إن الكلام عن سيد قطب يطول كثيرا وقد كُتبت حوله رسائل جامعية وآلاف المقالات وعشرات الكتب بين مادحين وقادحين والإخوان المسلمين رفعوه إلى درجة عالية فهو مفكر العصر ومنظر الصحوة الذي لا يشق له غبار، و لا يرضون لمخالف الانتقاص من قدره ولم يجرؤا على بيان أخطائه رسميا حسب علمي، ما عدا ما قام به العلامة القرضاوي مؤخرا .
والمناوئين له من متطرفي العلمانية والسلفية جعلوه شيطانا رجيما فهو سبب ماأصاب الأمّة من بلاء وغمّة!
والأستاذ سيد قطب داعية إسلامي أحبّ دينه وجاهد بقلمه الفيّاض لنصرته وكانت خاتمته معروفة، وكل مصلح تكون له إيجابيات وسلبيات، وحسنات سيد الكثيرة وأثاره الطيبة على الفكر الإسلامي المعاصر وعلى الصحوة الإسلامية لا ينكرها إلا جاهل أو حاسد، لكن أيضا له سيئاته وأخطاؤه فكل يؤخذ منه ويردّ . فلو عاملناه بعدل وإنصاف لما كان ما كان . قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) وسيد قطب مهما زلّ وأخطأ فكل ابن آدم خطّاء( أي كثير الخطأ) فهو ليس أقل درجة من الذي ورد في الحديث ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ(رض)
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ فَقَالَ إِذَا أَنَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ اسْحَقُونِي ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبُنِي عَذَابًا مَا عَذَّبَهُ بِهِ أَحَدًا قَالَ فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ فَقَالَ لِلْأَرْضِ أَدِّي مَا أَخَذْتِ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ لَهُ مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ فَقَالَ خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ أَوْ قَالَ مَخَافَتُكَ فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ ) مسلم
فلربما كان سيد من أشد الناس حبا لله وخوفا من عقابه ولولا قوة عقيدته وصفائها ما صبر للتعذيب الرهيب ولولا حبه لدينه ما استمر في المطالعة والكتابة في السجن وما أدراك ما سجون ناصر الظالم عدو الإسلام. وكان بالإمكان إطلاق صراحه وتكريمه لو استعطف عبد الناصر واعتذر على ما فعله ( ) لكن الرجل كان كالجبل الشامخ فرد قائلا: : (( إن أصبع السبّابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ؛ ليرفض أن يكتب حرفا يقر به حكم طاغية ... وقال ردا على الطلب : [ لماذا أسترحم ؟ إن سُجنت بحق فأنا أقبل حكم الحق ، وإن سجنت بباطل فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل !ٍ ]أرجو من الله أن يكون سيد قطب ممن قال في شأنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله) حسنه الألباني في الجامع
وحينما توعد النبي الحاكم الظالم بأشد العذاب يوم القيامة تبيّن لكل عاقل فهم اسلامه فها شاملا أن فساد السياسة ضياع عريض لمصالح العباد وتعطيل لشرع الله وخراب للبلاد فإذا كان العذاب في حد ذاته كاف لأنه بالنار فما بالك لما يكون أشدّ عذابا.؟ ( أشدّ الناس يوم القيامة عذابا إمام جائر) حسنه الألباني في الجامع
ويروى أن القاضي الذي حكم على سيد قطب بالإعدام سأل سيد [ أنت تريد أن تكون شهيدا فما معنى الشهادة؟ فقال له سيد " الشهيد من شهد أن دين الله أغلى من حياته لذلك يبذل روحه و دمه فداء لدين الله" ..)
كم سيدٍ متفضلٍ قد سـبـه.. ** من لا يـساوي غرزةً في نعلهَ
.
من علماء السلفية الذين دافعوا عنه ولم يطعنوا فيه ويشككوا في عقيدته
ابن باز الذي استنكر إعدامه يوم قرر الطغاة تصفيته ظلما وعدوانا بعدما توسط وشفع له عن الطاغية وكذلك فعل الملك الراحل فيصل وغيرهم كثير،
ومن الذين دافعوا عن عرض المظلوم سيد العلامة بكر أبو زيد السلفي المنهج والعقيدة والذي لا يزايد على سلفيته وغزارة علمه وشجاعته إلاّ جهول أوحسود فكتب ردا قويا سمي بالخطاب الذهبي دفاعا عنه وردا على كتابات ربيع في تجريح وطعن سيد، وتبقى شهادة الشيخ وسام إنصاف يضاف إلى منجزاته . وممّا جاء في رد العلامة بكر عن ربيع قوله
(نظرت فوجدت هذا الكتاب يـفـتـقـد إلى
ـ أصـول البحث العلمي، الحيـدة العلمية، منهـج النقد، أمانـة النقل والعلم، عـدم هضم الحق ـ أما أدب الحوار وسمو الأسلوب ورصانة العرض فلا تمت إلى الكتاب بهاجس وإليك الدليل. )
كذلك دفاع العلامة عبد الرحمن بن جبرين عضو هيئة كبار العلماء ولجنة الفتوى بالمملكة ورد عليه سؤال ( بعض الشباب يبدعون الشيخ سيد قطب وينهون عن قراءة كتبهويقولون أيضا نفس القول عن حسن البنا ويقولون عن بعض أهل العلم
أنهم خوارج وحجتهم تبيين الأخطاء للناس ، وهم طلبة حتى الآن
) , أرجو الإجابة حتى إزالة الريب لنا ولغيرنا حتى لا يعم هذا الشيء .
الجواب :
الحمد لله وحده ... وبعد
لا يجوز التبديع والتفسيق للمسلمين لقول النبي (صلي الله عليه وسلم)
(من قال لأخيه يا عدو الله وليس كذلك حار عليه) ، وفي الحديث
أن من كفَّر مسلما فقد باء بها أحدهما) ، وفي الحديث: (أن رجلا مر
فقال الله برجل وهو يعمل ذنبا فقال والله لا يغفر الله لك .
) من ذا الذي يتألي علي أني لا أغفر لفلان ، إني غفرت له وأحبطت عملك).
ثم أقول إن سيد قطب وحسن البنا من علماء المسلمين ومن
أهل الدعوة وقد نصر الله بهما وهدي بدعوتهما خلقا كثيرا ولهما
جهود لا تنكر ولأجل ذلك شفع الشيخ عبد العزيز بن باز في سيد قطب
عندما قرر عليه القتل وتلطف في الشفاعة فلم يقبل شفاعته الرئيس
جمال ـ عليه من الله ما يستحق ـ ولما قتل كل منهما أطلق على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما ، وشهد بذلك العام والخاص ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار ثم تلقى العلماء كتبهما ونفع الله بهما ولم يطعن أحد فيهما منذ أكثر من عشرين عام، وقد قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس بحقيقة فرد عليه الشيخ بكر أبو زيد، وكذلك محامل على الشيخ عبد الرحمن وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير نكير.
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ..... ولكن عين السخط تبدي المساويا
ومما قاله الداعية السلفي الرباني محمد حسان عن سيد
[ … فنسأل الله -عز وجل- أن يجعل الشيخ سيد قطب -رحمه الله- عنده من الشهداء فهو الرجل الذي قدم دمه وفكره وعقله لدين الله .... ]
وقد وصف العلامة الألباني في بعض دروسه و كتبه [ كالحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام ] سيد بأنه داعية إسلامي ولقبه بالأستاذ الكبير وأعجب ببعض كلماته الخالدة مثل لاإله إلا الله منهج حياة واعترف في درس له بالجهاد والغيرة على دينه حتى قتل، وأن الذين قتلوه هم أعداء الإسلام ] .. ولم يستحسن تأليف الكتب في نقد وطعن سيد قطب في إشارة إلى ما كتبه ربيع..
ومما قاله الألباني في بعض دروسه المسجلة[ ..يُرد على سيد بهدوء وليس بحماس هذا لا يعني أن نعاديه وننسى أن له شيء من الحسنات، يكفي أنه رجل مسلم وكاتب إسلامي وأنه قتل في سبيل دعوته للاسلام وأن الذين قتلوه هم أعداء الإسلام...] كلام معقول وموزون وفيه إنصاف للرجل وأنه يمكن وصف الحكام الظالمين بأنهم ظلمة أو أعداء الإسلام ولم يقل كان على سيد ألاّ يتكلم في ولي الأمر وأن سيد من الخوارج وقتله جائز...
ومن الذين دافعوا عن سيد قطب بقوة ومن غير خوف من محاكم التفتيش! عالم السودان الكبير عبد الحي يوسف و العلامة المجاهد الشيخ عبد الرحمن الدوسري و حمود بن عقلا الشعيبي هذا الاخير يعتبر مفتي المملكة الحالي عبد العزيز آل الشيخ أحد تلامذته وكذلك الفوزان وسلمان العودة كما شارك في تقويم أعمال بعض الشيوخ[ أبو بكر الجزائري وربيع المدخلي وأمان الجامي.. ] ولا ننسى الدكتور الكبير صلاح عبد الفتاح الخالدي الذي أنجز شهادة الماجيستر والدكتوراء حول تفسير في ظلال القرآن وكان من المشايخ المشرفين على الرسالة العالم المفسرأحمد حسن فرحات الذي قال كلمة تستحق أن تكتب بماء الذهب [ الظلال كتب الله له القَبول لأنه كُتب مرتين مرة بمداد العالم ومرة بدماء الشهيد فكان العلم نورا والشهادة نورا والظلال نور على نور] ومن أعضاء اللجنة المشرفة الشيخان المختصّان في علم التفسير مناع القطان وعدنان زرزور وشاء الله أن تناقش وتزكى رسالة الماجستير والدكتوراء حول تفسير سيد قطب بجامعة محمد بن السعود الإسلامية ببلاد الحرمين في ( 76 / الماجستير ) ( و84 الدكتوراء) . ولم نسمع يومئذ طعنا وتجريحا.من علماء السلفية المعتبرين. ومن العلماء المحترمين والذين لا يجرؤ أحد من متطرفي السلفية الطعن فيه لأن ذلك طعن في ولي الأمر ومرجعية الدولة إنه العلامة سماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ماذا قال عن سيد قطب وكتابه المشهور في ظلال القرآن؟ في محاضرة له يوم 14/6/1426 هـ
( أشاد سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة بكتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب رحمه الله وذلك في أحد دروسه التي ألقاها مؤخرا. ...ومما ذكره عن كتاب " في ظلال القرآن " أنه كتاب نافع كتبه مؤلفه ليجعل من القرآن نظام حياة وهو ليس تفسيرا بالمعنى الحرفي إلا أنه استخرج من القرآن الكثير مما يحتاج إليه المسلم. ....وذكر سماحته أن هناك من شنع على بعض العبارات التي وردت في كتاب الظلال إلا أن هذه الأخطاء سببها علو كلام سيد وسمو أسلوبه فوق أسلوب القارئ وهذا ما لم يفهمه بعض من انتقدوه ولو أنهم أعادوا النظر وكرروا القراءة لتبين لهم خطأهم وصواب سيد قطب. ...ودعا في كلمته إلى وجوب إحسان الظن بالناس وحمل كلامهم على أحسن المحامل كما أوصى طلبة العلم بقراءة كتاب الظلال والاستفادة مما فيه ونبه في كلامه إلى أن سيد قطب قتل شهيدا...)
لا شكّ أنه كلام منصف رائع صادر من أعلى هيئة سلفية رسمية قد وقع كالصاعقة الناسفة على رؤوس الجوارح أو الطائفة الجارحة . فهل يسحبون منه الآن شهادة أهل السنة والفرقة الناجية وتنسبونه إلى القطبية؟ أم تخشون الرد عليه أو التحذير من كتبه ودروسه...؟
يمكنك الاستماع للمحاضرة
http://www.almanaralink.com/files/shr3i/155_1.ram
وحدة الو جود! : يصر ويحرص الكثير من السلفيين أن يتهموا سيد قطب بأنه ضال ومنحرف العقيدة يؤمن بوحدة الوجود ، والرجل قد صرّح بما لايدع الشك أنه ضد وحدة الوجود في ظلال القرآن - (ج 1 / ص80
[... والنظرية الإسلامية: أن الخلق غير الخالق. وأن الخالق ليس كمثله شيء . . ومن هنا تنتفي من التصور الإسلامي فكرة[وحدة الوجود ]على ما يفهمه غير المسلم من هذا الاصطلاح - أي بمعنى أن الوجود وخالقه وحدة واحدة.. ]
إن تتبع عورات المسلم وزلات العالم ونشرها أمام الملأ بتشفي ليس بمنهج السلف أبدا وقد أدرك علماء السلف خطورة المبالغة في الردود والطعن والتجريح في الدعاة والتشهير بهم فأوصدوا الأبواب فقال الصحابي الجليل ابن عباس
( خذوا العلم حيث وجدتم، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم في بعض، فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة] هذا كلام عن زمان خير القرون فما عساه أن يقول اليوم في عصر الجنونّ ! وقال مالك بن دينار – رحمه الله –: [يؤخذ بقول العلماء والقراء في كل شيء إلا قول بعضهم في بعض فإنهم أشد تحاسداً من التيوس] وما يحدث بين صديقي الأمس عدويّ اليوم [ ربيع ومفلح] خير دليل ومثال. وقال الإمام الذهبي – رحمه الله –: [ كلام الأقران لا يُعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد. وما ينجو منه إلا من عصمه الله. وما علمت أن عصراً من الإعصار سلم أهله من ذلك سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس] ميزان الإعتدال1/251. فشخّص علماء السلف الدّاء وبيّنوا الدواء فهل من معتبر؟ فسيد قطب يبقى رمز الداعية العامل بعلمه المجاهد بقلمه وروحه حتى قتل من أجل ذلك ولو كان لحكام مصر ذرة من الإنصاف والشجاعة لحررّوا المادة الإعلامية الموجودة عندهم والمتعلقة بمجريات محاكمة سيد وما قاله بكل شجاعة وإباء وكيفية قتله فلا شك أن عرض اللقطات الأخيرة من حياة سيد قطب [ الإعدام ] كفيلة بقيام ثورة جديدة في جيلنا هذا سيكون لها الأثر الكبير في تغيير الموازين مثلما أحدثت صور إعدام صدام .
في الأخير أقول أن أتباع سيد من الإخوان معلوم عنهم أنهم أصحاب علم وفهم وعالم الكومبيوتر والانترنيت هم فرسانها ، لكن لما لم ينجزوا برامج تحتوي على تراث سيد قطب والبنا وغيرهم من رموز الإخوان؟ لماذا السلفيين برعوا في هذا الميدان؟ أنظر إلى تراث الألباني مثلا وكيف جمع ورتب في برامج إلكترونية ممتازة يمكنك الإطلاع على أي أمر قاله أو كتبه .
كما لا يفوتني أن أطالب الإخوان بتأسيس لجنة مختصة تعتكف على دراسة تراث سيد قطب وتبيّن ما فيه من أخطاء كي تزال و تُوضّح خصوصا ما تعلق بجوانب عقدية أو تطاولا على الصحابة. وعلى رأسهم عثمان بن عفان، وإن كنت أعتقد أنا الصحابي غير معصوم وحينما يتولى الواحد منهم منصب سياسي وتسيير شؤون الأمة يصير رجل عمومي معرض للنقد، ويكون النقد لطريقة تسييره وكيفية تعامله مع بطانته لا لشخصه الكريم ، ولا شك أن الحكومة التي كان يديرها عثمان (رض) الله عنه أو معاوية (رض) قد وجد فيها من هو انتهازي همّه الدنيا وربما منافقين همّهم إثارة النعرات العصبية بين الجماعة الإسلامية ، لذا النقد البنّاء لسياسة ما ليس طعنا ولا تجريحا في عدالة الأمير ولو كان صحابيا مثل عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص . ففرق بين عدالته وكفاءته. بين إيمانه الذي لا نشك فيه أبدا وكفاءته القابلة للتقييم والتقويم والله أعلم وأحكم . أخيرا نسأل الله أن يرحم سيد قطب ويجازيه عنا أحسن الجزاء ، اللهم إن أحسن فزد في حسناته وإن أساء فتجاوز عن سيئاته وأختم مقالي بكلمة قال سيد قطب رحمه الله ( إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا منالشموع لاحراك فيها جامدة حتى إذا متنا من اجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء...)
بلقاسمي الجزائري</B></I>