الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أحمد ...

    أحمد ... تقول:

    افتراضي أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    يقولون : هذا حظه متعثر ... وذاك حظه ( يفلق الصخر ) ... وآخر حظه سيئ .. وعقب مباراة كرة قدم يقولون للفريق المهزوم : ( هارد لك ) !!!
    ومعلوم لدينا قول أحد الشعراء : حظي كدقيق بين شوك نثروه .......... الخ البيت الذي لا تحضرني تتمته ....
    والكثير الكثير من العبارات والأقوال في هذا الشأن ...

    والسؤال : هل يصح للمسلم أن يؤمن بمسألة الحظ هذه ....!؟
    وهل يترتب على ذلك شيء ما من الناحية الشرعية ..؟
    وهل هناك أدلة شرعية في الخصوص ؟

    أفيدونا ـ تفصيلاً في هذا الموضوع ـ يا أهل الاختصاص .. جزاكم الله خيراً ..
     
  2. الصورة الرمزية خطاب الحوينى

    خطاب الحوينى تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    السم عليكَ أخى أحمد
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

    اعلم وفقك الله أن حقيقة الإيمان بالقضاء هي : التصديق الجازم بأن كل ما يقع في هذا الكون فهو بتقدير الله تعالى .

    وأن الإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان وأنه لا يتم إيمان أحد إلا به ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه بلغه أن بعض الناس ينكر القدر فقال : " إذا لقيت هؤلاء فأخبرهم أني براء منهم وأنهم برآء مني ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر ( أي : يحلف بالله ) لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ثم أنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر"

    ثم اعلم أن الإيمان بالقدر لا يصح حتى تؤمن بمراتب القدر الأربع وهي :

    1) الإيمان بأن الله تعالى علم كل شيء جملة وتفصيلا من الأزل والقدم فلا يغيب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض .

    2) الإيمان بأن الله كتب كل ذلك في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة .

    3) الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة فلا يكون في هذا الكون شيء من الخير والشر إلا بمشيئته سبحانه , و لا أن احداً من البشر لديه صفة كذا و كذا الى سبق الى الله علمه به و قدره له سبحانه .

    4) الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله فهو خالق الخلق وخالق صفاتهم وأفعالهم كما قال سبحانه : ( ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء ) الأنعام/102



    - وأن القدر سر الله في خلقه فما بينه لنا علمناه وآمنا به وما غاب عنا سلمنا به وآمنا ، وألا ننازع الله في أفعاله وأحكامه بعقولنا القاصرة وأفهامنا الضعيفة بل نؤمن بعدل الله التام وحكمته البالغة وأنه لا يسأل عما يفعل سبحانه وبحمده .

    وبعد فهذا مجمل اعتقاد السلف الصالح في هذا الباب العظيم وسنذكر فيما يلي تفصيلاً لبعض ما تقدم من القضايا فنقول سائلين الله العون والتسديد :

    القدَر : هو تقدير الله تعالى الأشياء في القِدَم ، وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده وعلى صفات مخصوصة ، وكتابته سبحانه لذلك ، ومشيئته له ، ووقوعها على حسب ما قدرها ، وخَلْقُه لها .


    الإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي وردت في قوله صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان : " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " رواه مسلم وقد ورد ذكر القدر في القرآن في قوله تعالى : ( إنا كل شئ خلقناه بقدر ) القمر/49 . وقوله تعالى: ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) الأحزاب/38 .


    اعلم وفقك الله لرضاه أن الإيمان بالقدر لا يتم حتى تؤمن بهذه المراتب الأربع وهي :

    أ ـ مرتبة العلم : وهي الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وأن الله قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ، وعلم ما هم عاملون بعلمه القديم وأدلة هذا كثيرة منها قوله تعالى : ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) الحشر/22 ، وقوله تعالى : ( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ) الطلاق/12 .

    ب ـ مرتبة الكتابة : وهي الإيمان بأن الله كتب مقادير جميع الخلائق في اللوح المحفوظ . ودليل هذا قوله تعالى : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحج/16 .

    وقوله صلى الله عليه وسلم : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة " رواه مسلم ( 2653 ) .

    ج ـ مرتبة الإرادة والمشيئة : وهي الإيمان بأن كل ما يجري في هذا الكون فهو بمشيئة الله سبحانه وتعالى ؛ فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن ، فلا يخرج عن إرادته شيء .

    والدليل قوله تعالى : ( وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّه ُ) الكهف/23 ،24 وقوله تعالى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/29 .

    د ـ مرتبة الخلق : وهي الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء ، ومن ذلك أفعال العباد ، فلا يقع في هذا الكون شيء إلا وهو خالقه ، لقوله تعالى: ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) الزمر/62 . وقوله تعالى : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُون ) الصافات/96 .

    وقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يصنع كل صانع وصنعته " أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد وابن أبي عاصم في السنة ( 257و 358 ) وصححه الألباني في الصحيحة ( 1637) .

    قال الشيح ابن سعدي ـ رحمه الله ـ : " إن الله كما أنه الذي خلقهم ـ أي الناس ـ ، فإنه خلق ما به يفعلون من قدرتهم وإرادتهم ؛ ثم هم فعلوا الأفعال المتنوعة : من طاعة ومعصية ، بقدرتهم وإرادتهم اللتين خلقها الله ) ( الدرة البهية شرح القصيدة التائية ص 18 )

    هذا مما تقدم كان لزاماً ذكره و التذكير به أخى الكريم و هو معلوم لكَ إن شاء الله تعالى .
     
  3. الصورة الرمزية خطاب الحوينى

    خطاب الحوينى تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    وما أعظم هذه الآية العظيمة التي تبعث حالة كبيرة من الراحة والطمأنينة والرضا والتسليم لدى من يعتبر أن ( حظه متعثر ) ، وتكسر إعجاب وفرح من يعتبر أن ( حظه يفلق الصخر ) :

    قال الله تعالى : [ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) ] سورة الحديد .

    وما أعظم هذا الحديث العظيم الشهير الذي يبعث حالة كبيرة من الراحة والطمأنينة والرضا والتسليم لدى من يعتبر أن ( حظه متعثر ) ، وتكسر إعجاب وفرح من يعتبر أن ( حظه يفلق الصخر ) ::

    عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - أنه ركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يا غلام .. إني معلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ؛ واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك .. رفعت الأقلام وجفت الصحف ) أخرجه أحمد في مسنده ( 4/233 ) وصحح إسناده الشيخان أحمد شاكر والألباني ؛ وأخرجه الترمذي ( 2516 ) وصححه ، وحسنه ابن حجر في ( موافقة الخبر الخبر ، 1/327 ) .

    __________________

    الحظ أخى موجود و مذكور في القرءان الكريم في سبعة مواضع .

    و معناه كما قال ابن عاشور في التحرير :

    والحظ : النصيب من الشيء مطلقاً ، وقيل : خاص بالنصيب من خير ، والمراد هنا : نصيب الخير ، بالقرينة أو بدلالة الوضع ، أي ما يحصل دفع السيئة بالحسنة إلا لصاحب نصيب عظيم من الفضائل ، أي من الخلق الحسن والاهتداء والتقوى .اهـ

    و قال في موضع آخر :

    وأصل الحظ : القِسم الذي يعطاه المقسوم له عند العطاء ، وأريد به هنا ما قسم له من نعيم الدنيا .
    والتوكيد في قوله { إنه لذو حظ عظيم } كناية عن التعجب حتى كأن السامع ينكر حظه فيؤكده المتكلم . اهـ .

    قلت (المتعيلم كاتب هذه السطور):

    - على أنه لا ينبغي فصل الحظ أو النصيب هنا عن إرادة الله عز وجل سواء الكونية أو الشرعية .
    - و كذا لعن الحظ و سبه فهو كمن سب القدر أو أقل ما فيه إساءة الظن بالله .
    - و أيضاً نسبة الحظ للنفس أو الغير من البشر و كأنه معطيه لا آخذه .

    و الله أعلم .

    و ذكر أخ لى أنه يعتقد أن إستخدام لفظة محظوظ - على غير سبيل الحسد - جائز والله اعلم .

    و هذا أبلغ في بيان أن صاحب الحظ هو آخذه لا معطيه .

    محظوظ على وزن مفعول فهو إسم مفعول و صاحبه مفعول به لا فاعل .

    فالفاعل يكون حاظاً .

    ملاحظة : كتبت حاظاً منصوبة مراعاة لضبط الإعراب (ابتسامة) .

    و الله أعلم و هو الهادي إلى سبيل الرشاد , و صلى اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين .
     
  4. الصورة الرمزية أحمد ...

    أحمد ... تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    بسم الله .. ما شاء الله .. لا قوة إلا بالله .
    لقد كفيت ووفيت أخي الحبيب خطاب .. فجزيت خيراً وكتب الله لك على كل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها ..
    وما أجمل أن توافق الأدلة الشرعية ما أطمأنت إليه النفس ابتداءً .. وذلك من فضل الله ومنه وكرمه سبحانه وتعالى ..
    فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ..
    هدى الله أمة الإسلام للعمل بمقتضى كتابه وسنة حبيبه المصطفي صلى الله تعالى عليه وسلم تسليماً كثيراً .
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد ... ; 22 Apr 2006 الساعة 09:51 PM
     
  5. الصورة الرمزية أحمد ...

    أحمد ... تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    أجدد شكري وتقديري للأخ خطاب على ما تفضل به في مشاركته الطيبة في شأن مسألة الحظ ..
    نسأل الله الكريم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة .
    وللجميع التحية .
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد ... ; 22 Apr 2006 الساعة 09:58 PM
     
  6. الصورة الرمزية محب الدعوة

    محب الدعوة تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    بوركت اخي خطاب على الافادة والإجادة
    [FLASH=http://www.c5c6.com/File/1158251756.swf]width=400 height=350[/FLASH]
     
  7. الصورة الرمزية منير 83

    منير 83 تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    كتب الله اجر الاخوان اجمعين
    وبارك الله فيكم واحفظكم الله لنا ولهذا المنتدى المبارك

     
  8. الصورة الرمزية أحمد ...

    أحمد ... تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    شكراً لكما .. أخوي الكريمين : محب الدعوة ومنير على المرور والتعقيبات الطيبة .
    حفظكما الله تعالى زاداً طيباً لهذا المنتدى المبارك .
    ولله الحمد .
     
  9. الصورة الرمزية daly_ena

    daly_ena تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    جزاكم الله كل خير
     
  10. الصورة الرمزية حازم المصري

    حازم المصري تقول:

    افتراضي مشاركة: أفيدوني في هذه المسألة جزاكم الله خيراً ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة khatab00

    الحظ أخى موجود و مذكور في القرءان الكريم في سبعة مواضع .

    و معناه كما قال ابن عاشور في التحرير :

    والحظ : النصيب من الشيء مطلقاً ، وقيل : خاص بالنصيب من خير ، والمراد هنا : نصيب الخير ، بالقرينة أو بدلالة الوضع ، أي ما يحصل دفع السيئة بالحسنة إلا لصاحب نصيب عظيم من الفضائل ، أي من الخلق الحسن والاهتداء والتقوى .اهـ

    و قال في موضع آخر :

    وأصل الحظ : القِسم الذي يعطاه المقسوم له عند العطاء ، وأريد به هنا ما قسم له من نعيم الدنيا .
    والتوكيد في قوله { إنه لذو حظ عظيم } كناية عن التعجب حتى كأن السامع ينكر حظه فيؤكده المتكلم . اهـ .

    قلت (المتعيلم كاتب هذه السطور):

    - على أنه لا ينبغي فصل الحظ أو النصيب هنا عن إرادة الله عز وجل سواء الكونية أو الشرعية .
    - و كذا لعن الحظ و سبه فهو كمن سب القدر أو أقل ما فيه إساءة الظن بالله .
    - و أيضاً نسبة الحظ للنفس أو الغير من البشر و كأنه معطيه لا آخذه .

    و الله أعلم .

    و ذكر أخ لى أنه يعتقد أن إستخدام لفظة محظوظ - على غير سبيل الحسد - جائز والله اعلم .

    و هذا أبلغ في بيان أن صاحب الحظ هو آخذه لا معطيه .

    محظوظ على وزن مفعول فهو إسم مفعول و صاحبه مفعول به لا فاعل .

    فالفاعل يكون حاظاً .

    ملاحظة : كتبت حاظاً منصوبة مراعاة لضبط الإعراب (ابتسامة) .

    و الله أعلم و هو الهادي إلى سبيل الرشاد , و صلى اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين .
    جزاك الله خيراً أخ خطاب و لكن كان الأولى أن تنسب كل قول إلى قائله خاصة و قد إتهمني أحد الأعضاء في ملتقى أهل الحديث بالنقل منك .
    فلله الأمر من قبل و من بعد .