( الأقْصَى يَنْتَظِرُنَا فَاتِحِيْنَ لا سَائِحِيْن)
يُنَادِيِ وَيَسْأَلُ وِيَتَسَاءْلُ هَلْ مِنْ مُعْتَصِمٍ جِدِيدْ
فِيِ وَقْتِ يِخْطُو الْمُحْتَلُ فِيِهِ نَحْوَ تَهْوِيِدِ الْقُدُسِ خُطُوَاتٍ ثَاَبِتَه غَيْرَ عَابِئٍ بِرُدُوُدِ اَفْعَالِ الْمُسْلِمِيِنِ وَغَيْرَ مُكْتَرِثٍ لِغَضَبِة هُنِا أَوْ هُنَاكْ
فِيِ وَقْتٍ يَسْتَصِرْخُ فِيِهِ أَهْلِ الْقٌدُسِ الْمُسْلِمِيِن لِيَهْبُوُا لِنَصْرَتِهُمْ وَحِمَايَةِ مُقَدَّسَاتِهِم بَعْدَ اَنْ اَعْيَاهُمُ الّصُمُوُدُ وَحْدَهُمْ !!
!!
فِيِ وَقْتٍ تَثُوُرُ فِيِهِ الّشُعُوُبُ الْعَرَبِيّةِ طَلَبْاً لِحُرِّيْتِهَا وَكَرَامَتِها الّتِّي سُلِبَتْ عُقُوُدٌ طَوِيِلَةٌ
وَتَضْعُ نَصْبُ أَعْينُهَا هَدْفاً وَاحِدْاً وَهُوَ الْقُدُسُ وَتَحْرِيِرُ الْأَقْصَيَ ..
فِيِ هَذَاَ الْوَقْتِ ..
يَأْبَيَ بَعْضُ الْمَنْسُوبِيِنَ عَلَيَ بَنِيِ جِلْدِتِنَا إِلَّا أَنْ يُكْمِلُوُا مَسِيِرَةَ الْخِيَانَةِ ويُوَاصِلُوُا مُسَلْسَلَ الّتَنَاَزُلَاَتِ لِعَدِوٍ غَاَصِبٍ
يَأْبَيَ بَعْضُ مَنْ يَتَوَلَّوْنَ أَمْرَ أُمَّتِنَا إلّاَ طَعْنِنِاَ مِنَ الْخَلْفِ وِكَأَنَّ ظُهُوُرِنَا مَاَزَاَلَ فِيَهَا مَكَاَنٌ لِطَعْنَهٍ جَدِيِدَهٍ!!
يَأْبَيَ بَعْضُ عُلَمَاءِنَا –لِلِأَسَفِ – إِلّاَ إِسْتِبْدَاَل الّذِيِ هُوَ أَدْنَيَ -مَرْضَاَةُ الْحُكَّاَمِ -بِالّذِيِ هُوَ خِيْر-مَرْضَاَةِ اللهِ --
فَفِيِ خِضَمَّ الْمَعْرَكَهِ الْمُتَوَاَصِلِهِ بَيْنَ أَهْلِنَاَ فِيِ الْقُدْسِ وَالْعَدْوُ الْصَهْيُوُنِيِ الِّذِيِ يُحَاوِلُ فَرْضَ هَيْمَنَتُهُ عَلَيَ الْقُدْسِ بِكُلِ مَا أُوُتِيَ مِن وَسَاَئِلِ
وَفِيِ اْلْوَقْتِ الّذِّيِ يَنْتَظِرَ فِيِهِ اَهْلُ الْقُدْسِ جُيٌوُشَ الْمُسْلِمِيِنِ تَتَحَرَكَ لِتَحْرِيِرِ الْأَقْصَيَ الْحَبِيِبْ أَوْ عَلَيَ الْأَقْلِ تَدْعُمُ صُمُوُدُهُم في مُوَاَجَهَةِ المُحْتّلِ ..
فُوجِئُوا بُمُسَاعَدَهٍ مِنْ نُوُعٍ آَخَرَ ..
زِيِاَرَةٌ ظَاهُرُهَاَ -أَوْ كَمَاَ يَدّعِيِهَاَ الْبَعْضُ - تَرْسِيِخ الوُجُوُدِ العَرَبّيِّ فِيِ الْقُدْسِ
وِلِكِنَّ بَاِطَنَهَا وَحَقِيِقَةَ أَمْرَهَاَ هُوَ تَكْرِيِسُ الْوُجُوُدِ الّصَهْيُونِيِ فِيِ الْقُدْسِ وَالْإِعْتِرَافَ -عَبْرَ عُلَمَائِنَا -لَهُمْ بِالْسُلْطّهِ وإِعْطَاِئِهِم حَقُ مَنْحِ الّزِيَاَرَهِ لِلِبَعْضَ وَحِرْمَانِ الْبَعْضَ مِنْهَا !!
مَاَ قَاَمَ بِهِ شُيُوُخٌ أَمْثَاَلُ الْحَبِيِبِ اْلِجِيفْرِي وعَلِيِ جُمْعَه كَانْت ضَرْبَةٌ قَاَسِيِةِ لِجُهُوُدِ عُلَمَاَءِ الْمُسْلِمِيِن لِمَنْعِ إِ إِعْطَاَءُ الّشَرَعِيّهِ لَلِمُحْتَلّ عَلَي أَرْضِنَا الْمُقَدَّسَهِ !!
مِثْلَ هَذِهِ الّزِيَاَرَاَتِ الْمَشْبُوُهَهِ وإَنْ كَاَنْت تُثِيِرُ الْآَنَ الْكَثِيِر مِن الْجَدَلَ بَيْنَ مُعَارِضٍ وَمُبَارِكٍ
إلَّا أنَّهَا وَبِدُوُنَ أَنْ يَشْعُرُوا أَحْيَت قَضِيِّةً قَدْ أُغْلِقَ مَلَفَّهَا وهِيِلَ عَلْيِهِ الّتُرَابُ ..
والآَن اَصْبَحَ عُموُمٌ الْشُعُوُبِ ولَيَسَ عُلَمَاؤُهُم فَقَطْ
يُرِيِدُوُنَ أَنْ يَفْهَمُوُا وَيَعُوُا وَيَمْنَعُوا مَا يُحَاكَ لَنَا بِاَيْدٍ خَبِيِثَه ...
أيّهُا الأُخْوَةُ الأحْبَابِ
رَسُولُنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
" صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي إِذَا صَلُحَا صَلُحَ النَّاسُ : الأُمَرَاءُ وَالْفُقَهَاءُ " . )
ماذا سيكون حال الأمة إذا خان أمراؤها وإذا ضل علماؤها؟
إنها الانتكاسة والمهانة والذلة!
طوال فترات التاريخ الإسلامي كنا نجد من أمثال هؤلاء العلماء الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، وهم شر الناس
فهناك علماء عاملون يسعون إلى تصويب مسار الأمة والحفاظ عليها.
وهناك علماء سلاطين كل همهم التقرب والتزلف إلى أصحاب الجاه والسلطان طمعًا بما في أيديهم، ولو كان الثمن هو الإفتاء بما يرضيهم ويغضب ربهم.!!
لقد كان واضحًا أن هذه الزيارات كانت بمباركة أنظمة عربية لها أجندات سياسية واضحة، وكان أكثر المطبلين والمزمّرين لهذه الزيارات سلطة رام الله ورئيسها محمود عباس ووزير أوقافها محمود الهباش ووزير السياحة فيها حنا عميرة.
كم كان مؤسفًا أن يدخل هؤلاء المشايخ من باب المغاربة الذي لا يدخل منه المسلمون الفلسطينيون أبدًا، وإنما هو لدخول السياح الأجانب وللمستوطنين والمتدينين اليهود الذين يقتحمون الأقصى لتدنيسه.!
فكم كان مؤسفًا أن يوضع هؤلاء المشايخ في نفس الخانة مع السياح والمستوطنين وجنود الاحتلال، ويدخلوا الأقصى تحت حراسة وحماية المخابرات الإسرائيلية وحرس الحدود،حتى وإن كان في استقبالهم موظفو دائرة الأوقاف.( هكذا كان رد الشيخ كمال الخطيب )
اما الشيخ رائد صلاح فقال
لنحافظ على بوصلة القدس والمسجد الأقصى
يحتاج كل منا إلى أن نضبط أقوالنا وأعمالنا ومواقفنا تجاه القدس والمسجد الأقصى على ضوء هذه البوصلة، وبذلك نضمن ألا نقوم بأية حركة أو مهمة أو نشاط أو عطاء أو تضحية إلا بما هو منضبط تمام الانضباط مع هذه البوصلة،
بمعنى أنه يؤكد بطلان الاحتلال الإسرائيلي ويؤكد قرب زواله، هذا من جهة، ويؤكد انتصار القدس والمسجد الأقصى على هذا الاحتلال من جهة أخرى.
أيها المسلمون ..واجب نصرة القدس والمسجد الأقصى يفرض علينا أن نحيط بكل هذه الألاعيب التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي،
وأن ندرك أنه يحاول اليوم الادّعاء بأنه موافق على إعطاء المسلمين والعرب والفلسطينيين حق الإدارة الدينية فقط على القدس والمسجد الأقصى ولكن تحت السيادة الإسرائيلية الباطلة أصلًا،
بمعنى أنه يحاول اليوم الادعاء بأنه موافق على إعطائنا حق الصلاة في المسجد الأقصى ورفع الأذان فيه ، بشرط أن نقوم بذلك تحت السيادة الإسرائيلية الباطلة أصلًا،
شيخ الأقصى رائد صلاح :
يسأل مفتي مصر:
"ألم تفكر لماذا يمنعني الكيان الصهيوني من الصلاة في المسجد الأقصى، ويسمح لك بالصلاة فيه
هنا أخوة الإسلام تفنيد للحجج التي جعلوها دليلا على تحليل زيارة الاقصى وهو تحت الاحتلال
الحجة الأولى : لا توجد أختام إسرائيلية على الجواز
الختم على جواز السفر هو من أفعال السيادة التي تمارسها الدول على أراضيها وهو ما تفعله سلطات الكيان الصهيوني مع كل أجنبي أو فلسطيني غير مقيم في القدس راغب في زيارة بيت المقدس ،
لإعلان سيادتهم الكاملة على بيت المقدس
والكيان الصهيوني لا يجامل في أمر فرض سيادته على هذه المدينة ، ومن يظن غير ذلك فهو واهم ،
وهناك حيلة جديدة تتمثل في إعداد قوائم سفر أو جوازات مؤقتة لمن ترشحه الدولة الصديقة للزيارة ، شرط موافقة الدولة الصهيونية عليها
أي أن هؤلاء المشايخ الذين وقعوا في فخ التطبيع حصلوا على موافقة إسرائيلية كاملة وختم إسرائيلي على وثيقة رسمية تحوي أسماءهم.
الحجة الثانية : الزيارة دعم كبير لصمود القدس وأهلها ! ولا يجوز ترك القدس وحدها بيد اليهود
مغالطه كبيره فهذه الزيارات لهؤلاء الدعاة لا تحقق معنى النصرة ولا تقدم وسيلة دعم أو إسناد بل ضررها أكبر من ذلك
فهؤلاء الدعاه مجرد زوار لدقائق وجودهم لم يحقق شئ ولكنه أعطي للإحتلال وجاهة متمثله في توفير حماية الزوار !!
الحجة الثالثة :دعوى أن عدداً من علماء الأمة الكبار قد زاروا المسجد الأقصى والقدس إبان الاحتلال الصليبي لها
إن القدس إبان الإحتلال الصليبي كانت مغلقة على المسلمين وأن الحروب استمرت فيها سنوات طويلة وأن المسجد الأقصى توقفت فيه صلاة الجمعة عقودًا من الزمن، ،
وأن عماد الدين زنكي بدأ بتطهير البلاد منهم قبل تحريره للأقصى، والفقهاء لم يشغلهم أمر الذهاب إليه وإنما أشغلهم تحريره قبل زيارته
الحجة الرابعة :النبي عليه الصلاة والسلام زار مكة في عمرة القضاء وهي تحت قريش وسيادتهم
قلت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر عمرة القضاء مع الصحابة ومكة تحت حكم كفار قريش وصلى والأصنام منصوبة في الكعبة وحواليها والتزم بشروط كفار مكة في الزيارة فلم يكن ذلك تطبيعا ولا استسلاما
أما عن استدلالك هنا فنقول لك كأنك لم تقرأ عن العرف والعادة
إن مكة لم تكن محتلة ولامغتصبة كما هو الحال اليوم في المسجد الأقصى
فأهل مكة هم من منع النبي صلى الله عليه وسلم من دخولها وليس كما هو الحال اليوم مع اليهود الذين اغتصبوا الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى ويحاولون شرعنة اغتصابهم له
ولااريد أن أذكر لك أقوال العلماء تجاه مايجب فعله إن اغُتصبت أرض للمسلمين فمن الواجب عليك أن تسعى لتحريره وأنت تعلم أن الواجب يقابله الحرمة فهل تترك الواجب وتقع في الحرام !!
ولا تعتقد يوماً ما أن العدو الإسرائيلي يقدم لك خدمة مجانية بل انهم يسمحون لك اليوم بزيارة المسجد الأقصى من دون تأشيرة ليدل دلالة ضمنية على مشروعية واليوم يدخلونك بلا تأشيرة وغداً بتأشيرة
ثم كيف بالله عليك يسمحون لك بزيارته في حين يمنعون أهالي القدس والشيخ عكرمة صبري والشيخ رائد صلاح من دخوله .
وإني لاستغرب لماذا لم يزوروا المسجد الأقصى من قبل فهل كانت الزيارة من قبل غير مشروعة واليوم اصبحت مشروعة
.الحجة الخامسة: استدلوا بحديث لاتشد الرحال الا لثلاث مساجد
للمسجد الأقصى المبارك مكانة عظيمة عند أهل السنة والجماعة،ومع ذلك فإن زيارته سنةٌ مستحبةٌ وليست ،والمعتمد الأساسي للمانعين من الزيارة هو النظر في مآلاتها وما يترتب عليها من التطبيع مع الاحتلال وأن المفاسد المترتبة عليها أكثر من المصالح،ومعلوم عند الفقهاء
قاعدة:"درء المفاسد أولى من جلب المصالح"
فإذا تعارضت مفسدةٌ مع مصلحةٍ قُدِّم دفعُ المفسدة غالباً.وأن الأنفع والأجدى هو توفير أوجه الدعم الأخرى لقضية الأقصى والقدس وفلسطين وتخليصها من الاحتلال.(الشيخ حسام الدين عفانة )