الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أبو أسامه

    أبو أسامه تقول:

    افتراضي

    طالعتنا مجلة المجلة اللندنية في عددها 1248 بتاريخ 25/11/1424هـ الموافق 17/1/2004
    بمقال للدكتور أنمار مطاوع في صفحة ( سجال ) بعنوان : لا مجتمع بلا اختلاط.. ولكن أي مجتمع وأي اختلاط؟
    وقد كان محور مقالة الدكتور أنمار أن الفطرة السليمة كما فطرها الله تعالى تستوجب الاختلاط وتوافقه ويوافقها ، وأن انتكاس الفطرة وارتكاسها هو في الفصل بين الرجل والمرأة ( الذكر والأنثى على حد تعبيره ) وبرهن لذلك بأنه في المجتمع الحيواني في الغابة وهو على الفطرة ليس هناك قطيع أناث منفصل عن قطيع ذكور
    وإليكم المقالة كاملة:
    (( المولود يولد على الفطرة والفطرة هي السلوكيات التي نمارسها بدون تعاليم وبدون ضوابط ، على سبيل المثال الحيوانات كلها على الفطرة ، والإنسان بصفته حيواناً يدخل ضمن تلك المنظومة كقطيع بشري إلا أنه يرتقي عن الحيوانات بما ميزه الله به من عقل
    يقول الله سبحانه وتعالى : { ولقد كرمنا بني آدم } وجاء في بعض التفاسير أن التكريم هنا هو التفضيل الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل ، والعقل المقصود هو منطقة التحكم في الفكر والسلوك ، أي أن ميزة الإنسان هي القدرة على التعامل مع النزوات والرغبات وكبح الشهوات باتباعه أنظمة وقوانين سماوية وضعها له الخالق ضمن تعاليمه وتوجيهاته الدينية .
    هذه المعادلة تصل إلى نتيجة أن المنطق هو أن لا يخالف الإنسان الفطرة أو يعطلها ، لكن عليه أن يتعامل معها بالضوابط والتوجيهات الإلهية بما أوتي من عقل لكي يتميز عن غيره من المخلوقات كما أراد له الله
    في المجتمع الحيواني في الغابة وهو على الفطرة ليس هناك قطيع أناث منفصل عن قطيع ذكور لأن الفطرة السليمة تعني التعايش بين الذكر والإنثى وليس عزل أحدهم عن الآخر ورغم أن الحيوان لا يملك ميزة العقل لوضع ضوابط وكوابح لتنظيم السلوكيات بين الذكر والأنثى .ولو تم فصل الإناص عن الذكور لكان ذلك تعديا على الفطرة وتحديا للنظام الإلهي في الأرض . والإنسان لا يخرج عن تلك المنظومة .
    إن فصل الذكور والإناث فيه تعد على نظام الله سبحانه وتعالى فهو ينفي صفة العقل عن الإنسان فالفطرة أن لايكون هناك عزل ، والميزة أن يكون هناك ضابط لتوجيهها ، إضافة إلى أنه أي الفصل فيه تحدي للتكريم الإلهي للإنسان بحرمانه من استخدام ميزة العقل في كبح رغباته ونزواته
    المطلوب ان يكون هناك فكر اجتماعي جديد في المجتمع لإعادة الإنسان إلى الفطرة التي فطره الله عليها فيما يختص بالتعايش بين أفراد المجتمع ، علما أن هناك أمثلة موجودة وقائمة لأماكن العمل أو الدراسة التي تجمع بين الذكور والإناث في مكان واحد ولم يتحول المجتمع الذي يعملون فيه إلى مجتمع فوضوي لأنهم يملكون ميزة العقل ، ويحسنون استخدامها وستكون الفائدة أعم لو تم تطبيق ذلك المبدأ على نطاق أشمل في المجالات التعليمية والعلمية الأخرى .
    لابد أن أؤكد أنه على المجتمع أن يتقبل فكرة وضع آليات جديدة للمؤسسات الأهلية والحكومية تحقق فكرة الفطرة الإلهية في التعايش بين أفراد المجتمع )) انتهى

    فهيا بنا نستقرئ هذا الطرح ، ونستأذن الدكتور أنمار في مناقشتنا له فيه مشكورا:

    يقول الدكتور أنمار :
    ( والإنسان بصفته حيوانا اجتماعيا يدخل ضمن تلك المنظومة كقطيع بشري إلا أنه يرتقي عن الحيوانات بما ميزه الله به من عقل ) أهـ
    فنقول :
    بداية فإن تسميه الإنسان حيوان .. مأخوذة من كونه حيا ..ومن هنا فقط كان مسوّغ أهل المنطق في تعريفهم للإنسان هذا التعريف ، وليس معنى تلك التسمية ولا المقصود منها أن نقيس تصرفاتنا وأفعالنا وأحكام مجتمعنا على ذلك المجتمع الحيواني . بل نحن نستقي أحكام مجتمعنا من شرع لله تعالى الذي أعطانا العقل لنتحكم به وفق نصوص الشرع ..

    ثم نعود إلى قول الدكتور أنمار:
    (( في المجتمع الحيواني في الغابة وهو على الفطرة ليس هناك قطيع أناث منفصل عن قطيع ذكور لأن الفطرة السليمة تعني التعايش بين الذكر والإنثى وليس عزل أحدهم عن الآخر ورغم أن الحيوان لا يملك ميزة العقل لوضع ضوابط وكوابح لتنظيم السلوكيات بين الذكر والأنثى .ولو تم فصل الإناص عن الذكور لكان ذلك تعديا على الفطرة وتحديا للنظام الإلهي في الأرض . والإنسان لا يخرج عن تلك المنظومة . ))
    فنقول :
    نعم .. ليس هناك فصل بين الحيوانات .. لأنه ليس هناك تكليف أصلا ولا حلال ولا حرام ولازنا ولافاحشة ..و(( لا عقل )) وإنما تزاوج لبقاء نوعه وتكاثره . هذا عن الحيوان وأما الإنسان.. فهو عاقل مكلف بتكاليف شرعية ومحكوم بحلال وحرام ، ولو كان الحيوان يملك العقل ويحمل التكاليف .. لصح القياس .

    ويقول د. أنمار:
    " إن فصل الذكور والإناث فيه تعد على نظام الله سبحانه وتعالى فهو ينفي صفة العقل عن الإنسان فالفطرة أن لايكون هناك عزل ، والميزة أن يكون هناك ضابط لتوجيهها ". أهـ
    وهنا نقول
    إن صفة العقل التي أنعم الله بها علينا ينبغي علينا أن نُعملها ونستخدمها لنرتقي ، هذا العقل إذا أعملناه وتدبرنا وتأملنا فإنه يدلنا ويقودنا إلى ضرورة فصل الرجل عن المرأة وإلى حرمة الاختلاط ولا شك . وليس إلى إباحته.
    ولأن العاقل من اتعظ بغيره ، فإن من يرى التردي الذي وصلت إليه مجتمعات الاختلاط والسفور ، وانتكاس الفطرة فيها.. لا يسعه إلا أن ينادي بعدم الاختلاط ويقر بحرمته ، ويدرك أنه هذا الفصل بين الرجل والمرأة هو من وحماية الشريعة للمجتمع وصيانته. وموافقة الفطرة ومراعاة مصالح البشرية وحفظها.
    ويترسخ هذا اليقين ونحن نرى ونقرأ الإحصاءات المهولة والمزرية لسقوط الغرب ونتاج اختلاط رحاله بنسائه في حقائق مخزية وباعترافاتهم هم ؟

    ويقول د. أنمار:
    ( إضافة إلى أنه أي الفصل فيه تحدي للتكريم الإلهي للإنسان بحرمانه من استخدام ميزة العقل في كبح رغباته ونزواته)
    وهنا نسأل :
    إذا سلمنا بأن الإنسان يتميز بميزة استخدام عقله لكبح رغباته ونزواته فلماذا الحال في الغرب بهذه النتانة والسوء ؟ لماذا لم تتحكم عقولهم في رغباتهم ؟
    أيمكننا أن نقول أن الغرب بلاعقل ؟؟!
    فمن أين هذا التطور التكنولوجي الهائل في الغرب ؟ أليس نتاج عقولهم العبقرية ؟
    فلماذا لم تمنعهم هذه العقول العبقرية من اتباع رغباتهم ونزواتهم ؟!
    بل الواقع هو عكس ذلك ..فهم بلاعقول عندما يعيشون حياة الاختلاط والتفسخ والفساد .
    ولكنهم ..عندما أعملوا عقولهم ( نعني آحادٌ منهم فقط ) وفكروا تفكيرا سليما في أوضاعهم وما آلت إليه مجتمعاتهم، خرجوا بنتيجة تقول أن الاختلاط سبب دمارهم ،فطالبوا بالفصل بين الذكور والإناث ونادوا به، ولا نزال نقرأ تلك المطالبات والأصوات والنداءات منهم تباعا .
    ولو سألنا أنفسنا : لماذا لم يكن العقل ضابطا لشهوات أولئك القوم ؟
    فالجواب أنهم بلا دين يردعهم أو ينهاهم أو يكبح حيوانيتهم وبهيميتهم وينظمها .. ولو كان للغرب دينُ صحيح ( وليس غير الإسلام دينا صحيحا) لتمكنوا من ضبط مجتمعاتهم بهذا الدين. لا بعقولهم ، و هنا نصل إلى نتيجة لاشك فيها وهي أن الدين الحقّ بنصوصه الربانية هو الذي ينظم ويهيمن ويحلل ويحرم..
    فماذا يقول الشرع القويم في حكم الاختلاط ؟
    " الشريعة مبنية على المقاصد ووسائلها ، ووسائل المقصود الموصلة إليه لها حكمه ، فالنساء مواضع قضاء وطر الرجال ، وقد سد الشارع الأبواب المفضية إلى تعلق كل فرد من أفراد النوعين بالآخر ، وينجلي ذلك بما نسوقه لك من الأدلة من الكتاب والسنة .
    أما الأدلة من الكتاب فسته :
    الدليل الأول :
    قال تعالى : { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ، وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون } وجه الدلالة أنه لما حصل اختلاط بين إمرأة عزيز مصر وبين يوسف عليه السلام ظهر منها ما كان كامناً فطلبت منه أن يوافقها ... وكذلك إذا حصل اختلاط بالنساء اختار كل من النوعين من يهواه من النوع الآخر ، وبذلك بعد ذلك الوسائل للحصول عليه .
    الدليل الثاني :
    أمر الله الرجال بغض البصر ، وأمر النساء بذلك فقال تعالى : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون . وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن } . وجه الدلالة من الآيتين : أنه أمر المؤمنين والمؤمنات بغض البصر ، وأمره يقتضي الوجوب ، ثم بين تعالى أن هذا أزكى وأطهر ... وما أمر الله بغض البصر إلا لأن النظر إلى من يحرم النظر إليهن زنا ، فروى أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " العينان زناهما ...."... فإذا نهى الشارع عن النظر إليهن لما يؤدي إليه من المفسدة وهو حاصل في الاختلاط ، فكذلك الاختلاط ينهى عنه لأنه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من التمتع بالنظر والسعي إلى ما هو أسوأ منه .
    الدليل الثالث :
    الأدلة التي سبقت في أن المرأة عورة ، ويجب عليها التستر في جميع بدنها ، لأن كشف ذلك أو شيء منه يؤدي إلى النظر إليها ، والنظر إليها يؤدي إلى تعلق القلب بها ، ثم تبذل الأسباب للحصول عليها ، وذلك الاختلاط .
    الدليل الرابع :
    قال تعالى : { ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } . وجه الدلالة أنه تعالى منع النساء من الضرب بالأرجل وإن كان جائزاً في نفسه لئلا يكون سبباً إلى سمع الرجال صوت الخلخال فيثير ذلك دواعي الشهوة منهم غليهن، وكذلك الاختلاط يُمنع لما يؤدي إليه من الفساد .
    الدليل الخامس :
    قوله تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } فسرها ابن عباس وغيره : هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم ، ومنهم المرأة الحسناء وتمر به ، فإذا غفلوا لحظها ، فإذا فطنوا غض بصره عنها ، فإذا غفلوا لحظ ، فإذا فطنوا غمض ، ... وجه الدلالة أن الله تعالى وصف العين التي تسارق النظر إلى مالا يحل النظر إليه من النساء بأنها خائنة ، فكيف بالاختلاط .
    الدليل السادس :
    أنه أمرهن بالقرار في بيوتهن ، قال تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } . وجه الدلالة : أن الله تعالى أمر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات بلزوم بيوتهن ، وهذا الخطاب عام لغيرهن من نساء المسلمين ، أما تقرر في علم الأصول أن خطاب المواجهة يعم إلا ما دل الدليل على تخصيصه ، وليس هناك دليل يدل على الخصوص ، فإذا كن مأمورات بلزوم البيوت إلا إذا اقتضت الضرورة خروجهن ، فكيف يقال بجواز الاختلاط على نحو ما سبق ؟ ...

    أما الأدلة من السنة فإننا نكتفي بذكر تسعة أدلة :
    الأول:
    روى الإمام أحمد في المسند بسنده عن أم حميد إمرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله : إني أحب الصلاة معك ، قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي . قالت : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها وأظلمه ، فكانت والله تصلي فيه حتى ماتت.... وجه الدلالة : أنه إذا شرع في حقها أن تصلي بي بيتها وأنه أفضل حتى من الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه ، متى يمنع الاخلاط من باب أولى .
    الثاني:
    ما رواه مسلم والترمذي وغيرهما بأسانيدهم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها ، وشرها أولها " ... وجه الدلالة : في المسجد فإنهن ينفصلن عن الجماعة على حدة ، ثم وصف أول صفوفهن بالشر والمؤخر منهن بالخير ، وما ذلك إلا لبعد المتأخرات عن الرجال عن مخالطتهم ورؤيتهم وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ، وذم أول صفوفهن لحصول عكس ذلك ، ووصف آخر صفوف الرجال بالشر إذا كان معهم نساء في المسجد لفوات التقدم والقرب من الإمام وقربة من النساء اللاتي يشغلن البال وربما أفسدت به العبادة وشوشن النية والخشوع ، فإذا كان الشارع توقع حصول ذلك في مواطن العبادة مع أنه لم يحصل اختلاط ، فحصول ذلك إذا وقع اختلاط من باب أولى ، فيمنع الاختلاط من باب أولى .
    الثالث:
    روى مسلم في صحيحه ، عن زينب زوجة عبد الله ابن مسعود رضي الله عنها ، قالت : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً ... قال ابن دقيق العبد : فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم .... قال الحافظ ابن حجر : وكذلك الاختلاط بالرجال .
    الرابع
    روى أسامة بن زيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء " . وجه الدلالة : أنه وصفهن بأنهن فتنة ، فكيف يجمع بين الفاتن والمفتون ؟ هذا لا يجوز .
    الخامس
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الدنيا خلوة خضرة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظركيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء " رواه مسلم .
    وجه الدلالة : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتقاء النساء ، وهو يقتضي الوجوب ، فكيف يحصل الامتثال مع الاختلاط ؟ هذا لا يجوز .
    السادس
    روى ابو داود في السنن والبخاري في الكني بسنديهما ، عن حمزة بن السيد الأنصاري ، عن أبيه رضي الله عنه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء : " استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق " فكانت المرأت تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها ... وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا منعهن من الاختلاط في الطريق لأنه يؤدي إلى الافتنان ، فكيف يقال بجواز الاختلاط في غير ذلك ؟
    السابع
    روى ابو داود البالسي في سننه وغيره ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل باباً للنساء ، وقال : " لا يلج من هذا الباب من الرجال أحد " ... وجه الدلالة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم منع اختلاط الرجال والنساء في أبواب المساجد دخولاً وخروجاً ومنع أصل اشتراكهما في أبواب المسجد سداً للذريعة الاختلاط ، فإذا منع الاختلاط في هذه الحال ، ففيه ذلك من باب أولى .
    الثامن
    روى البخاري في صحيحه ، عن أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من صلاته قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً ، وفي رواية ثانية له ، كان يسلم فتنصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وجه الدلالة : أنه منع الاختلاط بالفعل ، وهذا فيه تنبيه على منع الاختلاط في غير هذا الموضوع .
    الدليل التاسع
    روى الطبراني في المعجم الكبير عن معقل ابن يسار رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له... وعن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " لأن يزحم رجل خنزيراً متلطخاً بطين وحمأه خير له من أن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له . وجه الدلالة من الحديثين : أنه صلى الله عليه وسلم منع مماسة الرجل للمرأة بحائل وبدون حائل إذا لم يكن محرماً لها . لما في ذلك من الأثر السيء ، وكذلك الاختلاط يمنع ذلك . فمن تأمل ما ذكرناه من الأدلة تبين له أن القول بأن الاختلاط لا يؤدي إلى فتنة إنما هو بحسب تصور بعض الأشخاص وإلا فهو في الحقيقة يؤدي إلى فتنة ، ولهذا منعه الشارع حسماً للفساد . ولا يدخل في ذلك ما تدعو إليه الضرورة وتشتد الحاجة إليه ويكون في مواضع العبادة كما يقع في الحرم المكي ، والحرم المدني."أهـ باختصار للشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله
    http://saaid.net/female/r56.htm

    وقد تواجهنا بعض الشبهات حول وجود أمثلة نبوية تدل على جواز الاختلاط مثل خروج المرأة للبيع والشراء، وحضور المساجد، والطواف بالبيت، والعلم، والغزو. فهذه ليست محل خلاف ، فخروجها على ذلك النحو لا يلزم منه الصداقة والزمالة، وأن تكون مع الرجل في كل حال.. فلا يحتج بمثل هذه الأمثلة على الجواز، ونسأل من يقول بذلك :
    - هل جمع النبي صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء جميعا في دروسه جنبا إلى جنب؟
    - هل كان الخلفاء والصحابة من بعده يستخدمون النساء ويوظفونهن في دكاكينهم وتجاراتهم، ويجمعون الرجال والنساء جميعا للعمل في محل واحد، كل حين وآن..
    - هل كانت النساء مثل الرجال تماما خروجا وولوجا من البيت ؟ ألم يكن مأمورات بالقرار في البيت، ألم يخبرن بأن صلاتهن فيه خير من صلاتهن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألم يؤمرن بترك وسط الطريق للرجال.
    - ألم يأمر الله تعالى الرجال بغض أبصارهم عن النساء، ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: (لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وعليك الثانية).
    - ألم يحذر صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء، ألم يأمر باتقائهن.
    - لمَ لم يجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء والرجال في صف واحد في الصلاة، الرجل إلى جنب المرأة، تلصق كتفها بكتفه، وقدمها بقدمه.. أو يجعل صفا للرجال، والثاني للنساء، والثالث للرجال، والرابع للنساء. ولمَ وصف الصف البعيد بالخير، والقريب بالشر؟
    ** ولأن ديننا الإسلامي الحق وفي نصوصٍ عدة .. يحرم الاختلاط ويمنع وسائله .. عاش هذا المجتمع المسلم نظيفا سليما من الزنا والاغتصابات والإجهاض والعنف والقتل وتجارة الرقيق وووووو.... من القوائم الطويلة السوداء لمجتمعات الغرب.
    ولكن .. ويوم أن نطالب هذا المجتمع المسلم النظيف المحكوم بضوابط (( الشرع )) _ الموافقة للفطرة وللعقل الرشيد _ أن يتخلى عن هذه الضوابط ، وينجرف في حضيض الغرب استجابة للتطور والفكر الاجتماعي الجديد والآليات الجديدة للمجتمع الجديد والتعايش ووو .. يومها فلا تسأل عن الدمار الذي سيصيب هذا البناء المتين.

    ختاما :
    هذه بعض من أراء القوم المختلطين ، حول تجربتهم في الاختلاط ، فلنقرأ لهم :
    1 / ((في صحيفة "الجمهورية المصرية" مقالا نشرته تحت عنوان : كاتبة أمريكية تقول : " امنعوا الاختلاط و قيدوا حرية المرأة ".ونلخص المقال فيما يلي : واسم الكاتبة : "هيلسيان ستانسبري " الصحفية الشهيرة وقد زارت الجامعات و معسكرات الشباب و المؤسسات الاجتماعية في جمهورية مصر العربية فكان مما قالته :" إن المجتمع العربي مجتمع كامل و سليم ... إلى أن قالت : لهذا أنصحكم بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة ، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب " وتضيف قائلة : " لقد أصبح المجتمع الأمريكي ، مجتمعا معقدا ، مليئا بكل صور الإباحية والخلاعة وأن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين تملأ السجون والأرصفة والحانات والبيوت السرية !! إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا قد جعلت منهم عصابات المخدرات وعصابات الرقيق الأبيض وعصابات" أهـ
    المصدر : موقع الإسلام اليوم
    http://www.islamway.com/bindex.php?section...&article_id=234
    2 / (( لقد ذكرنا من الأدلة الشرعية والواقع الملموس ما يدل على تحريم الاختلاط واشتراك المرأة في أعمال الرجال مما فيه كفاية ومقنع لطالب الحق ولكن نظرا إلى أن بعض الناس قد يستفيدون من كلمات رجال الغرب والشرق أكثر مما يستفيدون من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام علماء المسلمين رأينا أن ننقل لهم ما يتضمن اعتراف رجال الغرب والشرق بمضار الاختلاط ومفاسده لعلهم يقتنعون بذلك, ويعلمون أن ما جاء به دينهم العظيم من منع الاختلاط هو عين الكرامة والصيانة للنساء وحمايتهن من وسائل الإضرار بهن والانتهاك لأعراضهن.
    * قالت الكاتبة الإنجليزية اللادي كوك: إن الاختلاط يألفه الرجال ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها وعلى كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا وهاهنا البلاء العظيم على المرأة.
    إلى أن قالت :علموهن الابتعاد عن الرجال أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد.
    * وقال شوبنهور الألماني: قل هو الخلل العظيم في ترتيب أحوالنا الذي دعا المرأة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته وسهل عليها التعالي في مطامعها الدنيئة حتى أفسدت المدينة الحديثة بقوى سلطانها ودنيء آرائها.
    * وقال اللورد بيرون: لو تفكرت أيها المطالع فيما كانت عليه المرأة في عهد قدماء اليونان لوجدتها في حالة مصطنعة مخالفة للطبيعة ولرأيت معي وجوب إشغال المرأة بالأعمال المنزلية مع تحسن غذائها وملبسها فيه وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير . ا هـ.
    * وقال صامويل سمايلس الإنجليزي: إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية لأنه هاجم هيكل المنزل وقوض أركان الأسرة ومزق الروابط الاجتماعية, فإنه يسلب الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم صار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة إذ وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية أولادها والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالاحتياجات البيتية ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير منازل وأضحت الأولاد تشب على عدم التربية وتلقى في زوايا الإهمال وطفأت المحبة الزوجية وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقرينة المحبة للرجل وصارت زميلته في العمل والمشاق وباتت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالبا التواضع الفكري والأخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة.
    * وقالت الدكتورة ايد إيلين: إن سبب الأزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق ثم قالت إن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه. وقال أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي: إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقا إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة.
    * وقال عضو آخر: إن الله عندما منح المرأة ميزة إنجاب الأولاد لم يطلب منها أن تتركهم لتعمل في الخارج بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال.
    * وقال شوبنهاور الألماني أيضا: اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملة بدون رقيب ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة ولا تنسوا أنكم سترثون معي للفضيلة والعفة والأدب وإذا مت فقولوا: أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة
    ذكر هذه النقول كلها الدكتور مصطفى حسني السباعي رحمه الله في كتابه المرأة بين الفقه والقانون.
    ولو أردنا أن نستقصي ما قاله منصفو الغرب في مضمار الاختلاط الذي هو نتيجة نزول المرأة إلى ميدان أعمال الرجال لطال بنا المقال ولكن الإشارة المفيدة تكفي عن طول العبارة )) أهـ
    للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى من موقعه الرسمي على الإنترنت
    http://www.binbaz.org.sa/display.asp?f=Ibn00085.htm

    هذا والله من وراء القصد

    المصدر / صيد الفوائد
     
  2. الصورة الرمزية الموعد المنتظر

    الموعد المنتظر تقول:

    افتراضي

    بارك الله فيك يا با اسامه لقد أجزلت العطاء في ردودك .
    ولكن إسمح لي أن اقول لهذا الدكتور أنه يرد على نفسه بطريق غير مباشر في بعض النقاط وذلك كالتالي :
    يقول: (( ورغم أن الحيوان لا يملك ميزة العقل لوضع ضوابط وكوابح لتنظيم السلوكيات بين الذكر والأنثى ))
    أقول وبالله التوفيق:
    اتضح من مقال الدكتور السابق أن الضوابط والكوابح مرتبطة بالعقل, فمتى زال العقل زالت تلك الضوابط والكوابح وهذه قاعدة مسلم بها في الشرع .
    السؤال هنا ماهي هذه الضوابط والكوابح؟ ثم من أين نأخذ هذه الضوابط والكوابح؟
    اليست هذه الضوابط والكوابح هي التكليف ؟ وهل نأخذ هذه التكاليف من عندك ايها الدكتور ؟ أونأخذها من الغرب الذي يشكو الويلات مما تطالب به ؟ أم نأخذها ممن خلقك وخلق الغرب وهو أعلم بما يضرهم وماينفعهم؟
    اذا سلمنا ذلك فإن من تكاليف ربك ورب العالمين أن يفرق بين الذكور والإناث درءا للمفاسد , والأدلة في هذا الباب كثيرة ولم يقصر ابا اسامة وفقه الله في ذكر بعضها .
    اللهم إنا نسألك الإخلاص فيما نقرأ ونكتب
     
  3. الصورة الرمزية سنا البرق

    سنا البرق تقول:

    افتراضي

    <div align="center">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أبو اسامة , الموعد المنتظر

    جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم .</div>