الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية الزهراء

    الزهراء تقول:

    افتراضي لن تضيع فلسطين .. كيف

    لن تضيع فلسطين .. كيف؟


    الدكتور راغب السرجانى

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, إنه من يهده الله فلا مضلله ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم أما بعد؛

    أتراها أندلس أخرى؟؟

    في يوم 2 من ربيع الأول فيسنة 897 هجرية، الموافق 2 يناير سنة 1492 ميلادية وقَّع أبو عبد الله محمد الصغيرآخر ملوك الأندلس من المسلمين- معاهدة الاستسلام, وذلك بعد قتل انتفاضة المسلمين التي قامت بين ربوع غرناطة –آخر معاقل المسلمين في الأندلس-، وخرج أبو عبد الله الصغير من مدينة غرناطة، ووقف علي تلٍ من التلال القريبة من قصر الحمراء –قصر الحكم في غرناطة- وهو يبكي وينتحب، فقالت له أمه عائشة الحرة: " أجل فلتبكِ كالنساء ملكاً لم تستطع أن تدافع عنه كالرجال"، وخرج المسلمون بذلك من الأندلس خروجاً نهائياً بعدأن حكمت بالإسلام ثمانية قرون، غير أن الأيام تحمل معها مفاجآتٍ كثيرةٍ فتلك البلاد التي حُكمت بالإسلام هذه المدة الطويلة لا يعيش فيها الآن من المسلمين إلا حوالي مائة ألف مسلمٍ فقط، فهي من أقل بلاد العالم تعداداً للمسلمين، وهو درس لابد أن يفقهه المسلمون.وكأني ألحظ دهشة تعلو الوجوه!, لماذا الحديث عن الأندلس؟ أليس الموضوع خاص بـ " فلسطين "؟! نعم.. يدور حديثنا هنا عن فلسطين، ولكن العلاقة وثيقة جدا بين قضية فلسطين الحالية وبين الأندلس الماضية.. سبحان الله.. مع تباعد الزمان وتباعد المكان فإن العلاقة وثيقة بين الأندلس وبين فلسطين؟ ولعلنا ندرك ذلك من خلال هذه الملاحظة وهي في غاية الأهمية:لماذا لم يعد للإسلام ذكر في هذه البلاد إلا آثاراً قليلةً، وبعض المساجد التي حولت إلى كنائس، بينما احتلت بلادٌ إسلاميةٌ كثيرةٌ غير بلاد الأندلس ومع ذلك لم يخرج منها الإسلام؟! احتلت مصر،والجزائر، وسوريا، والسودان، وليبيا، والعراق، ومعظم بلاد العالم الإسلامي لكن هذهالبلاد لازالت مسلمة بعد الاحتلال الطويل، أما أسبانيا والبرتغال –أو الأندلس- فالوضع فيها مختلف، لماذا؟! لأن الاحتلال الأسباني للممالك الإسلامية في الأندلس كان احتلالا استيطانيا إحلاليا سرطانيا، بمعني أن الأسبان ما كانوا يدخلون المدينة الإسلامية إلا ويقتلون أهلها جميعا, ويقومون بمذابح جماعيةٍ في كل مكان، أويطردونهم خارج البلاد، وهكذا وبمرور الوقت يتحول سكان البلد المسلمون إلى شهداء أو لاجئين، ثم يأتون بالأسبان من كل مكان ليوطنوهم في هذه البلاد، وهكذا وبمرور الوقت أصبح سكان الأندلس كلهم من الأسبان وليسوا من المسلمين واختفي المسلمون بالكلية من ساحة الأندلس.تري كيف كان حال المسلمين حول بلاد الأندلس في البلاد المجاورة،في تونس والجزائر والمغرب ومصر والشام؟ كيف كان حال المسلمين وقت سقوط الأندلس؟ كان المسلمون في فرقة شديدة وضعف، ومع ذلك فإنهم - ولا شك - فكروا مع هذا الضعف في استعادة بلاد الأندلس، ولكنهم لم يستطيعوا هذا لقلة حيلتهم، ومن المؤكد أن المسلمين الذين خرجوا من بلاد الأندلس عند السقوط فكروا يوما ما في العودة، ولكن لم يستطيعوا لضعف إمكانياتهم, وهكذا مرَّ شهرٌ أو شهران، وعامٌ أو عامان، وقرنٌ أو قرنان بل خمسة قرونٍ, وضاعت الأندلس – أسبانيا والبرتغال – من ذاكرة المسلمين، فَمَنْ مِن المسلمين الآن يفكر في استعادة بلاد الأندلس؟ لا أحد، فالأندلس الآن عبارةٌ عن دولتين تربطهما مع كل بلاد المسلمين علاقات حميمة.كان المؤرخون قديماً عندما يتحدثون عن الأندلس بعد سقوطها يقولون "أعادها الله للمسلمين"، مثلما يتحدث مؤرخ فيقول " فتح طارق بن زياد رحمه الله بلاد الأندلس – أعادها الله للمسلمين – في سنة 92 من الهجرة ", ذلك لأنها كانت دائما في الذاكرة، أما مع تقادم العهد فقد اختفتالكلمة – كلمة أعادها الله للمسلمين - اختفت من أفواه المؤرخين.ما أشبه اليوم بالبارحة فالأندلس تتكرر من جديد.. أين؟ في فلسطين!!. نعم في فلسطين!!؛ نفس طريقة الاحتلال الأسباني, قتل أو طرد للمسلمين، تحويل الشعب إلى لاجئ وشهيد، هدمٌ للمباني والديار، وإقامة للمستوطنات اليهودية في كل مكان، عملية إحلالٍ منظَّمةٍ للشعب الفلسطيني بالشعب اليهودي؛ وأخيرا وليس آخرا هذه المذبحة الهمجية على أرض غزة الحبيبة، وإن تُرك الأمر علي حاله في تراجعٍ ودعةٍ من المسلمين فإن المصير سيكون واحدا, وستلقى فلسطين نفس مصير الأندلس. إذا تقادم العهد على عملية الاستيطان والإحلال سيصبح المكان مع مرور الزمان اسمه إسرائيل, كما أصبحت الأندلس مع مرور الزمان اسمها أسبانيا والبرتغال. إذا تقادم العهد على الاحتلال فسيصبح هذا أمرًا واقعًا.. المسلمون منذ ثلاثين سنة مثلاً كانوا لا يعترفون بالكيان الصهيوني مطلقًا.. بل كانوا يصفون اليهود بأنهم مجموعة من اللصوص سطوا على أرضٍ ليست أرضهم فنهبوها واستوطنوها.. ثم مرت الأيام وقبل الرافضون القدماء من العرب بوجود إسرائيل على مساحة 78% من الأرض المحتلة وهي كل أرض فلسطين خلا الضفة الغربية وغزة.. ثم سيقبلون بعد ذلك بأن تحتل إسرائيل مساحة 60% من الضفة الغربية وغزة, بالإضافة إلى الـ78% الأصلية وذلك على هيئة مستوطنات يهودية داخل الضفة الغربية وغزة..ثم ستأتي مرحلة جديدة لا محالة يسعى فيها اليهود لإنهاء الوجود الفلسطيني بالكلية.. وساعتها قد يصرخ المسلمون يومًا أو يومين أو سنة أو سنتين أو قرنا أوقرنين.. ويتقادم العهد، وتصبح فلسطين إسرائيل.. ويرتبط المسلمون معها بما يرتبطونبه الآن مع أسبانيا والبرتغال. إذا تقادم العهد على احتلال فلسطين فقد يأتي زمان يزور فيه المسلمون المسجد الأقصى بتأشيرة سياحة من السفارة الإسرائيلية كما يزورون الآن مسجد قرطبة بتأشيرة سياحة من السفارة الأسبانية!!.قضية فلسطين قضيةٌ من أخطر قضايا أمة الإسلام, بل لعلها الأخطر على الإطلاق. قضية فلسطين هي قضية أمةٍ, تذبح, وشعبٍ يباد, وأرضٍ تغتصب, وحرماتٍ تنتهك, وكرامةٍ تهان, ودينٍ يضيع.
    طبعا نرجو أن لا يكون ذلك ففي صحوة الأمة بشرى لنصر قريب ولكن ؟
    هل يا ترى نكون نحن من بناة هذا النصر أم من مؤخريه؟

    ليتحقق هذا النصر على كل منا أن يعرف واجبه وأن يصدق في سعيه

    وللحديث بقية .... تابع الموضوع لتعرف واجبك
    التعديل الأخير تم بواسطة الزهراء ; 19 Jan 2009 الساعة 09:25 PM

     
  2. الصورة الرمزية الزهراء

    الزهراء تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    الدور المنوط بنا حتى لا تصبح فلسطين أندلسًا أخرى؟
    أنا في هذه الكلمات لا أخاطب الحكومات والهيئات الرسمية..أنا أخاطب عموم المسلمين الغيورين على القضية..أخاطب الطبيب والمهندس والمحامي ورجل الأعمال..أخاطب النجار والحداد والعامل والفلاح..أخاطب أستاذ الجامعة كما أخاطب الطالب..أخاطب العلماء كما أخاطب الرجل البسيط الذي لا يحسن القراءة والكتابة ولكن فقط.. يتألم.. لفلسطين.أنا – أيها المسلمون- أخاطب عموم المسلمين الذين ليس في أيديهم قرار تسيير الجيوش, ولا قطع العلاقات, ولا غلق السفارات, ولا وقف التطبيع, ولا محاكمة أولمرت وليفني وباراك, ولا وحدةُ قادة المسلمين..يقول الله عز وجل: [لايكلف الله نفسًا إلا وسعها] {البقرة: 286}.أنا أريد منك ومن نفسي ستة أدوار.. ستة واجبات، إذا فعلناها على الوجه الأكمل كنا ممن أدى حقَ فلسطين.. وكنا مساهمين في تحريرها.. وكنا مستنفذًينلوسعنا وطاقتنا, ويوم القيامة نقول.. يا رب.. تألمنا لفلسطين ففعلنا كذا وكذا, وهذا ماكنا نملك..وأنا أسأل الله عز وجل أن يكون الجهاد الأعظم قد اقترب وأن نكون من جنوده لكني أخاطب الآن من لم يتمكن من جهاد العدو بعد أما إخواننا المجاهدين المرابطين في أرض فلسطين, فإن عليهم دورًا يسبق كل هذه الأدوار وهو الجهاد في سبيل الله.. فلا شيء يعدلُ الجهادَ ضد اليهود.. نسأل الله لهم الثبات والإخلاص..
    الواجب الأول:: فهم القضية فهمًا صحيحًا وتحريكها بين الناس بسرعة.
    الواجب الثاني: قتل الهزيمة النفسية وبث الأمل في عودة اليقظة للأمة الإسلامية.
    الواجب الثالث: بذل المال قدر المستطاع وتحفيزُ الناس عليه.
    الواجب الرابع: المقاطعة الاقتصادية الشاملة والكاملة لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي أو من أي دولة أو شركة تؤيد اليهود بسفور.
    الواجب الخامس: الدعاء المستفيض اللحوح لله عز وجل.
    الواجب السادس: إصلاح النفس والمجتمع.مع هذه الواجبات نعيش في هذه المشاركات القادمة؛ ونسأل الله التوفيق..

    وسنعيش في المشاركات القادمة مع كل دور من هذه الأدوار على حدى

     
  3. الصورة الرمزية أبو أنس 88

    أبو أنس 88 تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    أختي لاأدري ماذا أقول

    جزاك الله خير على هالموضوع الجميل
    الصلاة الصلاة وماملكت أيمانكم
     
  4. الصورة الرمزية الزهراء

    الزهراء تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    الواجب الإيجابي الأول: تحريك القضية

    لا يجب أن تموت قضية فلسطين أبداً أو تنسى..
    وسبحان الله فقد حركها الله سبحانه وتعالى لنا؛ تذكرون أن قضيه فلسطين قد خمدت فتره من الزمان - حوالي سبع سنوات كاملة - بعد معاهدة أوسلو؛ لكن الله حركها بزيارة شارون للمسجد الأقصى في 28 سبتمبر سنه 2000, وهو حدث - مع عظمه - أهون من أحداث سابقة كثيرة. هناك أحداث كثيرة جدا سبقت زيارة شارون للمسجد الأقصى لم يتحرك لها المسلمون هذا التحرك. حدث قتل للمسلمين.. حدث تدمير وتشريد.. حدثت مذابح مثل مذبحة صبرا وشاتيلا، ولكن تحركوا لزيارة شارون وهي أهون من قتل المسلمين. إذن هذه الحركة للقضية فعلها سبحانه وتعالى, والآن تأتي أحداث غزة الجريحة لتحرك القضية ولكن علينا أن لا ننسى أن القضية هي ليست فقط قضية غزة ولكن قضية فلسطين كل فلسطين ولابد أن نشكر هذه النعمة - نعمة تحريك القضية - وشكر النعمة يكون باستمرار تحريك القضية.

    أحذر أن يمر عليك يوم أو يومان دون أن تذكر فلسطين وتُذكَّر بها..
    احمل هم القضية وتحرك..
    في كل الدوائر تحرك..
    في كل الأماكن تحرك..
    في كل الأوقات تحرك..
    تحت كل الظروف تحرك
    تحدث عن فلسطين في دائرة بيتك.. مع أبيك وأمك.. مع إخوانك وأخواتك.. مع أولادك وأحفادك..
    تحدَّث عن فلسطين في دائرة الأقارب.. القريبة والبعيدة.. كل من تعرف من أهلك.. تحدث معهم..
    تحدث عن فلسطين في دائرة أصدقائك.. وفي دائرة العمل.. فلنترك جانبًا في هذه الأيام العصيبة الحديث عن المباريات والدوري والكأس والمسلسلات والأفلام.. والقيل والقال.. وفلان وعلان.. فلنتحدث عن فلسطين..
    حتى في الدوائر السطحية التي تلتقي بها قدرًا ودون ترتيب تحدث عن فلسطين.. سواءًا أكنت منتظرًا في عيادة طبيب.. راكبًا في وسيلة مواصلات... تحدث عن فلسطين..
    ثم فكر أن توسع دوائر التحريك:
    مقال في جريدة أو خطاب إلى بريد إحدى الصحف..
    مقال في مجلة حائط في مدرسة أو جامعة..
    كلمة بسيطة سريعة في مسجد أو في فصل أو في مدرج.. دقيقتين أو ثلاثة.. خبر عن عملية استشهادية أو سؤال الدعاء لأهل فلسطين.
    خطبة جمعة - لو تستطيع - أو تنصح الخطيب بذلك..
    اعمل صالون ثقافي في بيتك وادع أصدقائك وناقشوا القضية.. ولا مانع إن تدعو إلى اللقاء متحدثًا يدرك أبعاد القضية, يحاورهم ويشرح لهم..
    ابعث رسائل على الإنترنت لكل من تعرف من الأفراد والهيئات في كل بقاع العالم.. ابعث للمسلمين ولغير المسلمين.. اشرح القضية.. وضح فضائح اليهود.. اعمل رأي عام عالمي مضاد للإعلام اليهودي.. تحرك.. ليس هناك وقت..

    حتى المظاهرات السلمية تعتبر تحريكا للقضية.. لكن مع الأخذ في الاعتبار أن المظاهرة تكون بالضوابط الشرعية.. ليس فيها تكسير أو إفساد حتى للمحلات الأمريكية وغيرها.. فهي في عهدنا والمسلمون لا ينقضون العهود.. وليس فيها سباب.. فليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء.. وليس فيها اختلاط مخل بالآداب الإسلامية.. وليس فيها شعارات ضالة تؤخر القضية بدلاً من تقديمها..
    هذا التحرك –يا أخي- لا بد أن يكون بسرعة..
    فعلاً ليس هناك وقت..
    مرور الوقت –دون عمل- ليس في مصلحة القضية..
    - مع مرور الوقت يزداد عدد الشهداء, وتفقد الأمة أفرادها الواحد تلو الآخر..

    - مع مرور الوقت تهدم المنازل, وتجرف الأراضي, ويُشتت الناس, ويتزايد عدد من لا مأوى لهم، وكل هذا يُكثِّر من أوراق الضغط اليهودي.
    - مع مرور الوقت تزداد المستوطنات, وتزداد الهجرة اليهودية للأراضي الفلسطينيين, ويزداد الإحلال اليهودي للشعب الفلسطيني..
    - مع مرور الوقت يتناقص الغذاء والكساء والدواء, وذلك لغلق كل الحدود والمعابر..
    - مع مرور الوقت تتزايد الجرأة اليهودية على المسلمين فنسمع عن أشياء جديدة وبصورة متكررة:
    نسمع عن عملية اغتيال لأشخاص بعينهم..
    نسمع عن عمليات اختطاف لأفراد بعينهم من عقر دارهم..
    نسمع عن قصف بالمروحيات والأباتشي..
    نسمع عن اجتياح بالدبابات والجرافات..
    نسمع عن مذابح جماعية.. ونشاهد سكوتا عالميًا مخزيًا!!..
    - مع مرور الوقت يحدث شيء خطير أسميه إلف المأساة..

    يتعود المسلمون على منظر الدماء..
    يتعودون على منظر الجرحى بالمئات والآلاف..
    يتعودون على منظر الأمهات الثكالى..
    يتعودون على منظر الأطفال الباكية المشردة..
    يتعودون على مناظر الهدم والتجريف والظلم والإبادة..
    يتعودون على كل ذلك فلا تتحرك القلوب كما كانت تتحرك، ولا تُذرف الدموع كما كانت تُذرف ولا تتأثر المشاعر كما كانت تتأثر.. إلف المأساة..
    ثم أتدري كم ستعيش في هذه الأرض؟!.. الموت يأتي بغتة.. ومن مات قامت قيامته.. ولا شك أننا سنسأل عن هؤلاء الذي يقتلون صباح مساء على بعد أميال منا.. لا داعي أن نأخذ الموضوع ببساطة..
    لكي تشعر بالمشكلة ضع نفسك مكانهم.. وليس ببعيد أن يبدل الله الأدوار عما قريب.. تخيل أنك تسير في الشارع ومعك ابنك 8 سنوات أو 10 سنوات, فجاء يهودي وأطلق رصاصة استقرت في قلبه أو في رأسه فسقط بين يديك، وأنت لا تملك له علاجًا، حتى مات أمام عينيك, فترفع رأسك فإذا بأكثر من مليار مسلم يشاهدون ولا يتحركون!.. ماذا تفعل؟! ألا ترفع يدك إلى السماء وتدعو على من شاهد ولم يتحرك؟.. وتدعو على من سمع ولم يعقل؟
    تخيل نفسك في هذا المقام!!
    ألا تخشى من دعوة هؤلاء المظلومين على إخوان لهم في الدين, شاهدوا الأرواح تزهق، والأرض تُسرق, والشعب يُشتت, فتأسفوا قليلا, ثم سارت حياتُهم بصورة طبيعية كما كانت..
    تحريك القضية وبسرعة واجب حتمي يحفظ القضية من الموت أو النسيان ولكن..
    لابد أن يكون التحريك بالمفاهيم الصحيحة..
    تحريك القضية بمفاهيم خاطئة قد يضر بها ويُعطل سيرها.. بل ويعجل بموتها..
    لابد من تفريغ الوقت لفهم القضية فهما صحيحًا وتفهيمها لغيرنا..
    أعداء الإسلام يدبرون مؤامرات لا حصر لها لهدم الإسلام وإبادة أهله.. لا يهدأون ولا يكلّون.. وعلى قدر هذا النشاط من أعداءنا يجب أن تكون حركتنا أو يزيد..
    مؤامرات سياسية عن طريق المفاوضات والسفارات والهيئات والأحلاف.
    مؤامرات عسكرية عن طريق الجيوش والصواريخ والطائرات والبوارج.
    مؤامرات اقتصادية عن طريق الحصار والقيود الاقتصادية والديون والعولمة.
    مؤامرات تفريقية للتفريق بين الشعوب الإسلامية وبين أفراد الشعب الواحد بل وبين أفراد الأسرة الواحدة.
    مؤامرات أخلاقية عن طريق إفساد أخلاق المسلمين بالإعلام والدش والإنترنت والتليفزيون والصحف الصفراء و البيضاء.
    ثم مؤامرات فكرية عن طريق تغيير أفكار المسلمين وتبديل المعايير الصحيحة وقلب الموازين العادلة.
    وكل هذه المؤامرات خطير.. وكلها قاتل وفتاك..
    لكن أشد هذه المؤامرة خطورة هي المؤامرة الفكرية..
    المؤامرة الفكرية.. التي تقلب الحق باطلاً والباطل حقًا..
    تخيل أن رجالاً عاشوا طويلاً, وكافحوا وتعبوا وسهروا وبذلوا, من أجل أفكار ضالة, وعقائد منحرفة, وأهداف تافهة.. كل ذلك وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا..
    كارثة!.. المؤامرة الفكرية تقتلع الأمم من جذورها..
    لا أمل في النجاة إن انحرفت أفكار الناس..
    ومن انحرف ولو درجة, فلا يرجى له وصول..
    كثيرٌ ممن يكافح من أجل فلسطين.. يكافح للدفاع عن أفكارٍ منحرفة, ومفاهيم خاطئة.. ولذا فهم يؤخرون أو يضيعون القضية..
    تحريك القضية بالمفاهيم الصحيحة من أقوى الأسلحة في حرب التحرير..

    وللحديث بقية....





     
  5. الصورة الرمزية الزهراء

    الزهراء تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    الواجب الإيجابي الثاني: إحياء الأمل
    الواجب الثاني هو قتل الانهزامية وعلاج الإحباط الذي دخل في نفوس المسلمين, أو قل رفع الروح المعنوية وبث الأمل في القيام من جديد.. واجب من أعظم الواجبات, ليس فقط ناحية قضية فلسطين ولكن ناحية أمة الإسلام بأسرها. وقد يعجب المرء أن تُحبط أمةٌ تملك شرعًا مثلَ شرع الإسلام, وتاريخًا مثل تاريخ الإسلام, ورجالاً مثل رجال الإسلام..لكنَّها حقيقةٌ مشاهدة وواقعٌ لا ينكر!!.. لماذاأُحبط المسلمون؟! أمورٌ كثيرة تفاعلت فأورثت هذا الإحباط في نفوس المسلمين..
    - الواقع الذي عاشه المسلمون من هزائم كثيرة وانتصاراتٍ قليلة فيخلال القرن العشرين بدءًا من سقوط الخلافة العثمانية وهزيمة 1948 و1956 (مع أنهاصُورت على أنها نصر) وهزيمة 1967 والانتصار الذي لم يكتمل في 1973 واجتياح لبنان في 1982..
    - الواقع الذي نعيشه من مذابح بشعة في فلسطين وكوسفو والبوسنة وكشمير والشيشان والعراق والصومال وغيرها..
    - الواقع الذي نعيشه من ظلم وفسادٍ وإباحية وانهيار للاقتصاد واختلاسٍ بالمليارات وديون متراكمة وإفلاسات مشهرة،- وفرقة وتناحر وتشاحن وبغضاء..
    - هذا الواقع المر بالإضافة إلى تزوير التاريخ حتى خرج إلينا مسخًا مشوهًا يستحي منه الكثير ويتناساه الأكثر
    - بالإضافة إلى تزوير الواقع وتشويه صورة الإسلام,- وإلحاق كل الجرائم بالمتمسكين بدينهم,- ونفي كل مظهر من مظاهر الحضارة والرقي عنهم..
    - هذا كله بالإضافة إلى تعظيم الغرب وتفخيمه حتى يصبح منتهى أحلام الشباب أن يلقوا بأوطانهم وأهلهم وراء ظهورهم وينطلقوا إلى الجنة: أمريكا وأوروبا كما يقولون!..تفاعلت هذه الأمور وغيرُها حتى رسخّت الإحباط في نفوس الكثيرين من أمة الإسلام..إلى هؤلاء الذين أحبطوا ويأسوا.. وإلى أولئك الذين يريدون أن يبثوا الأمل في قلوب القانطين.. أوجه هذه الكلمات
    الواجب الإيجابي الثالث: الجهاد بالمــال..
    ما أحوجَ أهلِ فلسطين للمال في هذهالأوقات.. حصار اقتصادي رهيب.. طرد من الأعمال.. إغلاق للمعابر.. تجريف للأراضي.. هدم للديار.. نقص في الغذاء والدواء والكساء والسلاح.. استشهاد للشباب, وعائلات لاحصر لها تفقد عائلها.. أخي في الله.. استمع جيدًا.. إن كنت تريد جهادًا فيسبيل الله وقد حيل بينك وبينه, فأثبت صدقُك لله بجهاد المال.. من جهز غازيًا فقدغزا. أخي لا تسوف.. سارع.. "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.. (أول صفة لهم) الذين ينفقون في السراءوالضراء"..
    "وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدَكم الموت فيقولَ رب لولاأخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين, ولن يؤخر الله نفسًا إذا جاء أجلهاوالله خبير بما تعلمون"..فكّــر يا أخي..جنيه واحد لفلسطين يساوي عند الله سبعمائة جنيه أو يزيد.ألف جنيه لفلسطين تساوي عند الله سبعمائة ألف جنيه أويزيد.. لا تتردد.. ثم كن على يقين أنك ستُعوَّض.. "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه".
    "ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثًا فاحفظوه: (أول شئ) ما نقص مال من عبدمن صدقة".. أخي في الله.. اهزم الشيطان.
    "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء, والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً, والله واسع عليم"..والله يا أخي ستمرالأيام, وستذهب أنت, ويذهب المال, ويذهب أهل فلسطين، ولا يبقى شيء إلا ما عند الله, فآثروا ما يبقى ويدوم, على ما يفنى وينعدم.. اجعل بذل المال لفلسطين قضيةًثابتة في حياتك، اقتطع نسبة ثابتة من دخلك الشهري أو اليومي أو الموسمي.. لا تنتظرحتى تتراكم الأموال فتكبر النسبة في عينيك، أولاً بأول تهزمُ الشيطان.. ولا تمتنع عن الإنفاق..حفز الآخرين على الجهاد بالمال.. ربي أولادك على الإنفاق وإن كان قليلاً.. اشرح لهم بأسلوب مبسط أحوال أطفالِ فلسطين.. زكاة المال جائزة على أهل فلسطين.. بل هي محمودة.. ففيهم الفقير والمسكين والغارم والمجاهد في سبيل الله.لا تمن بعطيتك, ولا تتكبر بها، ولا ترائي, ولا تستقلن تبرعًا, فرب درهمٍ سبقَ ألف درهم..واعلم يا أخي أن الله عز وجل قسّم الأعمال بين عباده وكاننصيبُك النصيب َ الأيسر، عليهم في فلسطين أن يدفعوا أرواحهم، وعليك أنت - في بيتك الآمن - أن تدفع مالك. فارض بما قسم الله لك من العمل، يرفع عنك من البلاء ما لاتُطيق.

    الواجب الإيجابي الرابع: المقاطعة
    وأقصد به المقاطعة لكل ماهو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي أو لكل من يساعد اليهود, سواء كان دولة أو شركة.. وهو واجب هامٌ هامٌ هام.. ومؤثر إلى أبعد درجات التأثير وله من الأبعاد الاقتصاديةوالاجتماعية والتربوية ما لا يمكن حصره في هذه المساحة الضيقة..

    وللحديث بقية

     
  6. الصورة الرمزية الزهراء

    الزهراء تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    الواجب الإيجابي الخامس: الدعاء...
    الدعاء لأهل فلسطين بالثبات والنصر, والدعاء على اليهود وأعوانهم بالهلكة والاستئصال..
    والدعاء - يا إخواني - من أقوى أسلحة المؤمنين في حربهم مع الكافرين.. الدعاء ليس شيئًا سلبيًا.. كثيرٌ من الناس يعتقدون أن الدعاء أمرٌ مقابلٌ للأخذ بالأسباب..
    أبدًا.. الدعاء يرفعه العمل الصالح.. إن ترك المؤمن الأسباب واكتفى بالدعاء فهو متواكل ولا يرجى له إجابة.. ولذلك جعلتُ الدعاء الوسيلة الخامسة حتى لا يعتمد المرء عليه وينسى بقية الواجبات..
    الدعاء ليس أمرًا جانبيًا في قضية فلسطين.. ليس أمرًا اختياريًا إن شئنا فعلناه وإن شئنا تركناه.. أبدًا.. الدعاء ركن أساس من أركان النصر.. وسببٌ أكيد من أسباب التمكين.
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك الدعاء أبدًا, وما يأس منه قط, مهما تأخرت الإجابة, ومهما طال الطريق, ومهما عظم الخطب.. وكان أشدُ ما يكون دعاءًا ورجاءً وخشوعًا وابتهالاً عند مواقف الضيق والشدة.. يفزع إلى ربه, ويطلب عونَه, ويرجو مددَه وتأييدَه.. في بدر.. في أحد.. في الأحزاب.. في كل أيامه صلى الله عليه وسلم..
    وفلسطين يا أخواني.. تحتاج إلى دعاء لا ينقطع, وتحتاج إلى رجاءٍ لا يتوقف..
    o من أدراك أن طائرة تقصف فَيُصدُ قصفُها بدعائك..
    o من أدراك أن مخططًا يهوديًا يدبر في الظلام فيحبط بدعائك..
    o من أدراك أن شابًا فلسطينيًا أطلق حجارةً أو رصاصة فأصابت هدفها بدعائك..
    نريد دعاءً لحوحًا مستفيضًا متكررًا في كل يوم وليلة أكثر من مرة..
    دعاء في القنوت وفي السجود..§
    دعاء فيه يقين في الإجابة..§
    دعاء ليس فيه عجلة ولا يأس..§
    دعاءٌ فيه حضور للقلب.. وتضرع وتذلل وانكسار لله عز وجل..§
    ويتحرون§ ويتحرون الأوقات الفاضلة,§ دعاءٌ من رجال يتحرون المال الحلال,§ الأحوال الشريفة..
    دعاءٌ في جوف الليل وقبل الفجر..§
    دعاءٌ يجتمع فيه أهل البيت وأهل العمل وأهل المسجد..§
    أخي الحبيب إن أردت أن تساعد المحصورين والمجاهدين والجوعى والجرحى.. فاستيقظ الليلة.. الليلة قبل الفجر بساعة أو بنصف ساعة وادع الله لهم.. أن يوحد صفَّهم, ويسددَ رميتَهم, ويقوي شوكتَهم, ويثبت أقدامَهم, ويُعلي راياتِهم, وينصرهم على أعداءهم, ويُمكنَ لهم في أرضهم, ويزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائهم..
    والله لا محالة سيستجيب.. فقد وعد.. وقال ربكم ادعوني استجب لكم.


    الواجب الإيجابي السادس: إصلاح النفس والمجتمع
    لابد أن نسأل أنفسنا لماذا هذا التدهور لهذه الأمة الإسلامية التي تعودت أن تسود؟
    ولماذا يسيطر 5.2مليون يهودي على بلد مبارك مقدس كفلسطين, مخرجين ألسنتهم لمليار وثلث مليار مسلم في الأرض؟
    ولماذا لا يكترث زعماء الشرق والغرب وزعماء اليهود بأعدادنا؟
    ولماذا لا تتحرك الحمية في قلوب بعضنا وقد انتهكت الحرمات ودُنست المقدسات وسالت الدماء؟
    لابد أن الأمة قد وقعت في خطأ فادحٍ مهد الطريق لهذا الوضع.. فأمة الإسلام لا تهزم بقوة الكافرين ولكن تهزم بضعفها..
    يلخص هذا الموقف حديثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود عن ثوبان رضي الله عنه.. وفيه يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحداث وكأنه يراها رأي العين.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "يوشك الأممُ أن تَدَاعى عليكم كما تداعى الأكلة على قصعتها.. (أي يدعو بعضُها البعض ليأكلوا من أمة المسلمين) قال قائل: ومن قلةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنت يومئذ كثير (مليار وثلث مليار) ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل.. ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم.. وليقذفن الله في قلوبكم الوهْن.. قالوا وما الوهْن يا رسول الله قال: حبَ الدنيا وكراهية الموت..
    هذا هو موطن الداء.. هذا هو الخطأ الفادح: حب الدنيا وكراهية الموت.. إذن مصيبة الأمة هي تعاظمُ حب الدنيا في قلوب المسلمين ومن أجل الدنيا يرضى المسلمون بالدنية في دينهم.. ولو هانت عليهم الدنيا لقويت شوكتهم وعز سلطانهم..
    الدنيا كلما تعاظمت في النفوس قلت قيمة الآخرة عند الإنسان.. الدنيا كانت سببًا مباشراً لاحتلال فلسطين.. ولن تحرر فلسطين إلا إذا خرجت الدنيا من القلوب.. قل متاع الدنيا قليل، والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً..
    إن وجدت صراعًا بين الأخوة, وتنافسًا على أشياء كان من الواجب أن يتعاونوا عليها..
    إن وجدت موالاة لكافر على حساب مؤمن..
    إن وجدت خيانة لأمانة ونقضًا لعهد وحربًا لفضيلة ونشرًا لإباحية وإنكارًا لمعروف..
    إن وجدت تقديما لأهل الرذيلة وعلوًا لأهل الفسق والفجور وتأخيرًا للعلماء والفضلاء وسجنا وتعذيبًا للدعاة والمجاهدين..
    إن وجدت الحبيبَ يترك حبيبَه، والولد يهملُ والديه، والحاكمَ يظلم شعبه والرجلَ يكره وطنه..
    إن وجدت الأجساد هامدة والعقول خاملة والعزائم فاترة والغاياتِ تافهةً منحطة منحدرة..
    إن وجدت كلَ هذا فاعلم إنها الدنيا، واعلم أن ذلك متبوع بهلكة والهلكة متبوعةٌ باستبدال.. وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.
    روى الإمام مسلم عن المستورد بن شداد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثلُ ما يضع أحدُكم إصبَعَه هذه (وأشار راوي الحديث إلى السَبابة) في اليم فلينظر أحدكم بم يرجع".
    من هذا المنطلق لحجم الدنيا والآخرة نريد أن نعيد ترتيب أوراقِنا وتنظيمَ حياتِنا وتعديلَ أهدافنا.. من هذا المنطلق لحجم الدنيا والآخرة نريد أن نصطلح مع ربنا.
    نعم يا أخواني.. يطول الفراق أحيانًا بيننا وبين ربنا.. وهو سبحانه لا تضره معصية ولا تنفعُه طاعة.. نحن الذين نخسر ونحن الذين نفوز..
    القضية يا أخوة ليست قضية فلسطين فقط.. القضية قضيةُ الأمة بأسرها.. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. قاعدة لا تتبدل ولا تتغير.
    والله والله والله.. لن يتغير حالنا من ذِلةٍ إلى عزة, ومن ضعف إلى قوة, ومن هوان إلى تمكين, إلا إذا اصطلحنا مع ربنا, وطبقنا شرعه, وأخرجنا الدنيا من قلوبنا, وتبنا من ذنوبنا, وعظمت الجنةُ في عقولنا..
    ساعتَها.. ستصبح كلُ حركة, وكل سكنة في حياتنا, دعمًا لقضية فلسطين..
    من هذا المنظور يا أخوة ستصبح صلاتنا في جماعة وقراءتُنا للقرآن وذكرُنا وصيامنا يصبح كل ذلك دعمًا لفلسطين..
    ويصبح بر الوالدين وصلة الرحم ورعاية الجار وحفظ الطريق وعون الملهوف يصبح كل ذلك دعما لفلسطين..
    ويصبح غض البصر وحفظ الفرج وصيانة اللسان ووقاية السماع يصبح كل ذلك دعما لفلسطين..
    وكذلك يصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس الخير ودعوة الآخرين إلى الفضيلة يصبح كل ذلك دعما لفلسطين..
    وكذلك تصبح محاربة الربا ومقاطعة الرشوة ونبذ الفرقة وترك المحرمات والبعد عن الشبهات يصبح كل ذلك دعمًا لفلسطين..
    وهكذا تتحول حياتُنا - كلُ حياتِنا - لدعم فلسطين.. وغير فلسطين من أقطار الإسلام الجريحة.. يرفع الله عنا البلاء، ويكشف الضراء وتشرق الأرض بنور ربها..
    كلمة أخيرة...
    بعد هذه الرحلة السريعة في ربوع فلسطين..
    أخي وحبيبي ورفيقي في طريق الله..
    دينك دينك لحمك دمك..
    الله الله في إسلامك وشرعك..
    الله الله في أهلك وأرضك..
    اغضب لدينك أشد من غضبك لنفسك..
    أذكر الله أشد من ذكرك لأبيك وقومِك..
    احرص على أمتك أشد من حرصك على مالك وبيتك..
    لا عذر لك أن خلص لفلسطين وفيك قلب ينبض, أو عين تطرف, أو نفس يتردد..
    أخي في الله..
    طريقنا طويل فلا تسيرن فيه بغير صحبة، وانتق من الناس من إذا رأيتَه ذكرك بالله..
    لا تفتر أبدًا.. فرب فتورٍ لا يتبع بقيام..
    ولا تركن فإن الماء الراكد يأسن ويتعفن..
    ابدأ الساعة, واعمل حثيثًا, فرب نفس خرج ولا يعود، ورب دقةِ قلب لا تتبع بأخرى..
    أخي في الله..
    لا يكفي الألم فقط لتحرير الشعوب..
    لا تكفي الدموع وأنت تشاهد الأطفال يقتلون, والمجاهدون يحاصرون, والأمهات يصرخن وينتحبن..
    لا تكفي الدموع لتحرير فلسطين..
    لابد من عمل.. وها قد عرضنا بعض الوسائل التي في مقدورنا جميعًا..
    لا تعتذر بأنك لا تملك قراراً ولا سلطة.. ولا تقول لو كان في يدي لفعلت كذا وكذا.. أبداً.. أنت تملك أسبابًا كثيرة ولابد أن تعرف ذلك..
    لا تنظر إلى فلسطين على أنها عبء على كاهلك.. وهمٌ في قلبك. أبدًا.. أنظر إليها على أنها "اختبار".. فلسطين اختبار من الله عز وجل لعباده المؤمنين.. وكل يوم وكل ساعة وكل ثانية تمر عليك هي جزء مر من الامتحان.. إحذر أن ينتهي عمرك ولم تكمل الإجابة.. لأن الموتى لا يعودون إلى يوم القيامة. لا تنشغل بمن باعوا وخانوا وبدلوا وغيروا.. عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، واعلم أن كل نفس بما كسبت رهينة..
    حاسب نفسك كل يوم: ماذا عملت اليوم لفلسطين فإن وجدت خيرًا فاحمد الله, وإن وجدت غير ذلك فأسرع بالعمل قبل أن يأتي يوم لا عمل فيه.
    بهذه البداية يا أخوة لن تكون نهايةُ فلسطين.
    بهذه البداية لن تصبح فلسطينُ أندلسًا أخرى.
    [فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ]

     
  7. الصورة الرمزية الزهراء

    الزهراء تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    جزاك الله خيرا أخ "أبو أنس " ونفع بك

     
  8. الصورة الرمزية آمال

    آمال تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    كتاب قيم جدا نسأل الله أن يعننا على تحمل المسؤولية ونصر القضية
     
  9. الصورة الرمزية الزهراء

    الزهراء تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    بارك الله فيك ... وجزاك كل خير

     
  10. الصورة الرمزية الزهراء

    الزهراء تقول:

    افتراضي رد: لن تضيع فلسطين .. كيف

    سنبقى على العهد يا فلسطين الحبيبة ... ولن ننساك أبدا