو والد أطفال في المدرسة أنه فوجئ بأسئلة من أطفاله في التاريخ الإسلامي لا يملك أجوبة عليها، وهي في رأيه مخالفة لمذهب الإمام مالك الذي عليه أهل المغرب السنة.
وزعم الأستاذ في المدرسة العراقية علي محسن أن مدرسته تتبع المنهج العراقي المقرر من وزارة التربية العراقية والخالي من أي دس أو طائفية أو تشيع، لكن وزارة التربية المغربية أماطت اللثام عن قيامها بإرسال لجنة للمدرسة واتضح لها أن مناهجها مخالفة للمناهج المغربية.
واستدعت وزارة الخارجية المغربية القائم بالأعمال العراقي ومديرة المدرسة المرتبطة بحزب الدعوة الشيعي العراقي، وأطلعتهما على قرار الإغلاق.

طرد طفلين عراقيين من المدرسة لكونهما سنيين:
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن طفلين كانا قد طردا من المدرسة العراقية بالرباط بذريعة أنهما سنيان، وذلك وفقًا لإفادة والدهما محمد العرب الأود وهو صحافي وكاتب عراقي.
وأخبر الأب العراقي صحيفة "المساء" المغربية عن تجربة ولديه داخل المدرسة العراقية، وقال: "بدأ الأساتذة يطرحون على الطلبة أسئلة بعيدة عن المقررات الدراسية تؤثر على عقيدتهم، وعندما طلبت من الأساتذة تفسيرًا حول الأسباب التي تدفعهم إلى طرحها، خاصة أن القسم الدراسي يعرف تنوعًا في العقائد والمرجعيات، أصبح ولداي يعانيان من الضرب والإهانة يوميا لكونهما ينتميان إلى الطائفة السنية".
وأضاف محمد: "توجهت بعد ذلك للتحدث مع المديرة من أجل وضع حد للتقصير الذي يطال ولدي، فأجابتني بأن ليس لها دخل بما يقوم به المدرسون من تصرفات أو ما يلقنونه لتلاميذ المدرسة".
واختتم الأب تصريحاته بالقول: "بعد استمرار الوضع لحوالي أسبوع، تم منع الطفلين من دخول المدرسة بدون إبداء أي سبب وجيه".

الخارجية المغربية تستنكر الممارسات الإيرانية المشبوهة:
وأعلنت وزارة الخارجية المغربية في بيان لها مطلع هذا الشهر أن الرباط قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وسط احتجاج المغرب على تصريحات إيرانية أكدت الرباط أنها غير مقبولة بحق البحرين.
وأكدت الوزارة في بيانها وجود نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة ما تمارسه البعثة الدبلوماسية بالرباط، بهدف الإساءة إلى المقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي.
وكان المغرب قد اتهم صراحة البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الرباط بالإساءة للهوية الدينية للمغرب من خلال القيام بأنشطة تهدف إلى نشر الفكر الشيعي في المغرب ، وهو ما اعتبرته الرباط تدخلا سافرا في الشئون الداخلية للمغرب.

المغرب تشن حملة لاجتثات منابع التغلغل الشيعي:
وقد شرعت وزارة الداخلية المغربية في شن حملة مراقبة على المكتبات العامة ومصادرة الكتب المرتبطة بالفكر الشيعي وبإيران و"حزب الله"؛ وذلك بهدف محاربة جميع مصادر التغلغل الشيعي في المغرب وضمان الاستقرار المذهبي الديني.
وتأتي هذه الخطوة الجديدة في إطار تداعيات قطع العلاقات بين الرباط وطهران على خلفية تضامن المغرب مع البحرين واتهام الرباط لطهران بنشر التشيع في المغرب.
وشكلت السلطات المغربية لجانًا محلية بكل الولايات للقيام بحملات مراقبة وتفتيش لمنع الكتاب الشيعي من التداول في الساحة الثقافية.
ونقلت "بي بي سي" عن "عبد العزيز كوكاس" مدير تحرير مجلة "لما لا " المغربية، قوله: إن من واجب الدولة حماية أمنها الروحي من خلال منع الكتب التي تحرض على الفتنة الطائفية وتمس وحدة المذهب المالكي السني في المغرب.
وفي السياق ذاته، أشار عبد السلام بلاجي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة محمد الخامس، إلى أن عددًا من علماء الدين المغاربة حذروا في وقت سابق من خطر المد الشيعي ومحاولات إيران عولمة المشروع الشيعي ، لكن المغرب تجاهل هذه التحذيرات.
إلا أنه أكد أن احتواء المد الشيعي ممكن لكونه لم يتغلغل بعد اجتماعيا وشعبيا.

الخطر الشيعي يظل قائمًا:
ويؤكد بعض المحللين أن الخطر الشيعي يظل قائمًا؛ بسبب إعجاب بعض الشباب المغاربة بالمواقف السياسية لـ"حزب الله" و"إيران" في مواجهة اسرائيل والولايات المتحدة.
وقد دأبت إيران وذراعها الممتدة في لبنان "حزب الله" على استغلال القضية الفلسطينية لكسب عاطفة الشعوب الإسلامية السنية المتعاطفة مع القضية؛ خاصةً في ظل تصريحات "عنترية" تصدر من قادة طهران وزعماء الحزب ضد "إسرائيل" والولايات المتحدة، وهي تصريحات لا تتجاوز النطاق الإعلامي بأي شكل. وأكبر شاهد على ذلك مواقف إيران وحزب الله من العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة والذي استمر نحو 23 يومًا، ولم يُسمع من الجانبين سوى الخطابات الرنانة والتحريضات ضد أنظمة بعض الدول العربية بهدف إثارة الفتنة.
ويرى بلال التليدي الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن التشيع في المغرب حالة فكرية وثقافية ولم ينتقل بعد إلى حالة مذهبية.
ويشير في هذا الصدد إلى أن الطلبة المغاربة الذين درسوا في الحوزات الشيعية في كل من إيران ولبنان وسوريا كانوا يسعون عبر أنشطة جمعوية وإعلامية إلى تأسيس تيار مذهبي شيعي غير أن قرار المغرب قطع العلاقات مع إيران وحملته لمحاربة مصادر الفكر الشيعي عجلت بتقويض مشروعهم.
وفيما تقوم بحملاتها الداخلية لاجتثاث منابع الفكر الشيعي داخل المغرب، تبقى السلطات المغربية قلقة بشأن التغلغل الشيعي في أوساط المغاربة القاطنين بأوروبا وخصوصًا في بلجيكا، وهو ما يجعل مهمة مراقبة التغلغل الشيعي صعبة علمًا بأن المغاربة المتشيعين في أوروبا يعملون وفق تقارير استخباراتية مغربية على نشر الفكر الشيعي لدى عودتهم إلى بلدهم الأصلي.