الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية dxdiag

    dxdiag تقول:

    افتراضي سلسلة لبعض غزوات النبي عليه الصلاة والسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم


    كانت خيبر وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع على مسافة ثمانين ميلا إلى الشمال من المدينة ، وقد كانت أرضا طيبة ذات نخيل رطب ومياه عذبة جارية حتى قيل أن بها لليهود فقط في ذلك الحين أربعمائة نخلة . فقد كان يهود خيبر من أقوى اليهود بأسا في شبه الجزيرة العربية وحصونهم كثيرة ومنيعة فوق الصخور والجبال ، فلم يأمنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنه بإمكان الروم والفرس الاستعانة بهم للقضاء على المسلمين ، وأصبحت خيبر أكثر المناطق عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في المدينة ، فقد احتمى بها معظم اليهود الذين أجلاهم المسلمون عن المدينة وما جاورها ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرى في خيبر أنها من أكبر العقبات الرئيسية التي تواجه الدعوة الإسلامية

    وذلك بعدما تبين صعوبة تعايش المسلمين مع اليهود لكثرة خيانتهم وغدرهم ونقضهم العهود ، فلم يكن بد من القضاء على هذا الخطر الداهم ، فهؤلاء اليهود هم الذين تسببوا في غزوة الأحزاب ، والذين بدءوا يدبرون المؤامرات الدنيئة للهجوم على المدينة بعد أن فشلوا في غزوة الأحزاب ، ولذلك جهز الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وأعد العدة للزحف على يهود خيبر ووادي القرى وفدك وتيماء ، وهكذا انطلق الرسول ومعه ألف وستمائة مقاتل ومائة فارس ممن كان راغبا في الجهاد في سرية تامة في محرم سنة 7 هـ / 629 م فوصل خيبر بعد ثلاثة أيام حيث فاجأ مزارعي خيبر وهم خارجون من المزارع عند الصبح ، فولوا هاربين داخل حصونهم . ونزل المسلمون في وادي الرجيع بين خيبر وأرض غطفان لمنع إمداد غطفان التي تحركت لمساعدة يهود خيبر ، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم بإرسال بعض قواته للإغارة على منازل غطفان التي عادت أدراجها لتحمي أهلها ومالها . وكان اليهود بزعامة سلام بن مشكم وقد قسموا خيبر إلى ثلاث مناطق حصينة تتألف كل منها من بضعة حصون ، الأولى نطاة ومن حصونها الصعب بن معاذ وناعم والزبير وقد جعلوها مركزا للمقاتلين والذخائر ، والثانية الكتيبة ومن حصونها القموص والوطيح والسلالم ووضعوا فيها النساء والأطفال والأموال ، والثالثة الشق ومن حصونه أبي والنزار .بدأ القتال في نطاة ، وكان سلام بن مشكم مريضا فتوفي ليخلفه الحارث بن أبي زينب الذي قتل وهو يدافع عن حصن ناعم أول حصن سقط بيد المسلمين ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقطع أربعمائة من نخيل اليهود ليدخل الرعب في نفوسهم ، وكانت حصون خيبر تسقط بعد قتال عنيف مستميت من الطرفين . ثم سقط حصن الصعب بن معاذ ، فتراجع اليهود إلى حصن الزبير وكان منيعا فلجا المسلمون إلى قطع المياه عنه بعد أن دلهم رجل يهودي على ذلك ، فشق على اليهود الأمر فخرجوا للقتال ثم ولوا الأدبار نحو منطقة الشق ثم اتجه المسلمون نحو الشق ودخلوا حصن أبي ، ثم أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بمحاصرة منطقة الكتيبة فدخلوا حصن القموص بعد حصار عشرين يوما .
    وكان اليهود ينتقلون من حصن لآخر حتى استقروا في آخر حصنين منيعين وهما الوطيح والسلالم . وبعد حصار استمر أربعة عشر يوما أدركوا أن الهزيمة ستحل بهم فطلبوا حقن دمائهم على أن يقوموا برعاية الأرض التي كانت لهم مقابل نصف مردودها ، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم شرط أن يخرجهم المسلمون متى شاءوا. وقد خمس النبي صلى الله عليه وسلم غنائم خيبر ووزعها على المسلمين ، وكان من بين الغنائم التي غنمها المسلمون في خيبر صحائف متعددة من التوراة طلبها اليهود فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتسليمها لهم ، في حين أحرق الرومان الكتب المقدسة وداسوها بأرجلهم عندما هزموا أورشليم سنة 70 م ، كما احرق المتعصبون من النصارى صحف التوراة أثناء حروب الاضطهاد في الأندلس . وكانت من بين السبايا صفية بنت حيي بن اخطب ، فاصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه وتزوجها بعد أن أسلمت واعتقها وجعل عتقها صداقها . وحاولت زينب بنت الحارث وهي زوجة سلام بن مشكم قتل النبي صلى الله عليه وسلم بان أهدته شاة مسمومة بتحريض من بعض قومها ، وقد لاك منها النبي صلى الله عليه وسلم مضغة فلم يستسغها ، وكان يرافقه البشر بن البراء فاساغها ومات مسموما من أكلها . وقد اعترفت زينب بفعلها لأنها أرادت أن تستريح من النبي صلى الله عليه وسلم إن كان كاذبا أما إن كان صادقا في نبوته فسيخبر بالأمر ، وقد عفى عنها ، وقيل أمر بقتلها فأطعموها من نفس لحم الشاة . عامل النبي صلى الله عليه وسلم يهود خيبر معاملة حسنة تختلف عن معاملته لبني قينقاع وبني النضير وبني قريظة ، لان أراضي خيبر تحتاج إلى الأيدي العاملة في الزراعة ، وهو بحاجة للمسلمين في جيش الجهاد في سبيل الله تعالى . وبعد هذا الانتصار العظيم للمسلمين على يهود خيبر ، قبل يهود فدك في شمال خيبر بدفع نصف ممتلكاتهم للرسول صلى الله عليه وسلم دون قتال ، فكانت فدك خالصة للرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنه كان يصرف ما يأتيه منها إلى أبناء السبيل . أما يهود وادي القرى فامتنعوا وقاتلوا ، ثم استسلموا بعد أن قتل منهم أحد عشر رجلا ، فعوملوا مثل معاملة يهود خيبر حيث تركت الأرض والنخيل في أيديهم مقابل نصف المردود ، وخمس النبي صلى الله عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين ، وكذلك حذا يهود تيماء حذو فدك ودفعوا الجزية . وهكذا بسط الرسول صلى الله عليه وسلم شريعة الإسلام ونفوذها على اليهود فتوجب عليهم دفع الجزية ، لأنهم أهل كتاب وهم من أهل الذمة، وتضعضعت شوكة اليهود وانكسرت ، بعد أن تلاشى نفوذهم السياسي والاقتصادي في شبه الجزيرة العربية .

    .....................

    جزاكم الله خير الجزاء
     
  2. الصورة الرمزية dxdiag

    dxdiag تقول:

    افتراضي غزوة بدر الكبرى.... ......

    بسم الله الرحمن الرحيم


    غزوة بدر . تاريخها 17 رمضان . السنة الثانية هجرية
    إن غزوة بدر كانت نتيجة طبيعية للهجرة إلى المدينة ،فقد أرادت قريش أن تقتل محمدا وهو بمكة ، ولكن محمدا نجا من هذه المؤامرة بفضل الله وهاجر إلى المدينة التي أصبحت مركزا إسلاميا حرا طليقا، يهدد أوثان قريش ، بالإضافة إلى تهديده لتجارتها الصاعدة والهابطة بين مكة والشام ، فأصرت قريش أن تقضي على هذا المركز الجديد الذي يهدد حياتها الدينية والاقتصادية جميعا . فكانت غزوة بدر نتيجة هذه الإفرازات ، ولكم وصف لهذه المعركة التي غيرت كل مفاهيم القوة والتي من خلالها وضعت المسلمين في الطريق السليم والصحيح فاصبح يحسب لهم ألف حساب .

    قوات المسلمين ( 314 ) رجل معهم فرسان وسبعون بعير قوات العدو ( 950 ) رجل معهم ( 200 ) فرس وعدد كبير من الإبل سببها بغية الاستيلاء على قافلة قريش التجارية القادمة من الشام بقيادة أبي سفيان والتي يحميها ثلاثون إلى أربعين رجلا وهي تتكون من ألف بعير تقريبا . في المدينة المنورة في يوم الاثنين الثامن من رمضان سنة اثنتين هجرية الموافق 5 مارس 624م في هذا اليوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحبة رجاله الذين بلغ عددهم ثلاثمائة و أربعة عشر رجلا ، وهناك عند الصفراء توقف الرسول ،و بعث برجاله لاستطلاع بدر وإلى أي مكان وصلت العير ( عير قريش ) وكان عليه الصلاة والسلام مطمئنا على مدينته ومن فيها لانه ترك فيها رجلا صالحا تقيا ، إماما للناس في صلاتهم هو عبد الله ابن أم مكتوم .
    و أعطى عليه الصلاة والسلام اللواء إلى أول سفرائه مصعب بن عمير. في الوقت نفسه الذي كانت فيه قافلة أبي سفيان تواجه مصاعب الطريق ، كان المشهد في مكة قد بدأ يتهيأ لخطر قادم . فتجهزت قريش وخرجت في جمع كبير من أشرافها وسادتها ، قاصدة مكان محمد لانقاد أموالها وتجارتها على حد قولهم . استخدم أبو سفيان دهاءه وغير مجرى طريقه وسلم بقافلته .. ولما نجا ورأى انه قد سلم من الخطر أرسل إلى قومه يقول : إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم فقد نجاها الله فارجعوا . فقال أبو جهل والله لا نرجع حتى نرد بدرا ( وكان بدر أحد مواسمهم …. كل عام ) فنقيم عليه ثلاثا فننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقى الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب وبمسيرتنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها . لقد وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى واد ذفران ثم إلى الأضافر ثم بلد آخر لقد كان وصوله إلى بدر قبل قريش فاختار موضع يشرف على منطقة القتال وبنى فيه العريش وقام بترتيب المسلمين بشكل صفوف وهو أسلوب جديد لم تعرفه العرب من قبل ، لكن في الجهة المقابلة لم يكن للمشركين قائد أو منظم يقودهم . أقبلت قريش فلما رآها الرسول صلى الله عليه وسلم قال (( اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك ، اللهم نصرك الذي وعدتني اللهم احنهم ( أهلكهم ) الغداة )) .ثم اقبل نفر من قريش حتى وردوا حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما شرب منهم رجل إلا قتل مكانه . بدأت المعركة بمبارزة ثلاثة من المسلمين لثلاثة من المشركين ، فبارز عبيدة بن الحارث عتبة بن ربيعه وبارز حمزة شيبة بن ربيعه وبارز علي الوليد بن عتبة فتغلب المسلمون على المشركين في هذه المبارزة ، بعدها اشتد القتال فكان المسلمون يردوهم بوابل من السهام فارتبك المشركون فبدأو في التفكك وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقود الصفوف بنفسه والتي أخذت تقترب من صفوف المشركين التي فقدت قادتها وبدأت في التبعثر والهروب ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم قواته أن تشد عليهم وبدأت المطاردة التي انتهت بانتصار المسلمين على المشركين . فاخذ المسلمون في جمع الغنائم والأسرى ، فعاد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة مع موكب الرجال حاملين لواء النصر على جبابرة مكة …. وأئمة الكفر فيها . من نتائج المعركة استشهاد أربعة عشر مسلما وقتل سبعون مشركا وأسر سبعون آخرون كلف منهم المتعلمون بتعليم أطفال المسلمين مقابل إطلاق سراحهم .

    ....................

    جزاكم الله خير الجزاء
     
  3. الصورة الرمزية dxdiag

    dxdiag تقول:

    افتراضي غزوة الاحزاب والخندق... .......

    بسم الله الرحمن الرحيم


    زمنها شوال من السنة الخامسة للهجرة

    لماذا سميت غزوة الأحزاب ؟ سميت كذلك لانه اجتمع فيها مجموعة من الأحزاب قصد القضاء على الإسلام والمسلمين في المدينة وكان يهود خيبر وبخاصة بنو النضير الذين طردوا من المدينة هم الذين جمعوا وحزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يروي ابن هشام انهم خرجوا حتى قدموا مكة على قريش فدعوهم إلى حرب محمد وقالوا إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله …..

    ثم خرج هؤلاء اليهود إلى غطفان وبني مرة و أشجع وأثاروهم كذلك .فاستجاب أبو سفيان لدعوة اليهود وحشد لهذه الغزوة كل قواه ، وعمل لها كل حيلة رجاء أن تنجح ، وتجمعت قوى الأحزاب في جيش هائل لعل الجزيرة العربية لم تشهده من قبل ، إذ كان عدده يربو على عشرة آلاف مقاتل . واتخذ المسلمون في هذه الموقعة موقف الدفاع فبدا الرسول صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه في الأمر وكان من بين أصحابه الذين سمع مشورتهم عليه الصلاة والسلام " سلمان الفارسي " الذي أشار عليه بحفر خندقا عميقا واسعا شمال المدينة ويلتف حولها من الغرب إذ كانت الجهات الأخرى محصنة بالجبال والنخيل ، وبدأ المسلمون بحفر الخندق وشاركهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحفر وبينما هم في ذلك الجهد والعمل تقاعس المنافقون وتخاذلوا بحجة شعورهم بالإرهاق ، واخذوا يتسللون هاربين من العمل دون إذن الرسول صلى الله عليه وسلم ويذهبون إلى بيوتهم بينما أبطال المسلمين منهمكين في الحفر وكانوا يسابقون بعضهم بعضا في الحفر كسبا للأجر وتنفيذا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وواجه سلمان الفارسي في حفره صخرة أراد كسرها لكنه لم يستطع تفتيتها لصلابتها ، طلب منه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتركها له فامسك أداة الكسر وكبر وضرب الصخرة فانفلقت ….

    وقد استغرق حفر الخندق عشرون يوما وفي رواية أخرى شهرا كاملا . من جانب آخر كان اليهود والمنافقين في المدينة يخوفون المسلمين ويضخمون أنباء الحشود المشركة ويشيعون أنه لا أمل للمسلمين في الدفاع عن المدينة وان كل قبائل العرب قد اتفقت للقضاء على الإسلام وقد وصلت بهم الوقاحة أن بعض المنافقين قال ساخرا " لقد كان محمدا يعدنا بقصور صنعاء وفارس وها نحن أحدنا لا يأمن على نفسه وهو يذهب لقضاء حاجته ! "" لقد أثر ذلك تأثيرا كبيرا على نفسية المسلمين وبدأ الكثير منهم يخاف واشتد عليهم الأمر فكانت قمة المحنة .عند ذلك حاول عدو الله حي بن اخطب أن يقوم بشيء فيه من الخبث والمكر ما يأثر على الجبهة الداخلية في المدينة وذلك انه أتى كعب بن أسد وهو زعيم بني قريظة الذين عاهدوا الرسول ألا يحاربوا ضده ، فأراد هذا الخبيث أن يدخل حصن كعب فلما علم هذا الأخير قصده أوصد دونه أبواب الحصن ، ولكن عدو الله ظل يحاور كعب حتى فتح له أبواب الحصن ومازال معه يثنيه عن العهد وكعب يقول " دعني وما أنا عليه .. فاني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاءا . إلا أن هذا الخبيث ظل معه حتى نقض عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلم علم بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إليهم وفدا يستكشف أخبارهم وكان الوفد مكونا من سيد الاوس في المدينة سعد بن معاذ وسيد الخزرج في المدينة سعد بن عبادة والصحابي عبد الله بن رواحة . وعاد الوفد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالخبر المؤلم ، لقد نقض يهود بني قريظة العهد ، وهكذا انضم بنوا قريضة إلى الأحزاب . واشتد البلاء والخوف فلاتوازن بين القوى .. الأحزاب عشرة آلاف مقاتل ، والمسلمون ثلاثة آلاف رجل ففي هذا الوقت العصيب حاول الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخفف البلاء عن المسلمين بمفاوضة غطفان على ثلث ثمار المدينة مقابل رجوعهم ، وكتب بذلك كتابا استشار فيه الأنصار ، أصحاب الأرض والبساتين . فقال له سعد بن معاذ " أمرا تحبه فنصنعه أم شيئا أمرك الله به لابد لنا من العمل به أم شيئا تصنعه لنا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل شيء اصنعه لكم ، والله ما اصنع ذلك إلا أني رأيت العرب قد رمتكم بقوس واحد " فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله قد كنا وهؤلاء على الشرك وعبادة الأوثان ولا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى أو بيعا ! أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا !؟ والله ما لنا بهذا حاجة ، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم . فقال عليه الصلاة والسلام فأنت وذاك ، فتناول سعد بن معاذ صحيفة الصلح المقترح فمزقها . أقام المسلمون داخل المدينة المحصنة وقريش وحلفاؤها من الخارج ولم يكن هنالك قتال مباشر بين الجيشين وقد أثبتت فكرة الخندق أنها فكرة عظيمة وكانت عاملا مهما في منع الأحزاب اقتحام المدينة ، وقد حاول بعض فرسان قريش التسلل إلى المدينة عن طريق مكان ضيق من الخندق ، ولكن فرسان المسلمين بقيادة علي بن أبي طالب رضي الله عنه تصدوا لهم وحالوا بينهم وبين ذلك وقتلوا منهم عددا كبيرا ، ثم قام رجل مسلم يخفي إسلامه يدعى نعيم ابن مسعود الأشجعي وكان أحد دهاة العرب بمكيدة بين فريقي الحلف المعادي للإسلام قريش واليهود ومشى بينهم بكلام ثبط همم بعضهم البعض فأوهن الله صفوفهم وبث الفرقة بينهم ووقعت بينهم عداوة ، وعدم الثقة في الطرف الآخر فاختلفوا اختلافا شديدا وأرسل الله الملائكة يزلزلون الأرض من تحت أقدامهم ويلقون في قلوبهم الرعب . وهبت ريح شديدة اقتلعت الخيام وقلبت القدور وأطفأت النيران وهربت الخيل في الصحراء . وهكذا رد الله كيد الكفار والمنافقين واليهود ورد المشركين عن المدينة ، وكفى الله المؤمنين شر القتال وصدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده .
     
  4. الصورة الرمزية أبو فراس

    أبو فراس تقول:

    افتراضي مشاركة: غزوة خيبر...... .....

    [align=center]جزاك الله خير أخي الفاضل dxdiag على هذه النبذة الرائعة

    عن هذه الغزوات ,,

    أحسنت ,, فقد أفدت وأجدت

    ماشاء الله لاحظنا لمساتك الطيبة معنا في القسم نتمنى ان تستمر

    وان نرى منك كل جديد ومفيد ,,

    أسأل الله بمنه وكرمه أن يبارك في وقتك وجهدك وأن ينفع بك أمة الإسلام

    مواضيع تستحق القرآءة ,, بوركت يارعاك الله ,,
    [/align]
     
  5. الصورة الرمزية محب الإسلام

    محب الإسلام تقول:

    افتراضي مشاركة: سلسلة لبعض غزوات النبي عليه الصلاة والسلام

    بارك الله فيك على الفائده
    [MEDIA]http://www.mayo.ws/snd/osara.rm[/MEDIA]
     
  6. الصورة الرمزية dxdiag

    dxdiag تقول:

    افتراضي مشاركة: سلسلة لبعض غزوات النبي عليه الصلاة والسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم


    غزوة بني قريظة السنة الخامسة الهجرية دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صباح اليوم الذي فرغ فيه من غزوة الخندق ولم يكد يضع السلاح حتى آتاه جبريل عليه السلام في صورة رجل يلبس عمامة يركب بغلة عليها سرج وقال له أو قد وضعت السلاح يا رسول الله ؟ قال : نعم يا جبريل فقال : جبريل : فما وضعت الملائكة السلاح بعد .. إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة فاني عامد إليهم فمزلزل بهم )) بعدها أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال لهم من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة ، وسمع المسلمون واطاعو قول نبيهم صلى الله عليه وسلم وتولى علي بن أبي طالب الراية بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانطلق الرجال في موكب المجاهدين فلقد اطمأنوا بعد الخندق بأنهم لن تغزوهم قريش بعد اليوم بل هم سيغزون أعداء الإسلام ويقاتلون أئمة الكفر في عقر دارهم هذا ما وعد به رسوله المجاهدين من المسلمين مهاجرين وأنصارا .

    اقترب علي بن أبي طالب مع رجاله من حصون بني قريظة واستمع إلى حديثهم خلف الحصون فسمع مقالة قبيحة بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد إليه ونصحه بان لا يقترب من الحصون فأدرك الرسول بثاقب نظره سبب نصيحة علي وقال له أظنك سمعت منهم كلاما مؤذيا لي . ولما أجابه علي بالإيجاب قال له لو رأوني لم يقولوا من ذلك شيئا . تقدم الرسول صلى الله عليه وسلم من حصون بني قريضة فنادى عليهم (( هل أخزاكم الله وانزل بكم نقمته ؟ )) قالوا : يا أبا القاسم ما كنت جهولا .. ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند بئر تسمى بئر أنا وضرب المسلمون حصارا حول حصون بني قريظة استمر خمسا وعشرين ليلة حتى شق عليهم الحصار وأجهدهم وأصابهم الرعب والخوف من المسلمين .
    في هذه الظروف عرض عليهم زعيمهم كعب بن الأشرف ذلك الغدار الماكر الذي نقض كل العهود المتفق عليها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليهم ثلاثة حلول إما أن يدخلوا في الإسلام واما أن يقوموا بقتل ذراريهم ونسائهم بأنفسهم ثم يقاتلون المسلمين حتى الموت واما تبييت المسلمين ليلة السبت فان المسلمين قد أمنوا منهم فأبوا كل ذلك وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرسل إليهم أحد أصحابه وهو أبو لبابه وكان حليفا لهم في الجاهلية …
    عندما جاءهم أبو لبابة قام إليه اليهود متوسلين وقدم إليه النساء والصبيان يبكون فرقّ لهم وقالوا له يا أبا لبابة (( أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ وكانوا لايعرفون نية الرسول صلى الله عليه وسلم )) ولذلك أجابهم أبو لبابة على سؤالهم بإشارة من يده إلى حلقه موضحا لهم انه الذبح إن هم رضوا بحكم الرسول صلى الله عليه وسلم . وهنا أدرك أبو لبابة انه قد خان الرسالة وأفشى سرا من الأسرار العسكرية فندم بعد أن شعر انه تعدى حدوده وانطلق هائما على وجهه وربط نفسه إلى أحد أعمدة المسجد وقال لا ابرح حتى يتوب الله علي مما صنعت وظل في مكانه حتى نزلت توبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلقه بيده الشريفة . لم يهدأ اليهود في حصون بني قريظة فأرسلوا أحدهم وهو شاس بن قيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عليه أن ينزلوا على ما نزل عليه بنو النضير من ترك الأموال والخروج بالنساء والصبيان وما حملت الإبل إلا الحلقة … فرفض الرسول صلى الله عليه وسلم وتقرر بعد ذلك أن ينزل بنو قريظة على حكم رسول الله عندها قال الاوس : يا رسول الله إن بني قريظة هم موالينا .. وكانوا حلفائهم قبل الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا ترضون يا معشر الاوس أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا بلى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذلك سعد بن معاذ ، وكان سعد مصابا يداوى من جرح بليغ أصابه في غزوة الخندق فاقبلوا عليه يقولون : يا أبا عمر احسن في مواليك فإنما رسول الله ولاك لتحسن فيهم …. فأجابهم : لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم …. وهنا اعتدل سعد رضي الله عنه واصدر الحكم الوحيد الذي أجراه الله على لسانه ولقد كان حكما عادلا أشفى صدور المؤمنين الذين عانوا من غدر اليهود …
    وأشفى صدور المؤمنين الذين سيأتون من بعد سعد والى أن تقوم الساعة لقد حكم فيهم سعد بان تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبى الذراري والنساء . وهنا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة ارقعة ( سماوات ) ثم جيء بهم في بيت بنت الحارث وتم حبسهم هناك إلي أن يحين تنفيذ حكم الله فيهم فحفر لهم خندق ثم أمر بهم فضربت أعناقهم في تلك الخندق وقتل معهم يومئذ عدو الله حيي بن اخطب وهو والد أم المؤمنين صفية بنت حيي التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم . قتل من رجال بني قريظة عدد يتراوح بين الستمائة والسبعمائة وقتلت من نسائهم امرأة واحدة وذلك لأنها قتلت أحد المسلمين بطرح رحى عليه واسمه خلاد بن سويد ، وكان ممن وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من السبي ريحانة بنت عمرو ولم تزل في ملكه حتى مات . وكان نصر الله عظيما . لقد انزل الله القصاص العادل باليهود جزاء لهم على خيانتهم العهود وخاب ظن المنافقين الذين انكشف أمرهم في قوله تعالى (( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا )) الآية 12 من سورة الأحزاب بل وعدهم الكاذب وعهدهم المنقوض ووعد الله ورسوله هو الصادق . وفي نهاية ذلك اليوم مات سعد بن معاذ شهيدا متأثرا بجراحه من غزوة الخندق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ ))

    ..................


    جزاكم الله خير الجزاء
     
  7. الصورة الرمزية dxdiag

    dxdiag تقول:

    افتراضي مشاركة: سلسلة لبعض غزوات النبي عليه الصلاة والسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في فرحة المسلمين بانتصارهم في بدر ، لم يستح أولئك اليهود أن يقولوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يغرنك انك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة ، أما والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس !! )) وقد نزل الوحي ينذر هؤلاء بسوء المنقلب : (( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد . قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله ، وأخرى كافرة ، يرونهم مثليهم رأي العين ، والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار )) كان اليهود في المدينة يلعبون لعبة خطرة بين قبيلتي الاوس والخزرج ، أهم قبائل المدينة ، وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة مباركة أيدها الأنصار الذين بايعوه في بيعتي العقبة الأولى والثانية . وكان أول عمل قام به عليه الصلاة والسلام بعد دخوله المدينة هو المؤاخاة بين قبيلتي الاوس والخزرج ووضع حدا للصراع الذي كان بينهما ، فعاشت المدينة في سلم وأمان مطمئنين تحت راية الإسلام

    واليهود كانوا مجموعة من الطوائف أغناهم بنو قينقاع ، لأنهم كانوا يشتغلون في صناعة الحلي والذهب والفضة ، وكانت أماكنهم التي يعيشون فيها محصنة ، وهم بطبيعة الحال لا يحملون خيرا في أنفسهم للمسلمين ، بل يحقدون عليهم ، فنزل في ذلك قرآنا يصف موقفهم هذا . قال تعالى : (( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر )) . وكان سبب الغزوة لما حدث لتلك المرأة المسلمة زوج أحد المسلمين الأنصار ، التي كانت في السوق فقصدت أحد الصاغة اليهود لشراء حلي لها ، وأثناء وجودها في محل ذلك الصائغ اليهودي ، حاول بعض المستهترين من شباب اليهود رفع حجابها ن والحديث إليها ، فتمنعت ونهرته . فقام صاحب المحل الصائغ اليهودي بربط طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها ، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشفت مؤخرتها . فاخذ اليهود يضحكون منها ويتندرون عليها فصاحت تستنجد من يعينها عليهم . فتقدم رجل مسلم شهم رأى ما حدث لها ، فهجم على اليهودي فقتله ، ولما حاول منعهم عنها وإخراجها من بينهم تكاثر عليه اليهود وقتلوه .

    وثار المسلمون لمقتل صاحبهم ونقض اليهود حلفهم مع الرسول ، وتظاهروا لقتال المسلمين ، وكانوا أول يهود ينقضون عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . لقد حاولوا هتك عرض امرأة مسلمة شريفة ، وقتلوا مسلما ثار لشرف المسلمة ، وهاهم يستعدون لقتال المسلمين ، وهذا شأنهم في كل العصور . ولما تنافر الفريقان واستنفر كل منهم أصحابه وأعوانه وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فغضب عليه الصلاة والسلام اشد الغضب وقال (( ما على هذا أقررناهم )) ولما علم المسلمون بهذا الخبر هبوا لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لتأديب هؤلاء القوم وإخراجهم من بلدة طيبة التي يسكنها افضل خلق الله وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقتال هؤلاء القوم الذين خانوا عهدهم معه ، طاعة لأمر الله تعالى الذي أعطاه الحق في ذلك من خلال الآية الكريمة التي تقول : (( وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين )) . ولما أحسوا بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم ، احتموا في حصونهم المنيعة في انتظار مجيء المسلمين ، فارسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنذارا بالخروج من حصونهم ، وإلا قضي عليهم جميعا ، فجاء ردهم فيه من الفجور أكثر مما فيه من عدم التبصر بما سيحدث لهم من جراء ذلك .عند ذلك استعد الرسول واعد جنده للقتال .. فحمل لواء المسلمين حمزة بن عبد المطلب وتم حصار الحصون وكرر الرسول صلى الله عليه وسلم الإنذار مرة أخرى , فجعلوا يساومون الرسول صلى الله عليه وسلم ويراوغون علهم يجدون فرصة للانقضاض على المسلمين ، لكنهم في آخر الأمر اضطروا للاستسلام والنزول عند رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم . وجاء عبد الله بن أبي بن سلول الذي يميل إليهم ويعتبرهم قومه وخاصته . جاء الى الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا له : يا محمد احسن موالي ( أي أصحابه ) . ولما أبطأ الرسول صلى الله عليه وسلم عليه بالجواب ادخل يده في جيب درع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتمادى في طلبه ، واثقل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أغضبه ، وقال له : اتركني ، ولكن عدو الله قال له : أتقتل أربعمائة حاسر ، وثلاثمائة دارع ( يلبس الدرع ) قد منعوني وحموني من الأحمر والأسود أي العجم والعرب … وتحصدهم في غداة واحدة . فلما ضاق به الرسول صلى الله عليه وسلم نهره قائلا : (( هم لك … خذهم لا بارك الله فيهم …. )) وتبرأ عبادة بن الصامت من عبد الله بن أبي بن سلول وكان هو أيضا حليفهم فنزلت الآية الكريمة : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم ، إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) : وخرجوا من المدينة مذلولين بدون سلاح وعتاد ، واستولى المسلمون على أموالهم وعتادهم وقسم الرسول صلى الله عليه وسلم أموالهم بين المسلمين أخماسا ، واخذ له الخمس ، لينفقه على الفقراء والمحتاجين . وهكذا خرجوا إلى بلاد الشام تاركين خلفهم الأرض الطيبة التي أرادوا أن يدنسوها بخيانتهم ولم يكن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عبثا فقد هلكوا جميعا في بلاد الشام خلال فترة وجيزة . انهم اليهود أهل الغدر والخيانة أخزاهم الله في الدنيا والآخرة .

    ..................


    جزاكم الله خير الجزاء
     
  8. الصورة الرمزية dxdiag

    dxdiag تقول:

    افتراضي مشاركة: سلسلة لبعض غزوات النبي عليه الصلاة والسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم


    من هم بني النضير ؟ بنو النضير قبيلة من قبائل اليهود في المدينة ، عاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم الاعتداء وعدم نصر عدو له عليه الصلاة والسلام ، يسكنون في ضاحية بأطراف المدينة بها خضرة ونخيل وماء تسمى منطقة (( العوالي )) وظل عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم أربع سنوات كاملة قبل أن تحدث هذه الغزوة . لما ضعفت شوكة اليهود بعد جلاء بني قينقاع عن المدينة النبوية ، أخذ بنو النضير ، يتعاونون مع مشركي قريش بعد انتصار المسلمين في بدر ، فعندما أراد أبو سفيان الثار خرج في

    مئتي رجل ، وأتى سلام بن مشكم وهو سيد بني النضير فاستقبله وسقاه خمرا وتعاون معه لإيذاء المسلمين .ثم هجم أبو سفيان على بعض البيوت وقتل رجلين من الأنصار ثم عاد إلى مكة المكرمة . ثم نقض بنو النضير العهد ثانية عندما رفضوا الاشتراك مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد بحجة أن القتال يدور يوم السبت وان العهد بينهم ينص على المشاركة في الدفاع داخل المدينة وأحد خارجها ، في حين أعتبر النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد غزوة موجهة إلى المدينة . ثم توالت الأحداث ضد مصلحة المسلمين بعد هزيمة أحد يوم السبت 15 شوال 3 هـ / 625 م ، فاستهانت القبائل بأمرهم وأخذت تكيد لهم ، فكانت حادثة الرجيع وهو ماء لقبيلة هذيل تعرض فيه ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للقتل والأسر ثم كانت مجزرة بئر المعونة وهو بين أرض بني عامر وبني سليم في نجد ، في صفر سنة 4 هـ ، حيث استشهد محمد بن المنذر بن عمر ومعه أربعين من المسلمين على يد عامر بن الطفيل ومن ناصره من بني سليم ، ولم ينجوا منهم سوى اثنان كعب بن زيد وعمرو بن أمية الضميري ، الذي قتل رجلين من بني عامر أثناء عودته ، رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد ضمن لهما أمنهما . وكان بنو النضير حلفاء بني عامر ، لذلك خرج النبي صلى الله عليه وسلم معه عشرة من كبار الصحابة منهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم إلى مقربة من قباء لدفع دية الرجلين ، فحاول بنو النضير قتل النبي صلى الله عليه وسلم بان يلقي عمرو بن جحاش صخرة عليه من على ظهر الجدار وهو جالس . لكن الله تعالى فضح مؤامرتهم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى المدينة . فخرج وكأنه يريد قضاء حاجة له ، فلم يفطن له أحد ، ثم تبعه أصحابه ثم أنذر النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير بالجلاء عن حصونهم ومزارعهم خلال عشرة أيام فاستعد اليهود للرحيل ، لكن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول العوفي وعدهم بالمساعدة بألفين من العرب وحثهم على الصمود لان اخوتهم من بني قريظة لن يخذلوهم وكذلك حلفاؤهم من غطفان . رفض بنو النضير الإنذار وأخذوا يستعدون للقتال فرمموا حصونهم و أمدوها بالسلاح وزودوها بمؤونة طعام تكفي اشهر طويلة . حاصر النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير في حصونهم لمدة عشرين يوما وأخذ يقطع نخيلهم ويحرق بساتينهم ، ومنع مساعدة المنافق عبد الله بن أبي بن سلول وحلفائهم من غطفان بعد أن رفض بنو قريظة نقض العهد معه . فأيقن بنو النضير من سوء العاقبة وتملكهم الخوف والرعب وطلبوا منهم حقن دمائهم مقابل الاستسلام والجلاء ، فأجابهم إلى طلبهم شرط أن يخرج كل ثلاثة منهم في بعير يحملون عليه ما شاءوا من دون السلاح ، فخرجوا في 600 بعير فنزل بعضهم في خيبر بزعامة حي بن أخطب وسلام بن مشكم وكنانة بن الربيع ، ورحل البعض الآخر إلى أذرعات عند حدود بلاد الشام . في أمر بني النضير يقول الله تعالى : ((هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار )) . سورة الحشر الآية 2 لقد خربوا بيوتهم بأيديهم ، وذلك يتعلق بعقيدتهم فكل يهودي يعلق على نجاف داره صحيفة فيها وصية موسى لبني إسرائيل ، لذلك حملوها معهم عند جلائهم ، وقيل أن ما حملوه معهم هو أخشاب بيوتهم وهي غالية الثمن في شبه الجزيرة العربية . وظن بنو النضير أن هذا الجلاء هو انتصار لهم فخرجوا يرقصون في ابتهاج وسرور وقد تزينت نسائهم ويحملون الدفوف والمزامير . وقد غنم المسلمون من يهود بني النضير 50 درعا و50 خوذة و 34 سيفا ، عدا الأراضي والبساتين التي قسمت على المهاجرين حتى يصبحوا في غنى عن معونة الأنصار إخوانهم في الإسلام . وقيل أن رجلين فقط من بني النضير أسلما فلم تمس أموالهما وهما يامين بن عمير وأبو سعد بن وهب . كان إجلاء بني النضير ضربة قاصمة لليهود الذين شعروا بمرارة النزوح والهجرة ، ومع ذلك لم يفطنوا للخطأ الكبير الذي ارتكبوه ،وهم أهل دين سماوي ، بتحالفهم مع قريش أهل الوثنية ضد المسلمين وهم أهل دين سماوي مثلهم . والتوراة عندهم توصي بالنفور من عبدة الأوثان والأصنام .

    .................

    جزاكم الله خير الجزاء
     
  9. الصورة الرمزية dxdiag

    dxdiag تقول:

    افتراضي مشاركة: سلسلة لبعض غزوات النبي عليه الصلاة والسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم


    بنو المصطلق هم فرع من خزيمة سموا بني المصطلق إذ كان جدهم رقيق الصوت . ويروى في سبب هذه الغزوة أن الرسول صلى الله عليه تلقى نبأ أن بني المصطلق يحرضون على قتله عليه الصلاة والسلام ، وان زعيمهم الحارث بن ضرار هو خطيبهم في ذلك ، فلما تأكد الرسول صلى الله عليه وسلم من الخبر، أسرع فاستعد لهم ونادى بالخروج إليهم ، وكان ذلك في شعبان من السنة السادسة للهجرة ، وجعل لواء المهاجرين لأبي بكر ولواء الأنصار لسعد بن عبادة ، وزحف المسلمون ونزلوا على ماء بئر قريب من بني المصطلق يقال له " المريسيع " فتقابلا الجيشان ، ونادى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأعلى صوته : قولوا : " لا اله إلا الله تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم ، أحاط المسلمون ببني المصطلق ففر من

    جاءو لمشاركة بني المصطلق في هذه المؤامرة ، ووقف بنو المصطلق وحدهم في مواجهة المسلمين ، وجرى تراشق بالنبال ، وسرعان ما أحس بنو المصطلق بأنهم لا يستطيعون الوقوف في وجه المسلمين وان الحرب ستأكلهم وراح الحارث بن أبي ضرار زعيمهم يقول : " أتانا من لا قبل لنابه عدة وعددا " وكان يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأصاب القوم الرعب فاستسلموا فرفعوا أيديهم والقوا بأسلحتهم ، فأسر منهم سبعمائة رجل ، وسبيت نسائهم وذريتهم ، وغنم المسلمون غنيمة كبيرة … ومما يقوله الرواة في ذلك انهم غنموا ألفا من الإبل ، وخمسة آلاف من الأغنام . وعلى هذا فالحديث عن غزوة بني المصطلق حديث قصير لان الحرب لم تكن شديدة ، ولكن لهذه الغزوة أهمية عظيمة في التاريخ ، إذ ارتبط بها حادثان خطيران أولهما الفتنة التي أوشكت أن تحدث بين المهاجرين والأنصار ، والتي كان سببها راس النفاق في المدينة عبد الله بن أبي بن سلول فأراد أن يستغل حادثة وقعت بين مهاجر وأنصاري ، ليشعل دعوة الجاهلية ، لتعظم وتأكل صفوف المسلمين . الحادثة كانت بين رجل مهاجر يسمى جهجاه بن مسعود من بني غفار أجير عمر بن الخطاب ، ورجل أنصاري هو سنان بن وبر الجهني … تزاحم الرجلان على الماء فاقتتلا ، فصرخ الأنصاري قائلا : يا معشر الأنصار ، ونادى المهاجر : قائلا يا معشر المهاجرين … فلما سمع ذلك راس النفاق ابن أبي قال : لقد نافرونا وكاثرونا في بلدنا ….. واكمل ذلك المنافق يقول .. أما والله لو رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل ….. وكان زيد بن أرقم غلاما صغيرا فسمع هذا الحديث فبلغه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم مما سمع ، وبينما هو في الموكب إذ التقى بأسيد بن حضير وكان رجلا من أتباع ابن أبي قبل إسلامه فقال له عليه الصلاة والسلام بعد أن رد تحيته ، أوما بلغك ما قال صاحبكم ؟ فقال عليه الصلاة والسلام انه قال : سيخرجن الأعز منها الاذل . فاستغرب الرجل وقال : هو والله الذليل وأنت الأعز …..

    ثم أضاف أرفق به يا رسول الله ، فوالله لقد جاءنا الله بك وإن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه ملكا ، وانه ليرى أنك قد اسلبته ملكه . فكان عقاب هذا المنافق أن نزل فيه قرآنا وهو القصاص منه ، وعلم ابن عبد الله بن أبي نبأ ما اقره القرآن في أبيه ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في قتل أبيه .. أما الحادثة الثانية فهي حادثة الإفك والتي حملها رأس النفاق أيضا ابن سلول ، وقد تصدى القرآن الكريم لتبرئة السيدة الفاضلة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت أبا بكر الصديق رضي الله عنه ، من فوق سبع سموات . ومما يتصل بهذه الغزوة زواجه صلى الله عليه وسلم من جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، وكيف كان هذا الزواج يمنا وبركة على أسيرات بني المصطلق فاعتقهن المسلمون وهم يهتفون ، كيف نأسر أصهار رسول الله ؟ وأسلم كثير من بني المصطلق وصفت النوايا وعم الوئام بين المسلمين جميعا .


    .......................

    جزاكم الله خير الجزاء
     
  10. الصورة الرمزية dxdiag

    dxdiag تقول:

    افتراضي مشاركة: سلسلة لبعض غزوات النبي عليه الصلاة والسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم


    في ذي القعدة من العام السادس الهجري خرج الرسول صلى الله عليه وسلم للعمرة في جمع من أصحابه يبلغ عددهم في ارجح الروايات ألف وأربعمائة من المسلمين المهاجرين والأنصار ومن لحق به من حلفائه العرب وأخذ معه عليه الصلاة والسلام سبعينة بهيمة من الهدي ، الأغنام والأضاحي وقيل في ذلك أن عدد المسلمين كان سبعمائة فقط ، أي كل عشر ة لهم هدي واحد ، وبينما الرسول صلى الله عليه وسلم في المسيرة وقد أحرم مع أصحابه ليأمن الناس ويعلموا أن مقصده زيارة بيت الله الحرام . التقى عليه السلام برجل يسمى " بشر بن سفيان الكعبي " فقال له : يا رسول الله قد علمت قريش بخروجك وخرجت برجالها وابلها وهم في مكان قرب مكة ويتزعم فرسانهم خالد بن الوليد . فقال عليه السلام " يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب .

    ثم طلب عليه الصلاة والسلام من رجل من المسلمين أن يدله على طريق غير طريق التي تقف فيها قريش . فسار الرجل في مقدمة المسلمين ، يوجه الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه إلى طريق آخر غير طريق قريش وكان طريقا وعرا أجهد المسلمين ، فلما رأى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من أصحابه أن يستغفروا الله ويتوبوا إليه ، ولما شاهدت قريش الغبار الذي يثره المسلمون قاصدين طريقا آخر عادوا إلى مكة مسرعين خوفا من دخول المسلمين من وموضع آخر ، والتقى الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه برجال من خزاعة وهي قبيلة عربية فلما سألوه عن الذي جاء به اخبرهم عليه الصلاة والسلام انه جاء لزيارة البيت . ولم يقصد الحرب والقتال . عاد القوم إلى مكة يقولون للكفار . يا معشر قريش !! إنكم استعجلتم في الحكم على محمد صلى الله عليه وسلم ، انه لم يأت للقتال وانما جاء زائرا هذا البيت .. فاقسموا ألا يدخل مكة عليهم أبدا .

    طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يذهب إلى مكة ليبلغ أشرافها هدف مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة . فقال عمر رضي الله عنه " يا رسول الله إني أخاف قريش على نفسي ، وليس بمكة من بني عدي بن كعب أحد يمنعني ، يقصد أهله وقبيلته وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها " وأشار عمر أن يبعث الرسول عثمان بدلا منه قائلا " انه رجل أعز مني . وكان اختيار عمر صحيحا . لأنه يعرف مكانة عثمان لديهم . وقوة أبناء عمومته في قريش تجعلهم لا يفكرون في قتله .

    ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأي صاحبه وخرج عثمان قاصدا مكة ليفاوض أهلها على السماح بدخول المسلمين بقصد الطواف بالبيت العتيق . ولما وصل عثمان إلى مشارف أم القرى ، لقيه رجل من أهله هو أبان بن سعيد بن العاص فرحب به وجعله في حمايته حتى وصل إلى زعيمهم أبي سفيان وحوله أشراف قريش ، بلغهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأجابوه إن شئت أن تطوف بالبيت فطف ..! . فقال لن افعل حتى يطوف معي رسول الله . فاحتجزه الكفار في مكة . وبلغ المسلمين انهم قتلوه ، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على القتال حتى الموت . وسميت بيعة الرضوان لأنها كانت تحت الشجرة ونزلت فيها الآيات التالية ( سورة الفتح 18/19 ثم جاءت أخبار عثمان من مكة بأنه لم يقتل ، وخبر مقتله غير صحيح . وبعث الكفار رجلا منهم وهو سهيل بن عمرو العامري . إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفاوضه في الصلح وكان شرطهم الأول أن لا يدخل الرسول مكة هذا العام . وتفاوض سهيل مع الرسول طويلا ثم جرى بينهما الصلح ولما سمع عمر شروط الصلح وقف غاضبا يقول : يا رسول الله الست برسول الله . قال عليه الصلاة والسلام : بلى .. قال عمر متسائلا أو ليسوا بالمشركين ؟ قال : بلى .. فأجاب عمر : فعلام نعطي الدنية في ديننا ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أنا عبد الله ورسوله ولن أخالف أمره ولن يضيعني ..

    ثم دعا رسول الله علي بن أبي طالب ليكتب كتاب الصلح بين المسلمين وقريش ، فقال عليه السلام : اكتب يا علي : بسم الله الرحمن الرحيم .. فقال سهيل بن عمرو : لا أعرف هذا اكتب باسمك اللهم …. فكتبها علي رضي الله عنه …ثم اكمل الرسول يملي عليا .. (( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو )) . فقال سهيل لو شهدت انك رسول الله لم أقاتلك .. ولكن اكتب اسمك واسم ابيك . فقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه ..: اكتب يا علي (( هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو )) . وأملاه شروط الصلح كما يلي : أن تضع الحرب أوزارها بين الفريقين لمدة عشر سنوات . أن يرد الرسول من يأتيه من قريش مسلما بدون إذن وليه ..

    لا تلتزم قريش برد من يأتي إليها من عند محمد . من أحب الدخول في عقد قريش وعهدها فله ذلك .. ومن أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه ..

    أن يرجع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا العام من غير عمرة ، على أن يأتي في العام التالي فيدخل مكة مع أصحابه بعد أن تخرج منها قريش ويقيم فيها ثلاثة أيام وليس معهم من السلاح إلا السيوف ..

    أحس المسلمون بخيبة أمل ورأوا أن الصلح فيه تساهل كبير من ناحيتهم وتشددا من قريش ولذلك عندما أمرهم الرسول أن ينحروا ثم يحلقوا لم يقم منهم أحد ، رغم أنه كرر ذلك ثلاث مرات . حزن الرسول صلى الله عليه وسلم ودخل على زوجته " أم سلمة " أم المؤمنين وذكر لها ما لقيه من المسلمين فقالت : يا نبي الله أتحب أن يطيعوك فيما أردت ؟ إذن فاخرج ولا تكلم أحدا منهم حتى تنحر بدنتك ، وتدعوا حالقك فيحلق شعرك . ففعل عليه الصلاة والسلام بمشورة أم المؤمنين . فلما رأى المسلمون ذلك قاموا جميعا ونحروا وصار بعضهم يحلق للآخر . وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حكيما ، في عقده صلح الحديبية ، فقد أمن شر قريش لمدة عشر سنوات قادمة ، جعلته يتهيأ لنشر الدعوة خارج قريش ، وفي جميع أرجاء الجزيرة العربية . وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في موكب صحابي جليل ، فيه رضى بما قسم الله لهم . وفي طريق العودة نزلت سورة الفتح التي بشرت الرسول بفتح قريب ، قال تعالى (( سورة الفتح 1،2،3 . فاستبشر الصحابة بهذه البشرى العظيمة ، وسكنت قلوب المسلمين وراحوا يستغفرون الله ، وكان عمر بن الخطاب يقول : (( مازلت أتصدق وأصوم واصلي واعتق في الذي صنعت يومئذ ( يقصد يوم الصلح ) مخافة كلامي الذي تكلمت به ، حتى رجوت أن يكون خيرا )) .


    ...................

    جزاكم الله خير الجزاء