يقول تبارك وتعالى:
ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض {الإسراء: 55}، ويقول سبحانه وتعالى:
تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات {البقرة: 253}.
والرسل أفضل من الأنبياء، وأجمع على ذلك العلماء، وأفضل الرسل أولو العزم الذين خصهم الله بالذكر، فقال سبحانه:
فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل... {الأحقاف: 35}.
وقال سبحانه:
وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا {الأحزاب: 7}.
وهذا التفضيل يتمثل في أمور منها:
1- الإعطاء؛ يقول سبحانه وتعالى:
وآتينا داود زبورا {الإسراء: 55}.
2- بتفضيل الله لذلك النبي والرسول، يقول سبحانه:
واتخذ الله إبراهيم خليلا، ويقول جل شأنه:
إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
3- ويتفاضل الأنبياء من جهة أن النبي قد يكون نبيًا فقط أو نبيًا ملكًا أو عبدًا رسولاً، ولقد خُيِّر النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدًا رسولاً أو نبيًا ملكًا فاختار الأولى، فحال العبد الرسول أكمل من حال النبي الملك.
يقول شيخ الإسلام: "فالعبد الرسول أفضل عند الله من النبي الملك، ولهذا كان أمر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى أفضل عند الله من داود ويوسف وسليمان".
ولقد جاءت النصوص الشرعية التي بينت فضل النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الانبياء والرسل، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "فضلت على الأنبياء بست، أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون". {رواه مسلم}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر". {رواه أحمد}.
وختامًا يجب أن نلاحظ أنه لا تعارض بين ما سبق وبين الأحاديث التي وردت في النهي عن التفضيل بين الأنبياء كقوله صلى الله عليه وسلم : "لا تفضلوا بين الأنبياء". {متفق عليه}.
فالنهي في الحديث يحمل على ما إذا كان هذا التفضيل يفضي إلى الخصومة أو كان على وجه العصبية والانتقاص.