بسم الله الرحمن الرحيم
حديث ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِي إِسْحقَ الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ ما أَوْحَى) قَالَ: (حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ).
الشرح:
هذا الحديث في بيان أمر شرف الله به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم وهو رؤيته لروح القدس الملك جبريل عليه السلام على هيئته الحقيقة له ستمائة جناح قد سد الأفق وفي هذا دليل على أن الملائكة جنس طيار ودليل أيضا على عظم خلق الملائكة وهذا يدل على تمام قدرة الله وكمالها. وقد ورد في السنة الصحيحة أن جبريل يتصور ويتمثل على صورة بعض الآدميين وهذا من صفات الملائكة والجن قد جعل الله لهم قدرة على التشكل وتغيير الصورة الظاهرة خلافا للإنسان. ورؤية الملائكة على حقيقتها جائز في حق النبي محمد دون ما سواه والملائكة ترى بني آدم. والإيمان بالملائكة من علم الغيب الذي يجب على المؤمن أن يجزم بثبوته ووجوده ولو لم يشاهده لورود خبره في الكتاب والسنة أما إنكار وجود جنس الملائكة اعتمادا على دليل الحس فكفر بين لأنه تكذيب لله ورسوله فعلى المؤمن التسليم التام لأمور الغيب ولو لم يقبله عقله القاصر ولن يجد الرضا التام والطمأنينة التامة إلا بذلك. ومن أعظم ما شرف الله جبريل عليه السلام أن خصه بنزول القرآن الكريم دون سائر الملائكة. وجبريل أفضل الملائكة على الإطلاق وأقواهم وأعظمهم منزلة عند الله وموصوف بالقوة والأمانة وحسن الخلق وجمال الباطن والظاهر وموصوف بالكرم لكرم أخلاقه وكثرة خصاله الحميدة وله مكانة فوق سائر الملائكة وأمره مطاع في الملأ الأعلى في جنده من الملائكة المقربين. ونحن أهل الإسلام نحب جبريل عليه السلام لأن الله أمرنا بتوليه ومحبته ولأنه ولي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومبلغ القرآن الذي به تحيى نفوسنا ولما له من الصفات الحسنة أما اليهود قاتلهم الله فيبغضون جبريل ويعادونه ولا يتولونه.
خالد سعود البليهد
منقوول