د. العمر: إصلاح الأمة يقوم على التربية المؤصلة والمؤسسات الدعوية والاحتساب وإعداد القادة الربانيين
المسلم- خاص | 10/4/1430



عرض الدكتور ناصر بن سليمان العمر رؤيته لإصلاح واقع الأمة الإسلامية، والتي تقوم على مجموعة من الركائز الأساسية هي: البناء التربوي المؤصل طبقا للكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، والمؤسسات الدعوية المتكاملة القائمة على العمل الخيري والإعلامي والتعليمي، وتعميم الاحتساب في الكبائر والصغائر وعلى كافة المجتمع، وإعداد القادة للأمة من العلماء والمجددين والمصلحين.
وقال الشيخ المشرف العام على موقع "المسلم" في درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالعاصمة السعودية الأحد إنه يمكن للإنسان أن يأخذ بأحد هذه الركائر أو يشارك في أكثر من واحدة منها، من أجل العمل على نهضة الأمة ورفعتها.
وفصّل فضيلته هذه الركائز في أربع نقاط هي:
أولا: البناء التربوي المؤصل، في التعليم والمدارس والبيوت، منوها إلى أهمية الابتعاد عن البدع وأخطاء العقيدة. وبين أن هناك مشاريع تربوية كبيرة لكنها غير مؤصلة أي غير مبنية على الكتاب والسنة ومنهج سلف هذه الأمة، فتلك ـ كما قال ـ تربية غير مؤصلة. وأكد على خطورة هذا النوع من التربية؛ قائلا إن "في بعض البلدان الإسلامية هناك جماعات إسلامية فوجئنا بها عندما تعصف الأزمات بالأمة، قاموا بالتعاون حتى مع المحتل وأصبحوا مع كل أسف يقدمون برامجهم في ظل المحتل، وفأين الولاء والبراء؟
ثانيا: إقامة المؤسسات الدعوية المتكاملة؛ فالأمة بخاصة الآن تحتاج إلى المؤسسات الدعوية، والغرب –مع كل أسف- أغلب أعماله تقوم على المؤسسات وهو يدعم هذه المؤسسات دعما كبيرا ويسميها مؤسسات خيرية، وتقوم حكوماتهم بإسقاط التبرعات لتلك المؤسسات من الضرائب حتى تشجع الناس على التبرع لها.
وعلى النقيض في بعض بلاد المسلمين، يُعتبر التبرع ودعم بعض المؤسسات الخيرية نوعاً من الإرهاب،أما في الغرب، فيتم دعم المؤسسات الخيرية، "وهي التي ذهبت في بعض بلاد المسلمين منصرين ومستعمرين، والذي يحدث في دارفور درب من هذه الأمور.
واعتبر الشيخ أن "قرار السودان طرد هذه المنظمات كان صحيحا، لأنهم فهم يدخلون عن طريق هذه المؤسسات باسم الطب وباسم الإغاثة ليقوموا بالتبشير ويدعون للنصرانية وينشرون الفساد بل ويتجسسون على بلاد المسلمين، وكل ذلك باسم الجمعيات الخيرية"، وأردف فضيلته قائلاً: "نحن نريد –من خلال المؤسسات الخيرية- إعانة المسلمين، وتلك الإعانة المتكاملة تكون دعوية وتعليمية ومالية وإعلامية، فتكون مؤسسة ترعى كل هذه الأمور جميعا". وشدد على أن "الظروف المواتية في الأمة الآن تقتضي إقامة مثل هذه المؤسسات؛ مؤسسات خيرية قائمة على العمل الخيري. وبإمكان الإنسان أن يقيم مثل هذه المؤسسات أو أن يشارك فيها وهذا مفتوح لا عذر لأحد فيه.
ثالثا: الاحتساب، وهو يبدأ بالاحتساب على المنكرات في صغائر الأمور، وينتهي بالكبائر ويصل إلى الجهاد في سبيل الله وهو نوع من الاحتساب على الكفار.
وبيّن فضيلته أنه من الخطأ أن نقصر الاحتساب على جهة معينة مثل "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أو على العلماء، مذكرا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
كما أشار إلى قول الله تعالى: "وأنجينا الذين ينهون عن السوء"، فالنجاة ليست للذين يعملون الصالحات، ولكن للمصلحين. وقال تعالى أيضا: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة". كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الناس إذا رأو الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب من عنده.
رابعا: إعداد القادة للأمة من العلماء والمجددين والمصلحين. "فالقيادة سنة كونية وحاجة بشرية ومصلحة شرعية. ولابد أن يكون للأمة قيادة، وأحوج ما تحتاج إليه الأمة هم العلماء الربانيون، وهم الذين يقودون الأمة. حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلّوا وأضلوا.