ارم فداك أبي وأمي


الحمد لله، والصلاة على رسول الله، وعلى اله صحبه ومن والاه وبعد.
إن الذي دفعني وحفزني على كتابة هذا المقال الصراع الدموي والفتنة التي أضرم نارها الحوثيون الشيعة في اليمن حتى تطاير شررها شمالا إلى حدود المملكة العربية السعودية فدخلت مكرهة كطرف آخر في الصراع فأغلقت المنافذ وأصبح الحوثيون بين نارين وليس هناك مخرج.
في هذا الوقت الذي يأس فيه الحوثيون وتيقنوا أن نهايتهم ونهاية مشروعهم الخبيث أوشكت على الانهيار، إذ طلبوا التفاوض والرجوع إلى تغليب لغة العقل. وهنا لابد من وقفة عربية إسلامية ومناشدة لكافة الدول بالوقوف إلى جانب الحق ضد الباطل واجتثاث هذه الشجرة الخبيثة من جذورها. وعدم إعطائهم الفرصة لالتقاط أنفاسهم ولملمة فلولهم.
فنقول لإخواننا في اليمن والسعودية وكل مكان: هذه فرصتكم للتخلص من هذا السرطان الفتاك ((فارموا يا إخوتنا فداكم أبي وأمي)).
إن الشيعة حيث ما حلّوا وارتحلوا فهم جالية إيرانية تنفذ المشروع الإيراني الشركي الوثني، فها هم ومن خلال الحوثيين الشيعة يريدون أن يجعلوا من اليمن السعيد يمناً حزيناً تقام فيه مواكب اللطم والعزاء والتطبير.
إن جيش المهدي ومنظمة غدر في العراق وحزب اللات في لبنان والحوثيين في اليمن ما هم إلا اذرع أخطبوطية إيرانية وامتدادات للشجرة الخبيثة ويعملون على طريقة تعدد ادوار ووحدة هدف. لقد أسقط الاحتلال الأمريكي للعراق ورقة التوت الأخيرة وكشف اللثام وأزال الأقنعة عن حقيقة الأهداف الإيرانية واحترقت جميع الأوراق والمعطيات حول حقيقة التعامل مع إيران فما عادت الشعارات تنطلي على أحد لديه مسحة من عقل أو منطق .
وبالتالي أصبحنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ولم يعد هناك إمكانية للهروب من الواقع المرير والتحديات الضخمة التي أثقلت كواهلنا وخيمت على رؤوسنا كالقتل وإثارة الفتن وجعجعة إعلامية مقترنة بأفعال حقيرة ناقمة على أمة العرب المسلمة السنية وكل ما يمت لها بصلة.
حرب بلا هوادة، هذا هو شعارهم ودثارهم، وظفوا لها كل الطاقات، وأمام هذا أصبحنا بين طريقين لا ثالث لهما، وخيارين لا محيد عنهما:
الأول: النهاية والموت والخروج من التاريخ والخضوع للمشروع الإمبراطوري الساساني المجوسي وضياع الهوية والثقافة والدين والأوطان والأعراض والدنيا والآخرة.
الثاني: الوقفة الشجاعة الواثقة وعدم التراخي لأي سبب من الأسباب والضرب بيد من حديد على كل من يمشي في ركاب هذا المشروع التدميري التخريبي.
في يوم الأحد الموافق 15|11| 2009 يطل علينا رئيس البرلمان الإيراني ليصف القصف السعودي لمواقع الحوثيين بالمجزرة ويقول: إنه يدعو للحيرة خصوصا خلال هذه الأيام.
وهذا التصريح يؤكد بشكل قاطع العلاقة بين الحوثيين وإيران كما يعد تدخلاً سافراً في السعودية واليمن فما الذي يريدونه منا ؟ وما الذي نريده منهم ؟؟ هل ننتظر حتى يتمكن أحفاد كسرى ورستم من رقابنا؟
هل تريدون من هؤلاء الأوباش المتخلفين الحاقدين أن يدخلوا مكة والمدينة ويعبثوا ويتلاعبوا كيفما شاءوا؟؟
اقرأوا تاريخ صراعنا الطويل مع أجدادهم، وحقدهم الدفين على العراق، لعل منكم من يتعظ أو يتذكر ويعتبر قبل أن يفوت الأوان فلا تنفع حينها المواعظ والعبر.