الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية فراشة فلسطين

    فراشة فلسطين تقول:

    افتراضي ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..‎

    [CENTER]
















    ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..



    ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!...





    تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر

    فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....

    وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :

    كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى

    طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..

    وكانت هذه كذبتها الأولى





    وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب

    للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد

    تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل

    الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت

    السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي

    تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ،

    وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :

    يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..

    وكانت هذه كذبتها الثانية





    وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال

    ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد

    محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل

    وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في

    العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،

    ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود

    إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،

    فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..

    وكانت هذه كذبتها الثالثة





    وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،

    ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،

    وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء

    وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت

    قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،

    بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت

    إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :

    اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..

    وكانت هذه كذبتها الرابعة





    وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت

    مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،

    فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا

    وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران

    حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق

    علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :

    أنا لست بحاجة إلى الحب ..

    وكانت هذه كذبتها الخامسة





    وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة

    إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي

    وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد

    لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا

    في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل

    خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :

    يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..

    وكانت هذه كذبتها السادسة





    وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،

    وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها

    الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،

    وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،

    اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني

    وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...

    وكانت هذه كذبتها السابعة





    كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،

    وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين

    أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها

    طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي

    ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي

    التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني

    فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...

    وكانت هذه كذبتها الثامنة





    وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...









    إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :

    حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...

    وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :

    تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ..
    حياتي كلها لله
     
  2. الصورة الرمزية خزااامى

    خزااامى تقول:

    افتراضي رد: ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..‎

    لم يقرن الله حق الوالدين بحقه عبث ...وخااصة الأم

    نسأل الله أن يرزقنا بر أمهاتنا ....يعطيك العافيه أختي ...موضووع قيم




     
  3. الصورة الرمزية أنهاري

    أنهاري تقول:

    افتراضي رد: ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..‎

    وانا اقراها والله اني دمعت عيوني
    اللهم اعني على برها ورضاها
    بارك الله فيك